بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
من منهجية الإسلام :
ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها لغير ضرورة:
هذا منهج, هذا جزء من الدين, أما عند هؤلاء الغربيين: حينما تقع فاحشة, ينشرونها في أوسع وسائل النشر.
ألفان ومئتا صفحة نشرت على الأنترنت, لفاحشة ارتكبت في البيت الأبيض؛ مع تفاصيل مخزية, مع تفاصيل يندى لها الجبين, مع تفاصيل يستحي الإنسان أن يقرأها وحده, هذا غير منهج الله.
اعلم هذا :
قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ﴾
[سورة النور الآية:19]
هذه الآية -أيها الأخوة- تقسم الظهر, ما فعل شيئاً, ما أشاع الفاحشة, إن أحب إشاعة الفاحشة, لو أشاعها جرم أكبر, لمجرد أنك مرتاح لهذه الفاحشة التي تنتشر, لمجرد أنك يعني سعيد بهذه الفضيحة التي ظهرت بين المؤمنين:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ﴾
[سورة النور الآية:19]
التفسير دقيق, وبسيط, لا يوجد أم على وجه الأرض تفرح بفضيحة ابنتها, أبداً, على الإطلاق, فإذا رأينا أماً تفرح بفضيحة ابنتها, نقول: هذه ليست أمها قولاً واحداً.
حينما يتمنى الإنسان أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا, هو ليس مؤمناً, هو في صف المنافقين, لأن الله عز وجل يقول:
﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا﴾
[سورة آل عمران الآية:120]
دقق :
فأنت دقق, هذا مقياس دقيق؛ لمجرد أن تفرح لمصيبة ألمت بمؤمن, -لا سمح الله ولا قدر-, فيجب أن يعد الإنسان نفسه مع المنافقين, وهذه أوضح علامة من علامات النفاق: أن تتمنى أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا, أن تتألم إذا أصاب المؤمن خير, أن تفرح إذا أصاب المؤمن شر, أما إذا رأيتم مجتمعاً بأكمله قائماً على التحاسد, وعلى البغي والعدوان, وكل إنسان يتمنى أن يسحق أخاه, لينفرد وحده بالغنيمة, هذا مجتمع يستحق سخط الله عز وجل.
لذلك: حينما يهون أمر الله على المسلمين, يهونون جميعاً على الله.
هان أمر الله عليهم, فهانوا على الله.
انظر إلى خلق المؤمن :
يقول عليه الصلاة والسلام:
((لا يستر عبد عبداً في الدنيا, إلا ستره الله يوم القيامة))
[أخرجه مسلم في الصحيح]
الله عز وجل من أسمائه الستار, فالستار من أسماء الله الحسنى, والمؤمن المتصل بالله يشتق من هذا الاسم صفة الستر, لا يحب أن تشيع الفاحشة, يستر, حتى لو طلق امرأته لأسباب قاهرة, لا يفضحها, يقول: ليس هناك نصيب, لعل تباين أطباع, أرجو الله أن يرزقها زوجاً خيراً مني, هكذا, أما لأتفه خلاف بين الخاطب وبين بيت مخطوبته؛ تُنشر فضائح, يُنشر الغسيل على الحبال, تُذكر أدق التفاصيل.
هذا واقع المسلمين اليوم :
يا أيها الأخوة؛ المسلمون يصلون, ويصومون, ويحجون, ولكنهم لا يتخلقون بأخلاق الإسلام؛ في غيبة, نميمة, فحشاء, إشاعة فحشاء, حسد, بغي, عدوان, وكلهم يصلون, لذلك: لا يقيم الله لهم وزناً يوم القيامة:
﴿لهم صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ﴾
((لا يستر عبد عبداً في الدنيا, إلا ستره الله يوم القيامة))
[أخرجه مسلم في الصحيح]
أيعقل هذا؟ :
في حالة أخرى: يقول عليه الصلاة والسلام:
((كل أمتي معافى إِلا المجاهرون، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يُصبح وقد ستره الله, فيقول: يا فلان، عَمِلْتُ البارحة كذا وكذا, وقد بات يستره ربه, فَيُصْبِحُ يَكْشِف سِتْر الله عنه))
[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح]
ستره الله, هو يفضح نفسه.
