المذهب الشيعيُّ ليليُّ الانتشارِ .. وهو يستغل الحزبيةَ الضيقة والظلاميةَ المغلقة ليمتد ..
والجميع مدعوون لمعرفة التركيبة النفسية والعاطفية لهؤلاء القوم؛ فإن أسيادهم يمارسون عليهم من الضغط النفسي والعاطفي ببكائياتهم ولطمياتهم ما يجعلهم من تراكم ذلك ألعوبة في أيديهم...
ودينهم قام على العاطفة والتهييج والعويل مُجترِّين خرافاتٍ تاريخيةً يمزِجونها بأصوات منتحبة مولولة لتكون في نفسياتهم دَفقاً من العاطفة الملتهبة التي تصل بهم إلى درجة استجداء الكذب فضلاً عن قبوله ...
وليس في الطوائف أجرأُ على الكذب وأكثرُ استعمالاً له تديناً وتقرباً منهم ...
إن أتباعاً يمارَس معهم هذا الكمُّ الهائل من التضليل لجديرون بالشفقة والنظر لهم بعين العطف ... وهذا يتم بلمِّ شعث الجهود وتجميع الطاقات عبر منظومة متناسقة من الأهداف ليس من أولها نصبُ العداء وممارسة الغلظة بل معرفةُ دواخل فكرهم وانتقاء نقاط الضعف فيها ... وليس أنفعَ معهم من محاولة هز الثقة بقناعاتهم التي بنوها من تراكمات الخرافة ووحي شياطينهم الأسياد؛ فمصادرهم تطفح بما لا يقبله من عنده مسكة من عقل أو بقية من دين عبر صور من تهويمات وشطحات تعتبر لوثات عقلية وضرباً من الكذب الصراح ... ولن تجد كبير جهد في هز موثوقيتهم بذلك بقليل من الحكمة في التناول والطرح ...
وثمةَ بابٌ آخر وهو أنَّ في بعض عقلائهم تذمراً كامناً ومستتراً من أسيادهم بسبب ممارساتهم المستعلية والناهبة لمقدراتهم إنْ مالاً وإن عرضاً ... فالواجب على من يدعوهم استثارةُ هذا المكنون وتعريةُ ما استتر ليتم بثُّ الجرأة فيهم لمزيد من الطرح لمثل هذا ومن ثم خلخلة مستوى الترابط بينهم وبين مصادرهم المتنفعة منهم ...
هذا في الأتباع، أما الأسيادُ والآياتُ ومنظِّرو الحوزات لديهم فهم منتفعون جداً من بقاء هذا الجهل والبلاء ودوام دنياهم وقوام حياتهم من ذلك وهم أكذب وأضل وأخبث من كل رؤوس الطوائف الأخرى بل عندهم من أصول الزندقة والنفاق ما لايتصور.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والنفاق والزندقة في الرافضة أكثرُ منه في سائر الطوائف. بل لا بد لكل منهم من شعبة من النفاق".
وقال أيضاً: "والقوم من أكذب الناس في النقليات، ومن أجهل الناس في العقليات، يصدِّقون من المنقول بما يعلم العلماءُ بالاضطرار أنه من الأباطيل، ويكذبون بالمعلوم من الاضطرار، المتواتر أعظم تواتر في الأمة جيلاً بعد جيل" أ.هـ
ثم إن الرفض لم يكن مسايراً لباقي المذاهب الأخرى في نشأته وعوامل ظهوره إذ تكاتفت أسباب عديدة للخروج بالصيغة النهائية والمتطرفة لهذا المذهب الخبيث ...
أول وأهم مفارقات أصول الرافضة لباقي المذاهب هو في الدافعية والقصد إبان نشأته إذ كان يقوم عند أئمته الأول ورؤوسه المنشئة له على محض النفاق والزندقة وكان تكوين مفردات أصوله قائماً على النفعية ومحاولة تأمين أفضل الحلول الفكرية والسلوكية لاستمرارية المذهب واهتبال الفرص للدس والإساءة للإسلام وتذكية خلافاته السياسية والفكرية والاجتماعية للنيل منه وثلبه وانتقاصه ...
الوهج اليهودي بفكرياته والمجوسي بسلوكياته لا يمكن إنكار تجذره في الحس الرافضي عبر خطوط التلاقي الكثيرة في أصول الاعتقادات وفروع العمليات وقد رصد الباحثون هذا التشابه اللافت للنظر، ويكفيك مشاهدة هذا الرابط لتذهل من حجم المشابهة تلك:
http://www.fnoor.com/fn0287.htm لقد استغل منافقو الرافضة الأولون الجانب العاطفي وتغلغله في الحس الإنساني وإمكانية تمرير الكثير من الأطروحات حتى الغالية منها عبر قنواته فكان اختيارُهم الاستراتيجي في جعل آل البيت المرتكزَ الأساسي لعقائدهم وولاءاتهم المختلفة، وهو الأمر الذي استطاعوا بدهاء بالغ من التركيز عليه عبر مشاهد تراجيدية ووظفوا الوقائع التاريخية بتضخيم إغراقها في المأساوية والظلم الواقع على آل البيت ليَنفُذوا من خلاله إلى سويداء القلوب بعد أن تقع مكبلة أسيرة في أثناء بكائياتها ولطمياتها ونواحها و(مواويلها) الحزينة التي برعوا فيها فيسهل قيادها بل وحقنها وهي سادرة في غَيِّها وتِيهها ...
وقد بذل كبارُهم جهدا مضنياً في تأصيل مذهبهم على الكذب حتى استحال عندهم فضيلةً بل ديناً عبر عقيدة "التقية" وهي مسلك (براجماتي) يسهل من خلاله تعايشهم مع المسلمين برغم إغراقهم في محالات العقول وأباطيل العقائد والسلوك ... وما عليهم سوى حبك أفكارهم بأساليب نفاقية قائمة على الكذب عبر حكايات تتخذ أشكالَ الخوارق وما لا يؤلف لتتغلغل في عقول أتباعهم الباطنه فتتمكن وتترسخ عقائدَ فاسدة ورُؤًى مزيفة ...
وربط أولئك الزنادقة المنتفعون همجهم الصاخب وراءهم ببهيمية ساذَجة بعقائد الانتظار والترقب الذي لا ينتهي ليضمنوا استمرارية ولائهم بمتعلقات تحمل عند تحققها الفرج والانعتاق من سيل الظلم والجور الواقع عليهم فكانت عقيدة "المهدوية" المحبوكة بكل مفرداتها في سراديبهم المظلمة والتي تصرخ بكل أشكال الخرافة والدجل ...
ولن تجد صعوبة كبيرة في ربط عقائد الرافضة - بل وتشريعاتهم في هذا الأمر وحرصهم الشديد على بقاء الأتباع منقطعي الصلة - بكل تأثيرات النصوص الشرعية الصحيحة الكاشفة لكل شركهم وبدعهم أو الدلائل العقلية المنضبطة المؤثرة على خرافاتهم واعتقاداتهم الفاسدة ...