اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  تأملات حول "القمني" كاتب النفايات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100265
 تأملات حول "القمني" كاتب النفايات Oooo14
 تأملات حول "القمني" كاتب النفايات User_o10

 تأملات حول "القمني" كاتب النفايات Empty
مُساهمةموضوع: تأملات حول "القمني" كاتب النفايات    تأملات حول "القمني" كاتب النفايات Emptyالثلاثاء 14 مايو 2013 - 4:53

من أول السطر:
لا أُنكر أبدًا أنَّ صدمةً رهيبة أصابتني، كما أصابت مئاتِ المثقَّفين
المصريين والعرب - مسلمين وغيرهم - حينما أُعلِنت أسماء الفائزين بجوائز
الدولة في مصر لهذا العام، وتأكَّد حدسي بأنَّني لستُ الوحيدةَ التي
أُصِبْت بهذه الصَّدمة التي كادتْ تفقدني الحياةَ، نعمْ، بلا أيَّة مبالغة،
أصابَني شعورٌ من الوهن والحُزْن لِمَا أصاب ثقافةَ مصر العريقة، والتي
تغير اتجاهها الآن 180 درجة، وانحدر معها كثيرون من رعاياها، فباتَ من
المعروف أنَّه لكي تحصلَ على إحدى جوائز الدولة، عليك أن تكون كاتبًا
تقدُّميًّا وليس تأخريًّا!! (والمعنى في بطن الشاعر، والشارع أيضًا!)، أو
أن تكون مهاجِمًا ومتبجِّحًا على الدِّين، أو مُمجِّدًا للجِنس بدعوى
التحرُّر والإبداع، وأخيرًا: أن تكون تابعًا لرأس من رؤوس مانِيحها، أو
ماسحًا (لجوخهم)، ولا مانعَ من مَسْح أحذيتهم أيضًا!

أعلمُ أنَّ هذا الكلام ليس على إطلاقه، فهناك
مَن حصلوا عليها وهم يستحقُّونها، لكنَّهم لو قُمتم معي بإحصائية يسيرة،
لوجدتموهم حصلوا عليها: إمَّا وهم موتى، أو في النَّزْع الأخير، لكن الغالب
الأعم - والله يعلم مثلما هم يعلمون - مِن الصِّنف الأول.

لكن ما تزالُ غُصَّة في القلب من جرَّاء حالةِ التخاذل الحاصلة لحصولِ
السيِّد القمني على جائزة الدولة التقديريَّة في العلوم الاجتماعيَّة.

ولستُ وحدي التي تجهل السبب،
بل إنَّني على يقين تامٍّ من أنَّه لا
أحدَ في مصر المحروسة يعلم حتى الآن ذلك السبب الخفي، بالطبع إلاَّ
الأساتذة الأجلاَّء الذين صوَّتوا لصالحه، ومتأكِّدة لو أنَّ قيمة هذه
الجائزة من أموالهم أو أموال أبيهم ما أعطوه منها مِلِّيمًا واحدًا، إنَّما
هي من مال الشَّعْب الذي يُسبُّ دِينُه، وتُهان مقدَّساته، ويمنح لقاتليه
ثَمن الرَّصاصة التي أنهتْ حياته!!

فهذا القمنى لا تاريخَ يُذكَر له سوى كراهيتِه لكلِّ ما هو إسلامي وعربي،
وكلُّ ما كتبه - بشهادة الكثيرين ممن يُعتدُّ بعِلمهم وثقلهم الثقافي - لا
يَعْدو مجموعةَ مقالات، أشدَّ ما تُوصَف بأنَّها مقالات "ردح" وتشهير،
ففيها لا يألو جهدًا في تشويه التاريخ العربي الإسلامي، وعصْر النبوة،
وإلحاق التُّهم والشبهات بها منذُ البَعثة النبويَّة حتى الآن.

واتَّخذ من نفسه محلِّلاً ليُخرِّبَ تلك الفترات الزاهرة من تاريخ العرب
والمسلمين، واصفًا عهدَ الخلفاء الراشدين بأنَّه أكاذيب، وأنَّ العصور
الإسلامية ليست إلاَّ عصور ظلام، وقَهْر واستبداد، وأنَّه عصر مُلوَّث
بالدماء، وأنَّ الإسلام دين مُزوَّر، وأنَّ النبوة اختراع!!