أخواننا الكرام, هذا الذي يفتخر بالمعصية فاجر, هذا الذي يدخن في رمضان في الطريق فاجر, هذا الذي يقول فعلت كذا .....
كتاب كبار مسرحيات لهم قصص, يقول لك: سافرت إلى فرنسا, وفعلت كذا, وكذا, وكذا, وكذا, يعني وقاحة ما بعدها وقاحة, الله عز وجل ستر الأمر, هو يفضح نفسه.
قصة يستحي التاريخ أن يذكرها :
مرة إنسانة ماتت بحادث, أو فطست بحادث, ومشى في جنازتها ستة ملايين إنسان, وبكى معظم رؤساء العالم لموتها.
حينما اغتصبت خمسة وثلاثون ألف امرأة في البوسنة, ما بكى أحد, وحينما يقتل عشرات الألوف كل يوم من المسلمين, لا يبكي أحد, لكن يرسلون مبعوثاً لتقصي الحقائق, أما حينما تعقد امرأة مؤتمراً صحفياً يبث على عشر محطات فضائية, يشاهده خمسمئة مليون, تقول هذه المرأة: أنا في المكان الفلاني زنيت مع فلان, –هي ملكة-, وفي المكان الفلاني زنيت مع فلان, وفي مرة بالإسطبل زنت مع سايس الخيل, ومرة مع فلان, ومرة مع فلان ...... هكذا صراحة, وقاحة, جهاراً.
هذه حينما ماتت بحادث في باريس, مشى في جنازتها ستة ملايين إنسان.
نحن نعيش مع من؟ والله نعيش مع وحوش.
من آداب الإسلام :
الشيء الذي لا يصدق, انظر آداب الإسلام, ليس الذي أشاع الفاحشة, الذي أحب أن تشيع الفاحشة, أحب فقط, تمنى, ما فعل شيئاً؛ ما تكلم, ما أشار, ما غمز, ما لمز, لكنه تمنى أن تشيع الفاحشة, له عذاب أليم في الدنيا والآخرة.
الآن المؤمنون في خندق واحد, لأن المؤمنين في قارب واحد, لأن المؤمنين يد على من سواهم, يأخذ بذمتهم أدناهم, وهم يد على من سواهم, والمؤمنون كالجسد الواحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
هذا المؤمن, أما أن يتمنى إشاعة الفاحشة, هذا ليس من الدين في شيء.
((كل أمتي معافى إِلا المجاهرون، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يُصبح وقد ستره الله, فيقول: يا فلان، عَمِلْتُ البارحة كذا وكذا, وقد بات يستره ربه, فَيُصْبِحُ يَكْشِف سِتْر الله عنه))
[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح]
انس الذنب الذي ارتكبته بعد أن عفا الله عنك :
مرة أخ من أخواننا هكذا, لزم درساً في الطاووسية حوالي سنة, كان معي في نزهة, قال لي: أنا كنت أعمل هكذا, قلت له: قف, قف, ما أحد يعرف هذا عنك, والله عز وجل هداك, وتبت, ما فائدة هذا الكلام؟ كنت أشرب, وكنت أفعل, وكنت ......... لا, هذا كلام من الشيطان, الحاضرون -جميعاً- لا يعلمون عنك شيئاً.
مرة قال لي شخص كلمة, -سبحان الله الإنسان هكذا-, قال لي: أنا ارتكبت الفاحشة في زماني, بعد ذلك تاب, والله الآن يعني أنا لا أزكي على الله أحد؛ لكن رجل إيمانه كبير, وله أعمال طيبة؛ لكن سبحان الله! كلما لمحته, تذكرت هذا الفعل, هذا الإنسان .......
فبالإسلام نحن ما عندنا اعتراف بالشيخة, في الإسلام هذه ليست واردة إطلاقاً, إنسان الله سترك, تاب عليك, يعني يجب أن تحترم ستر الله لك, وألا تذكر شيئاً عما مضى منك.
