السؤال
كيف يمكنني التخلص من الخوف؟ خاصة أن عمري أصبح 20, وقد توفي والدي قبل أربع سنوات, وأصبحت أخاف من أمور بسيطة, مثل الخوف من السير في الليل وحيدًا, والخوف من النوم وحيدًا, وغير ذلك, وأنا أصلي كل الأوقات في الجامع – والحمد لله - وأقرأ كتاب الله, لكن هذه المشكلة مؤثرة جدًّا, ولا يرتاح فكري حتى أجد حلًا, وأعدكم بتطبيق أي خطوات.
وشكرًا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
شكرًا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا.
يكثر الخوف بأشكاله المختلفة عند الناس، وإن كانوا قليلًا ما يتحدثون عنه بسبب الخجل أمام الناس, ونسمي عادة هذا الخوف بالخوف, أو الرهاب (phobia).
وقد يكون الخوف من شيء محدد, كما هو الحال معك من الخوف من السير ليلًا, والخوف من النوم منفردًا, أو الخوف من حيوان معين كالقطط, أو الكلاب, أو غيرها، أو الخوف من الأماكن العامة, أو المزدحمة، أو الخوف من المرض....
وهناك الخوف من أمور غير محددة: كالشعور الغريب, وكأن أمرًا ما قد يحدث، أو الخوف من المستقبل, وما يمكن أن تأتي به الأيام.
والعادة أن يبدأ الشخص الذي يعاني من الخوف بتجنب الأماكن, أو الأشياء التي يخافها، وإذا به يشعر أن خوفه هذا قد ازداد؛ لأن هذا التجنب لا يحل المشكلة، وإنما يزيدها قوة وعنادًا على العلاج.
ويقوم العلاج بشكل أساسيّ على مبادئ العلاج المعرفي السلوكي، وهو أفضله.
وبالرغم من فوائد العلاج الدوائي في كثير من الحالات، ولكن يبقى العلاج الأكثر فعالية للخوف أو الرهاب هو العلاج المعرفي السلوكي، وهو محاولة تغيير السلوك, وعدم الاستسلام للأفكار الرهابية، وقد تحتاج لتطبيق هذه المعالجة مراجعة إما طبيب نفسي, أو أخصائي نفسي حيث تعيش، وهو يمكن أن يشرف على العلاج المعرفي السلوكي, بالإضافة للعلاج الدوائي.
فحاول أن تقتحم المجالات التي تخافها - كالسير ليلًا، أو النوم منفردًا، أو غيرها من المواقف - وستلاحظ - وبعد قليل من الوقت - أنك بدأت تتكيّف مع هذه المواقف والحالات، وأن الخوف: إما اختفى بالكليّة، أو على الأقل أصبح أخفّ مما كان عليه.
وأنا أنصح عادة أن يقرأ المصاب وأسرته عن طبيعة الخوف أو الرهاب, بحيث يتعرفون على طبيعة هذا الرهاب، وكما يقال: إذا عرف السبب بطل العجب.
وأدعو الله تعالى أن ييسّر لك الخير، ويعينك على تجاوز هذه المرحلة التي أنت فيها.