السؤال
بسم الله.
مشكلتي صعبة جدا, فقد فقدت ثقتي بنفسي لدرجة أني لا أناقش في أي موضوع, وأخاف من عدم ثقتي بنفسي.
هذه المشكلة لها 3 سنين, وسببها موت خطيبي -الله يغفر له- صدمتي أثرت علي فصرت أنسى أدق التفاصيل في حياتي.
وأنا من قبل لم أكن أشكو أبدا من أي مرض, ولكن بعد وفاته بفترة جاءتني هذه الحالة, وتأكدت أن الموت كان سببها.
في أي موقف مخجل, أو عند العصبية, أو عند أي انفعال؛ تأتيني رجفة غير طبيعية في جسمي, وأسناني تطقطق, وكل هذا بعد الصدمة.
أرجو إفادتي فأنا في حال لا يعلمه إلا الله، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا.
من الواضح أنك تعانين من حالة صدمة نفسية لحادث وفاة خطيبك، ولا شك أنه كان حادثا صادما لك، ومما أدى إلى صعوبة في التكيّف مع هذا الأمر الذي حدث، وخاصة أنك في هذا العمر اليافع.
أرجو أن تنتبهي أن ما تشعرين به إنما هو ردة فعل طبيعية لحدث غير طبيعي، وليس العكس، فليس من الأمور المعتادة أن يموت شاب في هذه المرحلة من العمر، والأعمار بيد الله، وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله.
وليس هذا بالغريب، حيث يمكن لأي إنسان أن يصاب بما أصبت به في مثل هذا الموقف، وقد يشير هذا للحساسية الموجودة عندك.
وربما التشخيص الأنسب لهذه الحالة أنها حالة من القلق، كنتيجة لصعوبة التكيّف مع هذا الفقدان بالوفاة، وأنت في مرحلة الخطوبة.
حاولي أن تصرفي انتباهك عما حدث عن طريق القيام ببعض الأنشطة المختلفة كالقيام ببعض الأعمال المتعلقة بدراستك الجامعية، أو الهوايات كالرياضة وغيرها، ولذلك ستشعرين من خلال الزمن بأنك أكثر راحة واسترخاء.
وكنت أتمنى لو علمنا منذ متى تم حادث وفاة الخطيب؛ لأن بعض هذه الأعراض في الستة أشهر الأولى تعتبر أمرا طبيعيا, وستشعرين من خلال الوقت بتحسن الحالة، ولكن إن طالت المعاناة أكثر فقد يفيدك أن تراجعي أخصائية نفسية ممن يمكن أن تساعدك على تجاوز ما حدث، ولا شك أن عندك مشاعر كثيرة في هذا الأمر.
وبتقديري قد لا تحتاجين لأي استشارة، والزمن خير معين، كما يقولون.
وفقك الله، وخفف عنك ما أنت فيه.