اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 وفاة الرسول وأثره على الصحابة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99940
وفاة الرسول وأثره على الصحابة Oooo14
وفاة الرسول وأثره على الصحابة User_o10

وفاة الرسول وأثره على الصحابة Empty
مُساهمةموضوع: وفاة الرسول وأثره على الصحابة   وفاة الرسول وأثره على الصحابة Emptyالجمعة 21 سبتمبر 2012 - 19:54

إلى الرفيق الأعلى

ثم جاء يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة 11هـ، وهو اليوم الذي شهد أعظم مصيبة في تاريخ البشرية، وأشد كارثة تعرض لها المسلمون، هذا هو اليوم الذي شهد وفاة الرسول وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20.

يقول أنس بن مالك وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20، كما روى أحمد والدارمي: ما رأيت يومًا قَطُّ كان أحسن، ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، وما رأيت يومًا كان أقبح، ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20.

وسبحان الذي ثبت الصحابة في ذلك اليوم، وشتان بين بداية هذا اليوم وبين نهايته، لقد صلى أبو بكر وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20 صلاة الصبح بالناس، وكانت هذه هي الصلاة السابعة عشرة التي يصليها بالناس في وجود الرسول وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، وفي أثناء هذه الصلاة حدث أمر أسعد المسلمين كثيرًا، وعوضهم عن ألم الأيام السابقة التي مرض فيها الرسول وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، وأَتْركُ أنس بن مالك وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20 يصف لنا هذا الأمر كما رواه البخاري ومسلم، يقول أنس وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20: كان أبو بكر يصلي بنا في وجع النبي وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 الذي تُوُفِّي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة، فكشف النبي وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 ستر الحجرة -حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها- ينظر إلينا، وهو قائم، كأن وجهه ورقة مصحف. عبارة عن الجمال البارع وحسن البشرة وصفاء الوجه واستنارته. ثم تبسم يضحك. سعيد برؤيتهم يصلون مجتمعين وراء أبي بكر. فهممنا أن نفتن من الفرح برؤية النبي وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20.

كادوا يخرجون من الصلاة عندما رأوا النبي وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 من شدة الفرح. فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن النبي وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 أن أتموا صلاتكم، وأرخى الستر، ولم يأتِ عليه وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 في الدنيا صلاة أخرى.ولما ارتقى الضحى من ذلك اليوم دعا رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 ابنته فاطمة رضي الله عنها، وتروي السيدة عائشة رضي الله عنها كما جاء في البخاري ومسلم أن أزواج النبي وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 كانوا عنده حين أقبلت فاطمة رضي الله عنها، فلما رآها رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 رَحّب قائلاً: "مَرْحبًا بِابْنَتِي".
وهي ابنته الوحيدة المتبقية على قيد الحياة، فقد مات كل أولاده، وكل بناته في حياته وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20.

ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سَارَّهَا، فبكت بكاء شديدًا، فلما رأى حزنها سارَّها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 بالسر من بيننا ثم أنت تبكين؟!فلما قام رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 سألتها: عم سارَّكِ؟قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 سره.فلما توفي، قلت لها: عزمت بما لي عليك من الحق لما أخبرتني.

قالت: أما الآن، فنعم.
فأخبرتني، قالت: أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وإنه قد عارضه به العام مرتين، "ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك".
قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية، قال: "يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة؟".قالت: فضحكت ضحكي الذي رأيت.
وفي رواية أخرى للبخاري ومسلم أيضًا أنه أسر لها كذلك بأنها أول أهل بيته موتًا بعده وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20.وقد أضحكها ذلك لأنها ستلقى الأحبة، ستلقى أباها رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، وتلقى أمها خديجة رضي الله عنها، وتلقى المؤمنين الذين سبقوا، بل وتلقى رب العالمين {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23].

ومع ذلك ففاطمة -رضي الله عنها- كانت تشاهد الألم والمعاناة التي يشعر بها الحبيب وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، وذلك دفعها كما في رواية البخاري عن أنس وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20، أن تقول: واكرب أباه. لكن الرسول وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 طمْأَنها قائلاً: "لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ".

وصدق رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، فكيف يشعر بالكرب من رأى مقعده من الجنة، وهو حي على وجه الأرض، وعموم المؤمنين يرون مقاعدهم من الجنة بعد أن يموتوا، وذلك في قبورهم، ولكن الأنبياء يبشرون بذلك في دنياهم قبل موتهم، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 كان يقول وهو صحيح -أي: وهو في صحته قبل أن يمرض-: "إِنَّه لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُخَيَّرُ".

