السؤال
الدكتور الفاضل: تحية طيبة لشخصكم, وبعد:
منذ 5 سنوات تناولت أدوية مضادة للاكتئاب مودابكس, وبوسبار للقلق لمدة شهرين، بجرعة بسيطة -حسب وصف الطبيب- وكنت أعاني من النحافة, فأعطاني الطبيب فيتامينات ومهضما, ومسحوق لبن يضاف إلى اللبن العادي, وتناولت اللحوم والأطعمة, فزاد وزني من 65 كجم إلى 73, ثم إلى 85, ثم إلى 95 كجم, علما أن طولي 185 سم, وشعرت بعدها بتعب وزكام, فتوجهت للطبيب المختص فطلب مني تحاليل منها: أنزيمات الكبد فكانت (Sgpt= (106) u/l), وطلب مني تحاليل فيروسات (B , C) فكانت سلبية, وطلب مني تحليل مناعة فكانت سلبية, وطلب مني عمل تحاليل الكوليسترول والدهون الثلاثية فكانت في الحدود الطبيعية, وعملت أشعة تلفزيونية فقال لي: هناك دهون على الكبد, وأعطاني دواء اسمه (فاتاشي) و (دي دي بي) تناولته لمدة شهر ونصف, فنزلت الأنزيمات إلى الحد الطبيعي, ولكن عند تناول أي دواء أو الأكل بصورة عادية تعود الأنزيمات للارتفاع مرة أخرى, فأعود للدواء مرة أخرى, وأمتنع عن تناول اللحوم, والسمن تماما, فتعود الأنزيمات إلى طبيعتها, وعند إيقاف العلاج أو الأكل بشكل عادي تعود للارتفاع.
بماذا تنصحني? وهل أتناول العلاج للأبد وأظل آكل المسلوق? وهل حالتي دهون على الكبد أم التهاب مصاحب بالدهون? علما أن الأنزيمات وصلت في بعض الأحيان إلى (230) u/l, وهل أدوية الاكتئاب هي السبب؟ علما بأن عمري الآن 29 سنة، وهل من الممكن أن تتطور حالتي بشكل خاص إلى تليف?
أرجو الإجابة عن كل أسئلتي لكي اطمئن, وعدم إغفال أي سؤال منها, وشكرا لسيادتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهم شيء عند وجود ارتفاع في أنزيمات الكبد هو التأكد من عدم وجود فيروسات الكبد بي وسي, وكذلك التأكد من عدم تناول الأدوية التي يمكن أن ترفع أنزيمات الكبد؛ لأن أكثر سبب لارتفاع أنزيمات الكبد هو الأدوية والكبد الدهني -أي زيادة دهون الكبد- وهو شائع جدا عند من يعاني من السكري, أو زيادة في الوزن, أو زيادة دهون الدم, أو سوء التغذية, أو تناول الكحول في الغرب.
واضح من رسالتك أن صورة السونار أظهرت أن هناك زيادة في دهون الكبد, وأن الأنزيمات نزلت مع الحمية الغذائية, وتعود عندما تتوقف عن الحمية الغذائية والأدوية.
بالنسبة لعلاج زيادة الدهون فهو تنزيل الوزن, والمشي, وتناول الفيتامينات مثل فيتامين سي وA, وE, ولابد أن هذه الأدوية التي تتناولها تحتوي على الفيتامينات, أو عناصر أخرى تقوم بعمل مضاد للأكسدة.
لذا عليك بالمحافظة على وزنك في الحدود الطبيعية, والاستمرار بالمشي, ولا بأس بتناول هذه الأدوية بين الفترة والأخرى, وأما الأدوية فهناك الكثير من الأدوية التي ترفع أنزيمات الكبد, ومنها: أدوية الاكتئاب, إلا أنه يجب أن تتذكر أن هناك زيادة في الدهون في السونار, وهذا يؤكد أن المشكلة الرئيسية هي زيادة الدهون في الكبد, وقد ترفع الأدوية أيضا أنزيمات الكبد, بالإضافة إلى الدهون في الكبد, فيكون هناك أكثر من عامل لارتفاع أنزيمات الكبد.
في معظم الحالات لا تسبب زيادة الدهون أي مشكلة إلا أنه في نسبة صغيرة -خاصة ممن يتناولون الكحول- قد يتطور إلى تليف في الكبد, لذا لا بد من المتابعة مع الطبيب بشكل مستمر, وقد تحتاج لصورة للكبد كل سنتين مع مراقبة أنزيمات الكبد.
نسأل الله لك الشفاء العاجل.