السؤال
لديّ بعض المشاعر التي تدل على الخوف، رغم أنني أشعر بالثقة في نفسي في أغلب الأوقات والمواقف، إلا أنني عند المواقف التي تتطلب مني الوقوف أمام مجموعة أشخاص والتكلم عن موضوع معين، أو إلقاء مقال على مجموعة من الناس، يراودني الشعور بالخجل قليلًا حينًا، وكثيرًا حينًا آخر، بالرغم من علمي أن الموقف لا يستدعي كل ذلك، وهذا الشعور القاتل - الذي لا أود أن يصبح سمة في شخصيتي - أودّ التغلب عليه, ولا أعلم كيف؟ وأنا أرى في نفسي الكثير لأقدمه، وأرى فيّ ما يجب أن أريه للآخرين، ولكن ذلك الشعور يمنعني، فأتمنى أن أجد الحل عندكم, وسأكون شاكرة لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وعد خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
شكرًا لك على الكتابة إلينا.
إن سؤالك هذا ذكرني بالسنوات الماضية, عندما بدأت ألقي كلمات وخطبًا ودورات تدريبية على جمهرة من الناس، فكل ما ذكرت في رسالتك هي أمور طبيعية، فبعض القلق والارتباك أمر عادي، وخاصة في هذه المرحلة العمرية التي أنت فيها، ونسمي عادة هذا القلق: "قلق الأداء", أي أن الإنسان يشعر ببعض القلق والارتباك؛ لأن عليه أن يقوم بأداء مهمة ما أمام الآخرين، وخاصة إلقاء كلمة أمام الناس، ولولا بعض هذا القلق – ربما - لما أقدم الشخص على التحضير والاستعداد الجيدين.
وستلاحظين أن هذا القلق والارتباك يخفّ مع الوقت ومع الخبرة, واطمئني: فإن الكثير من القلق الذي تشعرين به - وأنت على وشك تقديم عرض ما أمام الآخرين - لا يبدو ظاهرًا للآخرين أو المراقبين.
والأمر الآخر أن بعض الارتباك أو القلق الخفيف - والذي يراه الناس - له أثر إيجابي وليس سلبيًا عند المشاهدين؛ لأن هذا يشير إلى أنك إنسانة "طبيعية" وأن تقديمك أو عرضك للموضوع كان بطريقة عفوية وطبيعية، فالناس عادة يتعاطفون أقل مع الشخص الواثق جدًّا من نفسه، حيث يبدو وكأنه شخص حديدي أو آلي.
فاستمري على ما أنت عليه، وخاصة أن الله منحك بعض الصفات والإمكانات، فقدميها, ولا تحرمي الناس منها، والله موفقك ومُيسّر على يديك الخير.