في المقابل تجده يُمجِّد عصورَ مصر الفِرعونيَّة، فيصفها بأنَّها دعوة المدنية والحضارة، والتسامح والخير!!

ليس ذلك فحسب، بل من الأساسيات التي
يعترض عليها هذا القمني المادةُ الثانية من الدستور المصري، والتي تقول
بأنَّ الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع، وهذا بديهي في دولة إسلاميَّة
كمصر، ولا يَخفَى ما حَدَث له من ترحيب وتكريم لم يَتكرَّر من شِرذمة من
أقباط المهجر الخارجين، الذين يُحاولون خَرْقَ الصفِّ المصري، والتسلل
كالسُّوس في أوصاله.

وأصابتني الدهشة من الموقف الرسمي،
كما أصابت معي الكثيرين، فالدولة بنفسها وقياداتها الثقافيَّة "الحكيمة"
صفَّقت لكاتب النفايات، ومنحتْه 200 ألف جنيه من مال المصريين، الذين وُصِف
دِينُ بلدهم الرسمي بالتزوير، وألْقى بكلِّ الموروث العربي والإسلامي في
الأرضِ، ليس إلاَّ لينالَ الشهرةَ والمجد من بعض التافهين.

تُرى ما هي انجازاته التي "هبش" بها جائزةً ليستْ من حقِّه؛ هي من دم ملايين المصريِّين؟!
وكلُّنا يعرف أنَّ هناك المئاتِ من الأساتذة الأكْفَاء في العلوم
الاجتماعية في جامعات مصر العريقة، والذين لهم إسهاماتهم التي ترقى
للعالمية، ومنهم مَن تمَّ ترشيحُهم بالفعل من جهات ذات سيادة ومكانة، لا من
أتيليه القاهرة، الذي صار الأدباء ومتعاطو الفنِّ يتقابلون فيه، كبديل له
"برستيجه" عن المقاهي!!

وجميلٌ أنْ كشفتِ الكاتبة الروائية سلوى بكر -
المسؤولةُ حاليًّا عن إدارة الأتيليه - وفجَّرت كذبةَ المجلس الأعلى
للثقافة بترشيح الأتيليه للقمني، فبالرغم من أنَّ الترشيح جاء من جهة (ليست
رفيعة بالمفهوم العلمي)، حيث إنَّ الأتيليه يهتمُّ بالأدب والفن فقط، ولا
عَلاقةَ له بالعلوم الاجتماعية، وليس من ضمن صلاحياته ترشيحُ أشخاص لجوائز
رسمية كجوائز الدولة، وحتى لو كان الترشيح جاء عن طريق المدعو "وجيه وهبة"،
المدير
السابق للأتيليه، الذي تمَّ عزلُه إثرَ اتِّهامه بالفساد،
والتطبيع مع إسرائيل، ومواقفه الشائكة من القضايا العربية، ومن هنا أيضًا،
فالترشيح باطل باطل، على غرار: "جواز عتريس من فؤادة باطل"، وكل ما ترتب
عليه باطل أيضًا، ولا ينقصنا سوى حملِ الشُّعل وإحراق وزارة الـ... أقصد:
بيتَ عتريس!!

ولكن ليس من الجميل تراجعُها عمَّا كشفته بعد أن هدَّدها رئيس المجلس
الأعلى للثقافة "على أبو شادي"، الذي لوَّح لها بأنَّها لو استمرتْ على
تصريحاتها هذه سيتمُّ حرمانها مستقبلاً من الحصول على أيَّة جائزة، ممَّا
دَفَعها للتصريح ثانيةً بإقامة حفل تكريم للقمني في الأتيليه، وهذا - من
وجهة نظري المتواضعة - أراه عِبئًا عليها كأديبة محترَمة.

فاصلة:أعلمُ - كما تعلمون - أنَّ جبهةَ علماء الأزهر أصدرتْ بيانًا ضدَّ
وزير الثقافة لموافقته على منح القمني هذه الجائزة الرفيعة؛ لأنَّه صاحب
الكتابات المسيئة للإسلام، والمنكِرة للنبوَّة والوحي، وأشار البيانُ إلى
مدى تورُّط حسني في قضايا فساد من خلالِ كِبار رجال وزارته الذين أدانهم
القضاءُ المصريُّ بالفساد - وهم الآن خلف القضبان - وأنَّه لا يتورَّع عن
توزيع أموال الدولة على "المرتدين" من أتباعه وأصدقائه - حسب قول البيان -
كما وَصَف البيانُ القمنيَّ بأنَّه "خرج على كلِّ معالِم الشرف والدين" في
كتاباته.

أمَّا البيان فقد صدر تحت عنوان: "إلى
الأمَّة صاحبة الشأن في جريمة وزارة الثقافة"، وجاء نصُّ البيان كالتالي
بدون تصرُّف: "في الوقت الذي تُراق فيه دماء المسلمين في أنحاء العالَم
كلِّه أنهارًا، وتستباح فيه أعراضُهم وحقوقهم جِهارًا ونهارًا، وضاعت فيه
قيمةُ العرب وأقدارهم، فلا تكاد {تُحِسُّ مِنْهُمْ} في النوازل {مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا
حتى هانوا على القاصي والداني؛ في هذا الوقت تأتي وزارةُ الثقافة بوزيرها
الذي توارى من قبل - ولا يزال - بمساعديه الذين أُدينوا بأقبح الإدانات
التي لم تبعد عنه، ولا يزال منها بقوَّة السلطان مُعافىً من جرائرها؛
لأنَّه – كما قالت إحدى المذيعات الشهيرات: "لم يباشرْ جريمة الرشوة
بِيَده؛ لذا فإنَّ من حقه أن يبقى في وزارته"، جاء الوزير ليفعلَ في دِين
الأمَّة ما شاء له الهوى، ويُغدق ممَّا بقي من أموال الدولة التي أرهقتْها
الأزمات على المرتدين من أتباعه وأصدقائه، في جوائز يُهديها لهم باسم
الدولةِ المنكوبة به وبأمثاله.

أخرج الإمام أبو أحمد ابن عدي بسنده إلى ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - عن
رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن وقَّر صاحبَ بدعة، فقد
أعان على هَدْم الإسلام)).

فكيف بِمَن وقَّر مرتدًّا خارجًا عن الإسلام؟!

لقد خَرَج السيِّد القمني على كلِّ معالِم الشرف والدين، حين قال في أحد
كتبه التي أعطاه الوزير عليها جائزةَ الدولة التقديرية: " إن محمدًا [صلَّى
الله عليه وسلَّم، على رغم أنفه وأنف مَن معه] قد وفَّر لنفسه الأمانَ
المالي بزواجه من الأرملة خديجة [رضي الله عنها، على رغم أنفه - كذلك -
وأنف من رضي به مثقَّفًا]، بعد أن خدع والدها وغيَّبه عن الوعي بأن أسقاه
الخمر".

ولقد تأكَّدت رِدَّتُه بزعمه المنشور له في كتابه "الحزب الهاشمي
الذي اعتبره وزيره عملاً يستحقُّ عليه جائزةَ الدولة التقديرية أيضًا:
"إنَّ دِينَ محمد [صلَّى الله عليه وسلَّم] هو مشروعٌ طائفي، اخترعه عبد
المطلب الذي أسَّس الجناح الديني للحِزْب الهاشمي على وَفق النموذج اليهودي
الإسرائيلي؛ لتسودَ به بنو هاشم غيرَها من القبائل.

فكان بذلك وبغيره - ممَّا ذكرناه له وعنه من قبلُ - قد أتى
بالكُفْر البواح الذي لا يحتمل تأويلاً، ولم يَدعْ لمُحِبٍّ له مساغًا ولا
مهربًا من رذيلة الرذائل التي لزمتْه
؛ بل إنه تمادَى في عُتُّوِّه
بعدَ أن حذرت الجبهةُ - بقلم أمينها العام منذُ عقد من الزمان - من قبائحه
فيما نُشِر له عنه في مقدمة لكتاب من كتب الدكتور عمر كامل، ونشرته دار
التراث الإسلامي، مما حمل القمني على الفرار بخزيه إلى إحدى المجلاَّت
المصرية التي أدانها القضاءُ بحمايتها له ودفاعها عنه؛ يراجع في ذلك مكتب
الأستاذ مختار نوح.

إنَّنا نقول لمن لا يزال لحرمة
الوزارة وحرمة نفسِه منتهكًا، ولأمانة المسؤولية مسترخصًا مضيِّعًا: ماذا
بقي لك من حقِّ الحياة وشرف المسؤولية بعدَ أن خلعت جهارًا ربقةَ الإسلام
من عنقك، وغرَّك بالله طولُ حِلمه عليك، على كثرة ما عُرف عنك، وسَجَّل
بعضَه النائبُ المحترم السابق جلال غريب في استجوابه الشهير الذي قدَّمه
عنك، وعن طباخك "سكر" الذي أخذ طريقَه إلى حيث ذهب سابقوه ولاحقوه؟!

يقول الله - تعالى - لك ولكلِّ من معك ممن انقلب بوقاحة على دين الأمة: {إِنَّ
الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ
وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ
} [المجادلة: 5]، فمَن يَنصرُك أيُّها الوزير، وينصر حكومتك، بل وينصر الدنيا كلَّها على فَرْض اجتماعها لكم لا عليكم؟!

مَن ينصرُكم ويعصمكم من بأسٍ إذا جاءكم ليلاً أو نهارًا؛ بأسِ الله الذي سخِرت منه يومَ أن قلتَ في المجلس: إنَّ مهمتك هي محاربةُ الغيب؟!

يقول لك، وللملأ من قومك أيضًا: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الأذَلِّينَ} [المجادلة:20].

أيُّها الوزير المغرور بطولِ الإمهال له: إنَّ المُعِينَ على الغدر شريكُ الغادر، وإنَّ المعين على الكُفْر شريك الكافر.

ونحن - والأمَّةْ كلها والحمد لله - آمنَّا بالله وحده وكفَرْنا بما كنتم
به مشركين، ندعو بما دعا به نبيُّ الله موسي فيما حكاه عنه الذِّكْر
الحكيم، وسجَّله حقًّا وملاذًا لكل مكلوم من سلطان ومسؤول: {وَقَالَ
مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً
وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ
سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى
قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ
} [يونس: 88]، صدق الله العظيم {وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} [طه: 61]".

هذا هو البيان الصادر عن جبهة علماء الأزهر في 15من رجب 1430هـ، الموافق 8 من يوليو 2009م.

فهل هذه دعوةٌ للكتَّاب والمثقَّفين؛ ليسعى
كلُّ من يريد منهم "مكافأة" مالية، أو شهرة وتطبيل على حساب المصريِّين
والمسلمين خاصَّة، أن يتطاول عليهم وعلى مقدَّساتهم، ويُهينَهم ويُذلَّهم،
ويسبَّ أعزَّ ما يملكون، وخيرَ بشر ينتمون إليه نبيَّهم محمَّدًا - صلَّى
الله عليه وسلَّم - كما فعلوا، ووصفه بـ"المزور"، واعتبار "دينهم" -
الإسلام - "مؤامرة هاشمية"؛ لانتزاع الملك من "بني أمية"، وأنَّ محمَّدًا -
صلَّى الله عليه وسلَّم - سرق شعر "أمية بن أبي الصلت"، ونسبه إلى "الله"
باعتباره "وحيا"! كما حصل رفيقه "في "الكار" حلمي سالم، الذي فاز بنفس
الجائزة في الآداب العام الماضي، و"الذي وصف الله - تعالى عمَّا يصفون -
بـ"عسكري المرور"، و"قروي يزغط البط"!!

فاصلة أخرى:
وممَّا يُشيرُ إلى تدخُّل أيادٍ طُولى في جائزة القمني، ما
رأيناه مِن سعْي النشطاء الأقباط داخلَ مصر وخارجَها في شنِّ حملةِ تضامُن
مع وزير الثقافة فاروق حسني، وسيد القمني المتَّهم بإهانة الإسلام، وإنكار
النبوَّة والوحي، بعدَ حملة انتقاد وزارة الثقافة التي منحتْه جائزةَ
الدولة التقديريَّة في العلوم الاجتماعيَّة، وحذَّر هؤلاء النشطاء الأقباط
في بيانهم الذي أعدَّه أحدُ زعماؤهم "كمال غبريال" من الحملة التي يتعرَّض
لها سيد القمني، وفاروق حسني، والبهائيِّون والنصارى الذين تحوَّلوا إلى
الإسلام ثم عادوا إلى النصرانيَّة، كما طالبوا في بيانهم الدولةَ بحماية
هؤلاء جميعًا مما أسموه حملاتِ التكفير التي تطاردهم!!

كان لافتًا أن تنفرد وكالةُ الأنباء
الألمانية بنشْر وثيقة البيان القبطي الذي استنكر فيه غبريال لجوءَ بعض
المواطنين إلى القانون من أجل مقاضاة مؤسَّسات الدولة، أو بعض الكتَّاب،
وأضاف البيان قوله: "إنَّه بات من الشائع استغلالُ البعض لإجراءات التقاضي
لملاحقة المفكِّرين والفنانين والمبدعين، وكذا المختلفين في الدِّين ممن
يرغبون في إثبات دِياناتهم في بطاقات هُويَّاتهم كالبهائيِّين أو العائدين
للنصرانية، وجرجرتهم إلى ساحاتِ المحاكم وتوجيه أقذعِ الاتهامات والألفاظ
لهم أمامَ القضاء".

وفي إشارة قويَّة إلى تضامن النشطاء الأقباط مع وزير الثقافة فاروق حسني،
أضاف البيانُ قوله: "إنَّ الاتهاماتِ الأخيرةَ بالكُفْر للدكتور سيد القمني
والدكتور حسن حنفي شملتْ معهما مسؤولين كبار بالدولة"، وذلك في إشارة من
البيان إلى
وزير الثقافة الذي يمنح الجائزةَ بناءً على تفويض من
رئيس الجمهورية، مما ينذر بخطر مداهمة التكفير، ليس فقط للأفراد المفكِّرين
والمبدعين، ولكن لمؤسَّسات الدولة ذاتها، حسب نصِّ البيان.

ولم يكتفِ الأقباطُ - خاصَّة أقباط المهجر - ببيانهم هذا، بل شنُّوا حملةَ
تضامن واسعة النِّطاق عبرَ شبكة (الإنترنت) للدِّفاع عن سيد القمني،
وأفكاره التي يَعتبرها المسلمون مهينةً لرسول الإسلام، ومنكِرة لأُسس
الإسلام وقواعده.

ليته اعتزلَنا واعتزل الكتابة!
والمثيرُ للدهشة أنَّ القمنيَّ ومَن معه لا يلعبون، فقدِ استغلت
ابنته المهندسة ما تعرَّض له أبوها، فأخذت تتسوَّل من الدولة لحمايته،
مُردِّدة في كلِّ مكان أحاديثَ واهية مكررة عن اضطهاده لأفكارِه المستنيرة،
مؤكِّدة على أنَّه مستهدف من أعداء التنوير"الإسلاميين" مع تلفيق العديد من دعاوى التهديد، كما حَدَث منذ سنوات، وأعلن اعتزال الكتابة، وليتَه فعَلَها، واعتزلنا من الأصل.

آخر السطر:
والآنَ بعد أن ظهرتْ تفاصيل الفصل الأخير من المسرحية الهزلية
لكاتِب النفايات، واعترافه بتزوير شهادتِه العِلمية، باعترافه أواخرَ
الأسبوع الماضي في جريدة المصري اليوم المصرية، وبعدَ الحملة الشرسة التي
قادتْها لكشفِ أباطيله جريدة المصريون الإليكترونية، تُرى كيف يري هذا القمني نفسَه الآن؟ وهل
سيظلُّ يُهدِّد بأنه سيظهر "المستخبي"، وسيفضح الدنيا، وسيخلع "بلبوص" على
حدِّ قوله باللفظ الواحد، لو أُكرِه على الخروج من مصر إبَّان الحملة
المسدَّدة إليه، والتي يعتبرها قهرًا لفكره المجدِّد؟!!


أم سنراه قريبًا، وهو يتدثَّر بأثواب
الخَيْبة والكسوف، وقبلَ أن يكتب حرفًا جديدًا، سيعلم أنَّ الناس العقلاء
الذين سيقرؤون الكلام، لن ترى أعينُهم إلاَّ اسمَه ممهورًا بالتزوير،
فبدلاً من سيد القمني، سيقرؤون: سيد المزور!

وأخيرًا:

لا عزَّ ولا كرامةَ، ولا سيادة لِمَن لا دِينَ له يا... سيد!!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تأملات حول "القمني" كاتب النفايات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مدمن في حاوية النفايات
»  القمني وشركاه
»  القمني هو الحل!!
»  الأزهر والنصارى وسيد القمني
»  التكلفة الحقيقية لجائزة القمني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: شبهـات حــول الاسـلام-
انتقل الى: