السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة لدي أصدقاء مقربون وعزيزون علي، ولدي صديقة مفضلة غالية على قلبي، كنا نتشاجر كثيرا بسبب الاختلافات التي بيننا، سواء في: وجهات النظر، والأفكار، والشخصية، وكثيرا ما كنا ننصح بعضنا بكل جرأة وصراحة، من دون علم أحد، ولكن هذا كان يوتر العلاقة قليلا، ولكنها سرعان ما تعود أقوى مما كانت، والابتسامة تطغى عليها.
لا أريد أن أوتر علاقتي مجددا، لأني أريد النصح، وأخشى أن أفسد علاقتنا، فكيف أفعل ذلك بسلام، لأنني أخشى عليها، كما أخشى على نفسي، وأنا متأكدة بأنها تقدر ذلك، كما أنني لا أريد أن أوتر علاقتنا مجددا.
سؤالي1:
كيف ننصح؟ ومتى؟ ولماذا؟ وكيف يتقبل الناس هذه النصيحة؟ وكيف تكون هذه العلاقة لوجه الله؟ ويرضى عنها الرحمن؟ وكيف تدوم؟ وهل اختلاف الشخصية، والأفكار، ووجهات النظر، تعتبر فشل العلاقة أم أنه يدعمها؟ كذلك النصح والاهتمام المتبادل، مع الاحترام المتبادل، هل هو سبب لبرود العلاقة وفتورها؟ وهل العلاقة القائمة على الكلام الرقيق، والحرص الشديد، والاهتمام الفائض، وعدم اختلاف وجهات النظر، تعتبر علاقة جيده ودائما؟
سؤالي2:
أنا أتناول دواء ديان 35، فما تأثيره على جسمي؟ فقد وصف لي لأني أعاني من زائدة طفيفة للهرمون، وبعد فحص المبيض، وظهور شعر كثيف في وجهي، تناولته الآن لمدة 4 أشهر، فقد تحسن الأمر قليلا، وقلت نسبة الشعر وكثافته، وهل أواصل أخذه؟ فأنا أخشى من تأثيره؟ وهل هو يؤثر في الشعور الجنسي باعتباره أنه هرمون؟ فأنا أشعر برغبة شديدة أحيانا، مع العلم أني لا أشاهد المناظر أو الأفلام الإباحية؟ فهل هذا من تأثير الدواء؟ أم أنه أمر طبيعي؟
وشكرا لكم على هذا الموقع، وأسأل الله أن يوفقكم، ويجعلكم ذخرا للأمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بائعه الخير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونشكر لك حقيقة الحرص على الخير، ونبشرك بأننا والأطباء الكرام في خدمة أبنائنا والبنات، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
وأما فيما يتعلق بالعلاقة مع الصديقة، فإنا نقول بداية: إن العلاقة الحقة، والصداقة الحقة، لا يمكن أن تقوم إلا على النصح، وقد أحسن من قال: أخاكَ أخاك من نصحك في دينك، وبصرك بعيوبك، وهداك إلى مراشدك، وعدوك عدوك من غرّك ومنَّاك.
وأي صداقة لا تقوم على النصح هي صداقة مشكوك في صدقها، ومشكوك في الإخلاص فيها، ولذلك من الجميل أن يكون بين الصديقات مثل هذا التناصح، ومثل هذا الحرص على الخير، شريطة أن يكون الأمر المنصوح فيه، والنصيحة الواقعة، وفق الضوابط الشرعية والقواعد المرعية التي لا بد أن يراعيها الإنسان.
وأرجو أن يعلم الجميع أنه من الإنصاف عندما نريد أن ننصح أي إنسان، من حقه أن نختار الوقت المناسب، والألفاظ المناسبة، والمدخل المناسب إلى شخصيته، فاختيار الأوقات بأن نختار وقتا يكون فيه قابل للنصح، أي لا يكون جائعًا، ولا متوترًا، ولا أمام الناس، فإن (النصح بين الناس لون من التوبيخ فلا استماع، فإن خالفتني وعصيتني أمري فلا تجزع إذا لم تُطاع) هذه أبيات حكمة للإمام الشافعي رحمة الله عليه.
أما بالنسبة لكلمات النصح: أيضًا ينبغي أن ننتقي الكلمات اللينة والجميلة التي يشع منها الحب، ويشع منها الحرص، والرفق والشفقة، وكل ما يتصور من المعاني الجميلة التي ينبغي أن تظهر عندما ننصح لإخواننا وأخواتنا.
أما بالنسبة للمدخل الحسن: فلابد أن نبحث عن مدخل حسن إلى نفس هذا الذي نريد أن ننصحه، فمثلاً قولي لها: (أنت الصديقة المقربة، ويعجبني فيك كذا وكذا وكذا، وما أروع مواقفك مع أخواتك، وعلاقتك مع الزميلات، وأنا سعيدة ببرك لوالديك، ولكن أتمنى [مثلاُ] أن تنتبهي لحجابك، وأتمنى [مثلاً] أن تنتبهي لكلامك وضحكاتك، وأتمنى أن تنتبهي لنفسك، فتبتعدي عن مواطن الرجال).
لاحظني نحن قدمنا الكلمات الجميلة، والثناء الجميل، ثم بعد ذلك أشرنا إشارات لطيفة إلى جانب الخلل الذي نريد أن ننصح فيه، لذلك أرجو أن يستمر النصح.
وأعجبني وأسعدني أيضًا أنكم بعد النصح، وبعدما يظهر التوتر تعودون بعد ذلك بالابتسامة، وتعود العلاقة أقوى مما كانت.
وأنا أريد أن أسأل: لماذا التوتر؟ يعني لابد أنه يوجد خلل في طريقة النصح، فإذا كان هذا النصح له أخطاء كما ذكرنا، كأن: كان بين الناس، أو كأن كان فيه تحميل للأمور فوق طاقتها وفوق حجمها، أو أن الأسلوب لم يكن صحيحًا، فإن هذه الأمور قد تسبب التوتر، ولكن أرجو أن يكون بين الصديقات معرفة أعمق، فإذا عرفت الصديقة أن صديقتها تدلها على الخير وأنها لا يمكن أن تنصح لها إلا فيما فيه مصلحة فإنه ينبغي أن يكون هناك نوع من الاحتمال للقسوة التي قد تصاحب ذلك، فالأب يحب ولده ولكن يقسو عليه لأجل مصلحته، ونحن لا نؤيد القسوة، ولكن نتذكر النية والمنطلق، فالعبرة بالنيات والمقاصد، وليست بالمظاهر والتصرفات والأعمال، وإن كنا في الكمال نريد أن تكون التصرفات جميلة، والكلمات جميلة، ونريد فيها الخير، ونريد فيها كذلك المصلحة.
ومن هنا فنحن ندعوك إلى الاهتمام بمواصلة النصح لهذه الصديقة، التي نعتقد أنها بلا شك ستكون أسعد الناس بهذه النصائح التي تصلحها منك، وأرجو ألا يكون هنالك توقف عن النصح، بل الإسلام دعوة إلى الاستمرار.
وكما قلنا: فالعلاقة المتينة التي تقوم دائمًا على هذا النصح، وعلى التواصي بالحق، وبالصبر، مع ضرورة الاستمرار بالاهتمام المتبادل، والاحترام المتبادل، وكذلك أيضًا ينبغي أن نصحح هذه المفاهيم، فإذا استجابت للنصيحة نشكرها لاستجابتها، ولسرعة انصياعها للنصح، لأن هذا أيضًا من الجوانب التي لابد أن تأخذ حظها وحقها في الاهتمام.
فهنيئًا لكم بهذه العلاقة التي تقوم على النصح، وأرجو أن يعلم الجميع أن الصداقة الناجحة هي ما كانت في الله، وبالله، ولله وعلى مراد الله تبارك وتعالى.
وبُشرى لكل صديقة تصادق صديقتها على تقوى من الله ورضوان، فإن الله يقول: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.
فالصداقة الناجحة: هي التي تقوم على الإيمان، والصلاح، والصلاة، والتواصي بالحق، وبالتواصي بالصبر، أما الصداقة الفاشلة: هي التي تقوم على مصالح دنيوية عاجلة، ولكن أحسبُ أن هذه الصداقة على خير.
وعليكم أيضًا أن ترمموا هذه العلاقة، لتكون – كما قلنا – في الله، وبالله، ولله، وعلى مراد الله تبارك وتعالى، والإسلام دعوة لهذا التآخي، وهذه الروح التي تجمع بين المؤمنات، وأرجو أن يزداد الحب والقرب كلما ازدادت الصديقة تقربًا إلى الله، وطاعة لله تبارك وتعالى.
نسأل الله أن يديم عليكم هذا الود والحب بينكم، وتكون هذه المحبة في الله ولله وعلى مراد الله، وأرجو أن يستمر النصح، فإن الإنسان لا ينتبه لعيوبه، وقد يحتاج إلى من ينبه إلى جوانب الخلل في شخصيته، والمؤمنة مرآة لأختها.
ونسأل الله لك ولها التوفيق والسداد، ونكرر ترحيبنا بك.
أما الجزء الثاني من السؤال، فأحيله إلى الطبيب المختص، ونحن هنا بالموقع في خدمة أبنائنا والفتيات الذين هم أمل الأمة بعد توفيق الله.
ونسأل الله أن يبارك بكم، وأن يرزقكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يمكّن لمعاني الأخوة والمحبة بين بناتنا وبين المسلمات عمومًا، ونكرر شكرنا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
______________________________________________
انتهت إجابة الشيخ الدكتور/ أحمد الفرجابي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية، وتليها إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
______________________________________________
نعم - أيتها الابنة العزيزة - إن حبوب ديان 35, تعتبر علاجا جيدا في حالات زيادة هرمون الذكورة, وخصوصا عند وجود زيادة في الشعر الغير مرغوب فيه عند الأنثى, ولكي تعطي هذه الحبوب مفعولها الجيد، فيجب الاستمرار عليها مدة لا تقل عن 9 أشهر إلى سنة, ثم بعد ذلك يجب إعادة تقييم الحالة عندك, فإن شفيت الحالة، فيمكنك إيقاف العلاج, وإن احتاج الأمر فيمكن تمديد العلاج لمدة سنة إضافية.
والاستجابة على هذه الحبوب تختلف من فتاة إلى أخرى, ففي بعض الحالات قد يكفي تناول العلاج لمدة سنة, بينما في حالات أخرى قد يمتد إلى سنوات عديدة.
وهذا الدواء آمن جدا، ولا يسبب مشاكل صحية - بإذن الله تعالى -, إلا في بعض الحالات النادرة, كأن يكون عند الفتاة مرض كبدي، أو زيادة في نسبة تجلط الدم, لذلك إن لم يكن لديك أي مرض سابق من هذا النوع, فيمكنك تناول حبوب ديان 35، ولمدة طويلة أيضا بدون خوف من تأثيرها على جسمك, كما أن الخصوبة عادة ما تعود وبسرعة - إن شاء الله - بعد التوقف عن تناولها.
إن هذا الدواء يعاكس هرمون الذكورة, وهو الأندروجين, ويؤدي إلى خفض مستواه في الدم, وهو لا يسبب زيادة في الرغبة الجنسية عند الأنثى, بل على العكس، فمن المفترض أن يقلل الرغبة الجنسية, لذلك لا داع للقلق من هذه الناحية, وقد يكون سبب ما تشعرين به من زيادة في الرغبة الجنسية، هو أنه وفي مثل عمرك يكتمل نضج المبيضين, وتصبح الهرمونات الأنثوية في أوجها, وهي مرحلة ستتجاوزينها قريبا- بإذن الله -.
وأحييك على أخلاقك العالية, وأشد على يديك الغضتين- يا ابنتي- لتستمري على التزامك في الابتعاد عن كل المفاسد التي تثير الغريزة، والتي تؤجج الشهوة, فالوقاية هي الأساس.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية.