السؤال
السلام عليكم
في البداية أريد أن أحييكم على هذا الموقع المتميز.
عندي أكثر من مشكلة, وأرجو منكم أن ترشدوني لحل؛ لأن أملي وثقتي بكم كبيرة.
1- عندي مشكلة وهي أني حساس جدا من أي كلمة, حتى ولو كان المقابل لم يقصد, تصيبني العصبية, وأنزعج من هذا الشخص, حتى ولو لسبب تافه, ولا أعرف كيف أتأقلم مع هذه الحالة المعقدة, فماذا أفعل؟
2- أما مشكلتي التي أتعبتني كثيرا، وهي: أني عندما أتحدث إلى شخص ما؛ يصيبني تلكؤ أو خربطة في الكلام, أي عدم التجميع الصحيح في الكلام, ولا أعرف لماذا أجد صعوبة عند تجميع الكلام, أتعبتني كثيرا هذه الحالة, حتى عندما أتكلم أُصاب في بعض الأوقات بخربطة في النطق, مثلا ألفظ السين شينا.
فأتمنى أن أعرف السبب لهذه الخربطة في الكلام, وأتمنى منكم أن ترشدوني لعلاج, سواء كان تمارين أو غيرها.
ملاحظة: إذا ما كتبتم لي وصفة فلن أستطيع تحصيلها؛ لأنه -على حسب علمي- لا يعطون أي وصفة إلا بموافقة الطبيب المختص بمثل هذه الحالات.
وأريد منكم أن ترشدوني إلى حل لهذه المشكلة التي أتعبتني كثيرا.
3- أما سؤالي الثالث: فأريد أن أعرف كيف بإمكان الشخص أن يغير من شخصيته ويجعلها موزونة وقوية؟
آسف على الإطالة, فأنا أعتمد على الله ثم عليكم في حل هذا الموضوع الذي يزعجني جدا.
أرجو منكم الإجابة بأسرع وقت ممكن.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن مشكلة الحساسية الشخصية وسرعة الاستثارة والانفعال والغضب تعالج من خلال: أولاً أن يعترف الإنسان بأنه يعاني من مشكلة، وأنه هو الذي يستطيع أن يغيّر نفسه ولا أحد يستطيع أن يغيّره.
ثانيًا: حسن التعبير عن الذات أول بأولا وتجنب الكتمان.
ثالثًا: حسن إدارة الوقت، والقيام بالفعل الصحيح في الوقت المناسب والصحيح.
رابعًا: الرفقة الطيبة الحسنة، حيث إن الإنسان يحتاج للنماذج الحياتية الجيدة والمثالية التي يقتدي بها.
خامسًا: تطبيق تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة -وغيرها كثير- تحت رقم: (2136015) أرجو أن تتبعها وتطبقها بجدية، فهي إن شاء الله مفيدة جدًّا.
سادسًا: أخذ قسط كافٍ من الراحة، وممارسة الرياضة بصورة منتظمة.
سابعًا: الانخراط في أنشطة اجتماعية وثقافية.
ثامنًا: مشاركة الناس في مناسباتهم وتلبية الدعوات، والحرص على صلاة الجماعة.
تاسعًا: أن تضع نفسك في مكان الشخص المُخَاطب إذا كنت منفعلاً في وجهه، ويمكنك أن تقوم بتمثيل لهذه المواقف، وتجعل نفسك أنت الشخص المنفعل، وتتصور إنسانا آخر كيف انعكس عليه هذا الأمر -أي الانفعالات السلبية الصادرة منك- وكيفية التعامل معها، ثم بعد ذلك اعكس الأدوار، أي اجعل نفسك أنت الشخص الذي يتلقى الانفعالات من جانب الطرف الآخر.
هذه تمارين بسيطة لكنها مفيدة وجادة، فأرجو أن تتبع هذه الخطوات، وبمرور الوقت -إن شاء الله تعالى- تحس أن هنالك نوعًا من التغير الإيجابي بدأ يحدث.
سؤالك الثاني: كيف يغير الإنسان من شخصيته ويجعلها موزونة وقوية؟
أهم شيء هو أن يُدرك الإنسان أبعاد شخصيته، ما هي إيجابياته, ما هي سلبياته, ما هي سماته, ويجب أن يكون دقيقًا وموضوعيًا ومنصفًا في تقييم نفسه، لا تهوين ولا تهويل. هذا أولاً.
ثانيًا: ينتقل الإنسان لمرحلة تسمى بقبول الذات، يعني أن تقبل نفسك كما هي بإيجابياتها وسلبياتها، لأن ذلك سوف يقودك إلى تجسيد وتطوير الإيجابيات وتقليص السلبيات.
والمرحلة الأخيرة هي أن يسعى الإنسان دائمًا إلى تطوير ذاته، وهذا يتأتى من خلال المعرفة واكتسابها، والرفقة الطيبة الصالحة والاقتداء بالصالحين والناجحين والمثاليين من الناس.
النقطة الأخيرة: هي أن يكون هنالك هدف يرمي الإنسان له، والوصول إلى الهدف يتطلب آليات، والآليات تتطلب جدية وإمكانيات أساسية، وهذا يتأتى من خلال الإصرار وحسن إدارة الوقت.
إذن هذه هي الطرق التي يمكن للإنسان أن -لا أقول تغير شخصيته- ولكن يتواءم بصورة أفضل مع ذاته، ليصل مرحلة قبوله للناس ويقبلونه كذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.