السؤالمنذ
سنوات قمتُ باستكشاف منطقة العذرية، ونَزَل منِّي قليلٌ من الدم الزهري
اللون، وأيضًا أصبتُ مرة بالتِهابات وحكة شديدة في، ربما أيضًا أثرتْ
عليَّ.أنا
الآن داخلة على زواج، والبناء بعد أشهر قليلة، وأخشى مِن عدم نُزُول الدم،
فهل نُزُول الدم السابق يمنع مِن نزوله ليلة البناء؟ وهل سيشعر به زوجي
إذا لم يجدْه؟ وهل من الممكن أن ينزل الدم - ولو كان دمًا يسيرًا - ؟أنا خائفة جدًّا، فأنا على خُلُق ودين، ومن عائلة طيبة، وأخشى أن يشك بي زوجي بسبب عدم نزول الدم ليلة الدخلة.أنا
- الحمد لله - لم أتعرفْ على شابٍّ واحدٍ في حياتي، ولم أكلمْ أحدًا، ولم
يلمسني رجل، ولا أسلِّم على رجال، وهو يعرف ذلك عني، فهل معرفته وثقته بي،
تجعله لا يشك فيَّ، إن لم ينزلْ دمٌ؟ أرجو الإجابة عن أسئلتي، ثم النصيحة ماذا أفعل؟ فأنا أدعو الله كثيرًا أن يسترني ليلتها بستره. الجواببسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان
"العُذرة تذهب مِن غير ريبةٍ؛ تُذهبها الوثبة، وكثرة الحيضِ، والتعنيس، والحِملُ الثقيل"؛ "
سنن سعيد بن منصور"، عن الشعبي .
أيتها العروس العزيزة، بارك
الله لكِ، وبارك عليكِ، وجمع بينكما في خيرٍ، وستر علينا وعليكِ وعلى بنات
المسلمين في الدنيا والآخرة، آمين.
في فقه الدماء ثمَّة ضروبٌ للدم الخارج مِن فَرْج المرأة، منها:1- دم الحيض.
2- دم الاستحاضة.
3- دم القُرُوح والجروح.
4- دم البكارة.
5- دم النفاس.
ولعلَّ الدم الذي رأيتِه دم
قرح، أو دم استحاضة، أو ربما دم جُرحٍ بسيط للغشاء، أو باطن الشفرين؛ بسبب
طول أظفاركِ، وليس تهتكًا كاملًا للغشاء كما وقع في وهمكِ، ولا تحسبي أن
تمزيق غِشاء البكارة أمرٌ سهل، فقد يحتاج الزوج إلى بعض الجهد لكي
يُمَزِّقه ليلة البناء، وفي بعض الأحيان لا يتمزَّق الغشاء في نفس الليلة،
بل بعد بضع محاولاتٍ جاهدة، في بضع ليال وأيام! فغشاءُ البكارة قطعة من
الجلد، وليس منديلًا أو ورقة دفتر! ويقع على بعدٍ قد يزيد أحيانًا عن 2 سم،
ثم أنتِ تتحدَّثين عن إدخال أصبعكِ، والأصبع قد يمرُّ مِن الثقب الطبيعي
في غشاء البكارة الذي يخرج منه دم الحيض، دون أن يُمَزِّقَه، إلَّا إذا كان
إيلاجُ الأصبع قد تَمَّ على نحوٍ عنيفٍ جدًّا، ومِن الخطأ الكبير تجربة
إدخال الأصبع في المهبل للتحقُّق من العذريَّة، أو استكشاف المنطقة، إنما
أقول ذلك لأوضح لبسة هذا الأمر في عقلكِ، ويبقى الجزمُ في هذه المسألة في
علم الغيب، فلا تُزعجي نفسكِ بالتفكير في أمرٍ قدَّره الله - تعالى -
وأمضاه، ولا تُتلفي أعصابكِ بالوساوس والمخاوف.
أمَّا الالتهابات المهبليَّة فتحدُث لكثيرٍ من الفتيات قبل الزواج، وليستْ مرتبطة بالافتضاض.
"
هل نزول الدم في تلك المرة سيَمْنع نزوله بعد الجماع الأول ليلة الدخلة؟".
يعتمد ذلك على نوع الدم الذي
خرج، وكمية الدم التي تحملها عُرُوق الغشاء، فإذا كان ذلك الدم دم استحاضة،
أو جرح، أو قرح؛ بسبب تكيس المبيضين مثلًا، فمن الطبيعي أن يخرجَ دم
البكارة تلك الليلة، وإن لم يخرجْ، فليس ذلك بدليل على عدم العذرة، وقد
شرحتُ المسألة بتفصيل في استشارة: "
أشك في نظرات زوجتي للرجال" ، فليتكِ تنظرين فيها لأهميتها.
"
هل سيشعر زوجي بتهتك الغشاء ولن يشعر بمقاومة؟".
إذا سبق له الزواج، أو كانتْ له
علاقات محرمة يُمارس فيها الفاحشة - والعياذ بالله تعالى - وكان الغشاء قد
تهتَّكَ بالفعل، أو فيه تهتُّك، فأجل، يُمكنه التمييز! لكن سبق أن ذكرتُ
أن غشاء البكارة يحوي ثقبًا طبيعيًّا بسعة طرف الأصبع، يخرج منه دمُ الحيض،
وأحيانًا لا يكون ثقبًا واحدًا، بل مجموعة من الثُّقوب الصغيرة إذا كان
الغشاءُ مِن نوع الغشاء الغربالي! ولولا هذا الثقبُ لتعذَّرَ خُرُوج دم
الحيض، واحتبس داخل الرحم، ولتعذَّر تمزيق الغشاء، وهذا يعني أن غشاء
البكارة الطبيعي هو غشاء مثقوب في الأصل، وليس كما يتوَهَّم عامَّة الناس!
فإن لم يوجدْ هذا الثقب، سُمِّيَ الغشاء ساعتئذٍ بـ: الغشاء الأرتق،
"والرتَق، بالتحريك: مصدر قولك: رتقت المرأة رتقًا، وهي رتقاء، بينة الرتق:
التصق ختانها فلم تُنَل؛ لارتتاق ذلك الموضع منها، فهي لا يُستطاع جماعها،
أبو الهيثم: الرتقاء المرأة المنضمة الفرج التي لا يكاد الذكَر يجوز
فرْجَها؛ لشدة انضمامِه"؛ "
لسان العرب"، لابن منظور.
"
النصيحة، ماذا أفعل؟".
- إنْ أردتِ الاطمئنان أكثر، فراجعي طبيبةً نسائية، وإلَّا فلتدعي الأمر للذي قدَّر الأمر.
- في بعض الحالات التي تعاني فيها بعض الفتيات من مشكلة: "
تكيُّس المبيضين"،
قد يخرج من الفرج دمٌ ضاربٌ إلى لون الورد، فإن كنتِ تعانين من هذه
المشكلة، فقد يرجح هذا السبب علة خروج الدم الذي رأيتِه، ولا بد مِن
مُعالجة هذه المشكلة؛ لأنها قد تتسَبَّب في تأخُّر الحمل، فلتراجعي
طبيبتكِ؛ للاطمئنان على صحتكِ.
- إذا استطعتِ تمرير استشارة: "
أشك في نظرات زوجتي للرجال"
إلى زوجكِ بشكلٍ غير مباشر فحَسَن، فثقافة الرجل حول غشاء البكارة مما قد
يُسهم - إن شاء الله تعالى - في حلِّ مشكلتكِ، ومشكلة كثيرٍ من الفتيات
القلقات بشأن غشاء البكارة.
- ثقي في نفسكِ، واعتني بها
كعروسٍ تستحق منكِ الرِّعاية والاهتمام والاسترخاء، والعفيفة هي التي تحصن
قلبها وعقلها، ودينها وسمعها وبصرها عما حرَّم الله.
لكِ مني ومن الألوكة صادقُ الدعوات بالستر، والسعادة، والتوفيق، والله يكلؤك بعينه التي لا تنام.
والله
- سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وحسبنا الله ونِعْم
الوكيل، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.