أي يخير بين الموت وبين البقاء في الدنيا.وقد رأى رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 مقعده من الجنة، وخُيّر بين الموت والحياة، فاختار لقاء الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة U1_20، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: فلما نزل به، ورأسه على فخذي، غشي عليه ساعة، ثم أفاق، فأشخص بصره إلى السقف.

وكأنه يرى مقعده من الجنة، ويعرض عليه التخيير.ثم قال: "اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى".فاختار لقاء الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة U1_20، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: إذن لا يختارنا، وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به، وهو صحيح. أي في زمان صحته وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20.وأخذ الألم يشتد برسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، وقال رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 لعائشة رضي الله عنها كما روى البخاري: "مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ".ويقصد الشاة المسمومة التي أعدها له اليهود، وأخذ منها وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 لقمة ثم لفظها، ثم قال رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20: "فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ". والأبهر هو عرق متصل بالقلب، إذا انقطع مات الإنسان.

والرسول وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 يرجع مرضه وموته إلى أثر السم على عرق الأبهر، ولا يستبعد أن يُبقِي اللهُ وفاة الرسول وأثره على الصحابة U1_20 ألمَ السم وأثره في جسمه ثلاث سنوات وأكثر؛ حتى يعطي رسولَه وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 مع درجة النبوة درجة الشهادة.

واقتربت اللحظات الأخيرة من حياته وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، وهو يريد أن ينصح أمته حتى آخر أنفاسه، فيروي أحمد وابن ماجه عن أنس وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20 قال: كانت عامة وصية رسول الله حين حضره الموت: "الصَّلاةَ الصَّلاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ".

حتى جعل رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 يغرغر بها صدره، وما يكاد يفيض بها لسانه. فهاتان وصيتان عظيمتان منه وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 في وقت حرج للغاية، فهو يوصي وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 بالصلاة، وكذلك يوصي بالرقيق والعبيد، ويجمع بينهما لكي يؤكد على وجوب الإحسان إلى الرقيق.

وفي رواية أبي داود عن علي بن أبي طالب وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20، يقول علي: كان آخر كلام رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20: "الصَّلاةَ الصَّلاةَ، اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ".ثم كانت آخر دقائق في حياة الحبيب وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، يروي البخاري أن السيدة عائشة -رضي الله عنها- كانت تقول: "إن من نِعم الله عليَّ أن رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 تُوُفِّي في بيتي، وفي يومي، وبين سَحْرِي ونحري".

والسَّحْر هو الرئة أو الصدر، والنحر هو الرقبة، وكان وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 عند الوفاة مُسنِدًا رأسه إلى صدر ورقبة عائشة رضي الله عنها، ثم تكمل عائشة وتقول: "وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته".ثم تفسر ذلك الكلام وتقول: دخل عبد الرحمن (ابن أبي بكر، وهو أخوها)، وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أنْ نَعَمْ ( لا يقوى على الكلام )، فتناولته فاشتد عليه (لم يستطع أن يستاك بالسواك الجاف)، وقلت: أليّنه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فليّنته، فأَمَرّه ( وفي رواية: أنه استنَّ بها كأحسن ما كان مستنًّا)، وبين يديه ركوة -إناء من جلد- فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بها وجهه يقول: "لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ".

وفي رواية عن الترمذي، والنسائي، وابن ماجه: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ".سبحان الله! حتى على رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، حتى على أحب خلق الله إلى الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة U1_20، إن للموت سكرات، وعندما فرغ من السواك وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 ورفع يده أو إصبعه، وشخص ببصره نحو السقف، وتحركت شفتاه بكلمات يتمتم بها في صوت خفيض، أصغت عائشة إلى آخر ما يقول وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 من كلمات في حياته، فسمعته يقول: "مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى، اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى، اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى، اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى". ثم مالت يده، وقبضت روحه وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20.

طبت حيًّا وميتًا يا رسول الله !!
مات رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، إنا لله وإنا إليه راجعون، حقيقة لا سبيل إلى إنكارها، كل البشر يموتون، ورسول الله بشر، قال الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزُّمر: 30].

وها قد جاءت اللحظة الأليمة، لقد مات رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، وأظلمت مدينة رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، لقد نَوّرها رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 يوم دخلها، فتحولت من يثرب إلى المدينة المنورة، ولقد أظلمت المدينة نفسها يوم مات الحبيب وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، بل لقد أظلمت الدنيا بأسرها، وليس هذا مبالغة فالرسول وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 ليس مجرد رجل عظيم، أو قائد فذّ، أو مفكر عملاق فقدته البشرية، إنما هو في حقيقته الأصيلة آخر رسول من رب العالمين إلى الناس.

لقد قضى الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة U1_20 أن يخاطب عباده ويأمرهم وينهاهم ويوجههم ويهديهم عن طريق إرسال رسل منه إليهم، وعاشت البشرية بهذه الطريقة فترة طويلة من الزمان، ثم شاء الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة U1_20 أن يختم رسالاته إلى الناس برسالة الإسلام، وشاء I أن يجعل آخر المبعوثين منه إلى الخلق هو رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، والآن مات آخر رسول من رب العالمين، وليس هناك رسل أو رسالات بعده، فأي مصيبة! وأي كارثة.

لا شك أن الفتن ستقبل وتقبل وتقبل بعد وفاته وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، وعلى الناس أن يتوقعوا ظلامًا في فترات كثيرة مقبلة، والرسول وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 أخبر عن فتنة من هذا النوع ستأتي على أمته، روى مسلم عن أبي هريرة: "بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا".

بل إن الرسول وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 ربط اشتداد هذه الفتنة بموته وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، فقد روى مسلم عن أبي بُرْدَةَ وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20 أن رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 قال: "النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ".

والمقصود بالوعد هنا هو الفتنة والحروب، كما يقول النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم.لقد كان موته وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 فتنة حقيقية للأمة الإسلامية، لكن لا شك أن الفتنة كانت أعظم ما يكون عند أصحابه وفاة الرسول وأثره على الصحابة Y_20، فليس من رأى كمن سمع، وليس من عاش وخالط كمن قرأ كتابًا، أو سمع محاضرة، لا شك أن مصيبة الصحابة بفقد رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 كانت أعظم وأجَلّ من مصيبة أي مسلم في الحبيب وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20.

لقد اضطرب المسلمون اضطرابًا شديدًا، حتى ذهل بعضهم فلا يستطيع التفكير، وقعد بعضهم لا يستطيع القيام، وسكت بعضهم لا يستطيع الكلام، وأنكر بعضهم لا يستطيع التصديق، روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 مات وأبو بكر بالسُّنْح (يعني بالعالية مسكن زوجته، ميل إلى المسجد النبوي)، فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20.

يقول ذلك وهو يعتقد بعدم موته تمام الاعتقاد، حتى إنه يقول في رواية أخرى: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك.أي لا أعتقد إلا أنه لم يمت فعلاً، ثم قال عمر: وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات.

وفي رواية يقول: إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 تُوُفِّي، إن رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 ما مات، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات.

كان هذا موقف عمر وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20، وما أدراك من هو عمر! يقول رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 فيما رواه الترمذي، وهو يتحدث عن أصحابه: "أَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ".هذا هو أثر المصيبة على أشد الصحابة في أمر الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة U1_20.ويقول وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 فيما رواه البخاري عن أبي هريرة وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20: "لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ".هذا هو أثر المصيبة على المُحَدَّث في أمة الإسلام.

انظروا إلى عمر وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20 لتعلموا عظم أثر المصيبة على الصحابة وفاة الرسول وأثره على الصحابة Y_20.

ظل المسلمون على هذه الحالة يتمنون صدق كلام عمر، حتى جاء الصديق وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20، ودخل مسرعًا إلى بيت رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، وبيت ابنته عائشة رضي الله عنها، فوجد رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 نائمًا على فراشه، وقد غطوا وجهه، فكشف عن وجهه، وفي لحظة أدرك الحقيقة المرة، لقد مات رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 فعلاً، بكى أبو بكر الصديق بكاءً مُرًّا، الرسول وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 كان بالنسبة له كل شيء، لم يكن رسولاً بالنسبة لأبي بكر فقط، ولكنه كان صاحبًا، وموطن سرّ، ومبشرًا، ومطمئنًا، وزوجًا لابنته، ورئيسًا للدولة، وهاديًا لطريقه، ومع ذلك إلا أن الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة U1_20 أنزل على الصّدّيق ثباتًا عجيبًا، ولو لم يكن له من المواقف في الإسلام إلا هذا الموقف لكفَى دليلاً على عظمته، ولكن سبحان الله ما أكثر مواقفه العظيمة!!

لقد أكبَّ أبو بكر الصديق وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20 على حبيبه وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20، فقبَّل جبهته، ثم قال -وهو يضع يديه على صدغي الرسول وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20-: وانبياه، واخليلاه، واصفياه!!ثم تماسك قائلاً: بأبي أنت وأمي، طبت حيًّا وميتًا، والذي نفسي بيده، لا يذيقك الله الموتتين أبدًا، أما الموتة التي كتبت عليك فقد مُتَّها.ثم أسرع الصديق خارجًا إلى الناس ليسكن من رَوْعهم، وليثبتهم في مصيبتهم، فوجد عمر يقول ما يقول، ويقسم على أن رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 لم يمت، فقال: أيها الحالف على رِسْلِك.وفي رواية قال له: اجلس يا عمر.

لكن عمر لم يكن يسمع شيئًا، فلقد فقد كل قدرة على التفكير، فتركه أبو بكر وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20، واتجه إلى الناس يخاطبهم، فأقبل الناس عليه، وتركوا عمر، فخطب فيهم خطبته المشهورة الموفَّقة، التي تعتبر -على قصرها- من أهم الخطب في تاريخ البشرية، فقد ثبت الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة U1_20 بها أمة كادت أن تضل، وأوشكت أن تُفتن، قال الصديق وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20 في حزم بعد أن حمد الله وأثنى عليه: ألا من كان يعبد محمدًا وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.ينبه الصديق بفقه عميق على حقيقة الأمر، ويضعه في حجمه الطبيعي، فبرغم عظم المصيبة إلا أنه يجب ألا تخرجكم عن شعوركم وحكمتكم وإيمانكم.حقيقة الأمر أن رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 بشر، وحقيقة الأمر أن البشر جميعًا يموتون، وحقيقة الأمر أننا ما عبدناه لحظة، ولكننا جميعًا عبدنا رب العالمين I، والله حي لا يموت، فلا داعي للاختلاط، ولا داعي للفتنة، ولا داعي للاضطراب، ما حدث كان أمرًا متوقعًا، وربنا الذي يرى ردّ فعلنا حي لا يموت، ويجزينا على صبرنا، ويعاقبنا على جزعنا.

ثم قرأ الصديق وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20 في توفيق عجيب آية من آيات سورة آل عمران، تبصر المسلمين بالحقيقة كاملة، وتعرفهم بما يجب عليهم فيها، قرأ الصديق وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].

يقول ابن عباس رضي الله عنهما: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية، حتى تلاها أبو بكر -مع أنها نزلت منذ أكثر من سبع سنوات- فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرًا من الناس إلا يتلوها.

لقد أدرك الناس ساعتها أن رسول الله قد مات، لقد أخرجت الآية الكريمة المسلمين من أوهام الأحلام إلى حقيقة الموت، يقول عمر بن الخطاب وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعُقِرْت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 قد مات.ما تحمل عمر العملاق وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20 المصيبة، فسقط مغشيًّا عليه، وارتفع البكاء في كل أنحاء المدينة المنورة.

يقول أبو ذؤيب الهذلي رحمه الله -من التابعين كان مسلمًا على عهد النبي وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 ولم يره-: قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء، كضجيج الحجيج أهلّوا جميعًا بالإحرام، فقلت: مه؟فقالوا: قبض رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20.

وقامت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 كما روى البخاري عن أنس وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20: يا أبتاهْ، أجاب ربًّا دعاه، يا أبتاه مَنْ جنة الفردوس مأوه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه.

وأثرت المصيبة تأثيرًا شديدًا على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فكانت تقول كما جاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح: "مات رسول الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة R_20 بين سحري ونحري، وفي دولتي (أي: يومي) لم أظلم فيه أحدًا، فمن سفهي وحداثة سني -كانت في التاسعة عشرة من عمرها- أن رسول الله قبض وهو في حجري، ثم وضعت رأسه على وسادة، وقمتُ ألتدم (أضرب صدري) مع النساء، وأضرب وجهي".

لقد كانت مصيبة أخرجت معظم الحكماء عن حكمتهم، لكن الحمد لله الذي مَنَّ على الأمة بأبي بكر الصديق وفاة الرسول وأثره على الصحابة T_20، فقد ثبت الله وفاة الرسول وأثره على الصحابة U1_20 الأمة بكاملها بثباته هو.

د. راغب السرجاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وفاة الرسول وأثره على الصحابة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ المنتدي الادبي والتصاميم ۩✖ :: قصص اسلاميه منوعه :: قصص منوعة-
انتقل الى: