السؤال
السلام عليكم
أنا في حملي الأول، وقد سافرت، ولم أكن أعلم بأني حامل، ولكني اكتشفت ذلك عندما وصلت، وعندما رجعنا جامعني زوجي فتعبت، وانقطعنا عن الجماع 3 أيام، وأصبح ينزل علي الدم، واستمر الدم بالنزول حتى أصبحت في الشهر الثاني، وبدأت بتناول حبوب من أجل التثبيت، كما أنهم أعطوني إبرة كذلك، وأنا الآن في آخر أسبوع في الشهر الرابع، ولكن الدكتورة وجدت أن هناك دما تحت الخلاصة، وأنا خائفة كثيراً.
سؤالي هو: هل الجماع المتكرر يؤثر على الحمل؟ وهل المني الذي يقذفه الرجل يؤثر على الحمل؟
كما أن فصيلة دمي هي o-، فما هي الإبرة التي يجب أن آخذها؟ ومتى يجب علي أخذها؟ قبل الولادة أم بعدها؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن نزول الدم في الأشهر الأولى من الحمل, مع وجود نبض في قلب الجنين, يسمى باللغة الطبية: ( تهديد بالإجهاض), وهذا يحدث بنسبة 15% -20% من كل الأحمال, وفي أغلب هذه الحالات لا يمكن معرفة السبب في ذلك.
ولكن حاليا تبين بأن نسبة كبيرة من حالات التهديد بالإجهاض تكون ناجمة عن حدوث انفصال في طرف المشيمة، وهذا الانفصال قد يكون بسيطا, فيظهر على شكل دم خفيف، ولا يسبب تجمع الدم خلف المشيمة, وبالتالي لا يظهر بالتصوير التلفزيوني, أو قد يكون بدرجة كبيرة يحدث معها تجمع دموي خلف المشيمة, ثم لا يلبث أن يتحول إلى جلطة دموية, تحتاج إلى بعض الوقت حتى تتعضى وتتليف, فيتوقف النزف بعدها.
ويبدو بأن ماحدث عندك هو انفصال كبير نوعا ما, لدرجة أمكن ملاحظته بالتصوير, ولكن بما أن الحمل قد استمر إلى هذه المرحلة - أي نهاية الرابع -, وبما أن نبض القلب جيد في الجنين, والجنين ينمو بشكل طبيعي بالتصوير - والحمد لله -, فهنا يمكن القول بأن نسبة حدوث أذية أو إجهاض للحمل ستنخفض كثيرا - إن شاء الله -, فلا تبقى15% -20%، بل تصبح 5% فقط, وهي نسبة منخفضة جدا كما ترين, لأنه حتى في الحالة الطبيعية، وعند سيدة حامل لا تعاني من أي نزف, فإن هنالك دوما نسبة تقارب 2%, يمكن أن يحدث فيها الإجهاض بعد الشهر الثالث, وبشكل غير متوقع, أي لا يوجد حمل مضمون 100% مهما كانت حالة الحمل، وحتى لو كانت السيدة قد أنجبت من قبل، أو لم تجهض أبدا, هذا والعلم عند الله.
بالنسبة لك فإنني أقول: إن احتمال خطر الإجهاض عندك قد قل كثيرا - إن شاء الله -, ولكنه لم ينعدم, ولذلك يجب عليك الحذر, ويجب عدم حدوث الجماع في هذه الفترة, لأن الجماع قد يؤدي إلى حدوث تقلصات في عضلة الرحم, مما يؤدي إلى زيادة الانفصال الذي في طرف المشيمة، أو إلى تأخير التئامه, كما أن السائل المنوي يحوي في مكوناته على مادة مقلصة للرحم, تسمى (البروستاغلاندين )، وهي نفس المادة الدوائية التي تستخدم في (الطلق الصناعي)، ولكن بتركيز قليل, وهذه المادة تمتص من جدران المهبل بسرعة بعد حدوث القذف, لذلك قد تؤدي إلى شعور السيدة الحامل بتقلصات تشبه تقلصات الولادة, أو قد تشعرها بألم في أسفل البطن أو الظهر, كما أن تكرار الجماع في مثل هذه الحالة قد يؤدي إلى انتقال الميكروبات إلى عنق الرحم, وكل هذا سيرفع من نسبة الإجهاض أو الولادة الباكرة – لا قدر الله -.
إذا يجب التوقف تماما عن الجماع في مثل حالتك، ويجب التزام الراحة قدر الإمكان, وتفادي الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة, وأفضل وضعية هي وضعية نصف الجلوس، والاستلقاء على الجانب الأيسر، مع رفع الساقين إلى مستوى القلب, ويجب الإكثار من تناول الماء والسوائل المفيدة من أجل زيادة حجم الدم، وتحسين الدوران الدموي في المشيمة.
وبالنسبة لكون فصيلة الدم عندك سلبية ال RH، فيجب عمل تحليل لفصيلة الدم عند زوجك، فإن كان سلبي ال RH أيضا, فهنا لا داع لعمل أي شيء آخر.
ولكن إن كان زوجك إيجابي ال RH, فهنا يجب أن يكون قد تم إعطاؤك إبرة تسمى: D-IMMUNOGLUBULIN عندما حدث النزف في الشهر الثاني, ويجب تكرار هذه الإبرة عندما يبلغ الحمل 28 أسبوعا, ويجب إعطاؤك الإبرة مرة ثالثة بعد الولادة، وخلال 72 ساعة منها.
وهنالك تحليل في الدم يجب أن يتم عمله عند كل سيدة حامل وسلبية ال RH, وهو لمعرفة هل هنالك أضاداد في دمها أم لا؟ ويسمى: ANTI-BODY SCREEN, ويجب إعادته كل 4- 6 أسابيع.
وإن لم يكن قد تم إعطاؤك أي إبرة بعد نزول الدم, وكان تحليل الRH عند زوجك إيجابي, فيجب إعطاؤك الإبرة الآن، والأخرى في الأسبوع 28، والإبرة الثالثة بعد الولادة في خلال 72 ساعة.
نسأل الله العلي القدير أن يتم لك الحمل والولادة على خير.