السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر16عاما, فيما مضى كنت متفوقة دراسيا, والحمد لله, ولكن منذ أن دخلت الثانوية وأنا أعاني من أعراض لا أعرف سببها, أشعر بخوف, وأشعر أني مراقبة في كل مكان, وأشعر بقلق, وبضيق شديد من شيء لا أعلم ما هو.
فقدت شهية الأكل والنوم, وأشعر بوخز كالأبر في جميع مناطق جسمي, وبصداع ودوخة في بعض الأحيان, وأحلم بالجن وبحيوانات كثيرة.
نزل مستواي الدراسي, وأصبح كل تفكيري أن أترك المدرسة, وأصبحت أكرر كلمة (أبغي أنتحر) وأنا لا أريد الانتحار حقا, ولكن الكلمة دائما على لساني، وجميع من حولي قالو إنه حسد بسبب المدرسة, ولكني ذهبت إلى المستشفى, وأكدت لي الطبيبة أنه قلق واكتئاب بسيط.
استمريت على حبوب بروكالميل أسبوعين, ولم تنفعني شيئا, فتوقفت عنها, وبدأت بعدها بالرقية الشرعية, وتحسنت حالتي جدا, إلى أن بدأت الاختبارات النهائية, وعادت من جديد, وحتى المواد التي كنت متفوقة فيها حصلت على درجات متدنية فيها.
فماذا أفعل الآن؟ وهل ما يصيبني حقا حسد أم هي مجرد وساوس وقلق؟ وهل نقص فيتامين (د) يكون هو سبب القلق؟ فأنا على هذا الحال منذ 5 أشهر تقريبا.
عذرا على الإطالة، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا أن يصرف عنك كل سوء, وأن يعافيك من كل بلاء, وأن يرد عنك كيد الكائدين, وحق الحاقدين, وحسد الحاسدين, وظلم الظالمين, واعتداء المعتدين, كما نسأله سبحانه وتعالى أن يفتح عليك فتوح العارفين بحكمتك, وأن يجعلك من المتميزات والمتفوقات, وأن يرد عليك صحتك وعافيتك وأمنك وأمانك واستقرارك, إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك ابنتي الكريمة الفاضلة؛ فأعتقد أنك قد وصلت إلى الحل الأمثل لمشكلتك إلا أنك لا تستمرين عليه؛ ألا هو الرقية الشرعية! لأنك ما دمت قد أخذت الدواء الطبي ولم تتحسن حالتك ولم ينفعك، وقد بدأت بالرقية الشرعية وتحسنت حالتك كثيراً إلا أنك تقريباً توقفت عنها ثم عادت إليك الحالة ولذلك أقول أنك الآن تعرفين علاجك وأفضل الأشياء التي تؤدي إلى صرف هذا السوء عنك، إلا وهو الرقية الشرعية.
أما نحن حقيقة هنا في الموقع فلا نجزم ولا نقطع بأن هذا مس أو عين أو حسد أو سحر, أو أن هذا مجرد وساوس أو قلق أو غير ذلك, لأن هذه أمور تحتاج إلى معاينة الحالة على الطبيعة, ولكننا نقول: ما دام قد أكرمك الله تعالى بالشفاء عن طريق الرقية فهو المقصود, وهو الذي ينبغي أن نهتم به.
أما قضية نوع الدافع أو السبب فأعتقد أن هذه قضية شكلية لا أعتبر لها قيمة, وإنما الواجب علينا فقط -ابنتي الكريمة الفاضلة- أن نركز على العلاج، والعلاج هو الرقية الشرعية, وأنت قد بدأت فيها وتحسنت, فما دمت قد رجعت إليك الحالة من جديدة؛ فمعنى ذلك أنك بحاجة إلى رقية شرعية مرة أخرى.
أما قضية نقص فيتامين (د) وأنه يؤدي إلى القلق؛ فلا أعتقد أنه يؤدي إلى هذه الدرجة, ولأنه لا يوجد أحد إلا وفيه فيتامين (د) وأنه أحيانا قد ينخفض خاصة في منطقة الخليج، فمعظم سكان الخليج يعانون من نقصه, ولكن من الممكن تعويضه بأشياء أخرى, إلا أني أقول إنه ليس له علاقة بالحالة التي تعانين منها؛ لأنك الآن عرفت الحل, والحل في الرقية الشرعية.
والرقية الشرعية لا علاقة لها لا بفيتامين (د) ولا (ج) ولا غيره، فعليك -يا بنيتي بارك الله فيك- بالاستمرار في الرقية الشرعية, وكم أتمنى أن تقومي بحفظ هذه الآيات, وتلك الأحاديث, وتقومي برقية نفسك بنفسك, أو بالاستماع إلى الأشرطة التي يوجد بها الرقية الشرعية؛ حتى لا تكوني في حاجة إلى أن تذهبي إلى راقية أو معالج بين الحين والآخر.
أسأل الله تعالى أن يوفقك إلى كل خير, وأن يصرف عنك كل سوء, وأن يعافيك عن كل بلاء, إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.