اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 شرح أحاديث رياض الصالحين باب التقوى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100200
شرح أحاديث رياض الصالحين باب التقوى Oooo14
شرح أحاديث رياض الصالحين باب التقوى User_o10

شرح أحاديث رياض الصالحين باب التقوى Empty
مُساهمةموضوع: شرح أحاديث رياض الصالحين باب التقوى   شرح أحاديث رياض الصالحين باب التقوى Emptyالثلاثاء 19 نوفمبر 2013 - 20:32

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح أحاديث رياض الصالحين باب التقوى
6ـ باب التقوى

التقوى اسم مأخوذ من الوقاية، وهو أن يتخذ الإنسان ما يَقِيه من عذاب الله. والذي يقيك من عذاب الله هو فعل أوامر الله ،واجتناب نواهيه ،فإن هذا هو الذي يقي من عذاب الله عز وجل، أن تأخذ أوامر الله وأن تترك ما نهى عنه. واعلم أن التقوى أحيانا تقترن بالبر، فيقال بر وتقوى كما في قوله تعالى ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة:2]. وتارة تُذكر وحدها، فإذا قرنت بالبر صار البر فعل الأوامر واجتناب النواهي. وإذا أفردت صارت شاملة؛ تعم فعل الأوامر واجتناب النواهي، وقد ذكر الله - تعالى - في كتابه أن الجنة أُعدَّت للمتقين، فأهل التقوى هم أهل الجنة- جعلنا الله منهم - ولذلك يجب على الإنسان أن يتقي الله عز وجل، امتثالا لأمره وطلبا لثوابه والنجاة من عقابه. ثم ذكر المؤلف آيات متعددة فقال رحمه الله: قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ [آل عمران:102]. وقال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن:16]، وهذه الآية مبينة للمراد من الأولى. وقال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً﴾ [الأحزاب:70]، والآيات في الأمر بالتقوى كثيرة معلومة، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق:3،2]، وقال تعالى: ﴿إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الأنفال:29]، والآيات في الباب كثيرة ومعلومة.

