اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100215
أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Oooo14
أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   User_o10

أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Empty
مُساهمةموضوع: أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟    أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Emptyالأحد 19 يناير 2014 - 18:51

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه. أما بعد:
إن نظرة متفحصة في التاريخ، لتنبئ عن مدى الفرق الشاسع بين همة نساء السلف، وما عليه نساء هذا العصر إلا من رحم الله!
لقد ضرب نساء المسلمين في القرون الماضية أروع الأمثلة على علو الهمة وشموخها، وسجلنّ للأجيال بطولات رائعة، لا يبرح نساء هذا العصر إذا قرأنها أن يتخيلنها ضربًا من ضروب الخيال، لولا قواطع الأدلة التي تثبت وقوعها في التاريخ.
لقد جعلن من حياتهن قدوة للأجيال، في العبادة والجهاد، وفي الصيام والقيام وفي طلب العلم والتربية والدعوة والتضحية من أجل دين الله.
وفي هذا الكتاب نستعرض نماذج قيمة، من أحوال نساء السلف، لعل الله يحيي بذلك الإيمان في قلوب نسائنا، فتذب، فيصن روح العودة إلى حنين الماضي، حيث العزة والتمكين.
أول من أسلم امرأة!
لما أوحى الله جل وعلا إلى نبيه أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_sallaبالدعوة والتبليغ، عرض أمره على زوجته الطاهرة أم القاسم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فما كان منها إلا أن خفق قلبها للدين واستجاب حسها وشعورها بصدق ويقين لسيد الأنبياء والمرسلين أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_salla.
قال الإمام عز الدين بن الأثير رحمه الله تعالى: ( خديجة أول من أسلم، بإجماع المسلمين ) [أسد الغابة:7/78].
فلم تعبأ رضي الله عنها بما قد ينالها من المشركين، فكانت خير نصير وظهير للنبي أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_sallaفكانت تسانده وتؤيده بمالها ونفسها وما تملك، لذلك كانت لها مكانة في قلب رسول الله أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_sallaلا تعدلها مكانة سائر أمهات المؤمنين، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_sallaإذا ذكر خديجة أثنى فأحسن الثناء، قالت: فغرت يومًا؛ فقلت: ما أكثر ما تذكر حمراء الشدقين، قد أبدلك الله خيرًا منها، قال: { أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس } ) [انظر الإصابة لابن حجر (12/217-218)، والحديث روته: عائشة، وحدثه: الهيثمي، وإسناده حسن]؛ فهذا الحديث يدل على مكانتها في قلب رسول الله أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_salla، وعلى التضحية الكبيرة التي قدمتها إيماناً بالله ورسوله فكان أن بشرها الرسول أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_salla{ ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب } [سير أعلام النبلاء:2/10، والقصب: هو اللؤلؤ المجوف الواسع كالقصر] فرضي الله عنها وأرضاها.
أختي المؤمنة: لقد كانت خديجة رضي الله عنها خير نصير للإسلام، وبها وبأمثالها نصر الله الدين، وهزم جموع المشركين، ولقد كسبت بسبقها للإسلام والإيمان شرفًا عظيمًا في الدنيا والآخرة، وإننا لنأمل أن يعلق وسام هذا الشرف في أعناق المؤمنات، إنه شرف السبق للعودة إلى الدين، فخديجة رضي الله عنها كسبت شرف السبق في البدء، ونحن نريد منك كسب شرف السبق للعود!
قال رسول الله أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_salla: { إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء } [الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: البخاري، إسناده حسن].
نعم؛ إنه لابد من دفع ضريبة العودة، كما دفعت ضريبة البدأ، وهي في الحالتين واحدة: إنها الغربة. فكوني حفظك الله ناصرة لهذا الدين بالتزامك واستجابتك لله ورسوله، اجعلي نصب عينيك أم المؤمنين قدوة، وتحملي وحشة الطريق والغربة، فإن طريق الجنة محفوف بالمكاره وطريق النار محفوف بالشهوات!
أول شهيدة في الإسلام امرأة
ومن عجيب قدر الله أن تكون أول شهيدة في الإسلام امرأة، ليعلم بذلك المسلمات طوال التاريخ أن دور المرأة في نصرة الدين عظيم، فهي أول من خفق قلبها للدين، وأول من روت تربة الأرض بدمها نصرة لله رب العالمين.
إنها سمية بنت خُبَّاط أم عمار بن ياسر، كانت سابعة سبعة في الإسلام، وكان بنو مخزوم إذا اشتدت الظهيرة، والتهبت الرمضاء، خرجوا بها هي وابنها، وزوجها إلى الصحراء، وألبسوهم دروع الحديد وأهالوا عليهم الرمال المتقدة، وأخذوا يرضخونهم بالحجارة، ورسول الله أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_sallaلا يفتأ إذا مر عليهم أن يقول: صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة! حتى تفادى الرجلان -ابنها وزوجها- ذلك العذاب المر بظاهرة من الكفر أجرياها على لسانهما، وقلبهما مطمئن بالإيمان، وقد أعذر الله أمثالها بقوله تعالى: أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Braket_rإِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Braket_l[النحل:106]؛ فأما المرأة فاعتصمت بالصبر، وقرت على العذاب، وأبت أن تعطي القوم ما سألوا من الكفر بعد الإيمان، فذهبوا بروحها وأفظعوا قتلتها، فماتت رضي الله عنها، وكانت أول شهيدة في الإسلام!
فأين الأخوات من أمثال سمية في عصرنا! وأين من تصبر على الحجاب الشرعي دون انسياق وراء خزعبلات الموضة وأضوائها!
وأين من تلازم طاعة الله جل وعلا وطاعة زوجها ووالديها!
وأين من تضحي بوقتها في سبيل التعلم والتعليم والدعوة!
لقد كان شرفًا للمرأة أن تكون الشهادة في الإسلام منطلقة على يدها، فإذا كانت سمية بنت خُبَّاط رضي الله عنها قد شهدت على التزامها بالإسلام بدمها وجسدها وروحها، فلكي تترك لأجيال المسلمات من بعدها إرثًا من التاريخ يفخرن به ويقتدين بنهجه ما دامت السموات والأرض.
أختاه..
يا من هديتِ إلى الإسلام راضية *** وما ارتضيتِ سوى منهاج خير نبي
يا درة حفظت بالأمس غالية *** واليوم يبغونها للهو واللعب
يا حرة قد أرادوا جعلها أمة *** غريبة العقل، لكن اسمها عربي
هل يستوي من رسول الله قائده *** دومًا، وآخر هاوية أبو لهب
وأين من كانت الزهراء أسوتها *** ممن تقفت خطا حمالة الحطب
أختاه لست ببنت لا جذور لها *** ولست مقطوعة مجهولة النسب
أنت ابنة العرب من الإسلام عشت به *** في حضن أطهر أم من أعز أب
فلا تبالي بما يلقون من شبه *** وعندكِ العقل إن تدعيه يستجب
سليه: من أنا؟ ما أهلي؟ لمن نسبي؟ *** للغرب أم أنا للإسلام والعرب؟!
[أختي المسلمة من أمركِ بالحجاب:24]
امرأة تصنع الأبطال
لقد كانت الخنساء من خيرة نساء العرب في الجاهلية، ويوم أن قتل أخوها، بكته بُكاء صار مثلاً في الجزع والنياحة، من شدة ما كانت تجد في نفسها من فقده!
ولكنها لما أسلمت وحسن إسلامها، أصبحت تصنع الأبطال، وتعطي الدروس والعبر للأجيال؛ إذ لما تأهب أبناؤها وأشطار كبدها إلى القتال، وعظتهم موعظة القائد الصارم الذي يشحذ همم الجنود، ويوقظ سبات الرقود، فقالت لهم: ( يا بني إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين والله الذي لا إله إلا هو، إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنتُ حسبكم، وما غيرت نسبكن، واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية. اصبروا وصابروا، ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها وحللت ناراً على أوراقها، فيمموا وطيسها، وجالدوا رسيسها، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة ).
ولما حمي وطيس القتال، تدافعوا على العدو، حتى ماتوا جميعاً رحمهم الله، فما كان منها إلا أن قالت: ( الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من الله أن يجمعني بهم في مستقر الرحمة ) [انظر الإصابة:7/615-616].
فأين أمثال الخنساء في زماننا؟ وأين من يعلي همم البنات والأبناء للتضحية في سبيل الدين إن لم يكن بالقتال، فبالعلم، والعمل والدعوة والنصيحة وبذل المعروف وكف الأذى؟
أختي المسلمة: تذكري أن البيت هو مدرسة الأبناء، وأنك المعلمة فيه، فبمقتضى التوجيه والتربية التي ترعين بها أبناءك يكون نهجهم ونتاجهم في الحياة، ولذا فإن حسن التوجيه وأدب التربية شرط في صناعة الأبطال.
فالبنت مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبًا طيبًا الأعراق
ومن تأمل واقع المسلمين اليوم وجد أن السبب في ظهور الانحطاط في جوانب كثيرة من حياتهم، هو غياب روح التربية والتوجيه، وغياب دور الأمومة الريادي في صناعة الرجال الذين يرفعون راية الدين. فكوني رعاك الله مهتمة بأبنائك، واجعلي منهم جنداً لله!
المرأة.. تهزم الروم!
في وقعة اليرموك شهد التاريخ للمرأة بالشجاعة والبطولة، والتضحية والبذل من أجل نصرة الإسلام والمسلمين، ولقد أصاب الروم من العجب والدهشة حين رأوا نساء المجاهدين يضربن بالأحجار والخشب والعصي، ويقفزن فوق فرسان الروم، ويقتلن كما يفعل الرجال بل أكثر!
وفي زماننا انقلبت الأحوال وأصبح في قلوب كثير من النساء تعظيم للروم -الغرب- وأحواله وأصبحنّ يقلدنه في كل صغيرة وكبيرة، إعجاباً بأسلوب معيشته وشخصيته رجاله ونسائه وأطفاله.
ذهب الذين يعاش في أكنافهم *** وبقيت في خلف كجلد الأجرب
ففي وقعة اليرموك، فر جموع من المسلمين لما تكاثرت عليهم جيوش الروم على الميمنة، وهنا تظهر شجاعة النساء ودورهن في التحريض على الجهاد، حيث نادت النساء: ( يا بنات العرب! دونكم والرجال، ردوهم من الهزيمة حتى يعودوا إلى الحرب )، قالت سعيدة بنت عاصم الخولاني: ( كنت في جملة النساء يومئذ على التل، فلما انكشفت ميمنة المسلمين صاحت بنا عقيرة بنت غفار وكانت من المترجلات الباذلات، ونادت: ( يا نساء العرب! دونكم والرجال، واحملن أولادكن على أيديكن، واستقبلنهن بالتحريض ) ). وجعلت ابنة العاصي بن منبه تنادي: ( قبح الله وجه رجل يفرر عن حليلته )، وجعل النساء يقلن لأزواجهن: ( لستم لنا ببعولة إن لم تمنعوا عنا هؤلاء الأعلاج [الأعلاج: جمع علج: وهو الرجل الكافر من العجم.] ) [البداية والنهاية:7/11].
وكانت خولة تقول هذه الأبيات:
يا هاربًا عن نسوة ثقاتْ *** لها حمال ولها ثباتْ
يسلموهن إلى الهناتْ *** تملك نواصينا مع البناتْ
أعْلاجُ سُوء فسق عتاةْ *** ينلن منا أعظمَ الشتاتْ
قال ابن جرير: ( وقد قاتل نساء المسلمين في هذا اليوم، وقتلوا خلقاً كثيراً من الروم، وكن يضربن من انهزم من المسلمين، ويقلن: ( أين تذهبون وتدعوننا للعلوج؟ فإذا زجرنهم لا يملك أحد نفسه حتى يرجع إلى القتال ) ) [المصدر نفسه].
وخرجت هند ابنة عتبة، وبيدها مزهر ومن خلفها نساء من المهاجرين، وهي تحرض المجاهدين، وتقول الشعر الذي قالته يوم أحد:
نحن بنات طارق *** نمشي على النمارق
مشي القطا الموافق *** قيدي مع المرافق
ومن أبى نفارق *** إن تغلبوا نعانق
أو تدبروا نفارق *** فراق غير واثق
هل من كريم عاشق *** يحمي عن العواتق
ثم استقبلت خيل ميمنة المسلمين، فرأتهم منهزمين، فصاحت بهم: ( على أين تنهزمون؟ وإلى أين تفرون؟ من الله ومن جنته؟ هو مطلع عليكم ). ونظرت إلى زوجها أبي سفيان منهزمًا فضربت وجه حصانه بعمودها، وقالت له: ( إلى أين يا أبا صخر؟ ارجع إلى القتال، ابذل مهجتك حتى تمحص ما سلف من تحريضك على رسول الله أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_salla)، قال الزبير بن العوام: "فلما سمعت كلام هند لأبي سفيان، ذكرت يوم أحد ونحن بين يدي رسول الله أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_sallaقال: فعطف أبو سفيان عندما سمع كلام هند، وعطف المسلمون معه، ونظرت إلى النساء وقد حملن معهم، وقد رأيتهن يسابقن الرجال.
ولقد رأيتُ منهن امرأة وقد أقبلت على علج [فارس من فرسان الروم] عظيم وهو على فرسه، فتعلقت به، وما زالت به حتى نكبته عن جواده، وقتلته، وهي تقول: ( هذا بيان نصر الله للمسلمين!! ) وفي هذه الواقعة قتلت أسماء بنت يزيد بن السكن بعمود خبائها تسعة من الروم ) [سير أعلام النبلاء:2/297].
أختي المسلمة.. إن هذه المشاهد الجميلة النيرة في تاريخ المرأة المسلمة لتبعث في النفس الهمة والطموح وتقذف في القلب التطلع والشموخ، فالمرأة هي قوام المجتمع ونواة الأسرة، شأنها في كل الميادين الشرعية عظيم! فتأملي رعاكِ الله في صولات المجاهدات كيف أوقعن أعداء الله الروم في هزيمة نكراء سجلها التاريخ ولم يسجل مثلها بعد!
فشمري عن ساعد الجد، واصنعي الأبطال كما صنع السابقات، وكوني لزوجكِ محرضة على الخير والفضل.
نحن في ذي الحياة ركب سفار *** يصل اللاحقين بالماضينا
قد هدانا السبيل من سبقونا *** وعلينا هداية الآيتنا
امرأة عابدة
وأما في العبادة فقد كانت أمهات المؤمنين عابدات زاهدات، قانتات طائعات، صائمات قائمات. ومن بينهنّ: أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رئاب ابنة عمة النبي أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_sallaورضي الله عنها امرأة صناعاً، وكانت تعمل بيدها، وتتصدق به في سبيل الله [سير أعلام النبلاء:2/217].
وكانت رضي الله عنها صالحة، صواحة، قوامة، بارة، ويُقال لها: "أم المساكين"، وقالت فيها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد موتها: ( لقد ذهبت حميدة متعبدة، مفزع اليتامى والأرامل ) [الإصابة:7/670]، وعن أنس أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_ratheyaقال: ( دخل النبي أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_sallaفإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال: { ما هذا الحبل؟ } قالوا: حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت. فقال النبي أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_salla: { لا، حلوه ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد } ) [صحيح البخاري].
وقالت عائشة رضي الله عنها أيضاً: ( كانت زينب بنت جحش تساويني في المنزلة عند رسول الله أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Article_salla، ولم أرى امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تتصدق به، وتقرُباً به إلى الله تعالى ما عدا سورةً من حدَّة، كانت فيها تسرعُ منها الفيئة ) [الإصابة:2/214].
أختي المؤمنة: فاجتهدي رعاكِ الله في طاعة الله، واتخذي أمهات المؤمنين لكِ قدوة واقرئي أحوالهنّ في كتب التراجم والسير والمناقب، لتعرفي ما كنّ عليه من العبادة والزهد في الدنيا، والتقرب إلى الله بالطاعات وصالح الأعمال، وإياكِ والاغترار بما عليه نساء هذا الزمان؛ فإن الكثرة ليست دليلًا على الحق، قال تعالى: أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Braket_rوَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Braket_l[سبأ:13]، وقال تعالى عن نوح: أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Braket_rوَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟   Braket_l[هود:40].
امرأة عالمة
ولقد كان للمرأة دور بارز في حفظ العلوم وتلقينها؛ فهذا الإمام أبو مسلم الفراهيدي المحدث يكتب عن سبعين امرأة [من أخلاق العلماء:345]، وهذا الحافظ ابن عساكر الملقب بحافظ الأمة، كان له شيوخه وأساتذته بضع وثمانون من النساء!! [المرأة العربية:2/138].
ومن نماذج النساء العالمات في عصر السلف: حفصة بنت سيرين، أم الهذيل الفقيهة الأنصارية. قال هشام بن حسان: ( قرأت حفصة بنت سيرين القرآن وهي ابنة اثنتي عشرة سنة، وماتت وهي ابنة تسعين ).
وعنه أن ابن سيرين كان إذا أشكل عليه شيء من القرآن قال: ( اذهبوا فسلوا حفصة كيف تقرأ )، وعنه قال: ( اشترت حفصة جارية أظنها سندية فقيل لها: كيف رأيت مولاتك؟ فذكر إبراهيم كلامًا بالفارسية تفسيره: إنها امرأة صالحة، إلا أنها أذنبت ذنباً عظيماً فهي الليل كله تبكي وتصلي ) [سير أعلام النبلاء:4/507].
أخية: تأملي حفظكِ الله كيف جمعت هذه المرأة الصالحة بين جمال العلم والعبادة، فقد نورها الله بالقرآن علمًا وعملًا، وفي زماننا كثر العلم وانتشر، وملأ الشريط الإسلامي والكتاب الإسلامي أركان المكتبات في البيوت، ولكن الفقه والفهم يكاد ينعدم؛ فهو مبسوط في الرفوف مقبوض عن الصدور، ولقد كثرت جمعيات التحفيظ، ولكن القليلات ممن هداهن الله اللواتي يملأنها بالذكر والتلاوة والحفظ والله المستعان.
فأين نساؤنا من نساء السلف؟! وأين الثرى من الثريا! ولكننا لا نضرب صفحاً عن الأمل، فلا تزال في كل وقت وحين بوادر خير في الزوايا، تنشر الخير وتدل عليه، ولا يزال بصيص نور وضاء هنا وهناك يضئ لنساء الأمة الطريق، ويجنبها الزلل ويجدد فيها الطموح والأمل، وبالله التوفيق.
وصلى الله على محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أختاه... أين أنتِ من التاريخ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أختاه أنتِ السبب؟؟
» " أختاه أنتِ السبب؟؟
»  هل أنتِ زوجة مثالية ؟!
» أنتِ امرأة فهل أنتِ انثى
»  أين أنتِ ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: الأسرة المسلمه-
انتقل الى: