البارحة كنت في أحد الأسواق الكبيرة في مدينة الرياض , فضاق صدري بما رأيت
وحزنت كثيراً لما أصبحت عليه كثيراً من فتياتنا المسلمات , نساء يلبسن عباءات
أجزم بأنهن لو كشفن وجوههن لكانت الفتنة بهن أقل ممن ينظر إليهن , جلست بجوار
شاب فإذا به قد ركز نظره إلى شيء و أطال النظر إليه فلما وجهت نظري إلى ماينظر
إليه لمح بصري تلك الفتاة التي خرجت لا بسة عباءتها لكنها و الله عباءة شيطانية
مزركشة و ضيقة و قد اجتهدت تلك الفتاة - هداها الله - إلى أن تلفت كل من تمر من
حوله . فهنا سألت نفسي هل يقع اللوم الأكبر على تلك الفتاة أم على من ينظر
إليها ؟؟ أترك الإجابة لكم .
رسالتي إلى أخواتي الكريمات : لقد كثر الشر و سل الغرب سيوفهم يقصدون إخراجك من
بيتك يريدون أن ينحروا عفتك و حشيمتك و والله لقد نجحوا أيما نجاح نعم لم تكشف
كثير من النساء عندنا و جوههن لكن كشفن أكبر من ذلك أتدرون لماذا ؟ اسمعن يا
أخواتي إلى هذا الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كل عين زانية ,
والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي زانية )) وفي رواية (( أيما امرأة
استعطرت فمرت على قوم ليجدوا منها ريحاً فهي زانية ))صحيح أبوداود وأحمد
والترمذي والنسائي .
فأيهما أعظم كشف الوجه - الذي وقع فيه خلاف بين العلماء على أن الصحيح عدم
جوازه - أم التعطر و التجمل و التزين الذي ورد فيه الوعيد الشديد ؟؟
وقد ورد عن يحيى بن جعدة : أن عمر بن الخطاب خرجت امرأة في عهده متطيبة , فوجد
ريحها فعلاها بالدرة , ثم قال : تخرجن متطيبات فيجد الرجال ريحكن , وإنما قلوب
الرجال عند أنوفهم , اخرجن تفلات .سنده صحيح .
يا أخوات أين أنتن من قوله تعالى ( و لا يبدين زينتهن ...) أليس لبس تلك
العباءة الضيقة أو المزركشة أو غيرها أليس من إبداء الزينة ؟
إعلمي يا أختي أنك ستأتين يوم القيامة و معك ذنوب لا تعلمين من أين جاءتك ,
إنها ذنوب جميع من نظر إليك , نعم لأنك أنت السبب في أن جعلتي ذلك الرجل و ذلك
الشاب أن ينظر إليك بسبب تزينك و تعطرك و تجملك . وقد قال تعالى ( ليحملوا
أوزارهم كاملة يوم القيامة و من أوزار الذين يضلونهم بغير علم ) سورة النحل .
فمن هو السبب في ضلال ذلك الرجل الذي نظر إليك ؟؟
هل أنتِ مستعدة لأن تكوني زانية من أول خروجك من البيت و حتى رجوعك إليه ؟
أحذري يا أختي أن تكوني داعية للشر بلباسك و احذري أن تكوني سبباً في غواية و
ضلال أحد الرجال فقد ينظر إليك أول مرة فيدمن على النظر حتى يتعلق قلبه بذلك .
و تذكري أن أشد فتنة على الرجال هي فتنة النساء فلقد قال المصطفى عليه الصلاة
والسلام ( ماتركت فتنة بعدي أضر على الرجال من فتنة النساء ) رواه البخاري و
مسلم
و قد قال تعالى ( زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة
من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الأنعام والحرث )
انظري أختي كم ذكر الله من أشياء قد زُينت للناس لكن بماذا ابتدأ الله - عز وجل
- . لقد بدأ بأعظم فتنة فقال ( زين للناس حب الشهوات من النساء ...) قدمها على
البنين و القناطير من الذهب و الفضة والخيل و الأنعام و الحرث . و ماذاك إلا
لعظمها و شدة خطرها على الرجال .
نسأل الله أن يصلح قلوبنا و أن يهدينا سبل الرشاد .