الشرح
قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ فوجَّه الأمر إلى المؤمنين، لأن المؤمن يحمله إيمانه على تقوى الله. وقوله: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ وحق التقوى مفسراً بما عقبه المؤلف من قوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ بعد هذه الآية أي: أن معنى قوله: ﴿حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ أن تتقي الله ما استطعت، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها. وهذه الآية: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ ليست آية يقصد بها التهاون بتقوى الله، وإنما يُقصد بها الحث على التقوى بقدر المستطاع، أي: لا تدَّخر وسعا في تقوى الله ، ولكن الله لا يكلف الإنسان شيئاً لا يستطيعه، كما قال تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا﴾ [البقرة:286]، ويستفاد من قوله: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ أن الإنسان إذا لم يستطع القيام بأمر الله على وجه الكمال، فإنه يأتي منه بما قدر عليه، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين: ((صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب)) (305 )، فرتب النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة بحسب الاستطاعة، وبأن يصلي قائماً، فإن لم يستطع فقاعداً، فإن لم يستطع فعلى جنب، وهكذا أيضا بقية الأوامر، ومثله الصوم، إذا لم يستطع الإنسان أن يصوم في رمضان، فإنه يؤخِّرَه ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾[البقرة: 185]، وفي الحج أيضا: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ [آل عمران: 97]، فإذا لم تستطع الوصول إلى البيت فلا حج عليك، لكن إن كنت قادرا بمالك دون بدنك، وَجَبَ عليك أن تقيم من يحج ويعتمر عنك، والحاصل أن التقوى كغيرها منوطة بالاستطاعة، فمن لم يستطع شيئا من أوامر الله فإنه يعدل على ما يستطيع، ومن اضطر إلى شيء من محارم الله، حل له ما ينتفع به في دفع الضرورة، لقوله تعالى: ﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾ [الأنعام:119]، حتى إن الرجل لو اضطر إلى أكل لحم الميتة، أو أكل لحم الخنزير، أو أكل لحم الحمار، أو غير ذلك من المحرمات، فإنه يجوز له أن يأكل منه ما تندفع به ضرورته، فهذه هي تقوى الله! أن تفعل أوامره ما استطعت وتجنب نواهيه ما استطعت. وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ فأمر الله تعالى بأمرين، بتقوى الله،وأن يقول الإنسان قولاً سديداً؛ أي صواباً. وقد سبق الكلام على التقوى، وأنها فعل أوامر الله واجتناب نواهيه. أما القول السديد، فهو القول الصواب وهو يشمل كل قول فيه خير سواء كان من ذكر الله، أو من طلب العلم، أو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو من الكلام الحسن الذي يستجلب به الإنسان مودة الناس ومحبتهم، أو غير ذلك، ويجمعه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقلْ خيرًا أو ليصمت)))306) ،وضد ذلك القول غير السديد، وهو القول الذي ليس بصواب، بل خطأ إما في موضوعه وإما في محله: أما في موضوعه: بأن يكون كلاما فاحشا يشتمل على السب، والشتم، والغيبة، والنميمة، وما أشبه ذلك. أو في محله: أي أن يكون هذا القول في نفسه هو خير، لكن كونه يقال في هذا المكان ليس بخير، لأن لكل مقام مقالا، فإذا قلت كلاما هو في نفسه ليس بشر، لكنه يسبب شرًا إذا قلته في هذا المحل فلا تقلْه، لأن هذا ليس بقول سديد، ففي هذا الموضوع لا يكون قولا سديدا، بل خطأ، وإن كان ليس حراما بذاته. فمثلا، لو فرض أن شخصا رأى إنسانا على منكر، ونهاه عن المنكر، لكن نهاه في حال لا ينبغي أن يقول له فيها شيئا، أو أغلظ له في القول، أو ما أشبه، لعُدَّ هذا قولا غير سديد. فإذا اتقى الإنسان ربه، وقال قولا سديدا، حصَلَ على فائدتين: ﴿يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ فبالتقوى صلاح الإيمان ومغفرة الذنوب، وبالقول السديد صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب. وعُلم من هذه الآية أن من لم يتَّق الله ويقل قولا سديدا، فإنه حَرِيٌ بأن لا يُصلح الله له أعماله، ولا يغفر له ذنبه، ففيه الحثُّ على تقوى الله وبيان فوائدها. وقال تعالى - وهي الآية الرابعة- : ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ يتق الله بفعل ما أمر به، ويترك ما نهى عنه. يجعل له مخرجا من كل ضيق، فكلما ضاق عليه الشيء وهو متَّقٍ لله- عز وجل - جعل له مخرجا، سواء كان في معيشة، أو في أموال، أو في أولاد، أو في مجتمع، أو غير ذلك. متي كنت مُتَّقيًا الله فثِق أن الله سيجعل لك مخرجا من كل ضيق ، واعتمد ذلك، لأنه قول من يقول للشيء كن فيكون ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾. وما أكثر الذين اتقوا الله فجعل لهم مخرجاً، ومن ذلك قصة الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار، فنزلت صخرة على باب الغار فسَدته، فأرادوا أن يزيحوها فعجزوا، فتوسَّل كل واحد منهم بصالح عمله إلى الله عز وجل، ففرج الله عز وجل عنهم وزالت الصخرة (307) وجعل الله لهم مخرجا، والأمثلة على هذا كثيرة! وقوله ﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ هذا أيضا فائدة عظيمة، أن الله يرزقك من حيث لا تحتسب، فمثلا لو فرضنا أن رجلا يكتسب المال من طريق محرَّم، كطريق الغش أو الربا أو ما أشبه ذلك، ونُصِحَ في هذا وتركه لله، فإن الله سيجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ولكن لا تتعجَّل، ولا تظن أن الأمر إذا تأخر فلن يكون، ولكن قد يبتلي الله العبد فيؤخِّر عنه الثواب، ليختبره هل يرجع إلى الذنب أم لا، فمثلا إذا كنت تتعامل بالربا، وَوَعَظك من يعظُك من الناس، وتركت ذلك، ولكنك بقيت شهرا أو شهريا ما وجدت ربحا، فلا تيأس، ولا تقل أين الرزق من حيث لا احتسب، بل انتظر، وثق بوعد الله وصدِّق به، وستجده، ولا تتعجل، ولهذا جاء في الحديث: ((يُستجاب لأحدكم - أي إذا دعا- ما لم يَعْجَل، قالوا: كيف يعجل يا رسول الله؟ قال: يقول دعوت فلم يُستَجب لي)) (308) ، فاصبر، واترك ما حرَّم الله عليك، وانتظر الفرج والرزق من حيث لا تحتسب. الآية الخامسة قوله تعالى: ﴿إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الأنفال:29]، هذه ثلاث فوائد عظيمة: الفائدة الأولى: ﴿يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً﴾ أي يجعل لكم ما تُفَرِّقون به بين الحق والباطل، وبين الضار والنافع، وهذا يدخل فيه العلم، بحيث يفتح الله على الإنسان من العلوم ما لا يفتحها لغيره، فإن التقوى يحصل بها زيادة الهدى، وزيادة العلم ، وزيادة الحفظ، ولهذا يُذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال:
شَكَـوتُ إلـى وَكِيــعٍ سُـوءَ حِفْظِـــي
فـأَرشَـدَني إلـى تَـْركِ المعــاصـي
وقـال اعلَــمْ بــأنَّ العِلْـــمَ نُــــــورٌ
ونُــورُ الله لا يُــؤتَــاه عَــاصـي
ولا شك أن الإنسان كلما ازداد علما، ازداد معرفة، وازداد فرقانا بين الحق والباطل، وبين الضار والنافع، وكذلك يدخل فيه ما يفتح الله على الإنسان من الفهم، لأن التقوى سبب لقوة ، وقوة الفهم يحصل بها زيادة العلم، فإنك ترى الرَّجلين يحفظان آية من كتاب الله، يستطيع أحدهما أن يستخرج منها ثلاثة أحكام مثلا، ويستطيع الآخر أن يستخرج أربعة، أو خمسة، أو عشرة، أو أكثر من هذا بحسب ما آتاه من الفهم. فالتقوى سبب لزيادة الفهم، ويدخل في ذلك أيضا الفراسة، أن الله يعطي المتَّقي فراسة يميّز بها حتى بين الناس، فبمجرد ما يرى الإنسان يعرف أنه كاذب أو صادق، أو أنه برٌّ أو فاجر، حتى انه ربما يحكم على الشخص وهو لم يُعَاشره ولم يعرف عنه شيئا، بسبب ما أعطاه الله من الفراسة. ويدخل في ذلك أيضا: ما يحصل للمتَّقين من الكرامات التي لا تحصل لغيرهم، ومن ذلك: ما حصل لكثير من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، فكان عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ذات يوم يخطب على المنبر في المدينة، فسَمِعوه يقول في أثناء الخطبة: ((يا سارية الجبل، يا سارية الجبل)) (309) ، فتعجَّبوا من يخاطب وكيف يقول هذا الكلام في أثناء الخطبة، فإذا الله- سبحانه وتعالى - قد كشف له عن سرية في العراق كان قائدها سارية بن زنَيم، وكان العدو قد حصرهم، فكشف الله لعمر عن هذه السرية ، كأنما يشاهدها رُأى عين، فقال لقائدها: ((يا سارية الجبل)) أي: تحصن بالجبل، فسمعه سارية وهو القائد، وهو في العراق، ثم اعتصم بالجبل. هذه من التقوى، لأن كرامات الأولياء كلها جزاء لهم على تقواهم لله عز وجل. فالمهم أن من آثار التقوى أن الله- تعالى - يجعل للمتقين فُرقانا يفرق به بين الحق والباطل، وبين البر والفاجر، وبين أشياء كثيرة لا تحصل إلا للمتقي. الفائدة الثانية: ﴿وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ وتكفير السيئات يكون بالأعمال الصالحة فإن الأعمال الصالحة تكفر الأعمال السيئة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر)) (310). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما)) (311) ، فالكفارة تكون بالأعمال الصالحة، وهذا يعني أن الإنسان إذا اتقى الله سهَّل له الأعمال الصالحة التي يُكفِّر الله بها عنه. الفائدة الثالثة: قوله﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ بأن يُيَسِّركم للاستغفار والتوبة، فإن هذا من نعمة الله على العبد أن يُيَسِّره للاستغفار والتوبة. ومن البلاء للعبد، أن يظن أن ما كان عليه من الذنوب ليس بذنب، فيصرُّ عليه والعياذ بالله، كما قال الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً(103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)﴾ [الكهف:104،103]، فكثير من الناس لا يُقلع عن الذنب، لأنه زُين له- والعياذ بالله- فألِفَهُ وصعب عليه أن ينتشل نفسه منه، لكن إذا كان مُتَّقِيا لله- عز وجل - سهل الله له الإقلاع عن الذنوب حتى يغفر له، وربما يغفر الله له بسبب تقواه، فتكون تقواه مكفرة لسيئاته، كما حصل لأهل بدر رضي الله عنهم، ((فإن الله اطَّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) (312) ، فتقع الذنوب منهم مغفورة لما حصل لهم فيها، أي في الغزوة من الأجر العظيم. وقوله: ﴿وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الأنفال:29]، أي: صاحب الفضل العظيم الذي لا يعدله شيء ولا يوازيه شيء، فإذا كان الله موصوفا بهذه الصفة، فاطلب الفضل منه سبحانه وتعالى، وذلك بتقواه والرجوع إليه. والله أعلم.

* * *
69_ وأما الأحاديث فالأول: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، مَنْ أكرم الناس، قال: ((أتقاهم)) فقالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: ((فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله)) قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال ((فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)) (313). متفق عليه. و ((فقهوا)) بضم القاف على المشهور، وحكي كسرها، أي:عَلِموا أحكام الشرع.

الشرح
قوله: من أكرم الناس؟ قال: ((أتقاهم)) يعني أن أكرم الناس أتقاهم لله عز وجل وهذا الجواب مطابق تماما لقوله تعالى:﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات:13]، فالله- سبحانه وتعالى - لا ينظر إلى الناس من حيث النسب، ولا من حيث الحسب، ولا من حيث المال، ولا من حيث الجمال، و إنما ينظر سبحانه إلى إلا عمال، فأكرم الناس عنده أتقاهم له؛ و لهذا يَمُدُّ أهل التقوى بما يَمُدُّهم به من الكرامات الظاهرة أو الباطنة، لأنهم هم أكرم خلقه عنده، ففي هذا حث على تقوى الله عز وجل، وأنه كلما كان الإنسان أتقى لله فهو أكرم خلقه عنده، ولكن الصحابة لا يريدون بهذا السؤال الأكرم عند الله! ((قالوا: لسنا عن هذا نسألك)) ثم ذكر لهم أن أكرم الخلق يوسف ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله، فهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فإنه_ عليه الصلات والسلام _ كان نبيا من سلالة الأنبياء، فكان من أكرم الخلق. ((قالوا: لسنا عن هذا نسألك، قال: فعن معادن العرب تسألوني؟ )) معادن العرب يعني أصولهم وأنسابهم! ((خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقُهُوا)) يعني أن أكرم الناس من حيث النسب والمعادن والأصول، هم الخيار في الجاهلية، لكن بشرط إذا فقهوا. فمثلا بنو هاشم من المعروف هم خيار قريش في الإسلام، لكن بشرط أن يفقهوا في دين الله، وأن يتعلَّموا من دين الله، فإن لم يكونوا فقهاء فإنهم - وإن كانوا من خيار العرب معدنا- فإنهم ليسو أكرم الخلق عند الله، وليسوا خيار الخلق. ففي هذا دليل على أن الإنسان يُشَرَّفُ بنسبه، لكن بشرط أن يكون لديه فقهٌ في دينه، ولا شك أن النسب له أثر، ولهذا كان بنو هاشم أطيب الناس و أشرفهم نسبا، ومن ثَمَّ كان منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أشرف الخلق ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾[الأنعام:124]، فلولا أن هذا البطن من بني آدم أشرف البطون، ما كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم فلا يبعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلا في أشرف البطون وأعلى الأنساب، والشاهد من هذا الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم إن أكرم الخلق أتقاهم لله. فإذا كنت تريد أن تكون كريما عند الله وذا منزلة عنده، فعليك بالتقوى، فكلما كان الإنسان لله أتقى كان عنده أكرم. أسال الله أن يجعلني وإياكم من المتقين.

