بسم الله الرحمن الرحيم
حياتك الدنيا .. هل بهذا المفهوم تحياها ؟؟نحن فى هذه الحياة الدنيا - وستظل دنيا الى قيام الساعة مهما تطورت فى نظرنا- ما نحن الا ضيوف عليها لاننا سنغادرها حتما فنحن مقهورين على ذلك شئنا أم أبينا سنغادرها يوما ما بطريقة ما كما غادرها غيرنا من بنى جلدتنا ممن يتحدثون بألسنتنا وبغيرألسنتنا ممن كانوا يأكلون كما نأكل ويشربون كما نشرب .. كان عليهم ماعلينا من الآلام ولهم مالنا من الآمال.. يجب أن نهىء أنفسنا وماحولنا وأدعيتنا لكى نعيش ضيوفا على هذه الارض
( اللهم أعنى على حسن عبادتك ما أحييتنى ).....
ونحاسب أنفسنا دائما على معيار ( هل ما زلت أعيش كضيف أم أننى نسيت و تمردت ؟؟ .. )اذا كنت على سفر واستضافك أحد الناس الى دار مهيئة يملكها وأنت فى حوجة الى الراحة الى حين فانك لاشك تكون حييا شاكرا وعاجزا عن الشكر وتأبى على نفسك عند الاستضافة عن التطلع الى ما لا يرضى مستضيفك ومن وثق فيك وأكرمك ناهيك عن التمرد عليه أ ومحاولة استلاب حقه.. فما بالك بمن خلقك وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة من غير حول منك ولاقوة وتعهدك بالرعاية من قبل أن تكون نطفة وبعد ذلك وأثناء معاناتك أنت ووالدتك لحظة الوضوع حتى استويت وظننت أنك قادر بنفسك ومستغن بها.. يقول تعالى
تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )فمن أراد العلو ولم يرد الفساد كان متمردا على مستضيفه.. ومن أراد الفساد ولم يرد العلو كان متمرداعلى مستضيفه.. ومن أرادهما معا كان متمردا ايضا.. ودركات جهنم والعياذ بالله تسع الجميع كل بما يستحق ولا يظلم ربك أحدا .ان أحكام الله جل وعلا ( الشرعية والكونية ) مبثوثة على مدار يومنا منذ أن نصبح ونغادر الفراش الى أن نعود اليه على مدار الاربعة والعشرين ساعة علمها من علمها وجهلها من جهلها يقول تعالى :
( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ..
هنالك من يعلم أحكام الله تعالى ويعلو ويتمرد عليها ويرى أن أحكامه أفضل .. هنالك من يتجاهلها ويهملها ويعيش بهواه فهو عال متمرد أيضا وهناك من يفهمها محصورة فى جانب ولاعلاقة لها ببقية الجوانب فسوء فهمه لايعفيه وطلب العلم فريضة عليه .. الا..من عاش ضيفا على خالقه فى أرضه فانه يستحى منه حياء شديدا ويعود نادما مستحسرا كلما نسى وحاد عن الطريقفان فقد شيئا حبيبا الى نفسه يعلم أن مالكه قد استرده
(لله ما أعطى ولله ماأخذ )فهو فى ظل الاحكام الالهية يشعر بالدفء والأمان والراحة النفسية وفى ظل غيرها يشعر كأنه فقد أهله وماله شعورا بالضياع والخسار والنكد.ان مدى استسلامك لاحكام الله الكونية والشرعية يحدد مدى فهمك وايمانك وشعورك الداخلى بأنك مجرد ضيف وغريب وعابر سبيل .(تصرف وكأن أقل كلمة أو عبارة أوحركة انما تعبر عن كونك مجرد ضيف غريب عابر سبيل فى ملك الخالق العظيم جل وعلا) .