بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لديّ بنية صغيرة جميلة عمرها 5 سنوات ..
قالت لي وبكل براءة وحماس ..
خالتي أبي أحفظ سورة البقرة كاملة ..
فرحت بطلبها وقرأت لها السورة من رقم واحد لحد 5 فقط ..
وسمعتها سورة البقرة عبر حاسوبي المحمول بصوت الشيخ ماهر المعيقلي حفظه الله ..
أنشرح صدرها وفرحت من قلب لسماعها ..
بعدها بيوم رجعت صغيرتي إلى بيت والديها الكرام ..
( والتي أعتبرها بمثابة بنتي لكوني ربيتها منذ شهورها الأولى وحتى عامها الأول
لكن في الحقيقة هي بنت شقيقتي الصغرى) ..
الخبر المفاجأ بحق ..
عندما حنت الطفلة على أبيها وهي تقول له ..
يا بابا أبي أروح مع خالتي علشان أحفظ سورة البقرة كاملة ..
عندها أتصلت بي شقيقتي على الفور وهي تطلب مني أن أحفظ بنتها سورة البقرة ..
فأجبتها قائله لها : أنتِ أولى بتحفيظها لكونك والدتها وكذلك فهي معك يومياً..
أما أنا بعيدة عنكم ..لكن حبيبتي الصغيرة أصرت أن أقوم أنا بتحفيظها ..
حفظها ربي من كل سوء وشر ياارب العالمين ..
وسؤالي الآن هو ؟؟
كيف لي أن أحفظ القرآن الكريم لـ بنية في مثل هذا العمر الجميل ..
وما الوسائل والأساليب المتبعة لتحفيظها ..
وهل يتطلب مني أن أسمعها السورة بصوت قارئ معين ؟؟
فلم يسبق لي أن أحفظ القرآن الكريم لأطفال صغار !!..
وما هو الطلوب من والديها الكرام حتى ينجحا في تحفيظ هذه الطفلة الصغيرة ..
علماً أن حبيبتي الصغيرة ذكية ما شاء الله عليها وتريد حفظ السورة كاملة
بإرادة وعزيمة من قلبها الطاهر النقي ..
يعجبني حماسها وإرادتها المميزة
( ماشاء الله عليها تبارك الرحمن .. أسال الله أن يبارك فيها ياارب )
دعواتك لصغيرتي بأن يتمم الله لها حفظها ويحقق آمالها يارب ..
ولك مني أطيب الدعوات بظهر الغيب ،،
زهرة الإيمان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يجعل هذه ( الزهرة ) قرّة عين لوالديها وذخراً لدينها وأمّتها . .
أختي الكريمة . .
هناك عبارة نسمعها ، ونقرؤها ونلمسها ونلاحظها .. تقول هذه العبارة ( الحفظ في الصّغر كالنقش على الحجر ) .. مما يعني أن الطفل من عمر ( 3 - 7 ) سنوات تعتبر هذه المرحلة مرحلة نشطة عند الطفل للحفظ .
لذلك الموفّق من وفّقه الله أن يعتني بأطفاله في مثل هذه المرحلة العمريّة بطريقة حكيمة من غير تنفير أو إملال ...
والطفل يمكن أن يحفظ القرآن وهو في عمر ( 5 ) سنوات كما هي قصة الطفل ( تبارك اللبودي ) ..
https://www.youtube.com/watch?v=ApGIn8gS8qgوأعرف ( معرفة شخصيّة ) ابنة الجيران ختمت القرآن وعمرها لم يتجاوز ( 6 ) سنوات ..
مما يعني أن هناك إمكانية أن يحفظ الطفل القرآن الكريم وهو في مثل هذا العمر سيما الأطفال الذين تكون عندهم قابليّة ودافع ذاتي للحفظ .. كما هو الشأن في ( زهرتك الصغيرة )
نعم .. صحيح أن حفظ القرآن في هذا العمر .. لا اقول خارقاً للعادة .. لكنه من الأمور الغريبة التي لا يمكن قياس الآخرين بها أو أن تكون نموذجاً ..
لكن ذلك يعطينا مدلولاً هاماً وهو أن هذه المرحلة العمرية للطفل مرحلة مهمةّ في غرس القيم وتكوين مخزونه ( المعرفي ) ...
أخيّة ..
أفضل طريقة لتعليم الصّغار وتحفيظهم القرآن في هذا العمر :
1 - طريقة الحفظ التسلسلي :
الطريقة التي تعتمد على حفظ الآية الأولى من السورة بطريقة التكرار ... وأن لا تنتقل للآية الثانية حتى تتقن الأولى .. فإذااتقنت الأولى .. تحفظ الآية الثانية بـ ( التكرار ) ايضاً ..
فإذا حفظت الثانية .. تعيد وتقرأ الأولى مع الثانية وتربط بينهما ايضا بـ ( التكرار ) .
الأهم في هذه الطريقة هو ( التكرار ) .. ومن الوسائل النافعة في ذلك :
تكوين مكتبة صغيرة للطفل في غرفته تحوي :
- مسجل ثابت .
- أشرطة قرآن بطريقة ( القرآن المعلّم ) الذي يعتمد على طريقة التكرار .
- جميل جداً أن تُسجّل الطفلة وهي تقرأ ثم تسمع قراءتها بتكرار وتكرر ذلك مع نفسها .
وفي نفس الوقت تسمع تعديل معلمتها لها في القراءة ..
- هناك دورات للأطفال في هذا العمر لتعليم ( القاعدة النورانيّة ) والقاعدة النورانيّة عبارة عن منهج معيّ، لتعليم الطفل الحروف وطريقة تركيب الكلمة وقراءتها ... حاولي أن تُلحقي هذه الطفلة بهذه الدورة ... فإن تعلّ/ها الحروف وفك الكلمة وتركيبها يعني قضاء نصف المشوار .
طبعاً المسألة تحتاج ووقت وجهد وتحفيز وتشجيع ومن قبل ذلك استعانة صادقة بالله جل في علاه ..
تستطيعين متابعتها عن طريق الهاتف ... والزيارة .. والتسجيل ..
الأهم أن لا تُكثري عليها أو تنتقلي من آية لأخرى حتى تتقن الاية حفظاً وصحّة في النّطق بطريقة صحيحة .
اسأل الله العظيم ان يوفقك ويقرّ عينك بهذه الطفلة .. وأن يقر بها عين والديها ..