أنا منعته يكمل, لا أعرف عنك شيئاً سابقاً, والحاضرون كذلك, ما فائدة أن تقول لي: فعلت كذا وكذا في الماضي, الإنسان لا يغفر يا أخوان, الإنسان لا يغفر؛ لكن الله يغفر, يغفر, وينسي العبد ذنوبه.
((إذا رجع العبد العاصي إلى الله, إذا تاب العبد توبة نصوحة, أنسى الله حافظيه, والملائكة, وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه))
هذه هي أخلاق نبيك :
أُتي النبي -عليه الصلاة والسلام- برجل شرب خمراً, قال:
((اضْرِبُوهُ, فقال أبو هريرة: فَمِنَّا الضَّاربُ بيده، والضارب بِنَعْلِهِ، والضارِبُ بِثوبِه، فَلمَّا انصرَفَ قال بعضُ القوم: أَخزَاك اللَّه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا هكذا, لا تُعِينُوا عليه الشيطانَ))
[أخرجه أبو داود في سننه]
هذه أخلاق النبي -عليه الصلاة والسلام-, المؤمن دائماً يعين أخاه على الشيطان, ولا يعين الشيطان على أخيه, أبداً.
إذا إنسان وقع, ذلت قدمه, أنت مهمتك كمؤمن أن تعينه على الشيطان, لا أن تعين الشيطان عليه.
فهذا الموضوع؛ موضوع الستر, موضوع المغفرة, موضوع العفو, والإنسان حينما يعفو ..... يعفو الله عنه, وحينما يستر يستره الله.
شيء خطير :
((ومن تتبع عورة أخيه, تتبع الله عورته حتى يفضحه في عقر بيته))
هناك أشخاص كثيرون, يعني يتتبعون أخبار الناس, ويستمتعون برواياتها, ويمضون السهرات على التندر بفضائحهم وانحرافاتهم, هؤلاء الذين يتتبعون عورات الناس, لعل الله عز وجل يعاقبهم, بأن يفضحهم في عقر بيتهم, لا يوجد إنسان يملك أن يمنع عنه قضاء الله وقدره.
في حالات يعني تنكشف الأمور .......
واقعة :
أنا حدثني شخص, قال لي: والله أنا أسكن في الصالحية, مرة وجدت ابني يأتي مسرعاً, يقول: يا بابا, في البيت رجل, قال لي: فوراً ذهبت إلى البيت, فعلاً: وجده رجل, وزوجته محجبة حجاباً كاملاً, فأغلق الباب, وأتى بالشرطة, وكتب ضبطاً, يعني فضح نفسه بيده, القصة بعد أن رواها لي مرة ثانية, قال لي: زوجتي تشتري حاجة من محل تجاري, –انظر الآية الكريمة:
﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾
[سورة الأحزاب الآية: 32]
قالت له: راعني, نحن جيرانك, لماذا قلبك قاس علينا؟ هي بريئة, لكن هذا الكلام يعني شيء, يعني شيء, فراعاها, وطرق الباب في اليوم الثاني, وضع رجله في البيت, ودخل على أساس في دعوة منها, خضوعها بالقول: فسره دعوة, هي يبدو أنها امرأة شريفة, لكن جاهلة, فلما رأت رجلاً في البيت, أرسلت ابنها إلى زوجها تستنجده.
قال لي: أنا ارتكبت حماقة كبيرة, تسرعت, أغلق الباب, وجاء بالشرطة, وكتب ضبطاً, وفضح نفسه, طبعاً: طلق زوجته, قضية تعالج, هذه تعالج بسرعة, ينبهها الإنسان.
فإذا الإنسان حينما يتمنى أن يستمع إلى فضائح الناس, لعل الله يعاقبه: بأن يفضح في بيته.
فالإنسان يستر, والإنسان يكون كريماً, والإنسان يعفو, والإنسان لا يذكر الماضي.
رأي شخصي :
يعني أصعب شيء في الحياة: أن الإنسان تاب, ما كان هكذا, كان يفعل كذا وكذا, هذا شيطان صار, هذا الذي يقول عن إنسان تائب, يذكره بماضيه, هذا شيطان, إنسان تاب, يجب أن تعامله كتائب.
لي رأي أنا في الموضوع: إذا لم نعامل التائب كتائب, كنا في حقه مجرمين, إنسان عمل عملاً, وتاب منه, واستقام.
هكذا عامل النبي حاطب بن أبي بلتعة بعد أن علم بقصته :
سيدنا النبي -اللهم صل عليه- يعني في صحابي ارتكب معه جرماً, جريمة خيانة عظمى, قبل غزو مكة أو قبل فتح مكة, كتب رسالة حاطب بن بلتعة إلى قريش, قال:
((إن محمداً سيغزوكم, فخذوا حذركم, –ممكن, ممكن مواطن يرسل لدولة معادية كتاباً؛ أنه في خطة لإطلاق النار عليكم, أو لعدوان, أو لفتح, أو
لغزو؟ هذه خيانة عظمى-.
فالنبي جاءه الوحي, لما جاءه الوحي, أرسل صحابيين إلى ما بين مكة والمدينة, في مكان اسمه الروضة, هناك امرأة تحمل في عكاصة شعرها رسالة, راسلها حاطب بن بلتعة إلى قريش, فأخذا الرسالة منها –بالقوة طبعاً-, وجاءا بها إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-.
سيدنا النبي استدعى حاطب, قال له:
((ما هذا يا حاطب؟ فقال حاطب: والله يا رسول الله! ما كفرت ولا ارتددت, ولكنني لصيق في قريش –أنا موقن بنصرك- أردت أن تكون لي عندهم يد أحمي بها أهلي وأولادي, والله ما كفرت بمحمد, ولا ارتددت, فاغفر لي ذلك يا رسول الله
! –كلام واضح-.
فالنبي -عليه الصلاة والسلام-
قال: إني صدقته فصدقوه, ولا تقولوا فيه إلا خيراً))
قبل توبته.
نقطة خطيرة :
هنا في نقطة خطيرة جداً: أنت تاجر, عندك أمين مستودع خانك, باع البضاعة, ما بلغك, قال لك: ناقصة, حتماً بالتسليم في خطأ, جاء إنسان إلى عندك, قال لك: هذا أمين مستودعك باعني بضاعتك, وقبض ثمنها, هذا إنسان خان, وأنت شفقت عليه, وأعلن توبته ...... لكن تبقيه أمين مستودع؟ لا, في مهمات ثانية, أما إذا أبقيته أمين مستودع, معناها أنت وثقت ثقة كبيرة بتوبته, وعاملته كتائب مئة بالمئة, الذي يرفع معنوياته: أن يبقى في عمله الأصلي-.
فالنبي -عليه الصلاة والسلام- بعد أن قال: إني صدقته فصدقوه, ولا تقولوا فيه إلا خيراً, أرسله في مهمة سياسية لبلد آخر.
كلفه العمل نفسه, عامله كتائب, عاملك كتائب.
قصة نموذجية :
هذه القصة التي أرويها كثيراً نموذجية, إنسان رأى النبي -عليه الصلاة والسلام, إمام جامع الورد- قال له: قل لجارك فلان, -جاره الفلان سمان- قال له: قل لجارك فلان: إنه رفيقي في الجنة.
ما هذه البشارة؟ فطرق باب جاره, واستحلفه بالله: أن يقول له ماذا فعلت مع الله, حتى يقول النبي عنك: إنك رفيقه في الجنة؟ امتنع عن أن يتكلم, بعد ما ألح عليه, قال له: والله لك عندي بشارة, لا أقولها لك إلا إذا قلت لي: ماذا فعلت؟ قال له: والله تزوجت امرأة, مضى على زواجنا خمسة أشهر, وهي بطنها كبير, معناها الولد ليس منه, وجاءها المخاض في الشهر الخامس, قال له: قررت؛ ممكن أفضحها, ممكن طلقها, ممكن اسحقها, ممكن, ممكن ..... لكن احتسبت عند الله سترها, فجاء بقابلة, ولدتها, وأخذ الولد, وأخذه, ودخل فيه إلى جامع الورد, بعد أن نوى الإمام لصلاة الفجر, وضعه وراء الباب, وصلى مع الناس كإنسان عادي, فلما انتهت الصلاة, بكى الصغير, تحلق الرجال حوله, قال لهم: ما .... عمل نفسه غريباً, قال لهم: ما الأمر ؟ قال: تعال انظر, قال: أعطوني إياه, أنا أكفله, فأخذه, وأرجعه إلى أمه, وسترها.
يرى هذا إمام المسجد, أنه: قل لجارك فلان: إنه رفيقي في الجنة.
الله يحب الستر, لا يحب الفضيحة.
هذا هو مجتمع الغرب :
قال لي شخص, قال لي: في مجتمعات الغرب مجتمع فضائحي, يتمتع بالفضائح, يتمتع, أكثر البرامج هناك كلها فضائح.
يعني في إنسان نمطه فضائحي, يقول لك: في شخص فطايسي, وفي شخص فضائحي, يحب الفضائح, وفي إنسان يحب الستر.
((من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه))
((طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس))
[أخرجه البزار في مسنده]
احذر من أن تدخل في هذا الخندق :
موضوع الستر شيء رائع جداً, وكمال كبير, وشيء يرفع مكانة الإنسان؛ لا تحاول تدخل في التفاصيل, لا تحاول تأخذ معلومات وتنشرها بين الناس, هذه صفة بالإنسان يسمونها العوام, له اسم هكذا معبر جداً, لألوء, لا ليس لألوءاً, يعني له أوصاف عديدة, باللغة العامية, إنسان محتقر, هذا الذي يتكلم كثيراً, يأخذ قصة, لقصة, لقصة:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ﴾
[سورة النور الآية:19]
ماذا فعلوا؟ ما فعلوا شيئاً, ولكن أحبوا فقط, تمنوا.
أنت حينما تتمنى أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا, أنت ليس من المؤمنين, أنت في خندق -لا سمح الله- المنافقين, فليفكر الإنسان؛ يفرح بقلبه لخير أصاب المؤمن, يفرح هذه علامة إيمانه, ينزعج من خير أصاب المؤمن علامة نفاقه.
هل يسعدك أن يكون أخوك قوياً أم ضعيفاً؟ هل تتمنى أن يكون أخوك عالماً أم جاهلاً؟ غنياً أم فقيراً؟ متزوجاً أو غير متزوج؟ إن سعدت بخير أصاب أخاك فأنت مؤمن ورب الكعبة, وإن غضبت, وتألمت, وحسدته, وتمنيت أن تزول عنه هذه النعمة, فهذا الإنسان في صف المنافقين.
أحاديث اليوم :
((لا يستر عبد عبداً في الدنيا, إلا ستره الله يوم القيامة))
[أخرجه مسلم في الصحيح]
((كل أمتي معافى إِلا المجاهرون، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يُصبح وقد ستره الله, فيقول: يا فلان، عَمِلْتُ البارحة كذا وكذا, وقد بات يستره ربه, فَيُصْبِحُ يَكْشِف سِتْر الله عنه))
[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح]
وهذا الذي جيء إلى النبي قد شرب خمراً, قال:
((اضْرِبُوهُ، فقال أَبو هريرة: فَمِنَّا الضَّاربُ بيده، والضارب بِنَعْلِهِ، والضارِبُ بِثوبِه، فَلمَّا انصرَفَ, قال بعضُ القوم: أَخزَاك اللَّه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا هكذا, تُعِينُوا عليه الشيطانَ))
[أخرجه أبو داود في سننه]
هذا توجيه النبي -اللهم صل عليه- بخلق الستر؛ استر, لا تفضح, لا تعير إنساناً, لا تكشف ماضيه, هذا ليس في صالحك, وفي إنسان ستير, والمؤمن ستير.
بماذا وصف النبي الزوجة الصالحة؟ :
النبي الكريم: وصف الزوجة الصالحة: ستيرة, عزيزة في أهلها, ذليلة مع بعلها, ودود ولود.
الإنسان الآخر فضائحي؛ يحب الفضائح, يحب القصص, هكذا تنتشر, يحب يفهم, لماذا طلقها؟ ليكون لها علاقة مع غيره, ويا ترى ما أنجبت, منه لما منها؟ لماذا تتدخل أنت؟ يريد أن يفهم منه لما منها, هذا كله من فضول الإنسان, ومن تعلقات الشيطان.
دعاء الختام :
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا. وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين