المرأة في هذا العالم الجميل
الزواج في الإسلام مصدر السعادة والهناء,وأصل الطمأنينة والرخاء وذلك لأن الزواج مآل الرجولة المتكاملة,ومرجع الأنوثة المتنامية, يجد فيه كل من الزوجين الرياض الرحبة في استقرار الحياة,وتحقيق الآمال ...قال الله عز وجل (هن لباس لكم وانتم لباس لهن) البقرة وقال في موضع آخر ، قال الله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنو ا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) الروم ...فماذا يكون الزواج بعد أن وصفه الله تبارك وتعالى ب السكن,واللباس ثم حباه بالمودة والرحمة ؟!ألا يكون للإنسان "للزوج والزوجة"الأمان والاطمئنان والسعادة والهناء !!
ومن هنا نقول بكل ثقة وبصيرة وإدراك :إن أحكام الزواج في الإسلام منهج متكامل تجمع بين العبادة وإشباع الفطرة ,فهي التي تحدد الطريقة التي يحب الله أن يجتمع عليها الرجال والنساء في رابطة نظيفة مطهرة لبناء أسرة مباركة كريمة
ما دفعني لذلك التقديم الطويل عن هذه الشعيرة المباركة هو حال المرأة اليوم ,نسمع دوماً مقالة "فتش عن المرأة" فيبحث الشاب لاهثاً لا هفاً حتى إذا ما قتنع بواحدة لتكون شريكة العمر كان الحب والسعادة التي تحيل الدنيا إلى واحات وارفة الظلال ويصبح ذالك العش جنة على الأرض والمرأة فيه حورية شفافة وما أن تشرق الشمس مؤذنة بانقضاء ما ! يسمى ليالي العسل حتى يدب البرود في العواطف ,ليكشف الرجل عن سلطته الغافية بصوته المرتفع وتنقلب الزوجة إلى ضلع اعوج يمكن كسره كل لحظة ...لقد اقتضت حكمة البارئ خلق المرأة بهذا الضعف فجعلها على هذه الصورة من التناسق والخفة والرشاقة والأنوثة فتبارك الله أحسن الخالقين
أقول هذا لكل من يعير المرأة بنقصان دينها وعقلها فذلك رحمة بها حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "استوصوا بالنساء خيراً00الحديث" ، فالقرآن والسنة قد أوردت أسس الحياة الزوجية الهانئة فالزوجة ملاذ للزوج يأوي إليها بعد جهاده اليومي في سبيل تحصيل لقمة العيش ليلقى بعد تعبه وكده من تلقاه بوجه طلق ضاحك وإذن صاغية وقلب حاني يخفف عنه ويذهب ما به من شقى
ومن لطائف ما يروى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذالك الخليفة العادل الحازم الذي ما سلك فجاً إلا سلك الشيطان فجاً آخر يروى في خبره أن رجلاً جاء إليه يشكو خلق زوجته ,فسمع امرأة عمر تستطيل على زوجها بصوت عالٍ وهو ساكت فانصرف عن الباب فرآه عمر وناداه :ما حاجتك يا أخي ؟فقال الرجل "جئتك أشكو إليك استطالة زوجتي عليّ, فسمعت زوجتك تستطيل عليك كذالك !!فأجاب الخليفة الراشد :تحملتها لحقوق لها عليّ ,فإنها تطبخ طعامي وتخبز خبزي وتغسل ثوبي وترضع ولدي ويسكن بها قلبي عن الحرام ..قال الرجل :وكذالك زوجتي .فقال له عمر:تحملها إذن يا أخي فإنما هي مدة يسيرة والعهد قريب
أن الرجل والمرأة مادتين لعمران الكون فالله عز وجل خلق آدم وحواء عليهما السلام ثم أوجد من ذريتهما رجلاً ونساء وجعل بين الزوجين المودة والرحمة