السؤال
جزاكم الله خيرا، ما صحة هذه المقولة أو الحديث
ليرحمنّ الله الناس يوم القيامة رحمة يتطاول لها إبليس)؟ بارك الله فيكم وأثابكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه المقولة جزء من حديث شريف روي بلفظ قريب من هذا اللفظ، فقد روى الطبراني في الكبير والأوسط بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه حديثاً قريباً منه، ولفظه: والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الفاجر في دينه الأحمق في معيشته، والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي قد محشته النار بذنبه، والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره وعلق عليه بقوله: هذا حديث غريب جداً وسعد هذا لا أعرفه.
وبغض النظر عن حال ودرجة الحديث المذكور فقد وردت أدلة كثيرة من نصوص الوحي تدل على سعة رحمة الله تعالى وعظم مغفرته، فقد قال الله تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ {الأعراف:156}، وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53)، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله عز وجل مائة رحمة، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق وبها تعطف الوحوش على أولادها، وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة.
والله أعلم.