اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 شرح الحديث الشريف تعظيم حرمات المسلمين.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100260
شرح الحديث الشريف تعظيم حرمات المسلمين. Oooo14
شرح الحديث الشريف تعظيم حرمات المسلمين. User_o10

شرح الحديث الشريف تعظيم حرمات المسلمين. Empty
مُساهمةموضوع: شرح الحديث الشريف تعظيم حرمات المسلمين.   شرح الحديث الشريف تعظيم حرمات المسلمين. Emptyالخميس 27 يونيو 2013 - 8:00

بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
من سمات المؤمن الصادق :
 أيها الأخوة المؤمنون:
 في كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين -عليه أتم الصلاة والتسليم-, باب عنوانه: باب تعظيم حرمات المسلمين, وبيان حقوقهم, والشفقة عليهم, ورحمتهم.
 المؤمن من خصائص إيمانه الولاء والبراء؛ يوالي المؤمنين, وينكر على أهل الكفر والإلحاد, ولاؤه للمؤمنين ولو كانوا فقراء, ولاؤه للمؤمنين ولو كانوا ضعفاء, وبراءته من الكفار والمنافقين ولو كانوا أقوياء, ولو كانوا أغنياء. فالولاء والبراء من سمات المؤمن الصادق.
 فلذلك: الإنسان حينما يحترم مؤمناً, ولو كان ضعيفاً أو فقيراً, هذا دليل إيمانه.
 لو أن مدير مؤسسة عنده مستخدم, حاجب, مؤمن, يجب أن يعامله كأخيه, أما حينما تحتقر إنساناً لمرتبته الدنيا, أو لدخله القليل, فأنت لم تعظم حرمة هذا المؤمن, لعله عند الله أعلى منك قدراً.
من علامة الإيمان ومن علامة النفاق :
 يقول الله تعالى:
﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾
[سورة الحج الآية:30]
 حينما تكون الصلاة مقدسة, والصيام مقدساً, والحج مقدساً, وبيت الله مقدس, وحينما تحترم المؤمنين, وحينما تشفق عليهم, وتأخذ بيدهم, وتستر عورتهم, وتلبي حاجتهم, فهذا دليل إيمانك, أما حينما تنسحب من مجتمع المؤمنين, ولا تحمل همومهم, فهذا دليل إيمانك!؟ أما حينما تنسحب من مجتمع المؤمنين, ولا تحمل همومهم, فهذا دليل النفاق:
﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾
[سورة الحج الآية:30]
قصة قاضية :
 يعني سمعت عن قاضية في بلد مجاور, قاضية متفلتة, امرأة محجبة, جاءتها بمخالفة مدنية, هوية, وبإمكانها بحسب القانون أن تأخذ منها دينارين, ثلاثة, لم ترض إلا أن تجعلها تنام ليلة في السجن, لمخالفة مدنية تافهة جداً, وهي محجبة, وسوف تمضي الليل مع مجرمين.
 هذا الذي لا يرعى حق المؤمن في مركبة عامة, امرأة محجبة, هذه رمز الإسلام, رمز الإيمان, فحينما لا تقف لها, ولا تحترمها.
قف هنا :
 مرة كنت في صيدلية, جاءت امرأة محجبة, اشترت دواء, نقصها نصف ليرة, الصيدلانية مسكت الدواء, سحبته, وألقت لها المال, اذهبي وائتي بنصف ليرة ثانية, في عمر والدتها, محجبة.
 فإذا الإنسان ما رعى حرمة امرأة مؤمنة, ما رعى حرمة شيخ وقور.
 يعني رجل -أحياناً- يكون له زي أخلاقي, لا يهم يكون يفهم أو لا يفهم, هذا ليس عملك, لكن يلبس جبة ولفة, يجب أن تحترمه, أن تحترم الزي الذي يرتديه.
يوميات مسلم :
 يعني أنا كنت بالتدريس ومعي سيارتي, يوقف بعرنوس هكذا رجل, -توفي رحمه الله-, أستاذ الديانة في ثانوية, وكان في ازدحام سير, وأزمة مواصلات, يعني أشعر بسعادة كبيرة, لما أركبه معي, وأوصله لأمام مدرسته, كل يوم أمام الطلاب, ينزل من السيارة, أشعر أنني عملت شيئاً؛ له زي ديني, يرتدي لفة, وجبة, وأستاذ ديانة, واقف, لا يوجد باصات, الطلاب يركبون السيارات, لما أركبه, وأوصله لأمام المدرسة, أنا ممكن أتركه يمشي –فقط- عشرين متر, لأمام باب المدرسة, يفتح الباب, ينزل, لفة, وجبة, تنزل من سيارة أقوى, لا تأتي مشياً, أو تنزل من سرفيس ........ إلى آخره.
