السؤال
ابنتي عمرها سنتان, كانت تعاني من الحرارة, وكنت أريد إدخال تحميلة لإنزالها, ولكنها دخلت بطريق الخطأ في المجرى التناسلي, بعد قليل فتحت الحفاضة لأتأكد من دخولها؛ فوجدت آثار دم, ذهبنا إلى الطبيب, فأكد أنها دخلت هناك.
سؤالي: هل يعاود النمو بسبب عمرها الصغير؟ وهل ستسبب التحميلة لها أي مشاكل؟ وهل بما أنها ما زالت بالحفاض هل سيؤثر البول والبراز ويسبب لها التهابات تناسلية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يسرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أتفهم خوفك وقلقك يا عزيزتي, ولكنني أستبعد بشدة أن يكون قد حدث تأذي لغشاء البكارة عند صغيرتك, وذلك لأن حجم التحميلة يعتبر صغيرا نسبة إلى فتحة غشاء البكارة, كما أن التحميلة, وإن بدت صلبة إلا أنها مصنوعة من مادة دهنية طرية, تبدأ بالذوبان فور ملامسة حرارة الجسم, وإن حدث ولامست غشاء البكارة خطأ, فلن تؤدي إلى تمزقه, لأنها ستنزلق بسهولة لداخل المهبل, ولك أن تتخيلي بأن هذه التحميلة تنزلق بسهولة في معصرة الشرج, وهي معصرة مغلقة, بدون أن تؤدي إلى أي أذية أو نزف في الشرج, فكيف ستؤذي منطقة الفرج وهي تحتوي على فتحة.
قد يكون الدم صدر من خدش بسيط في جلد الفرج, ولم تستطيعي رؤيته في حينها, أو حتى قد يكون بسبب تخريش التحميلة لجدران المهبل, لأن جدران المهبل تكون رقيقة وحساسة جدا في الفتاة الصغيرة, وبسبب خوفك الشديد ظننت بأن غشاء البكارة قد تأذى.
في أسوأ الاحتمالات لو افترضا بأنه قد حدثت أذية في غشاء البكارة -لا قدر الله- (ورغم أن هذا احتمال ضعيف جدا برأي) فستكون الأذية عبارة عن أذية بسيطة جدا, مثل حدوث خدش, أو جرح, بسيط في أحد أطراف الغشاء فقط, وفي مثل هذه الحالات فإن الخدش أو الجرح سيلتئم بسرعة إن شاء الله, وفي خلال مدة لا تتجاوز 7أيام؛ لأن حواف الجرح ستبقى متقاربة.
أرى أن تتجاهلي الأمر كليا, وألا تستمري بلفت انتباه طفلتك إلى ما حدث, وعدم إظهار قلقك أو تكرار الكشف على المنطقة التناسلية عندها؛ لأن طفلتك لا تدرك تماما ما يحدث لها, وقد تعتاد فيما بعد على فعل ما تراك تفعلينه لها, أو قد تقوم فيما بعد بالعبث في المنطقة التناسلية, إما بسبب الخوف, أو بسبب الفضول, أو حتى بسبب التقليد لك أو للطبيب.
التحميلة كمادة دوائية لن تؤثر على جهازها التناسلي أبدا, ولن تسبب لها أي مشكلة مستقبلا, فاطمئني من هذه الناحية.
بالنسبة لسؤالك الثاني فأقول لك: لا مشكلة من ملامسة البول للمنطقة التناسلية عند الأنثى؛ لأن البول يعتبر معقما, أي لا يحتوي على ميكروبات في الحالة الطبيعية, لذلك فهو ليس مصدرا أو سببا للالتهابات التناسلية, لكن بالنسبة للبراز فالأمر يختلف, لأنه يحتوي على العديد من الميكروبات, ويجب تغير الحفاضة بسرعة وعدم ترك البراز يلامس المنطقة التناسلية لفترة طويلة.
إن جلد الفرج والأشفار وكذلك غشاء البكارة؛ كلها تلعب دورا كبيرا في حماية الطفلة من انتقال الميكروبات من البراز إلى الجهاز التناسلي, فإن تم تغيير الحفاضات باستمرار والتنظيف من الأمام باتجاه الخلف فلا داعي للخوف إن شاء الله.
نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك وعلى طفلتك ثوب الصحة والعافية دائما.