الإساءة للنبي تؤكد: الإرهاب والعنصرية الوجه الآخر للحضارة الغربية 1
الحمد لله ربنا، القادر المقتدر، الأول الآخر، الفرد الصمد، ونصلي ونسلم على خير البشر وخاتم الرسل محمد بن عبد الله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن الدول الغربية لتفخر اليوم وتعتز بهذه الحضارة والمدنية المزعومة، ويتهموننا نحن العرب والمسلمين بأننا دعاة للتخلف والرجعية، وبأن الإسلام دين يدعو للتخلف وأن هذه الرجعية هي دعوة محمد صلى الله عليه وسلم, ومع الأسف الشديد فإنَّ بعضًا من بني جلدتنا وأمتنا -ممن يدَّعون الثقافة والعلم والاستنارة- قد ألغوا عقولهم، ووضعوا كتب التاريخ وراء ظهورهم، وأغمضوا أعينهم عن الواقع الذي نعيشه اليوم، وراحوا ينساقون وراء هذه الحضارة المزعومة والمدنية الكاذبة والإنسانية المفتراة, هذه العقول المغلقة -التي تمردت على قيمنا الإسلامية الحميدة وأفكارها الرشيدة- نسيت كل الجرائم التي نتجت عن هذه الحضارة المزعومة من قتل وتدمير وخراب على مدار الزمن قبل وبعد الإسلام؛ فتاريخهم أسود لا بياض فيه، وظلام لا نور فيه, وما كان فيه من نور فقد استمدوه من الحضارة والثقافة الإسلامية قبل أن يغتالوها ويقضوا عليها.
إن هذه الحضاة الغربية المزعومة ليست إلا قناعًا تتوارى خلفه أفكارُ العنصرية والإرهاب اللعين الذي يرموننا به، وهو جزء أصيل من ثقافتهم وحضارتهم على مر العصور, ولكني هنا لن أذهب إلى العصور القديمة جدًّا, ولكن سأتناول بعضًا من المواقف التي رفعوا فيها قناعَ الحضارة والمدنية ليكشف عن وجههم القبيح بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتشار الإسلام في آسيا وأفريقيا, سألتقط بعض المشاهد التي تدل على زيف هذه الحضارة التي يدعونها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:-
- حشد هؤلاء الصليبيون جيوشًا كثيرة من الموالي والعبيد، وتوجهوا بها إلى المشرق العربي وبلاد الإسلام, بحجة تحرير بيت المقدس من المسلمين, بعد أن كذبوا ونشروا أخبارًا كاذبة ملفقة ومفتراة عن تعذيب المسلمين للحجاج النصارى في بيت المقدس، ومنعهم من حرية ممارسة العبادة, فجاءت هذه القوة الباطشة ومرت من بلاد الشام فقتلت من قتلت من الرجال والشيوخ الذين حاولوا التصدي لها، وأهلكت الأخضر واليابس, حتى وصلوا إلى بيت المقدس, فدكوا السور المحيط بالمدينة، ثم دخلوا فقتلوا كل أهلها المسلمين من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال حتى سالت الدماء في الشوارع ووصلت إلى منتصف الأرجل, وهدموا كل المساجد والمنازل، وحولوا المسجد الأقصى المبارك إلى حظيرة للخنازير, وعندما بدأ المسلمون في استجماع قواهم وتوحيد صفوفهم وبدأوا في تحرير البلاد الإسلامية من دنس هؤلاء الصليبيين, عاملهم المسلمون بكل رحمة ورأفة, فلم يقتلوا طفلا ولا امرأة, وعندما وقعت الهدنة بين صلاح الدين والصليبيين, لم يحترموا عهدًا ولم يفوا بوعد, بل هجموا على قافلة للحجاج المسلمين كانت ذاهبة إلى بيت الله الحرام، وقتلوا الكثير ممن كانوا فيها، ولم يرحموا أحدًا (وتروي بعض الكتب أن والدة صلاح الدين كانت ضمن هذه القافلة).
وهجموا أيضًا على قافلة تِجارية كانت قادمة من الحجاز ومتجهة إلى مصر، فقتلوا من فيها من الرجال، وسلبوا ما فيها وأخذوه إلى حصونهم, بل وازدادت حماقتهم ووقاحتهم إلى الدرجة التي فكر فيها أحد قادتهم ويسمى (ريموند) في الذهاب إلى أرض الحجاز المباركة وإلى المدينة المنورة لينبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذهب إلى مكة ليهدم بيت الله الحرام، ولكنه لم يستطع، فقد لقي رجالا كالجبال قتلوا الكثير ممن معه وفر هو هاربًا وعاد إلى حصنه في الكرك, ولكن روعة الإسلام ورحمته بالناس في أنه لا تزر وازرة وزر أخرى, فعندما تمكن القائد المجاهد صلاح الدين من رقاب هذا القائد وملكه لم يعاقب الملك على هذه الجريمة الكبيرة في حق الإسلام والمسلمين والنبي الكريم، مع أنه من الطبيعي أن يتحمل القائد والملك جرائم الأمير, ومع هذا الأسلوب الرائع في التعامل مع العدو, لم يحترم هؤلاء هذا الكرم وهذا العفو من القائد المسلم, بل تمادوا في غيهم وحقدهم, ومنعوا القائد المسلم من دخول مدينة القدس, وحمعوا له ما تبقى من قوتهم ليقاتلوه, ولكنهم بعد ذلك استسلموا، ولكن القائد العظيم عفا عن غير المقاتلين من الشيوخ والنساء والأطفال, ولكنهم لم ينسوا حقيقتهم وأنهم مخربون ومدمرون وعنصريون, فقد راحوا يدمرون بيوتهم ومنازلهم، ويخربون كل شيء جميل في المدينة، ويسرقون كل ما يقدرون على حمله من الأموال.
هذه فقط صورة قبيحة من صور العنصرية والإرهاب الغربي الذي يسمونه حضارة, نعم هذه هي حضارتهم, حضارة القتل والدمار والخراب.