من لوازم المؤمن :
 أيها الأخوة, إذا الإنسان يعني رعى شيخاً وقوراً, رعى امرأة محجبة, رعى مؤمناً, لك صديق مؤمن, يسكن في طرف المدينة, فقير, يعني أنجب مولوداً, ذهبت لزيارته, قدمت له هدية, هذا دليل إيمانك, أما الكبراء لما يعطسون, إذا كان أوجعه رأسه, تجد مئة إنسان زاره, وجميعهم معهم هدايا, مصالح, هذه مصالح, هذا من الدنيا؛ تلبى دعوة, يُعزى, تقدم له آيات الولاء, تقدم له الهدايا, يُحترم احتراماً, لأنه غني, فالذي يحترمه يحترم الدنيا, ولا يحترم الآخرة.
 فأنت بطولتك: أن تعظم حرمات الله, أن تعظم المؤمن الفقير, أحياناً: يكون عالم ضاع بين الجهال, غني افتقر.
((ارحموا عزيز قوم ذل, وغنياً افتقر, وعالماً ضاع بين الجهال))
 هذا من لوازم المؤمنين:
﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾
[سورة الحج الآية:30]
لك هذا :
 في آية ثانية:
﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾
[سورة الحج الآية:32]
 يعني هذا القرآن عظمه.
 يعني إنسان -أحياناً- يضع مصحفاً وحذاء في حقيبة, يقول لك: أنا مسافر, لا يتناسبان؛ مصحف كلام الله عز وجل, ضعه في مكان آخر, احمل حقيبتين؛ واحدة للأشياء الثمينة, وواحدة للحاجات الأخرى.
 أحياناً جريدة, يكون فيها أسماء الله, لف فيها حذاء وذهب, انتبه, أنا لست أخرج عليكم؛ لكن ليس بهذه البساطة, تلف بجريدة, تلف حذاء بجريدة, في أسماء؛ في عبد الله, في محمد, هذه أسماء.
أمنية :
 والله أنا في حيرة بموضوع بطاقة دعوة, تأبين, فيها آية قرآنية, والله هلكتني, يجب أن أضعها في مكان معين, وأحرقها على السطح, الآن اشتريت فرَّامة, أصلحت مشكلة.
 يعني معك بطاقة دعوة, لا يوجد في الشقة فيها آية قرآنية, ولما أجد بطاقة دعوة لا يوجد فيها آية, أكون ممنوناً جداً, جداً, جداً من صاحبها.
 أتمنى عليكم: أن تلغوا الآيات القرآنية من بطاقات الدعوة, لأنها هذه بطاقة دعوة, عمرها –فقط- دقيقتين, ثلاثة, قرأت الدعوة سجلتها, لبيتها, تريد شقها .... مستحيل تجمعهم كلهم, مستحيل, ما عندك لا وقت, ولا مكان, ولا تصنيف, فإذا لا يوجد آية قرآنية نعمة, تضعها في المهملات رأساً, أما يكون فيها آيات قرآنية, هذه تربك الآية:
﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾
[سورة الحج الآية:32]
قصة رئيس وزارة :
﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾
[سورة الحجر الآية:88]
 يعني في درعا رجل, والله أنا أحبه وأقدره, له وجه –والله- كالبدر, عمره مئة ونيف, حج مئة وثلاثين حجة, بأعلى درجة من النشاط, مرة قابل رئيس الوزارة, يعني بقضية .......
 قال لي: نزل ثلاثة طوابق للباب, للطريق, فتح لي الباب.
 أنا والله من وقتها, الإنسان أحترمه, يعني رئيس الوزارة, ينزل ثلاثة طوابق, ويفتح الباب لأستاذه, رجل دين, وقور!.
 هذا من الإيمان يا أخوان؛ من الإيمان تحترم إنسان دين, تحترم رجل علم, إنسان يرتدي زياً إسلامياً, تحترمه, توقره, تريحه, هذه من علائم إيمانك:
﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾
[سورة الحجر الآية:88]
 اخفض جناحك للمؤمنين, يعني عندك هكذا مستخدم, عندك حاجب, رجل صالح, صائم , يصلي.
هذا الذي رأيته في المغرب :
 مرة كنت مدعو لمؤتمر في المغرب, نزلنا في فندق, يعني أفخر فندق في الرباط, اسمه: حياة الجنسي, استيقظت في الصباح الباكر, سمعت قرآناً, أطليت من الشرفة, وجدت عامل الحديقة يصلي الصبح حاضراً بصوت عذب.
قلت: لعل هذا الإنسان أرقى عند الله من كل نزلاء الفندق, يجوز.
 فأنا ولاؤك للمؤمنين, ولو كان مستخدم حديقة, ولو كان عامل حديقة, طبعاً: لا يسمح له دخله يقعد في الفندق ولا ساعة, لا يسمح له, بعشرات الألوف الليلة؛ لكن مؤمن, عامل حديقة, يصلي الوقت بصوت عذب, شجي, يعني كان الصوت مبعث أنس في الصباح الباكر:
﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾
[سورة الحجر الآية:88]
 أحياناً: تجد بائع, تدخل لعنده إنسانة محجبة, تجد يحترمها, يطول باله, رجع لي, يرجع لها, هذا من إيمانه فقط.
هذا الذي حصل في المدينة المنورة:
 حدثتني, الأهل حدثوني, في أحد الحجج, تقول لها امرأة: دخلت إلى محل تجاري في المدينة, قطعت قماشة, قالت له: راعني, قال لها: تكرمي, قالت له: من أجل رسول الله راعني, لف القماشة, قال لها: هذه هدية, انتهى, لا آخذ قرشاً, هدية انتهى, لا آخذ, قلت له: أنا لا أقصد, قال لها: أنت قلت: من أجل رسول الله! والله قرش لا آخذ, يعني قليلة؟.
 إنسان كلمة, تأثر فيها هو.
من تعظيم شعائر الله :
 تضرب طفلاً, قال لك: من أجل الله, قال: الله, وقف, أريه الاسم عظيم عندك, أريه الاسم عظيم, سألك بالله أن تقف, ما دام قال: الله وقف, حتى يشعر أن الاسم كبير:
﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾
[سورة الحج الآية:32]
﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾
[سورة الحجر الآية:88]
دعوة نداء :
 مرة عندي كان طالب, الطلاب قالوا: أستاذ, هذا حافظ كتاب الله, والله له معاملة خاصة طوال العام الدراسي.
 سبحان الله! الذي يحفظ كتاب الله إنسان آخر؛ يعني بكل لطف, معاونة, بكل احترام, لأنه هذا حافظ كتاب الله, فأنت كمؤمن إذا عندك إيمان حقيقي, أي شيء يمد للدين صلة, تعظمه, ترحمه, تعاونه.
رسالة إنقاذ :
 وقال تعالى:
﴿مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾
[سورة المائدة الآية:32]
 يعني: إذا أنت استطعت أن تنقذ إنساناً من الضلال, تعرفه بالله, تعاونه, تؤمن له دخلاً, تؤمن له عملاً.
خدمات :
 يعني إنسان قال لي: أنا بلا عمل, يعني هو أسلم حديثاً, وعليه ضغط من أهله, وبلا عمل, كلمت مهندساً من يومين, قلت له: تؤمن لي عمل له؟ قال لي: على عيني, قلت له: هذا يعني في جبر خاطر, قال لي: من الغد.
 عنده عمل, قضية دينية, إنسان انضم للمسلمين, فالمفروض يجد في عطف, وحنان, واهتمام.
من الوقائع :
 مرة زرت إنساناً في عين الفيجة, إنسان دخله يعني أقل من المستوى المعقول, غرفة على النهر, والدنيا شتاء, وبرد, لا يوجد معه ثمن وقود, فقير, أنا خارج من عنده, سألت قريبه .......
 قال لي: هذا كان عنده معمل, فيه ثمانون عاملاً, عنده ثلاث سيارات محل تريكو, كان من كبار الأغنياء, أحب امرأة غير مسلمة في معمل, أسلمت من أجله, بعد ذلك مل منها, يريد أن يطلقها, قالت له: أنا أسلمت من أجلك, كيف تريد أن تطلقني؟ أنا عاديت أهلي جميعهم, طردها, طلقها, وطردها, يوجد أناس حنوا عليها, أخذوا لها بيتاً سكنوها.
 والله عز وجل وقف لأقول لك, تراجع, تراجع, تراجع, حتى فلس, باع بيته, -كان بيته بالقصور- باع معمله, باع سيارته الأولى, والثانية, والثالثة, وسكن في غرفة بأجرة في عين الفيجة, بدعاء هذه التي أسلمت من أجلك, ثم تخلى عنها:
﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾
[سورة الحجر الآية:88]
 إنسان آمن, إنسان أسلم, إنسان له مظهر ديني, إنسان يحمل شعار المسلمين, امرأة محجبة لا تهينها:
﴿مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً﴾
[سورة المائدة الآية:32]
 -يهمنا القسم الثاني-:
﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾
[سورة المائدة الآية:32]
قضية ستر :
 مرة قلت لكم القصة مشهورة: إنسان سمان, جانب جامع الورد, إمام المسجد رأى النبي عليه الصلاة والسلام, قال له: قل لجارك فلان أنه رفيقي في الجنة.
 جاره سمان, هو إمام المسجد, حافظ كتاب الله, البشارة ليست له, فسأل جاره, قال له: والله تزوجت امرأة, يعني مظهرها ديني, وصالحة, وأهلها أصحاب خلق, بعد خمسة أشهر ظهر عندها الحمل, قال له: بإمكاني أن أطلقها, وبإمكاني أن أفضحها, وبإمكاني أن أرفسها بقدمي, وبإمكاني أن أسحقها بقدمي, لكن قلت: لعل الله يجعل هداها على يدي, فأتى بقابلة, ولدها, ودخل بالطفل بعد أن نوى الإمام صلاة الفجر, وضعه وراء الباب, لا أحد رآه, فلما انتهت الصلاة, بكى الطفل, تحلق المصلون حوله, هو عمل نفسه لا يعلم, قال لهم: خير, ماذا؟ تعال انظر, يوجد طفل!! قال لهم: أنا أكفله, أعطوني إياه, أخذه أرجعه لأمه, أمام الحي على أنه هو متبنيه, وستر الأم.
من الأعمال الصالحة :
 والله سمعت قصة من يومين, والله لا أنساها, يعني فتاة اغتصبت قصراً من أحد أقربائها المحارم قصراً, وردت يعني عشرات الخاطبين, خائفة من الفضيحة, علم بقصتها إنسان, قال: أنا أتزوجها, قبل بها.
 عمل عملاً يعني كالجبال عند الله؛ إنسانة تائبة, ومغتصبة, ومن غير إرادتها, -كانت صغيرة- من قبل أحد أقربائها في البيت, وخافت من الفضيحة, وردت ثلاثة عشر خاطباً, فلما علم إنسان بفضيحتها, قال: أنا أتزوجها, فمعناها في أعمال كالجبال.
لفتة نظر :
 لما في سفرتي الأخيرة, أطالع مجلة, تصدر هناك باللغة العربية, في موضوع لفت نظري: التائبون ينبغي ألا نرفضهم.
 إنسان له سوابق تاب, إذا جميعنا خفنا منه, ونظرنا لماضيه, نكون في حقه مجرمين؛ يجب أن تنسى ماضيه, ويجب أن تعامله كتائب, وتعامله كإنسان نظيف, من أجل أن تأخذ بيده, هذا واجب, واجب إسلامي مهم جداً, الإنسان كان, انتهى, الماضي يجب أن يلتغى.
 قال له: أفأذكر له ما كان منها؟ –إنسانة زنت, وأقيم عليها الحد, بعد حين طويل جاء من يخطبها, في عهد سيدنا عمر, فسال أخوها سيدنا عمر: أأذكر ما كان منها؟- قال له: والله لو ذكرت له ما كان منها لقتلتك.
 إنسان تاب, تطوى الصفحة نهائياً, هذه أخلاق المؤمن, كما أن الله ستار, وأنت ستار:
﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾
[سورة المائدة الآية:32]
هل تعلم؟ :
 ويقول عليه الصلاة والسلام:
((المؤمن للمؤمن كالبنيان, يشد يعضه بعضاً, وشَبَّكَ بين أصابعه))
[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح, والترمذي في سننه]
 يعني علامة إيمانك معاونة أخوانك, علامة إيمانك التضامن, التعاون, التكاتف, التناصر, التحابب, التزاور, التباذل, هذه علامة الإيمان, والإنسان لما ينسحب من المجتمع المسلم, يعيش لوحده بانتمائه الفردي, بحظوظه الشخصية, هذا ابتعد عن إيمانه, واقترب من صفات أهل النفاق.
((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً, وشَبَّكَ بين أصابعه))
[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح, والترمذي في سننه]
كيف تعطى زكاة المال؟ :
 الإنسان: يصبح دخله صفراً, وحوله أناس أغنياء.
 والله أنا أعرف أشخاصاً, تدخل إلى البيت لعنده, هات لنا كأس شاي, يضع في جيبه خمسة آلاف, لا يدري, لا يأخذ منه, لأنه عزيز النفس, وفقير.
 فتجد في أعمال كالجبال, تعاونه من دون أن تحرجه, هذه زكاة مالي.
 قال لي شخص: هل يجوز أن أعطي زكاة مالي, ولا أقول له؟ قلت له: يجوز, الأولى ألا تقول له.
 والله هدية, ما الذي يمنع على العيد هدية, على المدارس, على ...... ممكن أن تقدم الزكاة بأسلوب لطيف, لا تحرجه.
 في أشخاص يفهمون الفقه فهماً معكوساً, أخي أنا يجب أن أمسكها له, وبلغه: هذه زكاة مالي, وأمام الناس, يقول له أيضاً, هذا فهم للدين سقيم, ما هكذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام.
قف عند هذه الكلمة :
((مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم, مثلُ الجسد: إِذا اشتكى منه عضو, تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى))
[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح]
 أريد أن أقول لك كلمة دقيقة: هل تحمل هموم المسلمين؟ فأنت مؤمن, وإن لم تحمل, فلست بمؤمن:
((من لم يهتم بأمر المسلمين, فليس منهم))
.
 هل تحمل هم المسلمين؟ هل ترعى صغيرهم؟ هل تعطف على فقيرهم؟ هل ترعى محتاجهم؟ هل يتفطر قلبك أسى لهم أم تفرح بمصيبتهم؟.
 والله في أناس يفرحون, بمجرد أن تفرح بمصيبة ألمت بمؤمن, فاعلم علم اليقين: أنك في خندق المنافقين, اعلم علم اليقين, ولو طالبتني بالدليل:
﴿إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ﴾
[سورة التوبة الآية:50]
 أبداً, إذا أخوك هيأ الله له بيتاً, نال الدكتوراه, تسلم منصباً رفيعاً, اشترى بيتاً, تزوج, انزعجت منه, فاعلم علم اليقين: أنك في خندق المنافقين, اعلم عليم اليقين؛ إذا فرحت من أعماقك, وهنأته من أعماقك, واعتبرت تفوقه لك لمصلحة المؤمنين, فاعلم علم اليقين: أنك من المؤمنين.
أنواع الاختلاف :
 المؤمن يفرح لأخيه المؤمن بما أصابه من خير, ويتألم أشد الألم بما أصابه من سوء, والمنافق يفرح إن أصابه سوء, ويتألم إن أصابه خير, والتحاسد, والبغي, والعدوان موجود بشكل صارخ بين المؤمنين, تحاسد, في اختلاف طبيعي؛ اختلاف نقص المعلومات, وفي اختلاف قذر؛ اختلاف البغي والعدوان, في اختلاف مباح, بل مندوب, بل مستحسن, الاختلاف في الطاعات, الاجتهاد في الطاعات:
﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا﴾
[سورة يونس الآية:19]
 هذا اختلاف طبيعي, اختلاف نقص معلومات:
﴿فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ﴾
[سورة البقرة الآية:213]
 الكتاب موجود, والإله معروف, والنبي معروف, وكل شيء واضح, والمسلمون يتمزقون, يتطاعنون, يتناوشون, يتباغضون, هذا خلاف البغي والعدوان:
﴿فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ﴾
[سورة البقرة الآية:213]
 هذا الخلاف المحمود, خلاف ضمن الحق؛ هذا رأى أن بناء المسجد أهم شيء, هذا رأى الدعوة إلى الله, هذا رأى تأليف الكتب, هذا رأى الفقه, هذا رأى المواريث, هذا رأى العقيدة, علم الحديث, نشر الدين في الخارج, الرد على شبهات الغربيين, كله جيد.
 في الحقل الديني: إذا تنافسنا, خلافنا بالتنافس محمود, أما في التنافس على المناصب, وعلى المكاسب هذا مذموم, والجهل ينتج عنه اختلاف, هذا طبيعي.
الحديث الأخير :
 فالحديث الأخير:
((مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم, مثلُ الجسد: إِذا اشتكى منه عضو, تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى))
[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح]
دعاء الختام :
 بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا. وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين
شرح الحديث الشريف تعظيم حرمات المسلمين. Soundشرح الحديث الشريف تعظيم حرمات المسلمين. Sound2شرح الحديث الشريف تعظيم حرمات المسلمين. Sound3شرح الحديث الشريف تعظيم حرمات المسلمين. Wordشرح الحديث الشريف تعظيم حرمات المسلمين. Pdfشرح الحديث الشريف تعظيم حرمات المسلمين. Send
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح الحديث الشريف تعظيم حرمات المسلمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم
» شرح الحديث الشريف ستر عورات المسلمين
» شرح الحديث الشريف باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء والخاملين
» الإله الخالق ما بين تعظيم المسلمين وافتراءات النصارى والكاذبين وإنكار الملحدين ، باللغة الصينية
» شرح الحديث الشريف باب النصيحة.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: السيره النبويه والحديث :: شرح الحديث المقروء-
انتقل الى: