السؤال
السلام عليكم ورحمة الله..
منذ سنة وأنا أحاول أن أحمل، ولكن حتى الآن لم يحصل حمل، لدي طفل يبلغ 3سنوات ونصف، وعملت جميع الفحوصات، من هرمونات، وأشعة للرحم والقنوات، - ولله الحمد - كل التحاليل سليمة.
أما زوجي فلقد عمل تحليلا للسائل المنوي، فكان العدد 122مليون، والحركة 39، ويقول الدكتور: كل شيء في تحليله جيد إلا الحركة.
أنا أخذت كلوميد هذا الشهر من خامس يوم الدورة، مرتين يوميا، ولكن لم يحصل حمل، زوجي عمره 39، وأنا 37، فماذا تنصحني يا دكتور؟
مع العلم أني أقطن في بلاد المهجر، ولا يمكننا عمل تلقيح، لأن التكاليف هنا جد باهظة.
وجزاكم الله خيرا على سعة صدركم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله أن يرزقكم الذرية الصالحة التي تقر بها أعينكم، آمين.
المشكلة التي تعيق الحمل ليست صعبة، ولكن يحتاج زوجك لمراجعة طبيب مختص بالعقم والذكورة، لمعرفة سبب قلة الحركة، ووصف العلاج المناسب، وسيتم تحويل سؤالك لطبيب العقم والذكورة في الشبكة، ليفيدكما في ذلك بإذن الله.
أما بالنسبة لك أختي دعاء: فلا أرى أنك بحاجة لاستخدامك الكلوميد، خاصة وأن تحاليلك سليمة، وإذا احتجنا لوصف الكلوميد لك، فسيكون مع بدء زوجك العلاج، وذلك لأن الكلوميد لا يمكن استخدامه لفترات طويلة.
وإذا تم أو بدأ زوجك العلاج، وتحسن قليلاً، أو لم يتحسن، فإنه توجد طريقة أخرى غير التلقيح المجهري ( الأنابيب )، حيث يمكن استخدامها، وتسمى الحقن المجهري (IUI)، وهي تعتمد على حقن السائل المنوي (بعد تنظيفه من الشوائب، ومعاملته بطريقة معينة) في داخل الرحم مباشرة، وهي طريقة أسهل من الأنابيب، وأقل تكلفة، ولكن نسبة نجاحها أقل من عملية الأنابيب.
سيرزقك الله من فضله، ما عليك إلا الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله عز وجل مسبب الأسباب، ولا تنسي الدعاء والإلحاح في السؤال، وتحري أوقات الإجابة، ومن الدعاء: ( رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين).
وعليك بكثرة الاستغفار، قال تعالى: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)).
هذا وبالله التوفيق.
_______________________________
انتهت إجابة الدكتورة/ أمل الجاسم - استشارية نساء وولادة - تليها إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة- استشارية نساء وولادة وأمراض عقم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يجب الاعتماد على تحليل واحد للسائل المنوي في تقييم الخصوبة عند الزوج, ولابد من عمل تحليلين - على الأقل - وبفاصل زمني لا يقل عن 70 يوما, ويجب التأكد من أن العينة قد جمعت بطريقة صحيحة، وأن لا يكون قد تم الامتناع عن الجماع لمدة أكثر من 4 - 3 أيام.
وبناء على التحليل الحالي, فلا يمكن القول بشكل مؤكد بأن نقص حركة الحيوانات المنوية عند زوجك هو السبب الوحيد في تأخر حدوث الحمل.
ورغم أن النسبة الطبيعية المعتمدة حاليا لحركة الحيوانات المنوية هي 50% , ولكن هذا لا يعني بأن نسبة 37% هي نسبة غير مخصبة, فالتوصيات الحديثة من قبل منظمة الصحة العالمية، أصبحت تعتبر أن نسبة 32% هي الحد الأدنى المقبول للقول بأن نقص الحركة هو السبب في تأخر حدوث الحمل.
بالطبع إن نسبة حدوث الحمل تزداد كلما كانت نسبة الحيوانات المنوية المتحركة فوق 32%، ولكن على كل حال، أنصح زوجك بالتالي:
- بالتوقف عن التدخين إن كان مدخنا, والابتعاد عن الأجواء التي من الممكن أن يتعرض فيها للتدخين السلبي.
- كما يجب عليه الإقلال قدر الإمكان من تناول القهوة والشاي والكولا وكل ما يحتوي على المكافئين.
- الحفاظ على وزن مناسب للطول.
- والمهم أنه يجب إعادة تحليل السائل المنوي ثانية, وبظروف تكون مثالية, وأهمها أن يعطي العينة وهو في المستشفى أو المختبر لتكون طازجة, وألا يكون الامتناع عن الجماع لمدة طويلة, بل يجب ألا تزيد مدة الامتناع عن 3- 4 أيام.
فإن تبين بالتحليل الجديد بأن الحركة أقل من 32%، فيكون هذا هو السبب في تأخر حدوث الحمل.
أما إن كانت النتيجة بين 32% وبين 50%، فهنا نقول بأنها قد تكون عاملا مساعدا, ولكنه ليس العامل الوحيد في تأخر الحمل.
ومن المعروف بأن الخصوبة تبدأ في النقصان عند السيدة بعد سن 35, حتى لو كانت الدورة منتظمة, وحتى لو كانت التحاليل سليمة, وأحيانا تحتاج السيدة لوقت أطول لحدوث الحمل في هذا السن, حيث أن التبويض يصبح غير منتظم, لذلك فكلما كنت بسن أصغر فإن الحمل قد يحدث بشكل أسرع، حتى بوجود بعض الضعف النسبي في حركة الحيوانات عند زوجك, ولكن عندما يجتمع أكثر من عامل: ( قلة بسيطة في الحركة، مع ضعف بسيط غير ظاهر في المبيض)، فإن حدوث الحمل سيحتاج لوقت أطول نسبيا, هذا والعلم عند الله عز وجل.
وفي كل الأحوال: إن تبين بإعادة التحليل بأن لدى زوجك نقصا في الحركة, حتى لو كان قليلا, فيجب التأكد من عدم وجود سبب قابل للعلاج,مثل: دوالي في الخصيتين, أو وجود التهابات, أو أجسام مناعية مضادة في السائل المنوي تضعف حركة الحيوانات المنوية.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.