اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 إلى من يشتكي من الوحدة ... لستَ وحدك..!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100265
إلى من يشتكي  من الوحدة ... لستَ وحدك..!!   Oooo14
إلى من يشتكي  من الوحدة ... لستَ وحدك..!!   User_o10

إلى من يشتكي  من الوحدة ... لستَ وحدك..!!   Empty
مُساهمةموضوع: إلى من يشتكي من الوحدة ... لستَ وحدك..!!    إلى من يشتكي  من الوحدة ... لستَ وحدك..!!   Emptyالإثنين 9 يوليو 2012 - 10:03

إلى من يشتكي من الوحدة ... لستَ وحدك..!!
قال الراوي :
بعد انقطاع لفترة جلست إلى أختي ، اذكرها بما يجب علينا
تجاه ربنا سبحانه ، وما ينتظر المرأة المسلمة من أدوار كبيرة
لخدمة دينها في هذا العصر الحافل بالعجائب ..
غير أنها تكلمت بعد طول صمت وهي تتابع ما يفيضه الله على قلبي من تلك المعاني الكبيرة .. فشكت وبكت.. وابكت ..!!
وعلى ضوء شكواها دار هذا الحوار الشائق المثير :
- - - - - - - - - - - - -

تقولين رحم الله والديك :
أنا أشعر بالوحدة الشديدة
والهم القاتل .. والملل الموحش
فلا أنيس ولا معين
هذا هو لب شكواك .. وما بعده تفريع عنه.. أليس كذلك ؟
=نعم
بمعنى .. لو اننا حلينا هذه المشكلة تنتهي بقية القضايا
=صحيح
فهي بمثابة حجر الزاوية في مشكلتك
تعرفي مشكلتك في غاية البساطة .. وحلها ميسور جدا ...
خاصة لمن هو مثلك وفي همتك كما عرفتك ..
=سبحان الله .. ولكن كيف..؟؟
نعم ، لكني اعتبر ان الشيطان يلعب معك لعبة القط والفارJ
=كيف.. أوضح أخي الكريم ..
أولا ... ساضطر اعيد جملتك ... ثم اقول لك ما فيها:
أنا أشعر بالوحدة الشديدة
والهم القاتل .. والملل الموحش
فلا أنيس ولا معين
هذه اثنا عشر كلمة بالتمام والكمال
= نعم .. هذا ما قلته ..والى الله المشتكى
طيب ..يمكن أن نوجزها في كلمات أقل
( الوحدة ) .. تسبب ( الملل) .. فيتولد( الهم) ..
أصبحت ثلاث كلمات فقط
=سبحان الله .. بارك الله فيك
ثم نحلل هذه هي الأخرى ... ( الوحدة ) ....ولا شيء غير الوحدة
اذن انحصرت مشكلتك كلها .. كلها في كلمة واحدة لا غير
=سبحان الله .. الله أكبر
الوحدة ...... بمعنى ...
=أعجب والله من قدرتك على التحليل ما شاء الله
أشعر أنك بتحليلك هذا كأنما تزيح صخورا من على صدري
هذا من فضل الله وحده .. المهم الآن اجمعي قلبك مع ربك وتابعني بتركيز ..
لو استطعنا أن نجعلك لا تشعرين بالوحدة ..
نكون قضينا على كل المشكل .. أليس كذلك؟
= نعم .. نعم ، هذا ما أريده وأبحث عنه ..

طيب .... هذا اقرب أليك من حبل الوريد في عنقك
كيف ..؟ قيل لأحد السلف : ألا تشعر بالوحدة والاسيتحاش ؟
فكأنما غضب .. وقال :
وكيف استوحش وهو سبحانه يقول : انا جليس من ذكرني ؟؟!
=الله أكبر.. الله أكبر.... كيف غفلت عن هذا؟؟
لاحظي قوله( أنا جليس )
ولم يقل : هو جليسي .. والفرق كبير بين العبارتين ..!
=سبحان الله.. لا إله إلا الله ..
انت بحاجة فقط الى ان ( تربّي ) هذا الشعور بقرب الرب سبحانه
= صدقت والله ..
ولو أنك عشت مع القرآن الكريم بكلية قلبك ستجدين آيات القرآن :
( تربي ) فيك هذا الشعور بقوة ، وفي روعة ..
والآيات التي تتولى ( تربية ) هذا المعنى في القلب كثيرة جدا ،
ومبثوثة في طول القرآن وعرضه ، ولكن اين المتأمل المتدبر لها ؟
= سبحان الله .. سبحان الله . على الرغم أنني احفظ الكثير من السور
غير أني كأنما انتبه لهذا المعنى لأول مرة ..
طيب الآن اجمعي قلبك وتابعي هذه الآيات :
منها على سبيل المثال :
) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش
ِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ
وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
(الحديد:4)
ومنها :
) وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ
إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ
فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
(يونس:61)
ومنها :
) قَالَ : كَلَّا فَاذْهَبَا بِآياتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ) (الشعراء:15)
ومنها :
)أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) (البقرة:77)
ومنها :
)... أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53)
ومنها :
)يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ
وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) (المجادلة:6)
ومنها :
)وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُون َ) (النحل:19)
ومنها :
)يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (التغابن:4)
ومنها :
) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ
وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا
ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (المجادلة:7)
والآيات كثيرة جدا ...
لو انك قمت بمتابعة هذه الآيات وتدوينها في كراس خاص
واعادة قراءتها مرات متعددة كل صباح ،
ثم محاولة تذكرها مع مرور ساعات النهار ،
فإني أحسب أن هذه الطريقة من أقوى ما يمكن أن ( تربي ) به
هذه المشاعر الراقية ..جربي ولن تخسري
= وما رأيك لو أني تابعت التفاسير لتلك الآيات ..
الله أكبر ..شيء راائع للغاية ، وهذه قمة عالية تكونين قد شمرت إليها ،
وخطوة كبيرة تكونين قد قمت بها .
= أعدك أن افعل هذا كله . وأسأل الله أن يعينني ، ويوفقني ،
ويغرس في قلبي هذه المعاني السامية ..
طيب ما رأيك من باب تهييجك بشكل اكبر للإقدام على هذه المهمة
أن أعرض عليك نموذجا مما يمكن أن تجدينه في كتب التفسير
حول هذه الآيات بالذات ، لتعرفي أهميتها ،
وخطورة هذه القضية التي نتحدث عنها .
= يسعدني ذلك ، بارك اله فيك ..هات ، أنا أصغي ..
يقول صاحب الشيخ سيد رحمه الله حول الآية الأولى
التي عرضناها قبل قليل :
)هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ
وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا
وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد:4)
= نعم .. أنا معك .. واصل . ماذا يقول رحمه الله ؟
...في كل لحظة يلج في الأرض ما لا عداد له ولا حصر
من شتى أنواع الأحياء والأشياء
; ويخرج منها ما لاعداد ولا حصر من خلائق لا يعلمها إلا الله .
وفي كل لحظة ينزل من السماء من الأمطار والأشعة والنيازك والشهب ,
والملائكة والأقدار والأسرار ; ويعرج فيها كذلك من المنظور والمستور
ما لا يحصيه إلا الله . .
والنص القصير يشير إلى هذه الحركة الدائبة التي لا تنقطع ,
وإلى هذه الأحداث الضخام التي لا تحصى ;
ويدع القلب البشري في تلفت دائم
إلى ما يلج في الأرض وما يخرج منها , وما ينزل من السماء
وما يعرج فيها
, وفي تصور يقظ لعلم الله الشامل وهو يتبع هذه الحركات والأحداث ,
في مساربها ومعارجها .
والقلب في تلفته ذاك وفي يقظته هذه يعيش مع الله ,
ويسيح في ملكوته بينما هو ثاو في مكانه ;
ويسلك فجاج الكون ويجوب أقطار الوجود في حساسية وفي شفافية
, وفي رعشة من الروعة والانفعال .
وبينما القلب في تلفته ذاك في الأرض والسماء ,
إذا القرآن يرده إلى ذاته , ويلمسه في صميمه .
وإذا هو يجد الله معه , ناظرا إليه , مطلعا عليه ,
بصيرا بعمله , قريبا جد قريب:
وهو معكم أينما كنتم , والله بما تعملون بصير . .
فالله - سبحانه – بعلمه المحيط الدقيق_ مع كل أحد ,
ومع كل شيء , في كل وقت , وفي كل مكان .
مطلع على ما يعمل بصير بالعباد .
وهي حقيقة هائلة حين يتمثلها القلب .
حقيقة مذهلة من جانب , ومؤنسة من جانب .
مذهلة بروعة الجلال . ومؤنسة بظلال القربى .
وهي كفيلة وحدها حين يحسها القلب البشري على حقيقتها:
أن ترفعه وتطهره , وتدعه مشغولا بها عن كل أعراض الأرض ;
كما تدعه في حذر دائم وخشية دائمة , مع الحياة
والتحرج من كل دنس ومن كل إسفاف .
=الله أكبر .. الله أكبر ..دموعي تنساب على وجهي كالشلال ..الله أكبر
هذا مجرد نموذج رائع لما ستجدينه في كتب التفسير حول هذه الايات
وهي ( تربي ) لديك هذا الشعور الرائع ،
مما يكون له ما بعده من آثار وثمرات وبركات ..
= أسأل الله أن يوفقني ويعينني لأتابع هذه القضية في كتب التفسير ..
طيب نعود إلى اصل موضوعنا .. لأسألك سؤالا :
متى كان اكثر السلف يجدون احلى ساعاتهم وأروعها ؟؟
=في الخلوات في مناجاة الله سبحانه ..
نعم أحسنت .. اذا كانوا في خلوة مع الله تعالى
فهذه خير وأحب وأحلى ساعاتهم
=سبحان الله
كان بعض السلف يبحث عن سبب ما ، ليتفرغ لله وحده ،
ولا ينشغل بشيء من أشياء الدنيا ، وينقطع عن الخلق إليه سبحانه
=سبحاااااااااان الله
وأنت ..أنت ..يكرمك الله بهذا وترفضين L ... سبحااان الله .. ما هذا ؟؟
=لا والله ياربي ما أرفض ولكني غفلت .. اعوذ بالله من الغفلة
معذرة على هذا التعبير ،
ولكني تعمدت اقوله لأصحيك ، لأنفض عليك نفسك
=نعم لقد صحيت وصحيت وصحيت .. بارك الله فيك ..
ثم ..كيف غفلت عن قول حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم
=صلى الله عليه وسلم
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ
= سبحاااااااااااااااااان اللللللللللللللله....الفراغ نعمه
نعم الفراغ نعمة كبيييرة جدا ولكن اكثر الناس لا يعلمون
وأنت قد أكرمك الله بكلا النعمتين =لاإله إلا الله
لعلي اقول لك شيئا يدور راسك له
ولكن حتى تفهمي هذه النقطة ساسوق لك مثالا
=طيب
لي قريب جاء من بلد بعيد هو وعائلته ...
لنتفرض أن سيارته التي جاء بها مع أهله تعطلت تماما ..
فقلت له : ابشر انا ( سأنقطع لك ) هذه الأيام التي انت هنا معنا ..
وساكون معك اتوجه بك حيث تريد ، ولن تجدني أمل من خدمتك ....
وفعلا ( انقطعت له ) عن كل مشاغلي ......
=سبحان الله .. واصل .. ثم ماذا ؟
بالله عليك .. ثم بالله عليك
هل سينسى لي هذا العمل الذي قمت به من أجله ..؟؟
=لا بالطبع.. لا وألف لا ..
أم أنه سيبقى متذكرا له ما حيي ..سيثني علي في كل مجلس
وسيحاول أن يرد هذا الجميل بأكثر منه
=بالتاكيد سيفعل ذلك .. وأكثر منه
متأكدة من جوابك
=طبعا متأكدة ولست في شك منه ..
طيب اسمعي هذه الكلمة الآن ولا تجعليها تغيب عن عقلك :
قال علماؤنا رحمهم الله :
اذا ( انقطعت ) لله ، فكيف يتوقع أن لا يعرف ذلك لك
=سبحاااااااااااان الله.. سبحاااان الله ..والله لقد أذهلتني هذه الكلمات
بمعنى : هل سيكون المخلوق اكرم من الخالق ..
حاشا لله =لا والله .. حاشا لله
اذا كان المخلوق لم ينس لي ذلك الانقطاع
فكيف بالله عليك حين انقطع لله سبحانه. .
ألن يكرمني ويفيض علي بكرمه!؟
=الله أكبر.. الله أكبر ..
ومن هنا ................
كان علماؤنا الربانييون يحبون الخلوة .... لهذا السبب بالذات..
ثم إن للخلوة ثمرااات كثيرة ليس هذا موطن ذكرها ..
قد نذكرها في لقاء آخر بعون الله . .
كانوا يقولون ( ننقطع ) لله ولو ساعات ولن ينساها الله لنا..
=سبحان الله وأنا أزهد بها وهي ميسورة لي .. ألا ما أغباني
وأنت .. لأن الله ( يحبك ) فرغك له ، ويسر لك الأمر دون ان تتعنتي ..
=سبحان الله.. اللهم غفرانك .. ورحمتك ..
= والله .. إن كلامك يرفع الروح إلى السماء.. جزاك الله عني خيرا ..
المشكلة عندك هي : انك لا تستشعرين هذا التكريم ...
فتشتكين من
( الوحدة)
اين وحدة هي هذه التي تشتكين منها أيها الفاضلة ..؟؟!J
= نعم والله .. لا شعور بالوحدة ما دمت مع الله بكلية قلبي .. الله أكبر
نعم ... لست وحدك ..
مهما رايت نفسك منقطعة تماما عن الخلق فلست وحدك ..
و هناك شيء آخر عجيب في مسألة الانقطاع الى الله ،
أريد أن الفت نظرك إليه بقوة ،
فاجمعي عقلك وقلبك مع ما ساقوله :
الا تلاحظين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل البعثة كان يخلو بربه بعيدا عن الناس في غار صغير ،
يتعبد الليالي ذوات العدد معزولا عن هذا العالم وما فيه ..
.ثم أكرمه ربه بما أكرمه به ...
ألا تحظين أن إبراهيم عليه السلام حين قرر أن يعتزل قومه ،
وهبه الله ما فيضص كرمه الشيء الكثير ...
) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً).... وآيات أخرى عن إبراهيم ايضا
وردت في هذا المعنى
وأيضا ألا تلاحظين أهل الكهف حين اعتزلوا الخلق لجوءاً إلى الله
أكرمهم الله بما أكرمهم به :
) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ
يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً)
ألا تلاحظين أن السيدة مريم عليها الرضوان ، عندما اختلت بالله سبحانه بعيدا عن الناس ، اكرمها الله بما أكرمها به ..
) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً)
وهكذا كثير ...
ومن شواهد غير الأنبياء عليهم السلام ، ما نقرأه
عن بعض العلماء الربانيين حين وجدوا أنفسهم في عزلة عن الناس
وانقطاع لله رب العالمين ، اكرمهم الله بأن أفاض على قلوبهم
فأخرجوا للأمة علوما لا زالت الأجيال تنتفع بها وستظل تنفتع بها ،
كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مثلا ..
الذي كانو يقول أصلا :
انا بستاني في صدري ، وجنتي في قلبي ،
حيثما سرت كانت معي ..
فماذا يريد أعدائي بي ..؟
سجني : خلوة مع الله
( وهنا الشاهد الذي نريده )
ونفيي سياحة ، وقتلي شهادة ..‍‍ !
فلما سجنوه أكرمه الله فكانت هذه المكتبة الضخمة
التي ورثها للأجيال المسلمة ..
وفي العصر الحديث تكرر المشهد نفسه مع علماء ربانيين آخرين ..
والخلاصة :
أن من أقبل على الله بصدق واختلى به ،
وملأ وقته بصور من الطاعات التي تزيده قربا من ربه ،
وأنسا به ، فإن الله يكرمه بألوان من التكريم
ربما لم تخطر له على بال أصلاً ..
ومعنى ذلك في الحقيقة _ والذي أريد أن أصل بك إليه _ :
أن أمثال هؤلاء الصادقين يستحيل أن يشكو أحدهم من الوحدة ،
لماذا ؟
لأنه أولا : لا يستشعر أنه وحده ... !!
أو على الأقل هو يبحث ان يكون وحده مع الله J

= سبحان الله.. سبحااان الله .. بارك الله فيك
الله يرعاك ويحميك ويبارك فيك .. المهم : هل فهمنا هذه النقطة ..
=نعم.. نعم تمام الفهم ..في منتهى الروعة ،
أجد لها صدى قويا في قلبي
بارك الله في فهمك .. ولكن كما أخبرتك ..
ان هذه القضية تحتاج الى :
( أن تتعهديها ) باستمرار وبشكل دائم ..
اعملي على ( تربية ) هذه القضية في قلبك ..
ومع الأيام ستصبح هي الغالبة عليك ان شاء الله ..
أعني قضية : أن تستشعري ( معية الله ) لك
وقربه منك .. وحبه لك ...وكرمه معك
وستره عليك ... وإحسانه أليك
=سبحان الله .. اللهم لك الحمد .. زدني يا رب ولا تنقصني ..
ولطفه بك .. وحلمه عليك .. وأحاطته بك.. ورعايته لك ..
وعلمه بتفاصيل احوالك .. وقدرته عليك .. وعدم غفلته عنك ..
ونحو هذا
=بارك الله فيك يا أخي .. الله يجزيك عني كل خير
..لقد أضأت قلبي بنور ربي..
المهم وطني نفسك أنك : تحتاجين أن ( تربي) هذه المشاعر
باستمرار
هل اتضحت هذه النقطة
=نعم بالتأكيد.. وما أروعها من نقطة ..
أشعر الآن انني لست كما كنت قبل قليل
هذا من فضل الله .. اشكري الله سبحانه ..وأكثري من الثناء عليه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إلى من يشتكي من الوحدة ... لستَ وحدك..!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: مقـالات منـوعه-
انتقل الى: