اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  ثقافة الإرهاب في الكتاب المقدس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100250
 ثقافة الإرهاب في الكتاب المقدس Oooo14
 ثقافة الإرهاب في الكتاب المقدس User_o10

 ثقافة الإرهاب في الكتاب المقدس Empty
مُساهمةموضوع: ثقافة الإرهاب في الكتاب المقدس    ثقافة الإرهاب في الكتاب المقدس Emptyالثلاثاء 14 مايو 2013 - 19:26

لقد طال ما تأمَّلت في تاريخ اليهود بفلسطين خلال الستين عامًا الماضية، ورأيت الجرائم البشعة التي يرتكبونها صباح مساء ضدَّ المستضعفين من الفلسطينيين، تلك الجرائم التي تصيب بالغثيان كلَّ من يطلع عليها، فأخذت أتعجب:

كيف يجرؤ اليهود على تلك الجرائم؟! وكيف ترضى بها كلُّ طوائفهم، رغم أنهم ينتمون إلى ما يقرب من تسعين جنسيَّة، والمفترض أنَّ كل جنسية تحمل ثقافة مخالفة لثقافة الجنسية الأخرى؟

بل كيف يرضى بها ويشجعهم عليها المهيمنون على صنع القرار بأمريكا وأوربا، من المؤمنين بالصِّهيَونيَّة المسيحية، ويزودونهم بأحدث الأسلحة الفتاكة لتنفيذ جرائمهم، ويرون في تلك الجرائم إرضاءً للرَّب الذي يؤمنون به؟

لكن عجبي قد زال عندما اطلعت على الكتاب المقدس عندهم، ورأيت ما فيه من حضٍّ على الإرهاب، وسفك الدماء والبطش بالأبرياء، والادعاء بأن هذه أوامر الله تعالى، وتنزَّه - سبحانه وتعالى - عمَّا يقولون علوًّا كبيرًا.

ورأيت أنها ثقافة نُشِّئوا عليها جميعًا على اختلاف لغاتهم وأجناسهم وألوانهم؛ إنها ثقافة حبِّ الانتقام من الآخرين، إذا تَمكَّنوا منهم، بعد أحقاب عاشها اليهود في الذُّل والاستعباد.

وتلك نماذجُ اقتبستها من السِّفر المسمَّى بسفر "يشوع" أقدِّمها للقارئ؛ ليعلم على أيِّ ثقافة يُربَّى هؤلاء، وقد حرصت على أن أنسخها كما هي دون تحريف، وقصدي من كلِّ ذلك أنْ نحتاطَ لأنفسنا قبل أن نجد أنفسنا أسرى في أيدي هؤلاء، ينفذون فينا أوامر شيطانيَّة ملأت عقولهم، ولن يُنجيَنا منهم ركوعنا ولا سجودنا تحت أقدامهم.

وأبدأ بالإصحاح الأول الذي صدرت مقدمته بهذا الأمر ليوشع: "يَشوع": "(6) تشدَّد وتشجَّع؛ لأنك أنت تقسم لهذا الشَّعب الأرض التي حلفت لآبائهم أن أعطيهم"؛ فلا بُدَّ أن يكون اليهود مُتشدِّدين في طلباتهم ورغباتهم.

وأمَّا المقصود بالأرض التي يزعمون أن الله قسمها لبني إسرائيل، فهي أرض الشام كلِّها، وليست فلسطين فقط؛ فقد جاء في سياق آخر على لسان يشوع: "جوزوا في وَسَطِ المحلَّة، وأْمروا الشعب قائلين: هيِّئوا لأنفسكم زادًا؛ لأنكم بعد ثلاثة أيام تعبرون الأُرْدُنَّ هذا؛ لتدخلوا فتمتلكوا الأرض التي يعطيكم الرب إلهُكم لتمتلكوها".

"(12) ثم قال يشوع للرَّأُوبينيِّين والجاديِّين ونصف سِبط مِنسَّى: (13) "اذكروا الكلام الذي أمركم به موسى عبد الرَّبِّ قائلاً: الرب إلهكم قد أراحكم وأعطاكم هذه الأرض، (14) نساؤكم وأطفالكم ومواشيكم تلبث في الأرض التي أعطاكم موسى في عِبْرِ الأُرْدُنِّ، وأنتم تعبرون متجهِّزين أمام إخوتكم، كل الأبطال ذوي البأس، وتعينونهم (15) حتَّى يريح الرب إخوتكم مثلكم، ويمتلكوا هم أيضًا الأرض التي يعطيهم الرب إلهكم، ثم ترجعون إلى أرض ميراثكم وتمتلكونها، التي أعطاكم موسى عبد الرَّبِّ في عبر الأردنِّ، نحو شروق الشّمس".

هذا؛ ليعلم ذلك من يظنون أنَّهم بتخلِّيهم عن مساندة الفلسطينيين سيعيشون بمأمنٍ من اعتداء اليهود عليهم في القريب العاجل.

بل إنَّ التوراة تؤكد أن من لا يؤمن بذلك من اليهود أنفسهم مصيرُه - كما جاء في هذا السفر -: "(18) كل إنسانٍ يعصي قولك، ولا يسمع كلامك في كلِّ ما تأمره به يُقتل؛ إنَّما كن متشدِّدًا وتشجَّع".

ومن هنا نعرف موقفهم من مَوقف مَن ينادي بمسالمة العرب، ومن يقول بضرورة الانسحاب من جزءٍ من الأراضي للفلسطينيين؛ وما حَدَثَ لرئيس الوزراء الأسبق "رابين"، الذي قتل على أيدي بعض شبابهم، الذين يلتزمون بنصوص هذا السفر - خير شاهد لذلك.
وهذه التعاليم الإرهابيَّة يباح في تنفيذها كلُّ الوسائل؛ حتَّى ولو كانت الاستعانة بالعاهرات؛ فقد جاء في الإصحاح الثاني من هذا السفر: "(1) فأرسل يشوع بن نونٍ من شطِّيم رجلَين جاسوسَيْن سرًّا، قائلاً: "اذهبا، انظُرا الأرض وأريحا"، فذهبا ودخلا بيت امرأةٍ زانيةٍ، اسمها راحاب، واضطجعا هناك".

ولا بأس أن يجعل الكتاب المقدس من تلك العاهرة - وهي من المفترض أن تكون من قوم وثنيين - فقيهة عالمة بالمجد الذي سيصل إليه بنو إسرائيل، وبالمملكة العظمى التي سيمنحها لهم الرب؛ فقد جاء في الإصحاح الثاني: "(Cool وأمَّا هما فقبل أن يضطجعا، صعدت إليهما إلى السَّطح (9) وقالت: "علمت أنَّ الرَّب قد أعطاكم الأرض، وأنَّ رعبكم قد وقع علينا، وأنَّ جميع سكَّان الأرض ذابوا من أجلكم؛ (10) لأنَّنا قد سمعنا كيف يبَّس الرب مياه بحر سوف قدَّامكم، عند خروجكم من مصر، وما عملتموه بملكَي الأموريِّين اللذَيْن في عبر الأردنِّ: سيحون وعوج، اللذَيْن حرَّمتموهما، (11) سمعنا فذابت قلوبنا، ولم تَبْقَ بعدُ روحٌ في إنسانٍ بسببكم؛ لأنَّ الرَّب إلهكم هو اللَّه في السَّماء من فوق، وعلى الأرض من تحت".

وفي الإصحاح الثالث: "قال يشوع: بهذا تعلمون أنَّ اللَّه الحيَّ في وسطكم، وطردًا يطردُ مِن أمامكم الكنعانيِّين، والحثيِّين، والحوِّيِّين، والفرزِّيِّين، والجرجاشيِّين، والأموريِّين، واليبوسيِّين...".

ولماذا يفعل الله الحي ذلك بالكنعانيين والحثيين والحويين والفرزيين وغيرهم؟ ألأنَّهم مشركون بالله؟ فلماذا لم يكلِّف بني إسرائيل بدعوتهم للتوحيد؟ أو لأنَّهم أعداء لِبني إسرائيل؟ فمن أين جاءت تلك العداوة؟ وأي عداوة، وأيُّ شرٍّ نال بني إسرائيل من هؤلاء وهم لم يساكنوهم، ولم يجاوروهم من عقود طويلة؛ حيث كان بنو إسرائيل بمصر مُدة طويلة، وبعد خروجهم قضَوْا في التِّيه أربعين سنة؟

وإذا كانت العداوة قديمة، فما ذنب الجيل الجديد الذي لم يَرَ جريرة آبائه ولا أجداده؟ إذًا فالتفسير الوحيد لذلك هو أسلوب الإرهاب الذي يستخدم مع أناس بريئين لطردهم من بلادهم؛ بحجة أن الرَّب منحها لهم، ووعدهم بها.

وتُكَرس تلك الثقافة الإرهابية في الإصحاح الخامس من هذا السفر، الذي يقوم كلُّه على بثِّ الرعب في قلوب الناس - بأن ربَّ بني إسرائيل يذيب قلوب الناس ويملؤها رعبًا؛ ليستسلموا فقط أمام بني إسرائيل، ويتركوا لهم بلادهم وديارهم وأموالهم، وبدون أيِّ جريمة منهم، أو فعل يستحِقُّ العقوبة من السماء، وتأمَّل معي - أيها القارئ العزيز - هذه العبارة: "وعندما سمع جميع ملوك الأموريِّين الذين في عبر الأردنِّ غربًا، وجميع ملوك الكنعانيِّين الذين على البحر - أنَّ الرَّب قد يبَّس مياه الأردنِّ من أمام بني إسرائيل حتَّى عبرنا؛ ذابتْ قلوبهم ولم تبقَ فيهم روحٌ بعد؛ من جرَّاء بني إسرائيل".

بل ملائكة السماء سخِّرت من أجل البطش بكل من هم غير اليهود، وهذا ما يفهم من تلك العبارة : "(13) وحدث لَمَّا كان يشوع عند أريحا أنَّه رفع عينيه ونظر، وإذا برجلٍ واقفٍ قُبالَته، وسيفه مسلولٌ بيده، فسار يشوعُ إليه، وسأله: هل لنا أنت أو لأعدائنا؟ (14) فقال: كلاَّ، بل أنا رئيس جُند الرَّبِّ، الآن أتيت".

وما دامت الملائكة جُند الله هم رَهْن إشارة اليهود ضدَّ أعدائهم، الذين لم تَذْكُر لنا التوراة جريمةً لهم سوى أنهم ليسوا من الشعب المختار لله، فلا بأس إذًا أن يكون الناس في الشرق والغرب مقرين بأن لبني إسرائيل الحق في أن يمارسوا الإرهاب، ويغتصبوا أموال الناس وديارهم وبلادهم دون أن يعترض عليهم أحد، ما دام ذلك هو أمر الربِّ.

بل الأدهى من ذلك أنْ صار الكثيرون يؤمنون بوجوب مساعدة اليهود في ممارسة ذلك، والضرب بيدٍ من حديد على من يحاول أن يدافع عن حقِّه؛ دفاعًا عن مطامعهم.

فكم سمعنا من رؤساءَ وملوك في أمريكا وأوربا، بل من أمناء الأمم المتحدة بأن توفير الأمن لإسرائيل - الذي يقصد به الوقوف معها ضد العرب المطالبين بحقوقهم المغتصبة - هو واجب عليهم، وأن أمن إسرائيل خطٌّ أحمر لا يجوز تخطِّيه، وأن على العرب أن يقبلوا بذلك ويسلِّموا به، إذا كانوا يريدون أن تظلَّ علاقتهم بأمريكا والغرب حميمة.

وأمَّا عن أسلوب الحصار والتضييق على سكان فلسطين من غير اليهود؛ حتَّى يموتوا أو يفروا من ديارهم - فليس وليد الساعة، وإنَّما هي تعاليم مسجلة في التوراة، وثقافة يُنشَّأ عليها من يتَرَبَّى على تعاليمها، ومن يشك في ذلك فليراجع ما جاء في مُقدمة الإصحاح السَّادس من سفر "يشوع": "(1) وكانت أريحا مغلَّقةً مقفَّلةً بسبب بني إسرائيل، لا أحدٌ يخرج ولا أحدٌ يدخل".

وهؤلاء المحاصرون، المصير الذي ينتظرهم هو أمر الرب كما زعموا؛ "(2) فقال الرب ليشوع: انظر، قد دفعت بيدك أريحا، وملكها جبابرة البأس، (3) تدُورون دائرةَ المدينة، جميع رجال الحرب، حول المدينة مرَّةً واحدةً، هكذا تفعلون ستَّة أيَّامٍ، (4) وسبعة كهنةٍ يحملون أبواق الهتاف السَّبعة أمام التابوت، وفي اليوم السَّابع تدورون دائرة المدينة سبع مرَّاتٍ، والكهنة يضربون بالأبواق، (5) ويكون عند امتداد صوت قرن الهتاف عند استماعكم صوتَ البوق - أنَّ جميع الشَّعب يهتف هتافًا عظيمًا، فيسقط سور المدينة في مكانه، ويصعد الشَّعب كل رجلٍ مع وجهه... (16) وكان في المرَّة السَّابعة عندما ضرب الكهنة بالأبواق أنَّ يشوع قال للشَّعب: اهتفوا؛ لأنَّ الرَّب قد أعطاكم المدينة، (17) فتكون المدينة وكل ما فيها محرَّمًا للرَّبِّ"؛ أيْ: مباحٌ قتله.

ويبدو أن هذا الكلام قد سجِّل في عصر استضعاف من اليهود؛ لذا كانت أساليب الترهيب فيه تُنسب إلى نواميس السماء، أما وقد تغيَّر الحال، وصارت الأسلحة والمساعدات تأتي إليهم من كل حَدَبٍ وصَوْب؛ فإنَّ الدوران حول المدن المحاصرة ليس بالأبواق التي تحملها الكهنة، وإنَّما بالطائرات والمدرَّعات والدبابات والصواريخ التي تحيط بالمدن الفلسطينية المحاصرة من كلِّ اتجاه.

هذا الإرهاب الذي يجعل المحاصرين يهيمون على وجوههم تاركين ديارهم لليهود؛ كما تقول هذه العبارة: "فسقط السُّور في مكانه، وصعد الشَّعب إلى المدينة، كل رجلٍ مع وجهه، وأخذوا المدينة، (21) وحرَّموا - أيْ: أبادوا كلَّ ما في المدينة من رجلٍ و
امرأةٍ، من طفلٍ وشيخٍ، حتَّى البقر والغنم والحمير بحدِّ السَّيف".

وأمَّا عن مصير أموال أهل تلك المُدن التي سقطت في أيديهم، فهو كما جاء في الإصحاح السادس: "(19) وكل الفضَّة والذَّهب وآنية النُّحاس والحديد تكون قدسًا للرَّبِّ، وتدخل في خزانة الرَّبِّ".

فاعتبروا يا أولي الألباب، من أهل البلاد التي تجاور اليهود قبل أن يكون ذلك مآلكم، وإلاَّ فستسمعون عن المزيد من الإرهاب والمآسي الَّتي يصوِّرها الإصحاح الثامن في تلك العبارة: "(1) فقال الرَّبُّ ليشوع: لا تَخَفْ ولا ترتعب، خذ معك جميع رجال الحرب، وقم، اصْعدْ إلى عايٍ، انظُر، قد دفعت بيدك ملك عايٍ وشعبه ومدينته وأرضه، (2) فتفعل بعايٍ وملكها كما فعلت بأريحا وملكها، غير أنَّ غنيمتها وبهائمها تنهبونها لنفوسكم، جعل كمينًا للمدينة من ورائها، (3) فقام يشوع وجميع رجال الحرب للصُّعود إلى عايٍ، وانتخب يشوع ثلاثين ألف رجلٍ جبابرة البأس وأرسلهم ليلاً، (4) وأوصاهم: انظُروا، أنتم تكمنون للمدينة من وراء المدينة، لا تبتعدوا من المدينة كثيرًا، وكونوا كلكم مستعدِّين، (5) وأمَّا أنا وجميع الشَّعب الذي معي فنقترب إلى المدينة، ويكون حينما يخرجون للقائنا كما في الأول أنَّنا نهرب قدَّامهم، (6) فيخرجون وراءنا حتَّى نجذبهم عن المدينة؛ لأنَّهم يقولون: إنَّهم هاربون أمامنا كما في الأول، فنهرب قدَّامهم، (7) وأنتم تقومون من المكْمَن وتملكون المدينة، ويدفعها الرَّبُّ إلهكم بيدكم، (Cool ويكون عند أخذكم المدينة أنَّكم تضرمون المدينة بالنَّار، كقول الرَّبِّ تفعلون، انظُروا، قد أوصيْتُكم، (9) فأرسلهم يشوع، فساروا إلى المكْمَن، ولبثوا بين بيت إيلٍ وعايٍ غربيَّ عايٍ، وبات يشوع تلك اللَّيلة في وسط الشَّعب، (10) فبكَّر يشوع في الغد وعدَّ الشَّعب، وصعد هو وشيوخ إسرائيل قدَّام الشَّعب إلى عايٍ، (11) وجميع رجال الحرب الذين معه صَعِدوا وتقدَّموا وأتوا إلى مقابل المدينة، ونزلوا شماليَّ عايٍ، والوادي بينهم وبين عايٍ، (12) فأخذ نحو خمسة آلاف رجلٍ وجعلهم كمينًا بين بيت إيلٍ وعايٍ غربيَّ المدينة، (13) وأقاموا الشَّعب، أي كلُّ الجيش الذي شماليَّ المدينة، وكمينه غربيَّ المدينة، وسار يشوع تلك اللَّيلة إلى وسط الوادي، (14) وكان لَمَّا رأى ملك عايٍ ذلك أنَّهم أسرعوا وبكَّروا، وخرج رجال المدينة للقاء إسرائيل للحرب هو وجميع شعبه في الميعاد إلى قدَّام السَّهل، وهو لا يعلم أنَّ عليه كمينًا وراء المدينة، (15) فأعطى يشوع وجميع إسرائيل انكسارًا أمامهم، وهربوا في طريق البرِّيَّة، (16) فأُلقِيَ الصَّوت على جميع الشَّعب الذين في المدينة للسَّعي وراءهم، فسَعَوا وراء يشوع، وانجذبوا عن المدينة، (17) ولم يبقَ في عايٍ أو في بيت إيلٍ رجلٌ لم يخرج وراء إسرائيل، فتركوا المدينة مفتوحةً وسعَوا وراء إسرائيل، (18) فقال الرَّبُّ ليشوع: مدَّ المزراق الذي بيدك نحو عايٍ؛ لأنَّي بيدك أدفعها، فمدَّ يشوع المزراق الذي بيده نحو المدينة، (19) فقام الكمين بسرعةٍ من مكانه وركضوا عندما مدَّ يده، ودخلوا المدينة وأخذوها، وأسرعوا وأحرقوا المدينة بالنار، (20) فالتفت رجال عايٍ إلى ورائهم ونَظَروا، وإذا دخانُ المدينة قد صعد إلى السَّماء، فلم يكن لهم مكانٌ للهرب هنا أو هناك، والشَّعب الهارب إلى البرِّيَّة انقلب على الطَّارد، (21) ولَمَّا رأى يشوع وجميع إسرائيل أنَّ الكمين قد أخذ المدينة، وأنَّ دخان المدينة قد صعد، انثَنَوا وضربوا رجال عايٍ، (22) وهؤلاء خرجوا من المدينة للقائهم، فكانوا في وَسَطِ إسرائيل، هؤلاء من هنا، وأولئك من هناك، وضربوهم حتَّى لم يبقَ منهم شاردٌ ولا منفلتٌ، (23) وأمَّا ملك عايٍ فأمسكوه حيًّا وتقدَّموا به إلى يشوع، (24) وكان لَمَّا انتهى إسرائيل من قتل جميع سكَّان عايٍ في الحقل في البرِّيَّة حيث لحقوهم، وسقطوا جميعًا بحدِّ السَّيف حتَّى فَنَوا - أنَّ جميع إسرائيل رجع إلى عايٍ وضربوها بحدِّ السَّيف، (25) فكان جميع الذين سقطوا في ذلك اليوم من رجالٍ ونساءٍ اثني عشر ألفًا، جميع أهل عايٍ، (26) ويشوع لم يردَّ يده الَّتي مدَّها بالحربة حتى حرَّم - أي: أباد - جميع سكَّان عايٍ، (27) لكنَّ البهائم وغنيمةَ تلك المدينة نهبها إسرائيل لأنفسهم حَسَبَ قول الرَّبِّ الذي أمر به يشوع، (28) وأحرق يشوع عاي، وجعلها تلاًّ أبديًّا خرابًا إلى هذا اليوم، (29) وملك عايٍ علَّقه على الخشبة إلى وقت المساء".

وعند غروب الشَّمس أمر يشوع فأنزلوا جثَّته عن الخشبة، وطرحوها عند مدخل باب المدينة، وأقاموا عليها رجمةَ حجارةٍ عظيمةً إلى هذا اليوم.

وما جريمة هذا الملك الذي قُتِل بعد أسره، وحرِّق جثمانه بعد قتله، ثم صلب ورجم، كل ذلك بعد موته؟

لم يخبرنا سفر يشوع بجريمته؛ ولذلك لا أجد له تفسيرًا غير ثقافة الإرهاب، التي يغرسها الكتاب المقدس في قلوب أتباعه، التي وصفت في القرآن الكريم بأنها كالحجارة أو أشد قسوة.

فما أقساه من إرهاب؛ ولذا لا نعجب عندما نقرأ عن عشرات القُرى التي أبيدت على أيديهم بفلسطين في القرن الماضي، فلنخشَ أن تدور علينا الدائرة، ونمكِّن اليهود من رقابنا، فهذا حكمهم فينا ينتظر الجميع.
ومن المدهش أنَّ تعاليم التوراة تُثني على من يخون أهله من أبناء الأمم الأخرى، ويتعاون مع اليهود ضدَّهم، ولو كان مثل المرأة العاهرة البغي، التي ارتكبت تُهمة الخيانة العظمى ضدَّ بني جنسها، وآوت الجواسيس، وكأنَّ كتاب التوراة يقولون: لا بأس أن يكون المرء عاهرًا بغيًّا، ولا بأس أن يكون خائنًا لقومه، فلا يضير ذلك عند الرب ما دام ذلك يَخدم مصلحة الشعب الإسرائيلي، فانظر - أيها القارئ الكريم - إلى ما جاء في الإصحاح السادس من سفر "يوشع": "راحاب الزَّانية فقط تحيا هي وكل من معها في ابيت؛ لأنَّها قد خبَّأت المرسلَيْن اللذين أرسلناهما"؛ فأيُّ إله هذا الذي يأمر بمثل ذلك؟

"(22) وقال يشوع للرَّجلين اللذَيْن تجسَّسا الأرض: ادخلا بيت المرأة الزَّانية، وأخرجا من هناك المرأة وكلَّ ما لها كما حلفتما لها، (23) فدخل الجاسوسان، وأخرجا راحاب وأباها وأمَّها وإخوتها وكلَّ ما لها وكلَّ عشائرها، وتَرَكاهم خارج محلَّة إسرائيل، (24) وأحرقوا المدينة بالنَّار مع كلِّ ما بها، إنَّما الفضَّة والذَّهب وآنية النُّحاس والحديد جعلوها في خزانة بيت الرَّبِّ، (25) واستحيى يشوع راحاب الزَّانية وبيت أبيها وكلَّ ما لها، وسكنت في وسط إسرائيل إلى هذا اليوم؛ لأنَّها خبأت المرسلَيْن اللذَيْن أرسلهما يشوع ليتجسَّسا أريحا".

ولكن نصيحة أقدمها لمن يركن إلى اليهود، ويعاملهم ويتقرَّب إليهم، ولو على حساب شعبه - أنَّ سماحة اليهود مع مثل تلك المرأة العاهرة الخائنة ليست عامَّة، وأن أيَّ إنسان مهما قدَّم لهم لن ترقى مكانته عندهم فوق مرتبة العبد أو الخادم لهم، وهذا ما يؤكِّدُه الإصحاح التاسع من سفر "يشوع" الذي جاء فيه: "(3) وأمَّا سكَّان جبعون لَمَّا سمعوا بما عمله يشوع بأريحا وعايٍ (4) عملوا بغدرٍ، ومَضَوا ودارُوا وأخذوا جوالقَ باليةً لحميرهم، وزقاق خمرٍ باليةً مشقَّقةً ومربوطةً، (5) ونعالاً باليةً ومرقَّعةً في أرجلهم، وثيابًا رثَّةً عليهم، وكلُّ خبز زادُهم يابسٌ قد صار فتاتًا، (6) وساروا إلى يشوع إلى المحلَّة في الجلجال، وقالوا له ولرجال إسرائيل: من أرضٍ بعيدةٍ جئنا، والآن اقطعوا لنا عهدًا، (7)، فقال رجال إسرائيل للحوِّيِّين: لعلَّك ساكنٌ في وسطي، فكيف أقطع لك عهدًا؟ (Cool فقالوا ليشوع: عبيدك نحن، فقال لهم يشوع: من أنتم، ومن أين جئتم؟ (9) فقالوا له: من أرضٍ بعيدةٍ جدًّا جاء عبيدك على اسم الرَّبِّ إلهك؛ لأنَّنا سمعنا خبره وكلَّ ما عمل بمصر، (10) وكلَّ ما عمل بملكي الأموريِّين اللذَيْن في عبر الأردنِّ، سيحون ملك حشبون، وعوج ملك باشان الذي في عشتاروث، (11) فكلَّمنا شيوخنا وجميع سكَّان أرضنا قائلين: خذوا بأيديكم زادًا للطَّريق، واذهبوا للقائهم، وقولوا لهم: عبيدكم نحن، والآن اقطعوا لنا عهدًا، (12) هذا خبزنا سخنٌ، تزودناه من بيوتنا يوم خروجنا؛ لنسير إليكم، وها هو الآن يابسٌ قد صار فتاتًا، (13) وهذه زقاق الخمر الَّتي ملأناها جديدةٌ، هي ذي قد تشقَّقت، وهذه ثيابنا ونعالنا قد بليت من طول الطَّريق جدًّا، (14) فأكل الرِّجال من زادهم، ومن فم الرِّبِّ لم يسألوا.

(15) فعمل يشوع لهم صلحًا، وقطع لهم عهدًا لاستحيائهم، وحلف لهم رؤساء الجماعة، (16) وفي نهاية ثلاثة أيَّامٍ بعدما قطعوا لهم عهدًا سَمِعوا أنَّهم قريبون إليهم، وأنَّهم ساكنون في وسطهم، (17) فارتحل بنو إسرائيل وجاؤوا إلى مُدنهم في اليوم الثَّالث، ومدنهم هي: جبعون، والكفيرة، وبئيروت، وقرية يعاريم، (18) ولم يضربهم بنو إسرائيل؛ لأنَّ رؤساء الجماعة حلفوا لهم بالرَّبِّ إله إسرائيل.

فتذمَّر كل الجماعة على الرُّؤساء، (19) فقال جميع الرُّؤساء لكلِّ الجماعة: إنَّنا قد حلفنا لهم بالرَّبِّ إله إسرائيل، والآن لا نتمكَّن من مسِّهم.

(20) هذا نصنعه لهم ونستحييهم فلا يكون علينا سخطٌ من أجل الحلف الذي حلفنا لهم، (21) وقال لهم الرُّؤساء: يحيَون ويكونون محتطبي حطبٍ ومستقي ماءٍ لكلِّ الجماعة كما كلَّمهم الرُّؤساء.

(22) فدعاهم يشوع، وقال لهم: لماذا خدعتمونا قائلين: نحن بعيدون عنكم جدًّا، وأنتم ساكنون في وسطنا؟ (23) فالآن ملعونون أنتم، فلا ينقطع منكم العبيد ومحتطبو الحطب ومستقو الماء لبيت إلهي.

(25) والآن نحن بيدك، فافعل بنا ما هو صالحٌ وحقٌّ في عينيك أن تعمل، (26) ففعل بهم هكذا، وأنقذهم من يد بني إسرائيل فلم يقتلوهم، (27) وجعلهم يشوع في ذلك اليوم محتطبي حطبٍ ومستقي ماءٍ للجماعة ولمذبح الرَّبِّ إلى هذا اليوم، في المكان الذي يختاره".

أرأيتم يا من تعدون العُدَّة، وتجمعون أوراقكم، وتشدُّون الرحال لمصالحة ومسالمة اليهود، وتتبرَّؤون من المضطهَدين في فلسطين ونصرتهم، وتقدِّمون الأيمان على أنكم لهم طائعون، أرأيتم مصير من فعل ذلك من الأسلاف؟ مصيره اللعنة، وأن يكون خادمًا يجمع الحطب، ويسقي الماء لسادةِ اليهود في مُقابل أن يمُنُّوا عليهم بالحياة؛ كما تنصُّ هذه العبارة: "(23) فالآن ملعونون أنتم، فلا ينقطع منكم العبيد ومحتطبو الحطب ومستقو الماء لبيت إلهي"؛ فاختاروا لأنفسكم.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثقافة الإرهاب في الكتاب المقدس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  موسوعة الكتاب المقدس
»  حقيقة الكتاب المقدس
» من روائع الكتاب المقدس
»  مخطوطات الكتاب المقدس
» حقيقة الكتاب المقدس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: شبهـات حــول الاسـلام-
انتقل الى: