السؤال
أنا أشكو من الغازات في المعدة, ومن كثرة التجشؤ وإطلاق الريح، علما بأن هذه المشكلة حدثت معي مع أحداث الثورة في ليبيا في السنة الماضية.
فما هي أسبابها؟ وكيف تتم معالجتها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا شك أن أحداث الثورة الليبية كانت أحداثًا كبيرة وعظيمة وجسيمة، ويُعرف من الناحية النفسية والعلمية والسلوكية أن الإنسان يتفاعل مع محيطه، وهنالك أبحاث كثيرة جدًّا حول ما يسمى بالأحداث الحياتية، وهي أحد العوامل المهيأة لحدوث بعض الحالات النفسية، والأحداث الحياتية قد تكون أحداثًا جميلة أو قد تكون أحداثًا سالبة، وفي كلا الحالتين لها تأثير على بعض الناس، خاصة الذين لديهم الاستعداد الوراثي أو الجيني للتأثر السريع.
الذي أراه أن الأعراض العضوية التي تعاني منها – وهي ناشئة من الجهاز الهضمي – ناتجة من نوع من القلق، عايشته أيام الأحداث الجسام، وهذا القلق تحول الآن إلى ما يُعرف بالأعراض النفسوجسدية، بمعنى أن المسبب أو المنشأ في الأعراض هو نفسي، لكن الأعراض تظهر في صورة عضوية مثل كثرة الغازات وإطلاق الريح – كما ذكرت – وكذلك التجشؤ، وهذه ظاهرة معروفة جدًّا، وأنا أقول لك: علاجها - إن شاء الله تعالى – بتجاهل هذه الأعراض سوف تجد أنها قد خفت تمامًا. هذا أولاً.
ثانيًا: أفضل أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق، هنالك أدوية بسيطة جميلة جدًّا وفاعلة يأتي على رأسها عقار ينتج في مصر يعرف تجاريًا وعلميًا باسم (موتيفال), وأعتقد أنه موجود في ليبيا، والجرعة المطلوبة لهذا الدواء هي حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أيام، ثم تجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم حبة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم حبة مساءً يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.
إذا لم تتحصل على الموتيفال فبديله دواء يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي هو (سلبرايد), والجرعة هي أن تبدأ بخمسين مليجرامًا – أي كبسولة واحدة – ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولة واحدة مساءً لمدة شهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
وهنالك خيار ثالث - في حالة أنك لم تتحصل على أحد الدواءين السابقين – يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل) واسمه العلمي هو (إمبرامين) والجرعة المطلوبة هي أن تتناوله بمعدل حبة واحدة في اليوم، وقوة الحبة هي خمسة وعشرون مليجرامًا، يمكن أن تتناولها صباحًا أو مساءً، وتستمر عليها – على هذه الجرعة – لمدة شهرين، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
كلها أدوية بسيطة وممتازة، ونتمنى لمجموعة ما يسمى بالمطمئنات البسيطة، أي مزيلات القلق، ويعرف أنها ذات فاعلية الخاصة جدًّا في الأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي مثل القولون العصبي مثلاً.
في ذات الوقت أنصحك بتطبيق تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، وإليك بعض الاستشارات السابقة التي تبين كيفية تطبيقها، وهي برقم (2136015).
أنصحك أيضًا برياضة المشي، فإنها مفيدة جدًّا في مثل حالتك هذه. أيضًا حاول أن ترتب النظام الغذائي الذي يناسبك، فالأطعمة التي قد تثير وتجلب الغازات أو التجشؤ، خاصة أنواع معينة من الألبان، يجب أن تتجنبها، شراب النعناع المغلي والمركز وجد أنه ذو فائدة كبيرة جدًّا، وهنالك أيضًا بعض الحبوب الممتصة للغازات مثل العقار الذي يعرف باسم (دسفلاتيل pisflatul) هذا الدواء تمضغ منه حبتين في اليوم ثم تبتلعها بعد مضغها، ويمكن أن تداوم عليه لمدة أسبوع، معروف تمامًا بفعاليته الكبيرة في امتصاص الغازات.
كما أني أنصحك بالحرص على ألا تبتلع الهواء أثناء الكلام، هذا قد يحدث في بعض حالات القلق، وعمومًا الحالة -إن شاء الله تعالى– بسيطة، وباتباعك لما ذكرناه لك من إرشاد سوف تختفي تمامًا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.