بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أكتب رسالتي التي اطرح فيها مشكلتي وكلي رجاء بالله أن ألقى الحل المناسب لديكم
أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنه أدرس بكلية العلوم الطبية التطبيقية أسكن بمدينة جازان
بدأت قصة حبي منذ طفولتي أحببت بنت عمتي (أمها أخت أبي من أب) حيث أن حبيبتي تكبرني بسنتين
وهي تسكن بمدينة جده افترقنا بطفولتنا ومرت السنين تلو الآخرى واستطعت بعد عدة محاولات الحصول على رقم هاتفها من عمتها(التي هي زوجة أخي الكبير)وفي مرحلة دراستي بالمتوسطة أجريت مكالمة معها لأخبرها بمشاعري ولا أخفيكم بأنني قدمت لها الهدايا بالمناسبات وكذلك طلباتها وحتى احتياجاتها المالية ومازالت مستمره بيننا المكالمات,
ولكن يعلم الله بصددقي ومدى حبي لها, لذلك أريد أن أتقدم لخطبتها رغم أنني مازلت على مقاعد الدراسة الجامعية وتفصلني أربع سنوات عن التخرج ولكن أهلي يرفضون ذلك بسبب زواج أخي الكبير من عمتها
حيث أنها حصلت بينهم مشاكل زوجيه كأي زوجين ولكن أهلي أخذوها بمحمل الجد وجعلوها قضيتي عندما أطلب منهم أن أتقدم لخطبتها,ويقولون (ماحنا ناقصين مشاكل من ها العائله وإلا ناسي زواج أخوك ومشاكله)
رغم ايماني بأن أمها(أم حبيبتي التي هي عمتي أخت والدي) تحمل لي كل الحب وتسأل عني دائما وتهتم لأخباري وكذلك تعرف بأنني أحب بنتها
حيث قالت ليا حبيبتي بإحدى المكالمات بأنها خرجوا للتنزه وباحدى المطاعم فتحت أختهم الكبيره الموضوع بأنني أحبها فأجابت عمتى بأنني (يارب اكون من نصيبها)
ولكن أهلي يعيبون بالبنت ويصفوها بالساقطة وبأنها متبرجة وسافرة رغم انني واثق بها,وهذا الحديث اختلقوه
ليكرهوني بالبنت أو من مبدأ الغيره وكل كلامهم عنها كذب.
والأن أنا في حيرة من أمري حيث أنني بدأت بإدخار مبلغ من مكافأتي ومازلت أنتظر اكتماله حتى أتقدم لخطبتها
ووالداي (أبي وأمي) أحيانا معي ومعظم الوقت ضدي فأخواتي دائما يشوهون صورة البنت أمام والداي وبالتالي تغيرت وجهة نظرهم للبنت ولا أنكر بأنني أنا أيضا بدأت بالتأثر من كلامهم ولكن اسأل الله الصبر وان يكشف الحقيقة,
رجاء ساعدوني حيث أنني أود ان اخطبها اليوم قبل الغد ولكن اخاف عليها من سنين الانتظار (فترة الخطوبة)
وكذلك ساعدوني بوسائل الإقناع لوالداي والرد على كلام أخوتي حيث أنني بدأت افكر بالانتقام أو العيش خارج منزلنا,ولا اخفيكم بأنني اصحبت أخاف أن تنخطب لغيري وتصبح من نصيب الغير
وبالختام أحببت التنوية بأن علاقتنا لم تتجاوز مكالمات هاتفية والهدايا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يجمعك بمن تحب ، ويختار لك ما فيه قرّة عينك وصلاح دينك ودنياك . .
أخي الكريم ..
مع أن للحب ( حكم ) قوي على الإنسان . .
إلاّ أن الشاب العاقل الحصيف هو من ينظر للحياة بعين المسؤولية لا بعين ( الورديّة ) و ( المثاليّة ) ويعيش مع خيالات ( الحب ) وانتشاء العاطفة . .
الحياة الزوجيّة تختلف كثيراً ( كثيراً ) عن علاقة الحب . .
وذلك لأن الحياة الزوجية فيها من المسؤوليات والتحدّيات ما يُزاحم عند طرفيها مشاعر الحب ( المندفع ) بينهما مما كان يكون بينهما قبل الزواج . .
لا أخوّفك . .
ولا أشكك في مشاعر أي طرف ..
بقدر ما إن الواقع أن الحياة الزوجيّة حياة مسؤولية وتبعات وتحديات . .
هذه المسؤوليات والتحديات بالطبع سيكون لها انعكسا نفسي وشعوري على الطرفين . .
لذلك أخي . .
لا تبنِ قرار الزواج على مجرد ( اندفاع عاطفي ) على أهميّة مراعاة ( عاطفة الحب بينكما ) . .
لكن ينبغي ضبط هذه المشاعر بحكمة العقل والتعقل . فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " احبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما " .
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أوصاك أن تختار لحياتك ( ذات الدين والأدب والأخلاق ) فقال صلى الله عليه وسلم ك " فاظفر بذات الدّين تربت يداك " وقال : " تزوّجوا الودود الولود " .
وذلك لأن قرار الزواج والاختيار هو قرار في منعطف خطير من منعطفات الحياة سواء في حياة الشاب أو حياة الفتاة . .
ودخول الحياة الجديدة بدون مشكلات أو بمشكلات أقل أفضل من دخولها وأنت تحمل معك مشكلات إضافية للحياة الزوجيّة . .
أخي . .
نصيحتي لك :
1 - أن تتوقف عن مراسلة هذه الفتاة بالهدايا أو بالرسائل أو بالمكالمات وتحاول التخلّص من رقمها .
لأن التواصل معها في هذا الظرف لا يزيدك إلاّ ألماً وهمّاً ، وفي نفس الوقت هذاالتواصل لا يمنحك فرصة أن تتخذ قرارك في حالة هدوء عاطفي نفسي .
لذلك اقطع التواصل معها . .
2 - انتبه لدراستك . .
فإن قيمة الانسان على قدر ( تعلّمه ) وعمله بعلمه ونفعه لأمته . . ولو ضاعت على الإنسان بعض أمنياته ، فإن من الغبن أن يضيّع على نفسه كل شيء مما هو في يده . .
3 - تكلم بكل صراحة مع والديك بأن لك رغبة في الارتباط بهذه الفتاة ، وذكرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لم يُر للمتحابين مثل النكاح " .. وحاول أن توسّط بعض الأقارب ممن لهم تاثير على والديك ، أو إمام مسجد الحي ونحو ذلك .
الأهم أن لا تتخذ هذه الخطوة إلاّ غذا كنت ( ترضى عن دين الفتاة وأدبها وخلقها ) .
4 - دائما استحضر واستشعر في حسّك وشعورك وقلبك قول الله ك ط وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرُ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " .
فاجعل في نفسك مجالاً للرضا عن ربك ، وامتلئ بهذا الرضا . . فكم من إنسان تمنى أشياء فلما حققها الله له كان حتفه فيها . .
لذلك اجعل في قلبك مكاناً للرضا عن ربك وعن ما يختاره الله لك .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