السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل \ مستشاري الكريم
ضميري يؤنبني بين ترغيب وترهيب ارجو ان تأخذو بيدي فأنا بحيره من امري
واخشى من دعوة ليس بينها وبين الله حجاب ...
مشكلتي مع اختي التي اخشى ان تنحدر نحو الهاويه في مراهقتها ...
اكتشفت انها تحادث قريبي عبر الجوال وكانت تحلف بالله كاذبه انها لم تحادثه ابدآ
وعندما رأيت هاتفها ووجدت رقمه وسأتها لم تحلفين كذب قالت لم احلف اكذب فأنا اتصلت عليه ولم يرد ( اي لم يحاثون بعض )
وعندما ذهبت للسجل ورأيت مدة المكالمه حلفت بالله انها لم تحاثه
ولما اخبرتها عن مدة المكالمه لم تتفوه بكلمه ..
وقامت تتظلم وتتشكى وتقول ليس لك امر علي وانتي لستي ولية امري
فأخبرت والدتي بالامر فقامت اختي تتظلم وتقارن بيني وبينها في كل شي
وبعد نقاش طويل وعَدت والدتي بأنها لن تأتي مثل هذا الامر مره اخرى ....
وهذا منذ سنه تقريبآ ....
اما اليوم وبعد صلاة الفجر وانا احاول ان انام دخلت علي الغرفه وفصلت الهاتف الثابت وكانت تضن اني نائمه لم اراها ,
فجلست قليلآ وتذكرت فعلتها العام الماضي فستيقضت ولحقتها فوجدتها تتكلم في هاتفها الجوال فلما رأتني انقلب وجهها احمر وتغير شكلها..
وسألتها لم فصلتي الثابت ؟
قالت لست انا اللتي فصلته ( كذبت ) وعندما قلت بأني رايتها ولم انم .. سكتت ولم ترد علي ..
فقلت ومن تحادثين في الجوال الان قالت : بنت خالي .
ولما طلبت منها الجوال اغلقت المكالمه وعندما اردت ان ااخذ الجوال ارى الرقم اغلقت الجوال بأكمله ..
فأخذته منها بعد مشادات حتى تستيقض والدتي وتتصرف معها .. وذهبت الى فراشي
فأنبني ضميري على ذلك وخفت من ان اظلمها فأرجعت الجوال اليها ..
ثم اخذت هاتفي واتصلت على ابنت خالي فلم ترد علي . وعندما رأت مكالمتي في الغد اتصلت واخبرتي انها كانت نائمه لذا لم ترد على اتصالي .. !!
فسألتها هل حادثتي اختي بعد صلاة الفجر قالت لا, وحلفت بالله العظيم انها كانت نائمه في ذلك الوقت ..!
فأخبرت والدتي بما جرى لتتصرف معها كيفما شائت .. وابرئ ذمتي
فلما جلست والدتي معها وسألتها لم تخبرها من الذي كان معها على الهاتف
ولم تقل شيئآ فقط تتظلم وتتهمنا بأننا ظلمه واننا لم نعطيها حقها بكل شي وبدأت تقارن بيني وبينها في كل شي ....
واذا سألتها عن اي تصرف لاتخبرنا تريد ان نصمت امام تصرفاتها
فوبختها والدتي واخذت الجوال منها ..
والان اخشى ان اكون ظلمتها فهي تدعوا علينا وتتظلم , واخشى من دعوة ليس بينها وبين الله حجاب
فمن ينصف المظلوم ويردع الظالم ....
بالرغم من اننا عاملناها بكل الوسائل . فكم جلست معها وتحاورت معها بهدوء بلفي احد المرات بكيت عندها حتى يرق قلبها ولكن دون فائده , فهي لاتأخذ مني شيئآ بسبب غيرتها فأنا الكبرى ومتدينه ولله الحمد واهلي معي بكل شي لصدقي والتزامي .. اي بعكس تصرفتها تمامآ ...
وارجوكم اخبروني بالحل وهل فعلي صحيح !!؟؟؟؟
وكيف اتعامل مع اختي التي تحلف بالله كذبآ فأنا لم اعد اصدقها في اي شي ..
وجزاكم الله خير الجزااء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يهدي قلب أختك وأن يصلح شأنها ويجعلها قرّة عين لكم ..
أخيّة ..
أشكر لك جميل ظنك . وموفور أدبك .
ثم أخيّة ..
موقفي هنا ليس موقف ( الحكم ) .. ولا ينبغي للمستشار في أي جهة كان أن يكون موقفه موقف ( الحكم ) بين طرفين في استشارة ما !
إنما جهده ينبغي أن يكون في التوجيه والارشاد وتقريب الأمور بين الطرفين .
لذلك لا تنتظري من باقي أسطري أن اقول أن أختك على حق أو أنت على حق !
لكنّي أقول لك أخيّة ..
من أخطائنا في التربية ..
- ابتغاء الريبة في الآخرين .
والنبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الأمير اذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم "
وهذا معناه أن يجتهد المربّي أيّاً كان مقامه أن يقطع طريق الريبة لا أن يفتح لها الباب .. فإن ذلك يفسد من حوله أو من يعول أو من يربّي !
وحقيقة ذكّرني بهذا موقفك من أختك لما رأيتها تدخل وتأخذ ( الهاتف ) فتظاهرتِ بالنوم !
أعتقد كان المنبغي ان لا تعطي نفسك فرصة لتفتحي أولاً على نفسك باباً ثم تفتحي عليها هي باباً بتيسير أمرِ لها إلى خطأ .. من حيث لا تقصدين ذلك .
هذا الموقف لفتني لأنبّه عليه نفسي وكل قارئ وقارئة .. فأحياناً الواحد منّا يرى ابنه أو زوجته أو ترى زوجها يتصرف بسلوك نستطيع في لحظة أن نعدّل من هذا السلوك بطريقة هادئة . لكننا نتغافل لا لقصد التغافل وإنما لقصد اكتشاف المجهول !
وهنا الخطورة !
لأننا سنقع في : أننا نفتح على أنفسنا باباً للشك والريبة !
فإذا تغافلنا فإمّا أن نتغافل دون ( ريبة ) !
أو نقطع الأمر من لحظته ..
أخيّة ..
أختكم .. بحاجة إلى من يتكلم معها ويتحاور معها ..
ويبيّن لها مسؤوليتها تجاه تصرفاتها وسلوكها وأنها هي المسؤولة عن كل سلوك تقوم به مسؤولة أمام الله ثم مسؤولة أمام نفسها وضميرها ثم أمام أهلها ومجتمعها ..
وان عليها أن تدرك هذه المسؤوليّة !
هل ترضى أن تفعل شيئا لا يحبه الله ؟!
هل ترضى على نفسها أن تفعل شيئا ضميرها الحيّ يؤنّبها عليه ؟!
هل ترضى أن تتصرف بسلوك يجرّ سوءً والماً على أهلها .. ماذا صنع بك أهلك حتى تقابليهم بمثل هذا السلوك الذي يؤذيهم ؟!
مهما كان موقف أهلك منك .. هل ترضين أن تقتلي فيهم ثقة لا زالوا يمنحونك إيّاها ؟!
نعم ..
خاطبيها بمثل هذاالكلام الذي يجعلها في مقام المسؤوليّة .. ويحفّز عندها الرقابة الذاتيّة .
ثم يا أخيّة ..
إذا كان هذا القريب الذي تكلمه ، ترضونه ( ديناً وخلقاً ) فماالمانع أن تجعلوها وإيّاها أمام المسؤولية وأمام الأمر الواقع !
لماذا لا يتقدّم لها ويخطبها ويأتي البيت من بابه ؟!
المنع وإقامة السدود .. ليس حلاًّ .. فمن السهل تسلّق الأسوار !
سيما في زمن ( الطفرة الاتصاليّة ) ..
هذاالحل .. يوقفها بواقعيّة أمام واقعية المسؤوليّة .. كما يوقفه هو ( ايضاً ) .
أخيّة ..
حفزوا الرقابة الذاتية في نفسها ..
بمراسلتها برسائل لطيفة ظريفة لكن فيها ما يذكّرها بالله .
كلّمي بعض الصديقات الطيبات أن يحتوينها ..
كلّمي بعض معلّماتها - الحكيمات - إذا كان لها معلّمات أن يحتوينها .. دون أن تبيني لهم تفاصيل .
ليقترب أبواك منها أكثر ..
يجلسا معها ..
يتحادثان ..
امنحاها ثقة بانضباط .
أكثروا لها من الدعاء .
والله المستعان .