<div class="content-windowBack largeFont">
<div class="content-data enlarge largeFont">
<div class="question"><u>السؤال</u><br><p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #000000;">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.</span></p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #0000ff;">أمي
تخون أبي من عشرين سنة، وللأسف خانتْه مع أكثرَ من رجلٍ، كنَّا نظن أنها
تابتْ إلى الله تعالى بعدما بلغت الستين، إلا أنها لا تزال في غيِّها،
وأخيرًا جلس أخي على جهاز الحاسوب الذي تجلس عليه، وقام بنسْخ محادثاتها
على الفيس بوك وعلى الياهو، واكْتشفْنا ما صعقَنا جميعًا؛ اكتشفْنا أنها
تراسل الرجال بفُجرٍ، وتحدِّثهم محادثات جنسية قذرة.</span></p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #0000ff;">آخر
عشَّاقها في عمر أبنائها، أرادتْ أن تُسكنه في شقة في منزل الأسرة؛ على
أساس أنه زميل في العمل؛ أي: إنها تريد أن تأتي بعشيقها إلى منزل الأسرة،
علمًا بأنها كانتْ تفعل ذلك من عشرين سنة؛ تأتي بعشيقها في المنزل، ويتغدى
معنا ويخرج ويأتي، وكأنه واحد من العائلة، لا أدري ما أقول!</span></p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #993300;">الكارثة تكمن في الآتي:</span></p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #0000ff;">- أن أبناءها الذكور يعملون خارج الوطن كسبًا للرزق.</span></p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #0000ff;">- أن عندها بنات على وشك الزواج.</span></p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #0000ff;">الأب
يصدِّقها في كل شيء، وطلب منها ابنُها بعدما قرأ الرسائل المفجعة ألا تتصل
به مرة أخرى؛ ولكن الأب سانَدَها وصدَّق أنها بريئة، علمًا بأن كل كلامها
كذب؛ حتى صرْنا جميعًا لا نصدِّقها؛ تكذب في كل شيء، حتى الأشياء التي لا
تحتاج لكذب، تكذب فيها!</span></p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #0000ff;">ابنها الأكبر طلب منها ترْك العمل والجلوس في البيت فرفضتْ؛ حيث إنها تأخذ ستار العمل للخروج حيثما ذهبت.</span></p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #0000ff;">هي
الآن سقطتْ مِن نظر أولادها، وهم جميعًا يتمنون موتها؛ ليتخلَّصوا من
عارها وفُجرها؛ ولكن حتى يتوفاها الله تعالى: كيف علاج الأمر؟ خوفًا على
البنات اللاتي اقتربْن من سن الزواج؛ إذ انتشار أمر كهذا قد يؤثِّر عليهن
سلبًا، ولن يتزوجن، وهل يملك الابن سلطانًا لتربية أمِّه وتأديبها وتقويمها
ولو بالقوة في حالة سلبية الأب؟</span></p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #0000ff;">أدري
أنكم قد لا تُصدِّقون ما أقول؛ لكنه والله جزءٌ من الحقيقة، وأنا شخصيًّا
لا أصدِّق أن هناك امرأةً بلغتْ من الفُجر ما بلغتْ هذه المرأةُ، أولادُها
الآن في حالة سيئة للغاية بعد اكتشاف آخر فضائحها.</span></p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #0000ff;"> </span></p>
<p style="text-align: justify;"><span style="color: #008000;">وجزاكم الله خيرًا.</span></p>
<p style="text-align: justify;"><span style="color: #008000;"> </span></p></div>
<div class="answer"><u>الجواب</u><br><p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #0000ff;">أخي الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حيَّاك الله وبياك في هذه الشبكة المباركة.</span></p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #008000;">أسأل
الله أن يخفِّف من همِّكم، ويأجركم في مصيبتكم التي أُصبتم بها، ولا حول
ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، والله ثم والله أن الخطب
جلل، ومشكلتكم يَحتار فيها الحليم، وتستعصي على الفكر؛ ولكن أقول مستعينًا
بالله:</span></p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl">- أين كنتم من قبل هذا اليوم؟ وأين كان أبوكم؟ أين قوامتُه على زوجته التي ميَّزه اللهُ بها في مُحكم تنزيله حين قال: ﴿ <span style="color: green;">الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ</span>
﴾ [النساء: 34]؟ أين كان رجل البيت الذي يحبُّه الجميعُ، وأيضًا يحترمه
الجميع؟ هو قدوة المنزل؛ يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، ويَأْطِرُهم
على الحق أَطْرًا إن أبَوْا ذلك.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl">قد تقول: <span style="color: #3366ff;">وما الداعي إلى هذا اللومِ والتوبيخ الآن؟</span></p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl">فأقول: بل هو لازم أشد اللزوم،
فما استمرَّ لعشرين سنة أو أكثر، يدلُّ على وجود خللٍ عظيم في تركيبة
الأسرة، وخطرٍ كبير في منهجها وتأسيسها؛ بل ضياع لهُويتها وهُوية القائمين
عليها من رجالها، ولا تظن أن ما دام عشرين سنةً أو أكثر سيتغير بين يوم
وليلة؛ بل يحتاج إلى جهد عظيم، فأنتم اليومَ تجنون نتيجة إهمالِكم الأمرَ
من أوله.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl">- ابدؤوا بسياسة تجفيف المنابع؛
وأعني بذلك قطْعَ جميع الوسائل والسُّبُل التي تُمكِّنها من التواصُل مع
أخدانها، سواء الإنترنت أو الجوال أو غيره، وإعلامها بذلك بكل صراحةٍ، وبلا
وجلٍ؛ أن الأمر قد انكشف؛ لذا يجب عليها أن تعدِّل من حالها، وأن تستقيم
في سيرِها في هذه الحياة، وأن هذا عقابٌ منكم، ودرءٌ للمفاسد الحاصلة منها،
وحرصٌ عليها وعلى مصلحتِها.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl">- التذكير بالله، وبعذابه
ونعيمه، وأن هذه الدنيا دار سفر، وعلى المرء أن يتزوَّد لآخرته، كما يقولون
في المثل العامي: "أيش بقي في العمر أكثر مما فات؟"؛ تذكيرُها بهذه الأمور
قد يوقظ جذوةَ الإيمان في نفسها.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl">- لا تخشوا ولا تخافوا من الحزم
والقوة معها، ولستُ أعني بالطبع الضربَ أو ما شابه؛ ولكني أعني فرْضَ
الرأي والإلزام به، والتي هي من صفات الرجال الكُمل، وعدم التراجُع
والتهاوُن في هذا الأمرِ الجلل؛ ففي الحديث: ((ثلاثة لا ينظر الله إليهم
يوم القيامة: أُشَيْمِطٌ زانٍ، وعائل مستكبِر، ورجل جعل اللهَ بضاعتَه؛ لا
يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه))؛ صححه الألباني، وهذا في حقِّ
الرجل؛ لأن الأصل أن داعي الشهوة لديه أكثر من المرأة، ومع بلوغه مثلَ هذه
السنِّ، من المفترض أن يكون قد ضعُف هذا الداء، فكيف يُتَصوَّر عقلًا في
حالة هذه المرأة، وقد بلغت هذه السنَّ أن تفعل مثل هذه الأفعال؟! إلا أن
يكون في تركيبتها النفسية رجسٌ من عمل الشيطان، يُسَيِّرها كيف يشاء ولما
يشاء، فمن كانت حالتها مثلَ هذه الحال، فلا بد لها من رجل حازمٍ يَأْطِرها
على الحدود، ويمنعها من الفساد والإفساد.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl">- لعل من المناسب لأبنائها
الصغار تذكيرَهم بقصص الأنبياء، الذين عانوا من كفر أهل بيتهم، والكفرُ هو
أعظمُ الذنوب؛ كإبراهيم وأبيه، أو نوح وابنه وزوجته؛ ذِكْر مثل هذه القصص
والمعاني التي تدور في فلك "ولا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى" - يريح النفسَ من
هذا الهمِّ الكبير الذي يرزح تحته القلبُ.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl">- كل ما ذُكر سابقًا لا يمنعكم
من بِرِّها فيما يجب عليكم فيه البرُّ، دون أن يكون في هذا دعمٌ لفسادها،
أو مساعدةٌ لها على المعصية؛ فهي ما زالتْ أمَّكم، وبرُّها واجبٌ عليكم،
ومن أعظم البرِّ أن تمنعوها مما هي عليه الآن، والتوازُن بين الحرص على
صلاحها ومنعِها من الفساد، وبين برِّها - يحتاج إلى عاقلٍ حكيم يزن الأمورَ
بموازينها الصحيحة.</p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl"> </p>
<p style="text-align: justify;" dir="rtl"><span style="color: #008000;">أسأل الله أن يعينكم ويفرج همكم، ويوفقكم لما فيه الخير والصلاح، ودمت في حفظ الله ورعايته.</span></p></div>
</div>
</div><div style="overflow: hidden; color: rgb(0, 0, 0); background-color: rgb(255, 255, 255); text-align: left; text-decoration: none; border: medium none;"><br><br></div>