السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي عدم تأقلمي علي النوم ليلا, وأرتاح أكثر في النوم بالنهار, وقد حاولت كثيرا تغيير عادتي, وكل المحاولات تبوء بالفشل، وهي محاولات كانت على فترات طويلة جدا, وبطرق مختلفة منها.
إما بالتدريج عن طريق تأخير ساعة في موعد النوم, وتقديم موعد الاستيقاظ إلى أن أصل للنوم ليلا, والاستيقاظ المبكر, ولكني أجد نفسي مستيقظة ليلا ولا أستطيع النوم، فيضيع مجهودي.
وإما بطريقة أخرى وهي أن أقوم بالاستيقاظ يومين متواصلين، ولكن أيضا أجدني مستيقظة ليلا، حتى لو كنت مرهقة، وحاولت أياما متتالية ألا أنام في النهار أبدا، وأن أنام ليلا؛ فأصبحت أنام بصعوبة ليلا، وأبقى مستيقظة على السرير قرابة الساعة والنصف، وطوال نومي أستقيظ وأنام، ثم أكون طول النهار مرهقة جدا ومتعبة.
ومشكلة أخرى وهي: أني عندما أستيقظ في فترة الصباح أصاب بحالة من الكآبة والكدر, وقلة الكفاءة, خصوصا وقت الضحى, والأمر صعب، ولا أريد أن أستمر عليه؛ لأني حامل, وأخشى أن أصيب جنيني بالأذي؛ لأنه يفوتني الكثير من المصالح التي تقضى في وقت النهار, ولأني أستيقظ في وقت قبل صلاة العصر, وأشعر أن اليوم انتهى ولا بركة فيه.
أعتذر على الإطالة، لكن أرجو أن تدلوني على حل بعيد عن الأدوية.
وجزاكم الله رفقة نبيه في الجنة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حسنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة للشبكة الإسلامية.
للنوم علاقة وثيقة بعدد من الأمور الفيسيولوجية والنفسية وغيرها، ومن الأمور الفيسيولوجية الهرمونات ووظائف الدماغ، وبحيث يقال إن هناك دورة فيسيولوجية للنوم تجعل الإنسان ينام في وقت ويستيقظ في أوقات أخرى، وهو ما نسميه "سركيديان رثم" أو الإيقاع الذي له علاقة ببعض كيميائيات الدماغ والغدد الصم.
ويبدو أنك حاولت عددا من الطرق والتي تفيد عادة الكثير من الناس، ولكن لسبب ما لم تنجح معك هذه الطرق.
وطالما أنك حاولت معظم هذه الطرق، وخلال زمن طويل وكما يبدو؛ فأنصحك بمراجعة طبيب الغدد، الذي يمكن أن يطلب بعض الاختبارات في عيار الهرمونات.
والأمر الآخر أن إيقاع السركيديان هذا الذي ذكرته أعلى له علاقة ببعض الحالات النفسية كالاكتئاب، وخاصة أنك أشرت في سؤالك إلى شيء من الاكتئاب، وخاصة أنك لا تشعرين بهذا الاكتئاب في فترة الصباح، بينما تتيقظين عادة في فترة المساء، فهذه الدورة الصباحية المسائية لها علاقة معروفة أيضا بالاكتئاب.
ومن المعروف أيضا أن اضطرابات النوم قد تخفي ورائها بعض الحالات النفسية أو العضوية، ولذلك أريد منك أن تراجعي أخصائي غدد، وهو يمكن أن ينصح إن كان هناك حاجة لمراجعة العيادة النفسية.
ومعك كل الحق في محاولة السعي لضبط النوم، من أجل حياتك أصلا، وثانيا من أجل جنينك وطفل المستقبل فهو (أو هي) سيتطلب الكثير من الرعاية الصباحية، والمسائية.
أعانك الله، ويسّر لك الأمر، وإن شاء الله ولادة مريحة، وأقرّ الله عيونكم بالمولود (ة) الجديد (ة).