السؤالأنا
فتاةٌ متزوِّجةٌ، والآن حامل، حدثتْ خِلافاتٌ بيني وبين زوجي بعد الزواج،
وكلُّ خلاف بيننا لا بد أن يعقبه تكسيرٌ للبيت، وسبٌّ وشتمٌ، وإهانةٌ
وضرْبٌ، ولا يقتصر الأمرُ على هذا فقط، بل في كلِّ مشكلة يفتح بابَ الشقة؛
حتى يسمع الناس مشاكلنا، ويُهدِّدني بالشرطة!تعبتُ جدًّا، وكل مرة أتنازَل فيها، وأقول: حتى تسير المركب، لكنه يزداد في كل مرة أتنازَل فيها.في إحدى المرات حدَث خلافٌ بيننا، فضَرَبَني حتى سقطَ حملي، ومرة أخرى طَرَدَني خارج البيت ليلًا حتى قرب الفجر!لا
يتحمَّل أدنى مسؤوليَّة، ولا يُنفق عليَّ، ويُضيِّق الخناق عليَّ، ويغلق
الباب عليَّ ولا يتركني أنزل! أنا الآن في بيت أهلي بسبب ضربِه لي، ويفتري
عليَّ الأكاذيب، ويُخْرِج أسرار البيت لبعض الناس! فهل زوجي مريض نفسي؟ وكيف أتعامَل معه؟ ساعدوني أرجوكم. الجواببسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان
أيتها العزيزة، توجعني كلمة: "
ساعدوني"! ويزيدني ألمًا ألا يكونَ في مقدوري مساعدة أحدٍ لم يُساعدْ نفسه بحُسْن الاختيار!
باللهِ أسألك:
ما الذي رضيته مِن خِصال هذا الرجل لتقبليه زوجًا لكِ وأبًا لأبنائك؟! أين الدينُ والخُلُق فيما تصفين مِن أمر زوجك؟!- يسبُّك ويشتمك.
- يضربك حتى يجهضَ حملك!
- يهدِّدك بالشرطة.
- يكسر متاع البيت.
- يفشي للناس أسرار الزوجية.
- يفتح باب البيت ليسمعَ الجيران مشكلات البيت.
- يكذب ويفتري عليك.
- لا يُنفِق عليك.
- يضيِّق عليك في بيتك.
- ويدعك في الشارع في آخر الليل.
سَهِرَتْ عَيْنِي وَنَامَتْ عَيْنُ مَنْ هُنْتُ عَلَيْهِ
|
خصلةٌ واحدةٌ مِن هذه الخصال
المنكرة في زوجك لما قارفها ثابت بن قيس، فضرب زوجته حبيبة بنت سهل، كان
ذلك مدْعاةً إلى أن يُشيرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليهما
بالفراق! روى أبو داود في "سُننه"، عن عائشة، أنَّ حبيبة بنت سهلٍ كانت عند
ثابت بن قيس بن شماسٍ، فضربها، فكسر بعضها، فأتتْ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - بعد الصبح، فاشتكتْه إليه، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم -
ثابتًا فقال: ((خُذْ بَعْضَ مَالِهَا وَفَارِقْهَا))، فقال: وَيَصْلُحُ ذلك
يا رسولَ الله؟، قال: ((نعم))، قال: فإني أَصْدَقْتُهَا حَدِيقَتَيْنِ
وهما بيدِها، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((خُذْهُمَا
وَفَارِقْهَا))، ففعل.
لم؟! لأنَّ هذا الأسلوب في
التعامل ليس مِن مَقاصِد الزواج القائم على المودَّة والرحمة! ولا هو
بشكْلِ العلاقة الدافئة بين آدم وحواء! ولأنَّ الضربَ ليس أسلوبًا للتعامُل
مع أي إنسانٍ كائنًا مَن كان! فضلًا عن ضرْبِ إنسانٍ يحمل في بطنه إنسانًا
آخر! ولأن حبيبة كانت امرأةً عزيزة النفس!
إن أردت العودة فاشترطي على
زوجك أن يخضعَ نفسه لفحْصِ المخدِّرات والفحص النفسي! فإن لم يقبلْ فاطلبي
الطلاق، فإن لم يطلِّقْ فاخلعيه مِن حياتك، ردِّي عليه ماله واستردي
كرامتك!
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب