أيا صاحبة الصوت الجميل !!
الحمد لله وبعد ,
فلا ريب أنّ ترقيق المرأة صوتها، وتنعيمه بحضرة رجال أجانب،لا يحلنَّ لها فيه أعظم الضرر عليها وعليهم, كما أنّ في ذلك أمضى سبب إلى فساد المجتمع برمته، وشيوع الفاحشة بأسرع طريق !ومن خلال هذه السطور أناشد حواءَ أن تتقي الله في مشاعر وعواطف الرجال, وألاَّ تعين الشيطان عليهم بعذوبة صوتها, ونعومة كلامها؛ فيكفيهم أمواج الفتنة, وبراكين الشهوات من بين أيديهم ومن خلفهم, وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم !
ولعل الإخوة والأخوات يساعدونني في تلخيص مفاسد ترقيق المرأة صوتها، وخضوعها بالقول، والتي أحسب أن من أبرزها النقاط التالية :
1- إثارة أطماع من في قلبه مرض :
قال الله جلّ شأنه: (( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)) (سورة الأحزاب :32) فقد نهى الله تعالى أشرف نساء الأمة عن الخضوع بالقول، حتى لا يكنَّ سبباً في إثارة أطماع مرضى القلوب، ذلك أنَّ حلاوة الصوت وجاذبيته كثيراً ما تُحركُ أرباب الشهوات، فيبذلون ما في وسعهم لإشباع غرائزهم مع ذات الصوت الجميل ! وقد قيل:يا قوم:إنَّ أذني لبعض الحيِّ عاشقةً والأذن تعشق قبل العين أحياناً.
2- تعريض أهل العفة والصلاح إلى فتنةٍ محققة
قد يكون الرجل في أصله صالحاً، ذا خُلق وعفة، لا تخطر سفاسف الأمور، وقبيح الفعال على قلبه، فيبتلى بامرأةٍ لعوبٍ ذات صوت حسن، ونغمة رقيقة، وغُنجٍ متعمد فتثير لديه شهوةً خاملة، وفتنةً نائمة، فيخرج عن طوره، ويتخلى عن أدبه ووقاره، وكم من الصالحين وقعوا ضحايا الغانيات الماجنات، والفاتنات الناعمات ! وصدق نبينا الكريم- عليه الصلاة السلام- حيث يقول فيما رواه مسلم من طريق أسامة بن زيد- رضي الله عنهما-: (( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )) .
3- شيوع الفاحشة في المجتمع
إنّ اعتياد بعض النسوة والفتيات الخضوع بالقول، وطمع مرضى القلوب فيهن، وافتتانهم بأصواتهنَّ كفيلٌ بإرباك المنظومة الأخلاقية في المجتمع، وإقحامه في أتون الفواحش والرذائل، وتعريض عامة الناس إلى الفتنة العمياء، والردّة الصمّاء ! وقد رأينا كيف وقعت بعضُ المجتمعات ضحية تهتك النساء، وتخنث الرجال، فراجت الفاحشة، وانتشرت الرذيلة، وذهب الحياء، وقلّ الوقار.حتى احترف النساء الغناء والعزف، والرقص والتمثيل, بل لعبنَ كلَّ الأدوار التمثيلية المطلوبة، بما فيها دور الزوجة النائمة بجانب زوجها عارية، تحت لحافٍ واحد، تتبادل معه القبلات الحارة, والمضاجعة الآثمة، التي تضجُّ من هولها الجبال!! . وما كان ليحدث شيء من هذا لولا تبذل النساء وتغنجهنَّ, وشروعهن في طريق الإغواء خطوةً خطوة، حتى آل الأمر إلى ما ترى وتسمع، والله المستعان !
4- الخضوع بالقول جرأة على حدود الله ، وقواعد الشريعة
لا ريب أنّ صوت المرأة في حدّ ذاته مهما كان جاداً بعيداً عن الريبة والخضوع، مثير لشهوة ضعاف النفوس, لئام الطبع؛ فكيف إذا صاحب الصوت تغنجٌ وتكسرٌ ولين وعذوبة ؟ ! إنّ الأثر حينئذ لجدُّ خطير، والمفسدة متحققة لا محالة، وأبرزها: افتتان الرجال بجمال الصوت ودلاله، فالغريزة في الذكور تجاه الإناث قابلة للهيجان عند أدنى مؤثر صادر عن المرأة، حتى ولو كان خفق نعليها، فكيف إذا كان الصوت صادراً من حنجرةٍ لعوب، ولسان ماكر؟! قال الله تعالى: ((وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) (سورة النور :31) .
5- الإفتتان بالدميمات
إنّ هيئة المرأة وصورتها قد لا تكون مثيرة للإعجاب لدى كثير من الرجال، بسبب دمامة الوجه وقبح المنظر، بيد أنّ نعومة الصوت وجاذبيته قد يتغلبان على ذلك النقص الجبلي، فيقع عقلاء الرجال فضلاً عن سفهائهم ضحية تلك الأصوات العذبة؛ فتطيش عقولهم، ويذهب وقارهم تحت أقدام النساء !!
6- ذهاب حياء المرأة وزيادة جرأتها
ومن الآثار السيئة لخضوع المرأة بالقول ما يتبعه من خطوات أخرى أشد فحشاً, ومنها ذهاب حيائها شيئاً فشيئاً، ومن ثمّ جرأتها على إذاعة صوتها عبر الإذاعات، والقنوات، والمداخلات في الفضائيات وغيرها، فإنَّ صفيقات الوجوه هنّ اللواتي يُكثرنَ من هذه المشاركات بلا مبررٍ ضروري ، بسبب ما تعودنَ عليه من التكسر والتغنج بأصواتهن ، بل ربما جرَّهُنَ ذلك إلى الإنشاد والغناء، وإلاَّ من أين خرجن هؤلاء المطربات الفاجرات ؟!
إلى هنا تم المقصود بحمد الله ونعمته وكرمه, والله المسؤول أن يجعلهُ خالصاً لوجههِ الكريم .
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم,,,