السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا سيدة، عمري 33سنة، متزوجة وعندي بنت عمرها 4 سنوات، وأجهضت 5 مرات، مرتين قبل البنت، و3 بعدها، وكل الاجهاضات كانت مبكرة جدا، يعني بعد أسبوع أو إثنين من موعد الدورة أجهض، ولا توجد صلة قرابة بيني وبين زوجي.
ولقد عملت العديد من التحاليل، وأول تحليل بعد الإجهاض الرابع، وهو تحليل الهرمونات، وكان ثاني يوم للدورة، والنتيجة كالتالي:
FSH 12,7 IU/L
LH 5,83 IU/L
PRL11,7ng/ml
TSH10,3mIU/L
والعلاج كان نصف قرص من الثيروكس 25ميكروغرام قبل الإفطار بنصف ساعة يوميا.
وعملت تحليل torsh igg igm panel
وكانت النتيجة: cmv IgG 2500 AU/ml
والعلاج كان Voltrex 500 لمدة 21يوم، بمعدل حبتين في اليوم.
وزوجي أيضا عمل عدة تحاليل، - والحمد لله – كان كل شيء طبيعيا.
وبعد ما انتهيت من العلاج بشهر حصل الحمل الخامس، وقبل موعد الدورة نزلت مني إفرازات بنية، أخذت دوفستون حبتين في اليوم، وفوليك أسيد، وأسبرين، وتحاميل مثبتة كل12ساعة، ثم عملت هذا التحاليل في اليوم الثاني من موعد الدورة:
BHCG 73 mlU/ml
T4(free) 1,11 ng/dl
TSH 2,29 ulU/ml
Anti thyroid peroxidase abs(TPO) 0,14 lU/ml
PT
Patient time 12,5 seconds
Control time 12,9 Seconds
INR 0,96
PTT 31,5 Seconds
ثم رجعت وأعدت تحليلBHCG، وبعد يومين ظهرت النسبة، وكانت 37، فأوقفت المثبتات، وبعد يومين نزفت، وأجهضت، واستمر النزيف لثلاثة أيام فقط.
وبعد أسبوع عملت تحاليل أخرى، وهي:
CMV IgG 1228,8 AU/ml
وقال لي الدكتور: بأني لست محتاجة لأن آخذ الvoltrex مرة ثانية.
Lupus anti coagulant(profile)
Screening step: PTT-LA 35,6 seconds
DRVV screen 32,1 Seconds
Screen Ratio 0,80
Anti Cardiolipin IgM negative 4,3 MPL
Vitamin D12,0 ng/ml
وقد قال لي الدكتور: بأن عندي أجساما مضادة، وطلب مني أن أستمر على الفوليك، والأسبرين، و one-Alpha 1mcg حبة في اليوم، ووصف لي حبوب كورتيزونprednisolon nycomed 5 mg آخذها في أول الفترة التي يحصل فيها الحمل، وبمعدل ثلاث مرات في اليوم بعد الأكل، وطلب مني أن آخذ الكالسيوم بكمية كبيرة، لأن نقصه يسبب هشاشة العظام.
بصراحة أنا خائفة من هذه الحبوب، لأني قرأت بأنها تقلل المناعة، ويصبح الجسم عرضة للأمراض، فهل هذا صحيح؟ وهل الكمية التي وصفها لي الدكتور مناسبة؟ وهل ما أفعله الآن صحيح؟ وهل فعلا أن عندي أجساما مضادة؟ وهل الكورتيزون مفيد في حالتي؟ وكيف تكون المتابعة؟ وهل تدخين الزوج، وعمل الرجيم، له علاقة بالإجهاض؟
أرجو منكم النصيحة بالتفصيل، فأنا في حيرة من أمري.
كما أنه طلب مني أن أجري هذه التحاليل فور حدوث حمل:
CMV IgG
PT
APTT
وشاكرة لكم تعاونكم، وجعل الله ماتقدموه في ميزان حسناتكم إن شاء الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
عوضك الله بكل خير, وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة - إن شاء الله- يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب .
بالنسبة للتحاليل التي أرسلتها بخصوص الأجسام المناعية, فهي تظهر وجود تحليل واحد غير طبيعي، وهو تحليل الSCREEN RATIO 0,80 ، وهذا التحليل يكون مرتفعا في حال وجدت أجسام مناعية غير طبيعية في الجسم, ولكن ولوضع تشخيص مؤكد، فإنه يجب أن يرفق بتحليل آخر هوDRVV SCREEN , ولم أر نتيجة لهذا التحليل في استشارتك, بل وجدت الاسم فقط, ويجب دوما أن يتم التأكد عن طريق إعادة هذين التحليلين بفارق زمني من 6- 8 أسابيع, أي أن التحليل لمرة واحدة لا يكفي للتشخيص.
وعلى كل حال، فإن كان الطبيب قد تأكد من التشخيص عندك, ويبدو بأنه كذلك, فإن هذه الأجسام المناعية قد تكون سببا في تكرر الإجهاض, وطريقة علاجها يتم بإحدى الطريقتين:
- إما بتناول حبوب الأسبرين للأطفال، بمعدل حبة واحدة يوميا، إضافة إلى تناول إبر الهيبارين, فور تشخيص الحمل.
- أو تناول حبوب أسبرين الأطفال يوميا مع حبوب البريدنيزون يوميا بجرعة40 ملغ يوميا.
واختيار الطريقة يعتمد على الحالة الطبية عندك, وعلى خبرة الطبيب المعالج بهذه الطرق, فالبعض مثلا: يفضل الهيبارين, والبعض الآخر يفضل البريدنيزون.
وما آراه مناسبا، وكون الحالة عندك غير عرضية, ولا تسبب مشكلة خارج وقت الحمل, ولأن الهدف من العلاج هو منع الخثرات في المشيمة فقط, فإنني أرى أن يتم العلاج عن طريق حبوب الأسبرين، وإبر الهيبارين فور حدوث الحمل, أي بمجرد أن تعرفي بأنك حامل، وأبكر ما يمكن, فهذه هي الطريقة الحديثة التي ينصح بها حاليا في أغلب المراكز في مثل حالتك.
بالطبع هذا لا يعني بأن طريقة الطبيب غير صحيحة, ولكن كما قلت لك: بأن لكل طبيب طريقة وخبرة مختلفة في العلاج.
وأريد أن أذكر لك هنا بأن قصور الغدة الدرقية الذي لم يكن مشخصا لك في السابق, قد يكون أيضا لعب دورا في تكرر الإجهاض عندك, ويجب التأكد من أن الغدة قد انتظمت تماما, قبل حدوث الحمل مجددا.
كما أود أن أذكر بضرورة أن يتوقف زوجك عن التدخين, فالدراسات الحديثة قد أظهرت بأن التدخين يسبب نقصا في عدد وحركة الحيوانات المنوية، كما أنه قد يكون سببا في حدوث الإجهاض, فإن أضفنا إلى ذلك تعرضك أنت لدخان السجائر، أي ما يسمى (بالتدخين السلبي )، فإن هذا قد يلعب دورا أكبر في الإجهاض.
وبالطبع فإن وجود عامل سلبي واحد فقط, قد لا يؤدي دوما لمشكلة، أو للإجهاض, ولكن اجتماع العوامل مع بعضها، يجعل ضررها أكبر, بمعنى أن وجود قصور في الغدة الدرقية لوحده, أو التدخين لوحده, أو حتى وجود الأجسام الضدية في الدم, قد لا يسبب دائما الإجهاض, ولكن اجتماع هذه العوامل مع بعضها، يجعل تأثيرها السيء أكبر.
كما أنني أرى بضرورة أن يتم أخذ مسحة من عنق الرحم للزراعة، وذلك للتأكد من عدم وجود التهاب خفي، وغير ظاهر في عنق الرحم، قد يكون سببا مساعدا في الإجهاض، وإن لم يظهر بالزراعة أي التهاب, فالأفضل أخذ علاج وقائي كنوع من الاحتياط قبل حدوث الحمل.
ولذا ننصح بتناول حبوب تسمى DOXYCYCLIN ، عيار 100 ملغ، حبتين يوميا، بمعدل حبة صباحا، وحبة مساء لمدة أسبوع, والهدف منها: علاج أي التهاب خفي وغير ظاهر ينشط في الحمل فقط.
وأنصحك بالابتعاد عن كل الملوثات بكل أشكالها، سواء تلك المستعملة في الأطعمة المحفوظة، أو المعلبة، أو مواد التنظيف، والعطور، وما شابهها.
وأريد أن أطمئنك بعض الشيء، فأقول: بأنه ورغم تكرر الإجهاض عندك، فإن فرصة نجاح الحمل الجديد - إن شاء الله – ما تزال جيدة, وهي أعلى من نسبة حدوث الإجهاض.
لذلك أدعوك للتفاؤل، والصبر، والمحاولة من جديد, ولكن بعد اتباع النصائح السابقة، والتي هي نوع من الأخذ بالأسباب فقط , ويبقى التوكل على الله هو الأساس, فهو خير الحافظين.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.