السلام عليكم
تعبت من حياتي اللي كنت متوقعة أنها بتكون جنة, خاصة إني تزوجت من واحد عنده زوجة وعيال , توقعت إنه بيدلعني فأنا أصغر منه بكثير ولم أتزوج من قبل ومن عائلة مرموقه وأجمل من زوجته الأولى بشهادة أهله اللي خطبوني له .وتوقعت حياتي بتكون هادئة ومستقرة لأني أنا زوجة الأب اللي معروف إنها اللي تسبب المشاكل فأنا أضمن نفسي ولن تصدر مني مشاكل , بالعكس فأنا أحب أطفاله يجون عندي وأعطيهم الهدايا وأساعدهم في دراستهم .لكني تفاجأت بكره الأطفال لي وعدم اهتمام زوجي بي وإذا قلت له أنا عروس !! ضحك علي وقال انتي عانس ؟!!! لأن عمري 33 سنة .
*لم أستمتع بالزواج مثل باقي البنات ..!!
*ولم أجد الدلع مثل أي عروس ..!!
*ولم أجد الاهتمام من أهل زوجي بالعكس الكثير منهم يتحاشى الجلوس معي ما عدا والدته ..!!
*ولم أرزق بأطفال بعد فقداني للجنين ( 3 شهور ) بسببه ..وأعيش في قلق تسبب في لخبطة الهرمونات وعدم الحمل مرة ثانية ..!!
*أصبت بقولون عصبي بعد الزواج ..!!
*أصبت بصدمة من حياتي الجديدة ولم أشعر برغبة في الاهتمام بنفسي أو التجديد ..!!
*أفضل الجلوس عند أهلي بدل من السجن في بيتي ( أنا الآن عند أهلي منذ اسبوع ) ..!!
*ساعدوني ماذا أفعل فأنا على وشك الانهيار ..؟!!!هل سأجد زوجاً أفضل بعد الطلاق وليست لديه زوجة ؟
أرشدوني فليس عندي أحد ينصحني حتى والدتي لا تريد التحدث في الموضوع بحجة أنني أنا اللي وافقت عليه وما أحد غصبني ووالدي متوفى وأخواتي مثل موقف أمي ..
الأخت الفاضلة / قمر نجد . .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . .
وأسأل الله العظيم أن يبارك لك في حياتك وأن يصلح شانك وزوجك . .
أخيّة . .
كونك زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة فإن ذلك لا يعيب الفتاة . .
إذ مقامك بين زوجات رزوجك انك زوجة له ، ولا يُنقص كونك - ثانية - حقاً من حقوقك .
قرأت موضوعك هذا وموضوعاً آخر لك يدور في نحو هذه الدائرة !!
ووجدت أنك قد كتبت أنك قبلت بهذا الرجل ( اضطراراً )
وفي هذه الرسالة تقولين ( أنك الأجمل من زوجته بشهادة أهله ، والأصغر ) !!
ثم تقولين ( ألأنني زوجة ثانية ) !!
أخيّة . .
الشعور النفسي الذي نحمله عن أنفسنا يؤثر حتماً على طبيعة سلوكنا وتعاطينا مع واقعنا . .
عندما تدخل الزوجة حياتها الزوجية وهي تشعر في قرارة نفسها أنها تدخل ( مضطرة ) لذلك . . بمثل هذا الشعور تتولّد عندها حاسّة ( التحسّس ) من اي تصرف يكون من زوجها ..
وفي ذات الوقت تزيد هذه الحاسّة عندما تشعر الزوجة أن فيها مكامن ( فضل ) أو ( تفاضل ) على زوجها وهو لا يرعى ذلك لها أو فيها !!
ويزيد ذلك عقدة عندما تُكرر على نفسها ( أنها زوجة ثانية )
فهي تنظر لنفسها أنها جميلة وصغيرة . . ومع ذلك ( قرارها اضطراري ) وتعاتب نفسها على أنها ( زوجة ثانية ) عندها فعلاً ستشعر أنها لم تشعر بطعم الزواج كما تشعر به بنات جنسها !!
لذلك أخيّة . .
حسّني نظرتك لنفسك . .
لا تنظري لنفسك على أنك زوجة ثانيّة ، وتنظري إلى نفسك بنظرة أقل كون أنك ( زوجة ثانية ) !!
حاولي أن تكوني له الزوجة الأولى والثانية ، بالكلمة الطيبة والتجديد والتغيير وحسن الوصال والمعاشرة . . ( ولا تستبطئي ) النتائج !!
عندما تظنين أن نتيجة إحسان العمل ستظهر في لحظة أو ضحاها .. عندها يتسرّب إليك الملل سريعاً ..
عليك أن ترفعي من معنوياتك ، وان تتخلّصي من هذا الشعور السلبي !!
هذا من جهة . .
ومن جهة أخرى :
لا تحاولي أن تقيسي نجاحك أو سعادتك بنجاحات من حولك !!
ليس شرطاً أن تكون حياتك الزوجية كحياة صديقتك أو ابنة عمك أو ابنة خالتك . .
عندما تقطعين النظر عن أن تصلي بسعادتك الزوجية إلى ما وصلت إليه فلانة وفلانة .. عندها ستشعرين أنك تعيشين في سعادة - حتى والحال هذه - تفتقدها كثير من الزوجات !!
فإذن .. اصرفي نظرك عن أن تجعلي مقياس سعادتك ومقياس حب زوجك لك هو ما ترينه على صديقاتك أو غيرهم . .
أخيّة . .
تذكّري حقيقة مهمّة :
الحب ليس ( رصيداً ) ماديّاً يزيد بما تزيد به المادّة المحسوسة !!
الحب في أصله منحة الهية وهبة ربانية : " وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألّفت بين قلوبهم " .
ولا يعني عدم الحب أن يكون مكانه الكره !!
لذلك اهتمي بأن تجلبي قلب زوجك إليك بدون إساءة لأحد . .
وثقي تماماً أن الاهتمام يولّد الاهتمام !
ولا تفسّري الحب بأشياء أو بسلوكيات تحكمها ظروف معيّنة !!
أخيّة . .
إن عدم اهتمامك أو كما قلتِ ( عزوفك عن التجديد والتغيير ) . . لن يعود بأثر سلبي على أحد بأكثر مما يعود عليك أنتِ ..
لذلك الأمر في يدك . .
لا تنتظري ثناءً - مع حب كل إنسان للثناء - من زوجك !!
نعم الإنسان هكذا يحب أن يسمع ثناء الآخرين عليه ، وخاصّة الزوجة تحب أن تسمع من زوجها ثناءً ومدحاً وإعجاباً بجمالها وزينتها وأنوثتها واهتمامها . . لكن يا أخيّة لماذا عندما نُحرم من هذا الثناء نقابله بحرمان أنفسنا من أن نستمتع نحن بجمالنا وزينتنا واهتمامنا !!
كل ما عليك أن تستمتعي بما تقومين به .. - على أقل الأحوال - أن تشعري أن في عملك هذا متعة لنفسك بغضّ النظر عن أن يكون فيه متعة لغيرك ..
تجمّلك .. تزيّنك .. حسن خلقك .. طيب الكلام .. ونحو ذلك استمتعي بها حتى ولو واجهت في مقابل ذلك ( الضد ) !!
وطّني نفسك على أنك تفعلين كل هذا لأجل أن تمنحي نفسك فرصة للاستمتاع والشعور بالرضا عن النفس .
مع الصبر والمحاولة وعدم الياس ومع عدم الاستسلام للأفكار والتفسيرات غير الجميلة للأمور . . أعتقد ستجدين أن الأمر يتغيّر إلى الأفضل .
إن هذا الشعور يعطينا ( خطّ دفاعي ) ضد تسرّب الملل أو الشعور بالحسرة والندم على قرار اتخذناه في منعطف خطير من منعطفات حياتنا .
أحسنت .. عندما احترمت أهله وأولاده . .
وتذكّري أن الأطفال كالصفحة البيضاء . . يتأثّرون بالأفعال أكثر من الأقوال .
فالأطفال . . بقدر ما يسمعون فإن ما يسمعونه لا يؤثّر فيهم بقدر ما تؤثر فيهم الأفعال . .
لا تقطعي إحسانك وتلاطفك معهم . . حتى ولو شعرت بأنهم ينفرون منك !!
ربما أنهم يصارعون في دواخلهم شيئا يسمعونه أمام شيئ يرونه عياناً .
طالما وان والدته قريبة منك .. فاقربي منها أكثر بالإحسان والكلمة الطيبة ..
وطبيعي أن تجدين مضايقة من أخواته أو من بعض أهله .. لكن ذلك يذهب ويزول مع الأيام إذا كان معه خلق حسن وتعامل طيب .
أخيّة . .
دائماً لا تغفلي عن كثرة الاستغفار . . وثقي تماما بأن امراً اخترتيه بعد استخارة الله عز وجل ثقي بأنه أمر خير لك .. فإن الله لا يختار لعباده إلاّ ما فيه خيرهم وصلاحهم . . وقد تكون هي أيام تمحيص وابتلاء .. فالصبر الصبر أخيّة .
أسأل الله العظيم أن يشرح بالإيمان صدرك وأن يضع عنك وزرك وان يصلح شأنك وزوجك ويرزقك من حيث لا تحتسبين .