السؤاللديَّ مشكلة كبيرة في النوم،
فأنا لا أنام نومًا كافيًا على مدار اليوم، فمثلًا لم أنمْ منذ مدة طويلة
أكثر من أربع ساعات في الليل؛ يعني أنام الساعة 10 مثلًا وأستيقظ الساعة 12
أو 1! أيضًا
في الصباح لا أنام أكثر من 6 ساعات، وهي غير كافية، وهذا كله يسبِّب لي
إزعاجًا، وعدم قدرة على ممارسة يومي بشكل صحيح، رغم أني لا أشرب أيًّا مِن
المشروبات التي تبعث على النشاط، وكنتُ أشك في الشاي؛ لأني كنت أشربه
كثيرًا، ولكن منذ أسبوعين تقريبًا وأنا لا أتناوله تمامًا، ومع هذا
فالمشكلة ما زالتْ موجودة. أيضًا
مشكلةٌ أخرى تؤرقني، فأنا أحيانًا أجلس فوق السرير من 3 إلى 4 ساعات ولا
أنام، رغم أن لديَّ بواعث على النوم، وهذه أيضًا مشكلة كبيرة، أنا لا أدري
إذا كانت الحبوب المنوِّمة هي الحل أو لا؟ وإذا كانت حلًّا، فأتمنَّى أن
تصِفوا لي الحبوب المناسبة للمشكلة. الجوابالأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحبًا بك ، وأهلًا وسهلًا قلة النوم من الأعراض الشائعة التي يُصاب بها الكثير من الناس،
وهي في الواقع تنقسم قسمين:القسم الأول:قلة نوم أَوَّلي، والمقصود به
صعوبة في النوم بدون سببٍ واضحٍ، وهنا يجب أن نتأكد من اتباع الشخص لعادات
النوم، وهي مجموعةٌ من العادات الصحيَّة التي يجب أن نلتزمَ بها حتى نحصلَ
على نوم جيدٍ، ومن هذه العادات - كما ذكرتَ في رسالتك - (البعد عن
المنبِّهات قبل النوم، وممارسة الرياضة، عدم وضع التلفاز داخل غرفة النوم،
وعدم استخدام غرفة النوم إلا للنوم، عدم الذهاب إلى النوم إلا عند الشعور
بالنعاس، القيام بأعمال هادئة قبل النوم؛ مثل: القراءة في كتاب غير مثير
قبل النوم، والالتزام بتنظيم النوم في ساعات معينة، وتناول بعض المشروبات
المهدِّئة التي تبعث على النوم مثل الحليب وغيره).
الخطوة الثانية:عند استمرار تلك الأعراض لقلة
النوم، رغم الالتزام بتلك العادات لوقتٍ كافٍ؛ يجب اللجوء إلى طبيبٍ
متخصِّص؛ للتأكد من الخلو من النوع الثاني من قلة النوم.
القسم الثاني:هو الأَرَق لوجودِ سبب محدَّد،
والأسباب عديدة؛ ومنها على سبيل المثال: بعض الاضطرابات النفسية مثل
الاكتئاب أو القلق وغيرها، أو قد يكون بسبب أمراض جسدية؛ مثل: اضطراب في
التنفُّس يؤدِّي إلى انقطاع متكرِّر للتنفس، وهي تحدث عند الأشخاص الذين
يُعانون من وزنٍ زائدٍ، وكذلك تعاطي بعض الأدوية التي تُذهِب النوم، أو
وجود اضطرابات الغُدَّة الدَّرقية، أو وجود ارتجاع في المرِّيء يظهر على
شكل حموضة.
في كلِّ هذه الحالات، يجب أن يقوم الطبيب بعملِ فحصٍ؛ للتأكُّد من خلوِّك من هذه الأمراض ومعالجتها إن وُجِدَتْ.
ويمكنك في هذه الحالة زيارة
طبيب متخصص في النوم، وهو موجود بالمستشفيات الكبرى، أو طبيب نفسي؛ للتأكد
من خلوك من الأمراض الماضية، وهو الأقدر على كتابة أدوية النوم، فلا أستطيع
إعطاءك وصفةً لدواء معيَّن إلا بعد التأكد من خلوك من الأمراض المسبِّبة
لقلة النوم.
ختامًا: هناك
ما نسمِّيه (بقلة النوم المتعلم)، ونقصد به أن الشخص عند اقتراب موعد
النوم يبدأ بالقلق بأنه لن ينام هذه الليلة، وتكثر الأفكار السلبية في
ذهنه، ويحاول النوم بصعوبة، فيفشل؛ فيزداد قلقه، ومِن ثم يذهب النوم أكثر
وهكذا.
لقد لاحظ العلماء أن هؤلاء ينامون إذا تخلوا عن هذا القلق والتفكير في النوم، وانشغلوا بأعمال مختلفة.
أتمنى لك التوفيق، وأهلًا وسهلًا