السؤالالسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.لدي
أختٌ تكبرني سنًّا، يُضْرَب بها المثَلُ، لا تترك فريضةً، ولا تُفارق
كتابَ الله، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، كالملائكة في البيت!حتى
جاء يوم وصُدِم الجميع فيها؛ إذ علِمنا أنها على علاقة بشخصٍ أصغر منها،
أعطتْه صورَها وتقابَلا، ويحبُّ كلٌّ منهما الآخر، صُدمتْ والدتي، وانهارتْ
عندما علمتْ.تقدَّم
هذا الشابُّ لخطبتِها، لكنه رُفِض؛ لصِغَر سنِّه عنها! فبدأ يستغلها
ويُهَدِّدها بالصور، وأنه سيفضحها أمام الجميع! والحمد لله انتهى الأمرُ
على خيرٍ، وحُلَّت المشكلة!تكمُن المشكلةُ في أختي، التي ما زالتْ تُريده إلى الآن، فهي مُصمِّمة عليه، والأهل يرفضونه، بل مُستحيل قبوله كزوجٍ لها. أفيدوني جزاكم الله خيرًا. الجوابوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:أمورُ القلب دومًا مؤلِمة، خاصة حينما يَفتَح أبوابَه لمن لا يستحقُّ، أو بطريقة غير صحيحة ويكون بها تَجاوُز شرْعي!
أختك تُعاني، فقفي معها، ولا
تتخلَّي عنها، فهي بشَرٌ، والبشَرُ عُرضةٌ للأهواء والفِتَن، لكنها تخشى
الله وتلجأ له، فلا تُعينوا الشيطان عليها بأيِّ طريقةٍ كانتْ!
أتعرفين متى تقع الفتاةُ في
فخِّ الحبِّ الخادع، حينما تفتقِد الحبَّ الصادق فيمن حولها، وتفتقِد
التفهُّم والشُّعور بمشاعرِها وحاجتها، الحبُّ ليس أمرًا تملكه، لكنه أمرٌ
يملِكها، فساعديها على التحرُّر منه، إن كان فعلًا الشخص لا يستحقها.
لتساعديها، أشعريها بشُعوركِ
بها، وساعديها لتُشارِككِ دون أن تلوميها، أو تكوني قاسية عليها أيضًا،
ذكِّريها بخوف الله، وبأنَّ الزواج رزْق، ورزقُ الله لا يأتي بمعصيتِه.
تذكَّري أنَّ الحب يُعمي ويُصِم، وقد لا ترى الحقائق الآن، لكنها حتمًا ستراها - بإذن الله - بعد أن يهدأ قلبُها، فساعديها على ذلك.
كونها حفِظت الله، فسيحفظها
أيضًا - إن شاء الله، لكن ربما الخطأ أنكم اعتبرتموها ملاكًا، ونسيتم
بشريَّتها، وربما الخطأ أن تُرِكَتْ وحدها دون أن تُشاركيها ألَمها بعد ما
حصَل معها.
كوني معها، والجئي لله بصدقٍ أن
يُعينَها، وساعديها لتُقرِّر بطريقةٍ صحيحةٍ، قد لا يكون الشخص سيئ
الخُلُق، لكنهما الاثنين فتَنهما الشيطانُ، وزلَّت قدماهما في طريق الهوى،
لكن على كل حال ما كان يجب أن تُعطيَه صورَها، وكان يجب عليه أن يحافظَ
عليها دون تهديد!
المهم الآن استوعبي الأمر،
واحتويها، ريثما تمر المرحلة الأصعب، والوقت كفيلٌ بعد ذلك بأن يضمِّد لها
جُرْحها، لكن تذكَّروا أن تجرِبةً كهذه، لا ينبغي أن تمرَّ دون أن تتركَ
أثرًا، فاجعلوها أثرًا تربويًّا يُفيدكم كما يُفيد أختكِ.
أسعدها الله وعوَّضها، وبرَّد قلبها، وأعانكم على عوْنِها