هي ام حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن عدي
بن النجار الانصاريه النجاريه المدنية.
اخت ام سليم وخالة انس بن مالك خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم وزوجه
عبادة بن الصامت واخواها سليم وحرام اللذان شهدا بدرا واحدا واستشهدا يوم
بئر معونة, وحرام هو القائل عندما طعن من خلفه برمح: فزت ورب الكعبه
كانت ام حرام رضي الله عنها من علية النساء اسلمت وبايعت النبي الكريم
وهاجرت وروت الاحاديث وحدث عنها انس بن مالك وغيره.
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يكرمها ويزورها في بيتها ويقيل عندها
فقد كانت هي واختها ام سليم خالتين لرسول الله صلي الله عليه وسلم اما من
الرضاع واما من النسب لذا تحل له الخلوة بهما.
يقول انس بن مالك رضي الله عنه:
( دخل علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم ماهو الا انا وامي وخالتي ام
حرام فقال: (قوموا فلأصل بكم ,فصلى بنا في غير وقت صلاة).
وكانت ام حرام رضي الله عنها تتمني ان تكون مع الغزاة المجاهدين الذين يركبون
البحر لنشر الدعوة وتحرير العباد من عبادة العباد الى عباده الله وحده.
فاستجاب الله لها وحقق املها حيث تزوجت من عباده ابن الصامت وخرجت معه واستشهدت
هناك في غزوة قبرس.
يقول انس رضي الله عنه.
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم اذا ذهب الى قباء يدخل على ام حرام
بنت ملحان فتطعمه وكانت ام حرام زوجه عباده بن الصامت فدخل عليها
رسول الله صلي الله عليه وسلم يوما فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام
رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك.
فقالت ام حرام: ما يضحكك يارسول الله؟.
قال: ( ناس من امتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثج هذا البحر
ملوكا على الاسرة او مثل الملوك على الاسرة).
فقالت ام حرام: يارسول الله ادع الله ان يجعلني منهم.
فدعا لها ثم وضع راسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك.
فقالت ام حرام: يارسول الله ما يضحكك؟.
فقال صلي الله عليه وسلم
ناس من امتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله
مثل الملوك على الاسرة).
فقالت: يارسول الله ادع الله ان يجعلني منهم.
فقال
انت مع الاولين).
قال- يعني انس بن مالك رضي الله عنه.
فخرجت مع زوجها عباده بن الصامت فلما جاز البحر ركبت دابة فصرعتها فقتلتها
وكانت تلك الغزوه غزوه قبرس فدفنت فيها وكان امير ذلك الجيش معاوية بن
ابي سفيان في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعا.
وكان ذلك في سنة سبع وعشرين.
وهكذا كانت ام حرام رضي الله عنها واحده من تلك الاسرة الكريمة الوفية
للمبادئ التي تحملها وتبذل كل مافي وسعها لنشر عقيدة التوحيد خالصة
لا تبغي من وراء ذلك الا رضاء الله عزوجل..