* * *
70_ الثاني: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدنيا حلوة خَضِرة، وإن الله مُسْتخْلِفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)) (314) رواه مسلم.

الشرح
هذا الحديث ساقه المؤلف- رحمه الله- لما فيه من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتقوى، بعد أن ذكر حال الدنيا فقال: ((إن الدنيا حُلوة خَضِرَة)) حلوة في المذاق خضرة في المرأى، والشيء إذا كان خضرًا حلوًا فإن العين تطلبه أولا، ثم تطلبه النفس ثانيا، والشيء إذا اجتمع فيه طلب العين وطلب النفس، فإنه يُوشِكُ للإنسان أن يقع فيه. فالدنيا حلوة في مذاقها، خضرة في مرآها، فيغترُّ الإنسان بها وينهمك فيها ويجعلها أكبر همه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أن الله- تعالى - مستخلفنا فيها فينظر كيف نعمل، فقال: ((إن الله تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون)) هل تقومون بطاعته، وتنهون النفس عن الهوى، وتقومون بما أوجب الله عليكم، ولا تغترون بالدنيا، أو أنَّ الأمر بالعكس؟ ولهذا قال: ((فاتقوا الدنيا)) أي: قوموا بما أمركم به، واتركوا ما نهاكم عنه، ولا تغرَّنكم حلاوة الدنيا ونضرتها. كما قال تعالى: ﴿فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [لقمان:33]. ثم قال: ((فاتقوا الدنيا واتقوا النساء)) اتقوا النساء، أي: احذروهن وهذا يشمل الحذر من المرأة في كيدها مع زوجها، ويشمل أيضا الحذر من النساء وفتنتهن، ولهذا قال: ((فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)). فافتتنوا في النساء، فضلُّوا وأضلوا- والعياذ بالله- ولذلك نجد أعداءنا وأعداء ديننا- أعداء شريعة الله عز وجل - يُركِّزون اليوم على مسألة النساء، وتبرجهن، واختلاطهن بالرجال، ومشاركتهن للرجال في الأعمال، حتى يصبح الناس كأنهم الحمير، لا يهمهم إلا بطونهم و فروجهم والعياذ بالله، وتصبح النساء وكأنهن دُمَى، أي صور، لا يهتم الناس إلا بشكل المرأة، كيف يُزيِّنونها، وكيف يجمِّلونها، وكيف يأتون لها بالمجَمِّلات والمحسِّنات، وما يتعلق بالشعر، وما يتعلق بالجلد، ونتف الشعر، والساق، والذراع، والوجه، وكل شيء، حتى يجعلوا أكبر همِّ النساء أن تكون المرأة كالصورة من البلاستيك. لا يهمها عبادة ولا يهمها أولاد. ثم إن أعداءنا- أعداء دين الله، وأعداء شريعته، وأعداء الحياء- يريدون أن يُقحِموا المرأة في وظائف الرجال، حتى يُضيِّقوا على الرجال الخناق، ويجعلوا الشباب يتسكَّعون في الأسواق، ليس لهم شغل، ويحصل من فراغهم هذا شر كبير وفتنة عظيمة، لأن الشباب والفراغ والغنى من أعظم المفاسد كما قيل:
إنَّ الشَّبــاب والفــراغَ و الجِـــده مفســدةٌ للمــرء أيُّ مَفْسَــده
فهم يُقحمون النساء الآن بالوظائف الرجالية ويدَعون الشباب، ليفسد الشباب وليفسد النساء. أتدرون ماذا يحدث؟ يحدث بتوظيفهن مع الرجال مفسدة الاختلاط، ومفسدة الزنا والفاحشة، سواء في زنى العين، أو زنى اللسان، أو زنى اليد، أو زنى الفرج، كل ذلك محتمل إذا كانت المرأة مع الرجل في الوظيفة. وما أكثر الفساد في البلاد التي يتوظَّف الرجال فيها مع النساء. ثم إن المرأة إذا وُظِّفت، فإنها سوف تَنعَزِل عن بيتها، وعن زوجها، وتصبح الآسرة متفكِّكَة، ثم إنها إذا وُظِّفت سوف يحتاج البيت إلى خادم، وحينئذٍ نستجلب نساء العالم من كل مكان، وعلى كل دين، وعلى كل خُلُق، ولو كان الدين على غير دين الإسلام، ولو كان الخلُق خلقا فاسدا، نستجلب النساء ليكُنَّ خدما في البيوت، ونجعل نساءنا تعمل في محل رجالنا، فنعطل رجالنا ونُشغل نساءنا، وهذا أيضا فيه مفسدة عظيمة وهي تفكك الأسرة،لأن الطفل إذا نشأ وليس أمامه إلا الخادم، نَسِيَ أمه ونَسِيَ أباه، وفقد الطفل تعلقه بهما. ففسدت البيوت، وتشتت الأسر، وحصل في ذلك من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله. ولا شك أن أعداءنا وأذناب أعداءنا_ لأنه يوجد فينا أذناب لهؤلاء الأعداء، درسوا عندهم وتلطَّخوا بأفكارهم السيئة، ولا أقول إنهم غسلوا أدمغتهم، بل أقول إنهم لوَّثوا أدمغتهم بهذه الأفكار الخبيثة المعارضة لدين الإسلام - قد يقولون: إن هذا لا يعارض العقيدة، بل نقول إنه يهدم العقيدة ،ليس معارضة العقيدة بإن يقول الإنسان بأن الله له شريك، أو أن الله ليس موجودا وما أشبهه فحسب، بل هذه المعاصي تهدم العقيدة هدما، لأن الإنسان يبقى ويكون كأنه ثور أو حمار، لا يهتم بالعقيدة ولا بالعبادة، لأنه متعلق بالدنيا وزخارفها وبالنساء، وقد جاء في الحديث الصحيح: ((ما تركتُ بَعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء)) (315). ولهذا يجب علينا نحن - ونحن - والحمد لله- أمة مسلمة- أن نعارض هذه الأفكار، وأن نقف ضدها في كل مكان وفي كل مناسبة، علما بأنه يوجد عندنا قوم - لاكثَّرهم الله ولا أنالهم مقصودهم - يريدون هذا الأمر، ويريدون الفتنة والشر لهذا البلد المسلم المسالم المحافظ، لأنهم يعلمون أن آخر معقل للمسلمين هو هذه البلاد، التي تشمل مقدسات المسلمين، وقبلة المسلمين، ليفسدوها حتى تفسد الأمة الإسلامية كلها، فكل الأمة الإسلامية ينظرون إلى هذه البلاد ماذا تفعل، فإذا انهدم الحياء والدين في هذه البلاد فسلام عليهم، وسلام على الدين والحياء. لهذا أقول، يا إخواني، يجب علينا شبابا، وكهولا، وشيوخا، وعلماء، ومتعلمين، أن نعارض هذه الأفكار، وأن نقيم الناس كلهم ضدَّها، حتى لا تسري فينا سريان النار في الهشيم فتحرقنا، نسأل الله تعالى أن يجعل كيد هؤلاء الذين يدبِّرون مثل هذه الأمور في نحورهم، وأن لا يُبلِّغهم منالهم، وأن يكبتهم برجال صالحين حتى تخمد فتنتهم، إنه جواد كريم.

* * *
71_ الثالث: عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) (316) رواه مسلم.

الشرح
من الأحاديث التي أوردها المصنف- رحمه الله- في باب التقوى هذا الحديث: أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يدعوا الله- عز وجل - بهذا الدعاء: ((اللهُمَّ إنِّي أسألُكَ الهدَى والتُّقى والعفَافَ والغِنَى)). ((الهدى)) هنا بمعنى العلم، والنبي صلى الله عليه وسلم محتاج إلى العلم كغيره من الناس، لأن الله سبحانه وتعالى قال له: ﴿وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾[طـه:114].وقال الله له:﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾[النساء:113]، فهو عليه الصلاة والسلام محتاج إلى العلم، فيسأل الله الهدى. والهدى إذا ذُكر وحده يشمل العلم والتوفيق للحق، أما إذا قُرن معه ما يدل على التوفيق للحق فإنه يُفَسَّر بمعنى العلم، لأن الأصل في اللغة العربية أن العطف يقتضي المغايرة، فيكون الهدى له معنى، وما بعده مما يدل على التوفيق له معنى آخر. وأما قوله: ((والتُّقى)) فالمراد بالتقى هنا: تقوى الله عز وجل، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه التقى أي: أن يُوَفِّقَه إلى تقوى الله، لأن الله- عز وجل - هو الذي بيده مقاليد كل شيء، فإذا وُكل العبد إلى نفسه ضاع ولم يحصل على شيء، فإذا وفَّقَه الله عز وجل، ورزقه التُّقى، صار مستقيما على تقوى الله عز وجل. وأما قوله: ((العفاف)) فالمراد به أن يَمُنَّ الله عليه بالعفاف والعفة عن كل ما حرم الله عليه، فيكون عطفه على التقوى من باب عطف الخاص على العام، إن خصصنا العفاف بالعفاف عن شيء مُعَيّن، وإلا فهو من باب عطف المترادفين. فالعفاف: أن يعف عن كل ما حرَّم الله عليه فيما يتعلق بجميع المحارم التي حرمها الله عز وجل. وأما ((الغِنى)) فالمراد به الغنى عما سوى الله، أي: الغنى عن الخلق، بحيث لا يفتقر الإنسان إلى أحد سوى ربه عز وجل. والإنسان إذا وفّضقه الله ومنَّ عليه بالاستغناء عن الخَلْقِ، صار عزيز النفس غير ذليل، لأن الحاجة إلى الخلق ذُلٌ ومَهَانة، والحاجة إلى الله تعالى عِزٌّ وعبادة، فهو عليه الصلاة والسلام يسأل الله عز وجل الغنى. فينبغي لنا أن نقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الدعاء، وأن نسأل الله الهدى والتُقى والعفافَ والغنى. وفي هذا الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرَّا، وأن الذي يملك ذلك هو الله. وفيه دليل أيضا على إبطال من تعلَّقوا بالأولياء والصالحين في جلب المنافع ودفع المضار، كما يفعل بعض الجهال الذين يدعون الرسول عليه الصلاة والسلام إذا كانوا عند قبره، أو يدعون من يزعمونهم أولياء من دون الله ، فإن هؤلاء ضالُّون في دينهم، سُفَهاءُ في عقولهم، لأن هؤلاء المدعوين هم بأنفسهم لا يملكون لأنفسهم شيئا، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ﴿قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ﴾[الأنعام:50]، وقال له: ﴿قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ [الأعراف:188]، وقال له: ﴿قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً﴾ [الجـن:22،21]. فالإنسان يجب أن يعلم أن البشر مهما أوتوا من الوجاهة عند الله عز وجل، ومن المنزلة والمرتبة عند الله، فإنهم ليسوا بمستحقين أن يُدْعَوا من دون الله، بل إنهم - أعني من لهم جاهٌ عند الله من الأنبياء والصالحين - يتبرَّؤون تبرَّؤاً تاما ممن يدعونهم من دون الله عز وجل. قال عيسى عليه الصلاة والسلام لما قال له الله: ﴿ءَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ﴾ [المائدة: 116]، ليس من حق عيسى ولا غيره أن يقول للناس اتخذوني إلهاً من دون الله: ﴿إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ﴾ [المائدة:117،116]. فالحاصل أن ما نسمع عن بعض جُهَّال المسلمين في بعض الأقطار الإسلامية، الذين يأتون إلى قبور من يزعمونهم أولياء، فيدعون هؤلاء الأولياء، فإن هذا العمل سَفَهٌ في العقل، وضلالٌ في الدِّين. وهؤلاء لن ينفعوا أحداً أبداً، فهم جُثَثٌ هامدة، هم بإنفسهم لا يستطيعون الحراك فكيف يتحركون لغيرهم، والله الموفق.

* * *
72_ الرابع: عن أبي طَريفٍ عَدِي بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( مَن حَلَفَ على يمين ثُمَّ رأى أتقى لله منها فليأتِ التقوى)) (317) رواه مسلم.

الشرح
اليمين هي الحِلْفُ بالله عز وجل، أو باسم من أسمائه، أو صفة من صفاته، ولا يجوز الحِلْفُ بغير الله، لا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا جبريل عليه الصلاة والسلام، ولا بأي أحد من الخلق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كان حالفاً فليَحلِف بالله أو لِيَصمُت)) (318) . وقال: (( من حَلِفَ بغير الله فقد كفر أو أشرك)) (319). فمن حلف بغير الله فهو آثم، ولا يمينَ عليه، لأنها يمين غير منعقدة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من عَمِلَ عَمَلا ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ)) (320). ولا ينبغي للإنسان أن يُكثر من اليمين، فإن هذا هو معنى قوله تعالى: ﴿وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ﴾ [المائدة:89]، على رأي بعض المفسِّرين، قالوا: واحفظوا أيمانكم: أي لا تُكثروا الحلف بالله، وإذا حَلَفت ينبغي أن تُقيِّد اليمين بالمشيئة، فتقول: والله إن شاء الله، لتستفيد بذلك فائدتين عظيمتين: الفائدة الأولى: أن يتَيسر لك ما حلفت عليه. والفائدة الثانية: أنك لو حنثتَ فلا كفارة عليك، فمن حلف على يمين وقال إنشاء الله لم يحنث، ولو خالف ما حلف عليه، ولكن اليمين التي توجب الكفارة هي اليمين على شيء مستقبل، أما اليمين على شيء ماضٍ فلا كفارة فيها، ولكن إن كان الحالف كاذبا فهو آثم، وإن كان صادقا فلا شيء عليه، ومثال هذا لو قال قائل: والله ما فعلت كذا! فهنا ليس عليه كفارة صِدْقٍ أو كَذِب، لكن إن كان صادقا أنه لم يفعله فهو سالم من الإثم، وإن كان كاذبا بأن كان قد فعله فهو آثِم. وأما اليمين التي فيها الكفارة فهي اليمين على شيء مُستقبل، فإذا حلفت على شيء مستقبل فقلتَ: والله لا أفعل كذا، فهنا نقول: إن فعلته فعليك الكفَّارة، وإن لم تفعله فلا كفَّارة عليك، والله لا أفعل كذا، فهذه يمين منعقدة، فإن فعلته وجَبَتْ عليك الكفارة، وإن لم تفعله فلا كفارة عليك، ولكن: هل الأفضل أن أفعل ما حلفت على تركه، أو الأفضل أن لا أفعل؟ في هذا الحديث بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام: أنك إذا حلفت على يمين، ورأيت غيرها أتقى لله منها، فكفر عن يمينك، وأْتِ الذي هو أتقى. فإذا قال قائل: والله لا أُكلم فلانا، وهو مسلم، فإن الأتقى لله أن تكلمه، لأن هجرَ المسلم حرام، فكلِّمْهُ وكفِّر عن يمينك، لأن هذا أتقى لله ولو قُلت: والله لا أزور قريبي، فهنا نقول: زيارة القريب صلة رحم، وصلة الرحم واجبة، فَصِلْ قريبك، وكفر عن يمينك، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ((فرأى غيرها خيرًا منها فليُكَفِّر عن يمينه فلْيأتِ الذي هو خير)) (321) وعلى هذا فقس. والخلاصة أن نقول: اليمين على شيء ماض لا يُبحَثُ فيها عن الكفارة، لأنه ليس فيها الكفارة، لكن إما أن يكون الحالف سالما أو يكون آثما. فإن كان كاذبا فهو آثم، وإن كان صادقا فهو سالما. واليمين على المستقبل هي التي فيها الكفارة، فإذا حلف الإنسان على شيء مستقبل وخالف ما حلف عليه، وجَبَتْ عليه الكفارة، إلا أن يُقرِنَ يمينه بمشيئة الله، فيقول إن شاء الله، فهذا لا كفارة عليه ولو خالَفَ. والله الموفق.

* * *
73_ الخامس: عن أبي أمامة صُدَي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال: ((اتقوا الله، وصلُّوا خمسَكم، وصوموا شهرَكم، وأدُّوا زكاة أموالكم، و أطيعوا أمراءَكم، تدخلوا جنة ربكم)) (322)رواه الترمذي، في آخر كتاب الصلاة وقال: حديث حسن صحيح)).

الشرح

كانت خُطَب الرسول عليه الصلاة والسلام على قسمين: خطب راتبة وخطب عارضة. فأما الراتبة: فهي خطبة في الجمع والأعياد، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يخطب الناس في كل جمعة وفي كل عيد، واختلف العلماء- رحمهم الله- في خطبة صلاة الكسوف، هل هي راتبة أو عارضة، وسبب اختلافهم: أن الكسوف لم يقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة، ولما صلى قام فخطب الناس عليه الصلاة والسلام، فذهب بعض العلماء فذهب بعض إلى أنها من الخطب الراتبة، وقال: إن الأصل أن ما شَرَعه النبي صلى الله عليه وسلم فهو ثابت مستقر، ولم يقع الكسوف مرة أخرى فيتُركَ النبي صلى الله عليه وسلم الخطبة، حتى نقول إنها من الخطب العارضة. وقال بعض العلماء: بل هي من الخطب العارضة، التي إن كان لها ما يدعو إليها خطب وإلاَّ فلا، ولكن الأقرب إنها من الخطب الراتبة، وأنه يُسَنُّ للإنسان إذا صلى صلاة الكسوف أن يقوم فيخطب الناس ويذكِّرهم ويخوِّفهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. أما الخطب العارضة فهي التي يخطبها عند الحاجة إليها، مثل خطبتهِ صلى الله عليه وسلم حينما اشترط أهل بَريرَة- وهي جارية اشترتها عائشة رضي الله عنها- فاشترط أهلها أن يكون الولاء لهم، ولكن عائشة- رضي الله عنها- لم تقبل بذلك، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((خُذيها فأعتِقِيها، واشتَرِطي لهم الولاء، ثم قام فخطب الناس وأخبرهم أن الولاء لمن أعتق)) (323). وكذلك خطبته حين شَفع أسامة بن زيد- رضي الله عنه- في المرأة المخزومية، التي كانت تستعير المتاع فَتَجْحَدُهُ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تُقطع يدها، فأهمَّ قريشا شأنها، فطلبوا من يَشْفَعُ لها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فطلبوا من أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- أن يشفع، فشفع، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((أتشْفَعُ في حدٍ من حدودِ الله)) ثم قال: ((فخَطَبَ الناس وأخبَرَهم بأن الذي أهلك من كان قبلنا أنهم كانوا إذا سرَقَ فيهم الشريف تَرَكُوه، وإذا سرَقَ فيهم الوضيعُ أقاموا عليه الحد)) (324) . وفي حجَّة الوداع خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، وخطب يوم النَّحرِ، ووَعَظَ الناس وذَكَّرهم، وهذه خطبة من الخطب الرواتب التي يُسَنُّ لقائد الحجيج أن يخطب الناس كما خطبهم النبي صلى الله عليه وسلم. وكان من جملة ما ذكر في خطبته في حجة الوداع، أنه قال: ((يا أيها الناس اتقوا ربكم)) وهذه كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾[النساء:1]، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الناس جميعا أن يتقوا ربهم الذي خلقهم، و أمدَّهم بنعمه، وأعدهم لقبول رسالاته، فأمرهم أن يتَّقوا الله. وقوله: ((وصَلُّوا خَمسَكُم)) أي: صلوا الصلوات الخمس التي فرضها الله- عز وجل - على رسوله صلى الله عليه وسلم. وقوله: ((وصُومُوا شَهْرَكم)) أي: شهر رمضان. وقوله: ((وأدُّوا زكاةَ أموالِكم)) أي: أعطُوها مستحقيها ولا تبخلوا بها. وقوله: ((وأطِيعوا أُمرَاءَكم)) أي: من جعلهم الله أمراء عليكم، وهذا يشمل أمراء المناطق والبلدان، ويشمل الأمير العام: أي أمير الدولة كلها، فإن الواجب على الرعية طاعتهم في غير معصية الله، أما في معصية الله فلا تجوز طاعتهم ولو أمروا بذلك، لأن طاعة المخلوق لا تُقدَّم على طاعة الخالق جل وعلا، ولهذا قال الله:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[النساء:59] . فعطف طاعة ولاة الأمور على طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على أنها تابعة، لأن المعطوف تابع للمعطوف عليه لا مُسْتقل، ولهذا تجد أن الله جل وعلا قال: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾[النساء:59]، فأتى بالفعل ليتبين بذلك أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم طاعة مُستقلة أي: تجب طاعته استقلالا كما تجب طاعة الله، ومع هذا فإن طاعته من طاعة الله واجبة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بما يُرضي الله، أما غيره من وُلاة الأمور فإنهم قد يأمرون بغير ما يرضي الله، ولهذا جعل طاعتهم تابعة لطاعة الله ورسوله. ولا يجوز للإنسان أن يَعْصِيَ وُلاة الأمور في غير معصية الله ويقول إن هذا ليس بدين، لأن بعض الجهَّال، إذا نظم ولاة الأمور أنْظمة لا تخالف الشرع، قال: لا يلزمني أن أقوم بهذه الأنظمة، لأنها ليست بشرع، لأنها لا توجد في كتاب الله تعالى، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا من جهله، بل نقول: إن امتثال هذه الأنظمة موجود في كتاب الله ، موجود في سُنَّة الرسول عليه الصلاة والسلام، قال الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ ووَردَ عن النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة أنه أمر بطاعة ولاة الأمور ، ومنها هذا الحديث، فطاعة ولاة الأمور فيما ينظمونه مما لا يخالف أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم. ولو كُنَّا لا نُطيع ولاة الأمور إلا بما أَمَر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم لم يكن للأمر بطاعتهم فائدة، لأن طاعة الله تعالى ورسوله مأمور بها، سواء أمر بها وُلاة الأمور أم لم يأمُرُوا بها، فهذه الأمور التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: تقوى الله، والصلوات الخمس، والزكاة، والصيام، وطاعة ولاة الأمور، هذه من الأمور الهامة التي يجب على الإنسان أن يعتني بها، وأن يمتثِلَ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، والله أعلم.
-----------------

(305 )أخرجه البخاري، كتاب تقصير الصلاة، باب اذا لم يطق قاعدًا صلى على جنب ،رقم(1117) .
(306 ) تقدم تخريجه ص(277) .
(307 )تقدم تخريجه ص(79).
(308 ) أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل، رقم(6340) ،ومسلم، كتاب الذكر، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل، رقم(2735) .
(309 )ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في منهاج السنة و عزاه لابن وهب، و حسَّنه الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في كتابه الإصابة(2/3) في ترجمة سارية.
(310 ) تقدم تخريجه ص(486).
(311 ) تقدم تخريجه ص(486).
(312 ) تقدم تخريجه ص(131).
(313 ) أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الإنبياء، باب قول الله تعالى﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً﴾،رقم(3353)، ومسلم، كتاب الفضائل، باب من فضائل يوسف صلى الله عليه وسلم رقم(2378) .
(314 ) أخرجه مسلم، كتاب الذكر و الدعاء ، باب أكثر أهل الجنة الفقراء... ، رقم(2742) .
(315 )تقدم تخريجه ص (95).
(316 )أخرجه مسلم،كتاب الذكر و الدعاء،باب التعوذ من شر ما عمل ومن شرِّ ما لم يعمل، رقم(2721).
(317 )أخرجه مسلم كتاب الأيْمان ، باب ندب من حَلَفَ يمينًا فرأى غيرها خيرا منها..، رقم(1651).
(318 )أخرجه البخاري ،كتاب الأيْمان والنذور، باب لا تحلفوا بآبائكم، رقم(6646) ومسلم، كتاب الأيْمان، باب النهي عن الحلف بغير الله، رقم(1646) .
(319 )أخرجه أبو داود كتاب الأيْمان و النذور، باب كراهية الحلف بالآباء، رقم(3251)، والترمذي كتاب النذور و الأيْمان، باب ما جاء أن من حلف بغير الله فقد أشرك، رقم (1535)، و الإمام أحمد في المسند(2/87،86)، الحاكم في المستدرك(1/18) و صحَّحه على شرطهما و أقره الذهبي .
(320 ) تقدم تخريجه ص (19).
(321 )أخرجه مسلم كتاب الأيْمان، باب ندب من حلف يمينًا فرأى غيرها خيرا منها...، رقم (1651) .
(322 )أخرجه الترمذي، كتاب الصلاة، باب منه، رقم(616)، والإمام أحمد في المسند(5/251)، الحاكم في المستدرك و قال: صحيح على شرط مسلم و لا نعرف له علة و لم يخرجاه. و وافقه الذهبي. و قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح .
(323 )أخرجه البخاري، كتاب المكاتب، باب استعانة المكاتب و سؤاله الناس، رقم(2563)، ومسلم، كتاب العتق، باب ((إنما الولاء لمن أعتق))، رقم(1504).
(324 ) تقدم تخريجه ص(461).





* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح أحاديث رياض الصالحين باب التقوى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شرح أحاديث رياض الصالحين باب التَّوبة
» شرح أحاديث رياض الصالحين باب الصدق
» شرح أحاديث رياض الصالحين باب الصَّبر
» شرح أحاديث رياض الصالحين باب المراقَبة
» شرح أحاديث رياض الصالحين باب ذكر الموت وقصر الأمل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: السيره النبويه والحديث :: شرح الحديث المقروء-
انتقل الى: