إلى زوجي مع التحية ..
زوجي الحبيب ، ورفيق الدرب حفظه الله ورعاه .
السلام عليك ورحمة الله وبركاته .. وبعد :
فإني لم أكن أتوقع في يوم من الأيام ، أن يكون رسول مشاعري إليك وسفير أحاسيسي تجاهك وقد أصبحتَ شريك حياتي ورفيق دربي ونور قلبي ، ورقةٌ صمّاء وقلمٌ أخرس نعم .. لم أتوقع ذلك ، ولكنها تصرفاتك معي وعدم مبالاتك بي ، وإتاحتك الفرصة لأعبر لك عما في قلبي ، فهي والله التي اضطرتني إلى أن أكتب لك هذه الرسالة وعلى كل حال .. أتمنى أن تصل كل كلمة من كلماتي هذه ، إلى قلبك قبل عقلك ، فتحتويها مشاعرك ، ويتفاعل معها وجدانك ، لتشعر بي إنسانة أعيش معك وبجوارك ..
زوجي العزيز :
قبل زواجي منك ، كنت أحلم بك ، وأحلم بحياتي معك ، التي تصورت أن تكون سعادة وهناء وفرحة وسرورا وكنت قد عقدت العزم على أن أكون لك الزوجة المخلصة الوفية والأخت العطوف ، والأم الرحيمة ، والحبيبة العاشقة المتيّمة ، التي لا ترد لك طلبا ولو كان نور عينيها ولا تقصر معك في واجب من واجباتك وحقوقك عليها ، لقد كنت أراك خلال فترة ( المِلكة ) أحلام صباي ، ومَلِكَ دنياي ، ومزرعة آمالي وأمنياتي ونور قلبي وحياتي ، لقد كنت أعتبرك محطّ رحلتي الطويلة مع البؤس والشقاء والحرمان ، لقد خططتُ وعزمت ، على أن أبذل كل ما أملك من وقت وجهد وطاقة ، في سبيل أن أجعل حياتي معك أسعد وأهنأ محطة على وجه الأرض ، وقد أتيتها وأنا خالية الهموم والأحزان كيما أجعلها للأبد ، خالية من الهموم والأحزان .
يا رفيق الدرب : ما زالت كلماتك تلك ، التي كانت تقرع سمعي ويهتز لها قلبي ويرقص لها فؤادي طربا وفرحا عند مهاتفتك لي في أيام ( الملكة ) ما تزال تلك الكلمات الرقيقة والأحلام الجميلة والعبارات العاطفية ، عالقة بذهني ، يتردد صداها في أذني ، ولن أنساها قط ما حييت وأتمني أن لا تكون مجرد كلمات وعبارات ، ذهبت أدراج رياحَ تلك الأيام ، فهل نتذكر ذلك ؟ أتذكر عندما كنتَ تقول لي : سأجعلك أسعد إنسانة في الوجود ، أتذكر والله عندما كنت تقول لي : اطلبي مني ما شئت ، ستجدينه بين يديك مهما كان ، فها أنا ذا يا زوجي الحبيب ، أطلب منك وعبر هذه الرسالة أن تشعر بي ، نعم .. أطلب منك أن تحس بكياني ، أن تحترمني وتقدرني أن تراعي مشاعري وأحاسيسي ، أن تمنحني ما تبحث عنه كل زوجة من حب وحنان ودفء وأمان ، أن تعطيني المزيد من وقتك ، فأنا أولى به من زملائك ورفقائك الذين تسهر معهم حتى الفجر ، أليست مأساة مريرة أن أظلّ كل ليلة إلى قرب الفجر أنتظر عودتك وحيدة فريدة خائفة ، بين أربعة جدران صامتة بدون زوج يؤنسني ويحادثني ويضاحكني , إذن لماذا تزوجتني .. ؟ هل تزوجتني لأجل أن أكنس لك وأطبخ ، وأنظف المنزل وأنجب الأطفال ، لا مانع عندي من القيام بكل ذلك فتلك حقوقك عليّ ، ولكن أليست لي أنا حقوق عليك ؟ فلماذا لا تقوم بها ؟ لماذا تكيل بمكيالين .؟
يا حبيب القلب : لم تمض بعد ، أربعة أشهر منذ زواجنا ، وخلال تلك الفترة القصيرة تجرعت كل ألوان العذاب حتى كرهت الزواج وتمنيت أني لم أتزوج ، نعم.. وقد تستغرب صدور هذا الكلام مني ، ولكنني أقول لك : أيُ عذاب أشدُ وأشنع من أن ترى أحلامك وآمالك التي بنيتها عبر السنين المتطاولة وهي تتهاوى وتسقط أمام عينيك ، أي عذاب أقسى وأمرّ من أن ترى من شقيق روحك وتوأم فؤادك ، أفعالا تخالف ما كنتَ تسمع منه لماذا .. لماذا يا زوجي .. ما الجريمة التي ارتكبتها ، حتى تعاملني بهذه القسوة والجحود والعصبية .. ؟ بل قل لي : ما الذنب الذي اقترفَتْه يداي حتى أعَاقبَ عليه بهذا الصدود العاطفي المرير ؟ كلما حاولت الاقتراب منك وكسر الحواجز التي أقمتَها بيني وبينك تهربت وابتعدت وتذمرت ، فما ذنبي أنا ؟ ما ذنبي كي أحصد الشوك ، في أول أيام الحصاد ؟ .. نعم أشياء كثيرة أود الحديث معك عنها لكنني عندما أحوال المبادرة ، وفتح الباب للنقاش أجد منك العصبية والنفور ، إنك تحاول أن تشعرني بأنني مقصرة ومهملة ، لا يعجبك شيء من تصرفاتي بل دائما تواجهها بالانتقاد واللوم ولو كانت صائبة صحيحة ، لماذا تعاملني بهذا الأسلوب ؟ أم أنك تعتقد كغيرك من الرجال أن ثناء الرجل على تصرفات زوجته وامتداحه لها بالكلمة الطيبة الجميلة ، مدعاة إلى تكبرها واستعلائها عليه ، كلا ليس الأمر كذلك بل هو سبب لازدياد تعلقها به وحبها له وتفانيها في خدمته وطاعته فليتك تدرك ذلك جيدا .
زوجي الحبيب .. لماذا جعلت موضوع ( راتبي ) حاجزا بيني وبينك ؟ لماذا تعتقد وتتوهم أن المرأة إذا لم تعط زوجها الراتب فهي لا تحبه ؟ منذ متى صارت النقود معيارا لأحاسيس القلوب ؟ بل قل لي : لماذا حين أعطيك الراتب كله تنقلب إلى زوج آخر رقيقا حنونا عطوفا تملأ البسمة محياك ، وتعلوا الفرحة وجهك ، وأما حين أحتفظ بجزء قليل من راتبي أو أعطيه أهلي تغضب وتثور وتتحول إلى بركان ثائر هادر لا يعرف إلا السباب والشتم ، فهل يا ترى تزوجتني لراتبي ؟ لماذا تشعرني بأن راتبي أهم عندك مني ومن أحاسيسي ومشاعري ..؟ في العادة يا زوجي تظل الزوجة عروسا إلى تنجب طفلها الأول ، أما أنا فقد فقدت كلمة ( عروس ) منذ أول أيام زواجنا ، نعم .. فقدتها اسما ومعنى .
حبيبي الغالي : لماذا أفقدتني الثقة فيك ؟ لماذا تحاسبني على كل دقيقة وجليلة ؟ لماذا تتصيد لي الأخطاء ؟ أين الصفح والعفو والتسامح على افتراض أنني أنا المخطئة ؟ أرجوك أن تمنحني الحب والحنان والعطف والأمان والسعادة والاطمئنان التي كنت أحلم بها منذ صغري وما زلت أحلم بها ، وستجدني ومالي وكل ما أملك تحت أمرك وملك عينيك ، أرجوك لا تشعرني في يوم ما أنني أشتري المشاعر والأحاسيس منك فأنا حقيقة أحبك ، نعم .. أحبك بصدق ، ولا غرابة في ذلك ، فأنت اليوم زوجي وشريك عمري وغدا بإذن الله ستكون أبا لأبنائي فأرجوك أن تحافظ على مكانتك الغالية في نفسي ولا تجعلني في يوم من الأيام أندم على أن منحتك هذه المكانة الغالية في حنايا قلبي أرجوك لا تجعلني مستودعا لرغباتك وشهواتك الجسدية أرجوك لا تعاملني كشيء ليس له في حياتك وجود إلا لقضاء نزواتك الجنسية ، فأنا حقيقة لا أستحق تلك المعاملة منك لأنني إنسانة ، نعم .. إنسانة لها مشاعرها المرهفة ، وأحاسيسها الرقيقة فرفقا بتلك المشاعر ورفقا بتلك الأحاسيس ، تذكر أننا لا زلنا في بداية الطريق ، فدعنا ننزع الأشواك ، ونزرع الورود بدلا منها ، دعنا نملأ حياتنا سعادة وسرورا وفرحة وحبورا ، دعنا نعيش هذه الأيام الجميلة ، ونجعلها ذكرى رائعة ، نتذكرها دائما بمزيد الشوق والحنين ، عندما يتقدم بنا العمر وحين نجلس سويا معا تحت ضوء القمر ، نتذكر الماضي ونحن نرسم خطوط المستقبل والسعادة تغمر حياتنا ، أرجوك يا زوجي العزيز : لنفتح صفحة جديدة في حياتنا ، تكون أول كلمة فيها هي : الحب ، سر الحياة وغذاء الروح ومداد الدوام .
وتقبل خالص تحياتي وودادي ,,
التوقيع : زوجتك المحبة والمخلصة لك أبدا ..