السؤال
السلام عليكم.
أنا صاحب الاستشارة (2122852), وقد استعملت دواء السيروكسات لمدة 5 أشهر, مع دواء سوركويل, ولم أتحسن.
أرجو أن تساعدني فأنا أعاني يوميًا؛ حتى أنني أقول: لماذا أعيش؟ وتراودني أفكار بالانتحار, لكني لا أستطيع, أرجو منك أن تساعدني, وأن تدلني على الطرق غير الدوائية؛ لأنني مللت الدواء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي الكريم – ما دامت تراودك الأفكار الانتحارية فأرجو أن تذهب فورًا وتقابل الطبيب النفسي - مهما كانت الظروف -فهذا قانون الطب النفسي, ولا يمكننا الحيادة عنه أبدًا، والإنسان في لحظات الضعف يحتاج لمن يعينه, فهذه أفكار شريرة, وهذه أفكار مرفوضة، وأنا أعرف أنك تسعى للتخلص منها, لكنها مادامت مستحوذة عليك فأرجو - أيها الفاضل الكريم - أن تتواصل مع الطبيب النفسي, والأطباء لديهم طرقهم وآلياتهم التي من خلالها يساعدون في القضاء على مثل هذه الأفكار, وهذا مهم وضروري جدًّا - أيها الفاضل الكريم - هذا من ناحية .
الطرق غير الدوائية لعلاج المخاوف والاكتئاب والتوترات واضحة جدًّا، وهي أن يؤمن الإنسان ويقتنع قناعة تامة أن هذه الحياة فيها أشياء جميلة جدًّا، حتى وإن وجد أشياء شريرة وأشياء سيئة وطرق خاطئة إلا أن الأشياء الطيبة الجميلة والمفرحة أيضًا موجودة، والإنسان يجب أن ينظر إلى خصائصه الشخصية, وما يميزه من إيجابيات, ويقارن ذلك مع الآخرين, وسوف تجد نفسك أفضل بكثير وكثير جدًّا من الكثير من الناس، فالاستسلام للفكر السلبي هو المشكلة الأساسية التي تؤدي إلى الكدر الإحباط.
فيا أخي الكريم: يجب أن تسعى سعيًا فعليًا بأن تغير من فكرك السلبي، وأنصحك أن تكتب هذه الأفكار وتدارسها, وابحث في المقابل الذي يكون مضادًا ومسقطًا لها، ففكرة الانتحار مثلًا تقابلها الحياة - وما أجمل الحياة, فالحياة هبة الله تعالى لنا - وأنت - والحمد لله تعالى - أفضل بكثير من الناس, وهكذا يجب أن تجري حوارات إيجابية مع نفسك, لا أن تستسلم لهذه الفكرة الإسقاطية, وتستكين لها، وهذا علاج سلوكي, والعلاج السلوكي الآخر هو أن تقوي إيمانك, وأن تحسن الظن بالله, وهذا مهم, وهذا لا يتأتى إلا من خلال عمل الطاعات, والالتزام بالعبادات التزامًا قاطعًا.
ثالثًا: عليك بالرفقة والصحبة الطيبة.
رابعًا: ساعد الآخرين، فهذا يعطي قناعات وشعورًا بالرضى يساعدك كثيرًا.
الرياضة لها دور إيجابي جدًّا في حياة الإنسان, ويجب أن تُمارَس, وإدارة الوقت بصورة صحيحة أيضًا تأتي فعاليتها, وبر الوالدين, فهذه كلها علاجات سلوكية, وهذه كلها طرق غير دوائية، والمهم في الأمر هو التنفيذ.
أما بالنسبة للدواء: فأرجو أن لا تمل من الأدوية أبدًا، والتزم بدواء أو دواءين بجرعة صحيحة, وأرجو أن تستمع إلى نصيحتي, وهي أن الدواء يمنع التدهور على الأقل, حتى وإن لم يؤدِ إلى التحسن، وفي حالات كثيرًا ما شاهدنا من تحسنت أحوالهم بعد مدة طويلة جدًّا من الصبر على تناول الدواء, لكن الدواء لابد أن يدعم بالآليات الأخرى, فهذا مهم جدًّا.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.