السؤال
أعاني من ألم وحرقة في البلعوم, وألم شديد في الصدر, وأحس بدوخة وصداع ورغبة في البكاء, كما أشعر برغبة بالاستفراغ عندما أتناول أي نوع من أنواع الطعام.
أنا على هذا الحال منذ سنتين تقريبا!
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلم تذكري يا أخت ربى إن كنت راجعت أحد الأطباء، خاصة أطباء الباطنية أو جهاز الهضم, وهل تم إجراء تحاليل أو منظار للمعدة, وهل كنت تناولت أي أدوية, وكيف كانت الاستجابة على هذه الأدوية؛ لأن الحرقة في البلعوم, والألم في الصدر, والاستفراغ بعد تناول أي طعام يشير إلى أن المشكلة في أعلى الجهاز الهضمي, أي في المعدة والمريء.
فالحرقة في البلعوم عادة ما يكون سببها ارتجاع عصارة المعدة الحامضة إلى المريء ومنها إلى البلعوم, وهذا قد يسبب أيضا آلاماً شديدة في أسفل الصدر بسبب تقلص المريء أو حصول التهاب حاد في المريء بسبب ارتجاع كمية كبيرة من عصارة المعدة العالية الحموضة التي لا تتحملها أغشية المريء.
ومن ناحية أخرى فإن كان هناك التهاب في المريء أو في المعدة فإنه قد تحصل أعراض مثل القيء بعد تناول الأطعمة, واستمرار هذه الحالة لسنتين قد يسبب فقرا في الدم بسبب قلة تناول الطعام, وبسبب ما يحصل أحيانا من نزف بكمية قليلة نتيجة التهاب أسفل المريء.
وإن كان هناك التهاب في المعدة فهذا أيضا يسبب أحيانا نزفا مسببا فقرا في الدم, وفقر الدم من أسباب الدوخة, وكذلك قلة الطعام, وهذه الدوخة تكون عادة مع الوقوف أو الجلوس من الاستلقاء.
والصداع من أكثر الأمور التي يشكو منها الناس, وفي معظم حالات الصداع يكون الصداع سببه غير عضوي بسبب تغيرات فسيولوجية (وظيفية) في مناطق معينة من الرأس, كالأوعية الدموية والعضلات, وليس بسبب مرض أو إصابة كالصداع النصفي, والصداع التوتري, والصداع العنقودي, وصداع الجوع, وصداع الاكتئاب النفسي.
ومن الأسباب الشائعة لتولد الصداع وضع الرأس لمدة طويلة في اتجاه واحد ووضع ثابت، كما في الجلوس أمام الكومبيوتر والآلة الكاتبة أو بسبب الإجهاد المرهق وقلة النوم والكز على الأسنان.
وعندما يريد الطبيب أن يشخص نوع الصداع عند المريض, فإن هناك أمورا يحب أن يحصل على إجابة عليها من المريض, من حيث زمانه ومكانه، وصنفه، فهو صنوف يجب أن تحصي من أمر الصداع زمانه، هل هو يصيب كل يوم أم لا يصيب؟ هل يصيبنا عند اليقظة؟ هل هو يزيد مع تقدم النهار أو ينقص؟
وتوضع الصداع من الرأس مهم أيضا هل هو في المقدمة؟ هل هو في الصَدغ؟ هل هو حول العين أم هو وجع في قمة الرأس أم في المؤخرة؟
ويجب أن نحصي صنفه كمَا وكيفا، أقليل هو أم كثير؟ أنابض هو؟ أحاد هو كالسهم؟ أثاقب أم هو منتشر؟
وشيء آخر يجب أن نذكره عند الملاحظة, يجب أن نكشف عن العوامل التي تزيد في الصداع، في قوته أو في زمنه، ويجب أن نرقبه خاصة عندما نقرأ أو عندما ننهمك في العمل، وفي مناطق الازدحام مع الصوت العالي, وعندما نقوم أو نقعد أو ننحني، وعندما يحصل حادث.
من الضروري مراجعة طبيب مختص بأمراض الجهاز الهضمي لأنه ولوضع التشخيص النهائي فإن هناك حاجة للمنظار, وبإذن الله ستظهر المشكلة, وحجمها, ووضع خطة العلاج, ومتى تحسنت الحالة بإذن الله فإن الوضع النفسي أيضا سيتحسن بإذن الله.
ونرجو من الله لك الشفاء والمعافاة وأن بعد العسر يسرا.