اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 اعتراضات النصارى على تطبيق الشريعة باطلة في دينهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100210
اعتراضات النصارى على تطبيق الشريعة باطلة في دينهم Oooo14
اعتراضات النصارى على تطبيق الشريعة باطلة في دينهم User_o10

اعتراضات النصارى على تطبيق الشريعة باطلة في دينهم Empty
مُساهمةموضوع: اعتراضات النصارى على تطبيق الشريعة باطلة في دينهم   اعتراضات النصارى على تطبيق الشريعة باطلة في دينهم Emptyالجمعة 10 مايو 2013 - 6:36

اعتراضات النصارى على تطبيق الشريعة باطلة في دينهم

نجدُ كثيرًا من شبابِ النَّصارى وغيرِهم، عندما يطالِب المسلمون بتطبيق الشَّريعةِ فى بلادهم حيث هم أغلبيةٌ - يرفضون ذلك رفضًا تامًّا، وحجَّتُهم المناداةُ بالمساواةِ بين الكلِّ، وهى حجَّةٌ واهيةٌ مردودٌ عليها بالتالى:

• أنَّ النَّصارى أقليَّةٌ، والمسلمينَ أغلبيةٌ، وحُكمُ الأغلبيةِ هو الذى يسير على الأقليَّةِ فى كلِّ دولِ العالَمِ، ولا بدَّ من أنْ ينظرَ النَّصارى إلى وضعِ الأقليَّاتِ المسلمةِ فى الدُّولِ التى بها الأغلبيةُ للنَّصارى حيث لا يوجد اعترافٌ بالإسلامِ كدينٍ فى كثيرٍ من الدُّولِ، ولا يوجَدُ ترشيحُ مسلمٍ للرِّئاسةِ، ولا للوَزارة، بل فى العديدِ من دساتيرِها نصٌّ يقولُ بوجوب أن يكونَ الرَّئيسُ نصرانيًّا.



• أنَّ في دول العالَم العَلمانيَّةِ - والتي أغلبيَّتُها نصرانيةٌ - نجد نفسَ الأمرِ، وهو عدمُ إعطاءِ الأقليَّاتِ المسلمةِ حقوقَها حتى فى اللِّباسِ، حيث حرَّمت بعضُ الدُّولِ النِّقابَ والحجابَ، حتى إقامةِ المآذنِ، وإذا بحثنا وجدنا مَن يفعلُ هذه التَّحريمات والتَّجريمات هي أعتى دولِ العَلمانيَّةِ، فرنسا وسويسرا.



إذًا؛ لا يوجَدُ شيء اسمهُ الدَّولة المدنيةُ، فحتى الدُّول العَلمانية دولٌ دينيةٌ، فهى تتدخَّلُ فى الدِّينِ، تحرِّمُ وتحلِّلُ، وما هو الدِّينُ سوى الحلالِ والحرامِ عند أهلِه؛ كما قال - تعالى - فى سورة النَّحل: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ ﴾ [النحل: 116].



ولا تساويَ بين أفرادِها بسبب اختلافِ الدِّيانةِ، رغم أنَّ الدستور العَلْمانيَّ واضحٌ فى ذلك.



• الأهمُّ من ذلك هو أنَّ نصوصَ العهدِ الجديدِ تطالبُ أتباعَ المسيحِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنْ يخضعوا للسُّلطاتِ الحاكمةِ مسلمةً أو غيرَ مسلمةٍ، ومن تلك النُّصوص:

قولُ بطرس فى رسالتِه الأُولى:

"13فَاخْضَعُوا لِكُلِّ تَرْتِيبٍ بَشَرِيٍّ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ، إِنْ كَانَ لِلْمَلِكِ فَكَمَلِكٍ هُوَ فَوْقَ الْكُلِّ. 14أَوْ لِلْوُلاَةِ فَكَمُرْسَلِينَ مِنْهُ لِلانْتِقَامِ مِنْ فَاعِلِي الشَّرِّ، وَلِلْمَدْحِ لِفَاعِلِي الْخَيْرِ"؛ (2 - 14:13).



فهنا يجب أن يخضعَ النَّصارى للمَلِكِ والوالى أيًّا كانت ديانتُه.



وقول بولس فى رسالتِه لأهل روما:

1لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ، 2حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً. 3فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ، أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ، 4لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ. 5لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ. 6فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا، إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذلِكَ بِعَيْنِهِ. 7فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ؛ (13-4:1).



فهنا يطلب بولس الخضوعَ للسَّلاطينِ، وهم الحكَّامُ، واعتبر مَن يقاوِمُ الحكَّاَم خارجًا على النَّصرانيةِ سيُدانُ فى الآخرةِ: "2حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً".



وفى إنجيل "متَّى" طلب يسوع من النَّصرانيِّ الذى استلَّ السيفَ للدِّفاعِ عنه أنَّه لا يجبُ أن يحاربَ ضد السُّلطانِ:

51وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ. 52فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! 53أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ 54فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟"؛ (26-52:51).



مسألة لباس المرأة:

هناك حالةٌ من الجهلِ خاصةً بين شباب النَّصارى، وحتى كثير من الكِبارِ فى مسألةِ لباس المرأةِ النَّصرانيةِ، وهذا الجهلُ ناتجٌ إمَّا بسياسةٍ متعمَّدةٍ من قِبَلِ الكنيسةِ، حيث لَم تعُدْ تعلِّمُ فتياتِ ونساءَ النَّصارى اللِّباسَ الذى يطلبُه العهدُ الجديد، وحتى العهد القديم، حتى إنَّ هذه المسألةَ لَم تعُدْ تُطرَحُ من الأساسِ تحت أيِّ بندٍ من البنودِ، وهو الرَّاجحُ عندى، وإما بوجودِ حالةٍ من الجهلِ بالكتابِ بعهدَيْهِ عند القساوسةِ الجدُدِ عدا قلةً نادرةً منهم، والدليلُ هو أنَّ نساءَ النَّصارى كبارًا وصغارًا - عدا العواجيزَ منهن - كلُّهن يسِرْن كاشفاتِ الشُّعورِ، عارياتِ الأذرُعِ والسِّيقان، وبعضٍ من الصدور.



ولذا عندما تطرح مسألة تطبيقِ الشَّريعةِ على جمعٍ من النَّصارى، تجد الإجابةَ: "أنتم تريدون فرضَ لباسِكم علينا"، مع أنَّ اللِّباسَ واحدٌ فى الإسلامِ والنصرانية، وهذه هي النُّصوصُ في العهد الجديدِ:

8"فَأُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ الرِّجَالُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، رَافِعِينَ أَيَادِيَ طَاهِرَةً، بِدُونِ غَضَبٍ وَلاَ جِدَالٍ. 9وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ، 10بَلْ كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُتَعَاهِدَاتٍ بِتَقْوَى اللهِ بِأَعْمَال صَالِحَةٍ. 11 الرسالة الأولى لتيموثاوس؛ (2-11:Cool.



هنا اللباسُ لا بدَّ أنْ يتَّصفَ بالحشمةِ: "9وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ"؛ أى: لا يظهرُ شيءٌ من الجسدِ إلا المتعارف عليه.



"5وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغُطًّى، فَتَشِينُ رَأْسَهَا، لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ"؛ رسالة بولس الأُولى لأهل كورنثوس (12- 7:5).



هنا لا بدَّ للمرأةِ أن تغطِّيَ شعَرَها، وإلا فواجبها أنْ تقصَّه وتمشي صلعاءَ، والنَّص: "6إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ".



". 3وَلاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ الشَّعَرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلُبْسِ الثِّيَابِ، 4بَلْ إِنْسَان الْقَلْبِ الْخَفِيّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَاد، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ"؛ رسالة بطرس الأولى (2-4:3).



هنا ينهى النساءَ عن الزِّينةِ الخارجيةِ.



"إِنْ أَرَدْتِ أَنْ تَكُونِي مُؤْمِنَةً وَمُرْضِيَةً اللهَ فَلاَ تَتَزَيَّنِي؛ لِكَيْ تُرْضِي رِجَالاً غُرَبَاءَ، وَلاَ تَشْتَهِي لُبْسَ الْمَقَانِعِ وَالثِّيَابِ الْخَفِيفَةِ الَّتِي لاَ تَلِيقُ إِلاَّ بِالزَّانِيَاتِ"؛ ص26 كتاب الدسقولية؛ أى: تعاليم الرسل.



هنا ينهى النِّساءَ عن الثيابِ الخفيفةِ، وثيابِ الشُّهرة.



"وَإِذَا مَشَيْتِ فِي الطَّرِيقِ فَغَطِّي رَأْسَكِ بِرِدَائِكِ؛ فَإِنَّكِ إِذَا تَغَطَّيْتِ بِعِفَّةٍ تُصَانِينَ عَنْ نَظْرَةِ الأَشْرَارِ، لاَ تُزَوِّقِي وَجْهَكِ الَّذِي خَلَقَهُ اللهُ؛ "ص27 كتاب الدسقولية.



وهنا يوجِبُ تغطيةَ المرأةِ لجسمِها صيانةً لها.



"يَكُونُ مَشْيُكِ وَوَجْهُكِ يَنْظُرُ إِلَى أَسْفَلَ، وَأَنْتِ مُغَطَّاةٌ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ"؛ ص27كتاب الدسقولية.



هنا يوجِبُ على المرأةِ تغطيةَ جسمِها من كلِّ ناحيةٍ.



ومن هذه النُّصوصِ يتَّضحُ لنا ولرجال النَّصارى ونسائِهم أنهم وأنهنَّ يخالِفْن العهدَ الجديدَ ومصدرَ التَّشريعِ الثَّاني وهو كتابُ تعاليمِ الرُّسلِ، ومن ثَمَّ فإذا أراد رجالُ ونساءُ النَّصارى الخروجَ من النَّصرانيةِ بمخالفة هذه النُّصوصِ فلْيُعْلنوا دينًا جديدًا يقومُ على إظهار مفاتنِ المرأةِ، وإما إذا كانوا يؤمنون فعلاً وصدقًا بكتبِهم فعليهم أن ينفِّذُوها.



ورسالتي إلى النَّصارى الذين يطالبون بدولةٍ عَلمانيَّةٍ: عليكم قبل المطالبةِ بهذا المطلبِ إمَّا أنْ تتركوا النَّصرانيةَ بكلِّ تعاليمِها وتُعلنوا أنَّ دينَكم الجديدَ هو العَلْمانيةُ، وإما أن تلتزموا دينَكم النَّصرانيةَ، وما فيه سيطبَّقُ عليكم، وهو الموافِقُ لقيامِ الدَّولةِ الإسلاميَّةِ بما فيها من لباسٍ وغيرِه.



مسألة الخمر:

من المسائل التى يرفضها بعضٌ من النَّصارى - خاصةً الشبابَ - مسألةُ تحريمِ الخمرِ، والعقابِ على شُربِها، وصُنْعِها، والتَّرويجِ لها؛ وذلك عند مناقشةِ مسألة تطبيقِ الشَّريعةِ على اعتبار أنَّ الخمرَ حلال عندهم في النَّصرانيةِ.



والنُّصوص واضحةٌ فى تحريم الخمرِ؛ فالملاكُ عندما تكلَّم عن يوحنَّا مدَحَه بأنَّه لا يشربُ مُسكِرًا، ولا خمرًا، وهو قول إنجيل لوقا:

13فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: "لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طَلِبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا. 14وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ، 15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ"؛ (1- 15:13).



وفى رسالة بولس لأهل روميَّةَ بيَّنَ أنَّ الحسَنَ عدمُ شربِ الخمرِ، والقباحةَ شربُها فى قولِه:

21حَسَنٌ أَنْ لاَ تَأْكُلَ لَحْمًا وَلاَ تَشْرَبَ خَمْرًا"؛ (14-21).



ونهاهم بولس عن شُرب الخمرِ فى رسالتِه لأهل أفسس:

18وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ"؛ (5-18).



وبيَّن بولس أنَّ النصرانيَّ الحقَّ لا يكون مُدمنًا للخمرِ؛ فقال فى رسالته الأُولى لتيمو ثاوس:

"3غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ"؛ (3-3).



وقال فى رسالته الثانية لتيطس:

7لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ كَوَكِيلِ اللهِ، غَيْرَ مُعْجَبٍ بِنَفْسِهِ، وَلاَ غَضُوبٍ، وَلاَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ"؛ (1-7).



وقال فى نفس الأمر للنساء:

3كَذلِكَ الْعَجَائِزُ فِي سِيرَةٍ تَلِيقُ بِالْقَدَاسَةِ، غَيْرَ ثَالِبَاتٍ، غَيْرَ مُسْتَعْبَدَاتٍ لِلْخَمْرِ الْكَثِيرِ، مُعَلِّمَاتٍ الصَّلاَحَ"؛ (2-3).



ومن ثَم فاعتراضاتُ المعترضين على تحريم الخمرِ فى الإسلامِ لا قيمةَ لها؛ لأنَّ العهدَ الجديد يحرِّمُها هو الآخَرُ، ومِن ثَمَّ فلا مجال للاعتراضِ، ويبقى هنا دورُ الكنيسةِ التى لَم تعُدْ تقوم بدورِها كما يجبُ في تعليمِ النَّصارى أحكامَ دينِهم، وانشغلت بأمورٍ أخرى.



ولا يفوتُنا وجودُ نصوص أخرى قليلةٍ، تُبيح تناولَ الخمرِ كعلاجٍ لبعض الأسقام؛ كما فى قولِهم:

23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْرًا قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ"؛ رسالة بولس لتيموثاوس الأولى (5-23).



مسألة الجِزيةِ:

عندما تُناقَشُ مسألةُ وجوب دفعِ الجزية مِن قِبَلِ النصارى عند تطبيق الشريعة تجدُ استنكارًا ورفضًا للمسألةِ، ويرجعُ هذا إلى التالي:

• وجود جهلٍ عند النَّصارى بدينِهم؛ فالنُّصوص كثيرةٌ فى العهدِ الجديد تطالِبُ بدفع الجزيةِ والضَّريبة، ومنها:

1- أنَّ يسوع دفَع الجزيةَ عنه وعن غيرِه، وفى هذا قال إنجيل متى:

24وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرَنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: "أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟" 25قَالَ: "بَلَى". فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: "مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ، أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟" قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: "مِنَ الأَجَانِبِ". قَالَ لَهُ يَسُوعُ: "فَإِذًا الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. 27وَلكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ، اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارًا، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ"؛ (17-27:24).



فإذا كان كبيرُهم دفَع الجزيةِ للحكَّام؛ فكيف يرفضون دفْعَها؟


وعندما سأله بعضُ النَّاس عن دفع الجزية طلَب دفْعَها للقيصرِ إذا كانت له:

ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ قَوْمًا مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالْهِيرُودُسِيِّينَ لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكِلْمَةٍ. 14فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ:"يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ، لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ، بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ. أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟ نُعْطِي أَمْ لاَ نُعْطِي؟" 15فَعَلِمَ رِيَاءَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: "لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ اِيتُونِي بِدِينَارٍ لأَنْظُرَهُ". 16فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: "لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟" فَقَالُوا لَهُ: "لِقَيْصَرَ". 17فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: "أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا ِللهِ للهِ". فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ؛ (22-17:13).



وفى رسالة بولس لأهل روما طالَبهم بدفع الجِزية والضَّريبة للحكَّام:

3فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ، 4لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ. 5لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ. 6فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا، إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذلِكَ بِعَيْنِهِ. 7فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ"؛ بولس الأولى لأهل روما (13-7:3).



2- الجهلُ بمعنى الجِزية فى الإسلامِ؛ فالجزيةُ ليست عقابًا للنَّصارى، ولا هى واجبةٌ عليهم كلِّهم، وإنما هى مقابلُ الزَّكاة التى يدفعُها أغنياءُ المسلمين، وهى واجبةٌ على أغنياءِ النَّصارى.



ليس من المعقولِ أن تُنفَقَ أموالُ أغنياءِ المسلمين على فقراءِ ومحتاجي النَّصارى مع المسلمين، وتبقى أموالُ أغنياءِ النَّصارى لهم، وإنما المعقولُ أنْ يُنفِقَ كلُّ فريقٍ على محتاجيه وفقرائِه.



المساواة تقتضى أن يدفع كل فريق من الأغنياء لأهل دينه فإذا عجزت أموال الفريقين عن سد حاجة الفقراء والمحتاجين كان على الدولة الإسلامية أن تعطى من مواردها للكل وليس لفريق منهم .



مسألة الحدود:

كما يرفض كثيرٌ من النَّصارى تطبيقَ أحكام اللِّباسِ والخمرِ والجِزيةِ فإنهم يرفضون الحدودَ، وهو ما يسمَّى "قانون العقوباتِ"، مع أنَّ العقوباتِ واحدةٌ فى معظمِ الجرائمِ، وإن كانوا كما يقولون يتَّبعون العهدَ القديم فى هذا المجال تطبيقًا لِمَا جاء فى إنجيل متَّى:

"لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْغِيَ الشَّرِيعَةَ أَوِ الْأَنْبِيَاءَ، مَا جِئْتُ لِأُلْغِيَ، بَلْ لِأُكْمِلَ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ الْأَرْضُ وَالسَّمَاءُ لَنْ يَزُولَ حَرْفٌ وَاحِدٌ، أَوْ نُقْطَةٌ مِنَ الشَّرِيعَةِ"؛ (5-18:17).



واعتبر يسوع مَن خالف الوصايا صغيرًا؛ أى: حقيرًا مُهانًا، بينما مَن يعملْ بها يكون عظيمًا، فقال عقِبَ الكلامِ السابق:

"فَأَيٌّ مَنْ خَالَفَ وَاحِدَةً مِنْ هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ أَنْ يَفْعَلُوا فِعْلَهُ يُدْعَى الْأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ، وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ بِهَا وَعَلَّمَهَا فَيُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ "؛ (5-19).



ومن ثَمَّ فتطبيقُ الشَّريعةِ بكلِّ ما تتضمَّنُه من عقوباتٍ ولِباسٍ وغيرِه شيءٌ أوجبَتْه النَّصرانيةُ على أتباعِها.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اعتراضات النصارى على تطبيق الشريعة باطلة في دينهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شبهات حول تطبيق الشريعة
» تطبيق الشريعة .. الحدود في الإسلام
»  إشكاليات خطيرة - تطبيق الشريعة الإسلامية (1)
» شبهة للمستشرقين باطلة
»  نقض فكرة مداهنة الديموقراطية بدعوى التدرج في تطبيق الشريعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: شبهـات حــول الاسـلام-
انتقل الى: