السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أعاني من مشكلة كثرة الغازات، وهي ناتجة عندي بسبب القولون العصبي، وقد ذهبت مرارا للأطباء، ولم تجد شيئا، بل أحيانا تتفاقم المشكلة، وهذا عائق لي في أمر العبادة، ويشق علي كثيرا تكرير الوضوء، وأحيانا أخرى لا أكرر الوضوء، وألتمس أن يسامحني الله، فهل هذا غير مخالف؟ لأني أتعب في تكرير الوضوء، أحيانا كنت أكرره ثلاث مرات، فهل من حل مؤكد لمشكلتي سواء طبي أو بالأعشاب؟ وهل ليس علي ذنب إن لم أكرر وضوئي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهناك حوالي 200 مل (مقدار فنجان شاي) من الغازات موجودة في الأمعاء في أي وقت، ومعظم الناس يطردون حوالي 600 مل (مقدار 3 فناجين شاي) من الغازات يوميا.
والشخص السليم يطلق غازات بمعدل 14 إلى 25 مرة يوميا، وهذه الغازات المتكونة يتم امتصاص جزء منها إلى الدم، ويطرد الباقي بواسطة الرئتين، ومعظم هذه الغازات تخرج عن طريق الفم، وتسمى هذه الطريقة بالتجشؤ، أو عن طريق فتحة الشرج.
والغازات في البطن إما أن تدخل البطن أثناء تناول الطعام والبلع، أو من شرب المشروبات الغازية أو تدخين النرجيلة، والتدخين، أو يتحرر في البطن من تخمر الأطعمة.
وهناك بعض الأطعمة التي تحرر الكثير من الغازات، ومنها الأطعمة التي تحوي نسبة عالية من الكربوهيدرات، وتكون غير قابلة للامتصاص فتهاجمها البكتيريا، ويصبح عملية تخمير للأطعمة مما يؤدي إلى امتلاء البطن بالغازات، وهذه الأطعمة هي: الفاصولياء-الفول-البازيلاء-القرنبيط-الكرفس-الجزر الأبيض-الزبيب-الخوخ أو البرقوق-التفاح-الأطعمة المستخدمة لتخفيف الوزن، والتي تحوي على السوربيتول والفركتوز.
والإمساك أيضا يؤدي إلى بقاء الطعام فترة طويلة في الأمعاء، وبالتالي تتعرض للتخمر وتزيد نسبة خروج الغازات منها، ومعظم الغازات المعوية تخرج عادة من الفتحة الشرجية على شكل دفعات خفيفة لا نحس بها أحيانا، وفي حالة الإمساك تبقى هذه الغازات محتجزة وراء البراز إلى أن تخرج فجأة بكمية كبيرة، والقلق والتوتر أيضا من شأنهما أن يؤديان إلى زيادة دخول الهواء أثناء البلع، وكذلك ينتج زيادة في إفراز الأدرينالين الذي يسبب خروج غازات بقوة أكبر.
وكذلك تناول الطعام بسرعة وهذا يؤدي إلى ابتلاع مزيد من الهواء، وعدم مضغ الطعام جيدا.
فعندما نبتلع لقمة صغيرة، فإن كمية الهواء التي نبتلعها تكون أقل من اللقمة الكبيرة؛ لذا فإن العمل سيكون على عدة محاور حتى تتخلص من الغازات.
1- مضغ الطعام جيدا وببطء والفم مغلق.
2- التوقف عن شرب المشروبات الغازية والتدخين إن كنت مدخنا.
3- مراقبة الأغذية التي تتزايد معها الغازات وتقليلها أو طبخها بشكل جيد، ولمدة أطول ويمكن أيضا غليها لمدة 10 دقائق، ثم نقعها في الماء لمدة 4 ساعات، وبعد ذلك نخرجها من الماء وتطبخ.
4- التمارين الرياضية حيث تجعل الأمعاء دائما متحركة.
بشكل عام فإننا نستطيع التحكم في مرور الغازات إلى حد ما، ونتحين أقرب فرصة للتخلص منها، بسبب ما تسببه من إزعاج في منطقة الشرج، إلا أنه أحياناً تكون بكمية كبيرة، ويصعب على بعض الناس التحكم بها، بسبب الشعور بأنها ستسبب ألماً وضيقاً، وبالتالي تخرج وتسبب له إحراجات اجتماعية، وبعض الناس ينعزلون بسبب ذلك، ويسبب هذا القلق والتوتر.
من ناحية أخرى فقد يكون ضغط الغازات كبيراً، بحيث يشعر الإنسان أنها تخرج، وكأنه لا قدرة على حبسها، ولتفهم كيف أن الناس لا يستطيعون التحكم بها، فيجب أن نعلم أن هناك معصرتين للشرج.
الأولى: داخلية، وهذه لا تخضع لتحكم الإنسان وتسمى المعصرة اللاإرادية.
والأخرى: خارج الأولى، وهي إرادية أي أن المخرج الأخير للبراز والغازات تحت تحكم الإنسان إلا أنه مع وجود الغازات بكثرة، فإنها تتحرك حتى تصل إلى المنطقة ما قبل المعصرة الداخلية غير الإرادية، فتزداد كميتها هناك، وترفع الضغط داخل القولون، فيولد ذلك الإحساس الداخلي بالحاجة لإخراج ما في القولون، فتحصل تقلصات في القولون، ومع ازدياد الضغط في المنطقة قبل المعصرة الداخلية وتقلصات القولون، فإن الجسم يستشعر وكأنه في حالة إفراغ ما فيه ( مثل حالة التغوط ).
إن هذا يؤدي إلى ارتخاء المعصرة الداخلية اللاإرادية، وتصل هذه الغازات إلى ما قبل المعصرة الخارجية، فيحدث ذلك شعور بعدم الارتياح، وصعوبة شديدة في إبقاء المعصرة الخارجية متقلصة، ويجد الإنسان أنه لابد وأن يرخي هذه المعصرة فيخرج الريح، ويفسره الإنسان أنه عدم تحكم في الريح أو الغازات، إلا أنه بالمعنى الطبي يعني عدم القدرة على مقاومة الغازات التي تصل إلى المعصرة الخارجية.
من ناحية أخرى فيجب أن تقوم بتقوية عضلات الشرج, وعضلات العجان, فهذه تساعد على التحكم في خروج الغازات, وهذه التمارين يمكن أداؤها في أي وقت، وفي أي مكان, وفي الوضعية التي تناسبك، تأخذ هذه التمارين مجرد بضع دقائق من وقتك.
اجلس أو قف وركبتاك متباعدتان قليلاً، وركز جهدك على فتحة الشرج، لا تتوقف عن التنفس, ولا تضغط على مؤخرتك, وأبقِ بقية جسدك مسترخياً، كل التمارين الآتية يجب تأديتها عشر مرات يومياً.
- شد عضلة الشرج بأكبر قدر ممكن، كأنك تحاول إيقاف خروج الريح, حافظ على هذه الوضعية لمدة ٥ - ١٠ ثوان ٍ (يعتمد على قوة العضلة), استرخ مدة ٥-١٠ ثوان ٍ (أعدْ أداء التمرين ١٠ مرات).
وهناك تمارين قدرة التحمل:
- شد عضلة الشرج بمقدار ثلاثة أرباع القوة المذكورة في التمرين السابق, حافظ على هذه الوضعية لأطول فترة ممكنة (٤٥ ثانية).
- استرخ لمدة ٥-١٠ ثوان ٍ (أعد أداء التمرين ١٠ مرات).
تمارين لإعادة تشغيل سرعة العضلة:
- شد وارخ عضلة الشرج بأسرع قدر ممكن.
- أعد التمرين ١٠ مرات.
- استرخ لمدة ٥ -١٠ ثوان ٍ (أعد أداء التمرين ١٠ مرات).
التمارين المذكورة يجب ممارستها ١٠ مرات يوميا وباستمرار, وهناك بعض الأدوية التي تساعد على التخلص من الغازات، منها دسفلاتيل, وتؤخذ ثلاث مرات في اليوم, وكذلك ويوكاربون Eucarbon.
من الأدوية التي تساعد على هضم الطعام Spasmocanulase , ويفضل في حالة كثرة الغازات، ويفضل الذهاب للحمام كلما سنحت الفرصة، حتى يتم التخلص من هذه الغازات، وخاصة قبل الصلاة مباشرة، ومن ثم الوضوء.
وهناك بعض المشروبات التي تساعد على التخلص من الغازات أيضا بإذن الله ثمار اليانسون, فهي مضادة للمغص, وطاردة للغازات, تؤخذ ملء ملعقة كبيرة من اليانسون وتغلى لمدة 5 دقائق في وعاء يحوي ملء كوب من الماء, ثم يبرد ويصفَّى, ويشرب بعد الأكل.
ومن الأعشاب أزهار البابونج, حيث تعتبر طاردة للغازات, ومهضمة, وفاتحة للشهية, وضد المغص أيضا, تؤخذ نصف ملعقة كبيرة من الأزهار, وتضاف إلى ملء كوب ماء مغلي, ويترك لمدة خمس دقائق مغطى, ثم بعد ذلك يصفى ويشرب بعد الأكل مرة واحدة فقط في اليوم.
والحلبة أيضا تعتبر من المواد الممتازة لطرد غازات المعدة, فيغلى ملء معلقة أكل, مع ملء كوب ماء لمدة خمس دقائق, ثم يصفى ويشرب بمعدل مرتين في اليوم, مرة بعد الفطور, ومرة أخرى بعد العشاء.
ويستعمل الكمون للتخفيف من الغازات, وتؤخذ ملء ملعقة كبيرة من ثمار الكمون وتوضع في حوالي لتر من الماء, ويغلى على النار لمدة ثلاث دقائق, ثم يبرد ويؤخذ من هذا المغلي المصفى كوبا قبل الأكل بنصف ساعة, بمعدل ثلاث مرات في اليوم (جرعة واحدة قبل كل وجبة) وذلك لمدة أسبوعين كاملين.
والله الموفق
+++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة استشاري أول باطنية وروماتيزم، وتليها إجابة الشيخ: أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
++++++++++++++++++++++++++++++
أسأل الله لك الشفاء والعافية - أيها الأخ الكريم- بالنسبة للوضوء؛ فإن الله تعالى لم يجعل علينا في الدين من حرج، ودين الله يسر، وشريعته سمحة، ومن سماحة الإسلام تيسيره على أصحاب الأحداث الدائمة، وهو ما يسمى في الفقه الإسلامي أصحاب ( السلس).
فإن كانت الغازات تخرج منك باستمرار بحيث لا تنقطع وقتا يكفيك لأن تصلي وتتطهر؛ فتصلي بطهارة صحيحة قبل خروج وقت الصلاة، إن كان الاستمرار يستمر على هذا النحو، أو كان قريبا تخرج منك الغازات، وتنقطع؛ لكنك لا تدري ما هو الوقت التي تنقطع فيه ففي كلا الحالين أنت من أصحاب السلس؛ الذين رخص لهم الشرع؛ بأن يتطهروا بعد دخول وقت الصلاة، ثم يصلوا بهذا الوضوء فريضة الوقت وما شاءوا من الصلاة معها.
وإن خرجت الريح أثناء الصلاة؛ فإن الصلاة لا تبطل بذلك، ولا ينتقض الوضوء إلا إذا حصل ناقض آخر غير الريح ويستمر الحال كذلك حتى يخرج وقت الصلاة، فإذا خرج وقت الصلاة انتقضت هذه الطهارة فإذا جاء وقت الصلاة الأخرى توضأت لها ثانية وهكذا....
وبهذا تعلم أنك إذا كنت من أصحاب هذا العذر، فإنه لا يطلب منك تكرار الوضوء، ويكفيك وضوء واحد لكل صلاة، وتصلي بهذا الوضوء ما شئت، وإن خرج منك ريح.
أما إذا كان خروج الريح ينقطع عنك وقتا يكفيك فيه أن تتطهر الطهارة الواجبة:- وهي أن تغسل العضو مرة واحدة.
ثم تصلي بهذه الطهارة ؛ فإذا كان الانقطاع يحصل لك، فيجب عليك أن تنتظر إلى زمان يأتي هذا الانقطاع، وتتوضأ وتصلي، وإن فاتتك الصلاة جماعة، فأنت معذور، وبهذا تعلم أن أحكام الوضوء سهلة وميسرة بإذن الله تعالى وأنه لا خرج فيها ولا مشقة.
نسأل الله أن ييسر لك الأمر، وأن يقدر لك الخير.