شرح الحديث الشريف - الشرح المختصر - الدرس ( 046 - 207 ) : قال من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له........
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2001-05-19
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة الكرام: لا زلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، والموضوع اليوم كلمات يقولهن صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل.
(( حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ ))
(صحيح البخاري)
أناس كثيرون ينامون لا يستيقظون، لي صديق آوى إلى فراشه مساء، وزوجته في السرير، في منتصف الليل مسّت يده فإذا هي باردة جداً، فاستيقظت مذعورة فإذا هو ميت !
أخ آخر يصلي الفجر في المسجد، ومن عادته أن يصلي الفجر ويعود إلى البيت، فوضع طعام الإفطار وقالت الأم لابنها: أيقظ أباك ليأكل فرآه ميتاً!
فالنبي الكريم عودنا ندعو قبل أن ننام لعل هذا الدعاء آخر عهدنا بالدعاء لنا في الدنيا، وعودنا إذا استيقظنا أن ندعو دعاء لعل هذا آخر استيقاظ لنا فكان عليه الصلاة والسلام من أدعيته الرائعة أنه إذا استيقظ من الليل يقول: الحمد لله الذي أردّ إليّ روحي، لأن النوم موت مؤقت، والموت نوم دائم الله يتوفى الأنفس حين موتها، والتي لم تمت في منامها، فأنت في الليل ميت موت مؤقتاً، فالميت قد لا يستيقظ، فلذلك كان يقول عليه الصلاة والسلام.
استيقظ سار حركة سليمة رأى بعينه الطريق تحرك توضأ والحمد لله الذي عافاني في بدني، والثالثة هناك من يأتي إلى البيت بعد الفجر من الملهى وهناك من يستيقظ مع الفجر ليصلي، فشتان بين من يأتي بعد الفجر.
إنسانة كانت تعمل في الفن في مصر بعد أن تابت وتحجبت تقسم بالله أنها استيقظت على صلاة الفجر أول مرة في حياتها ! بعد أن كانت تأتي إلى بيتها كل يوم بعد الفجر ! علمنا النبي إذا استيقظنا أن ندعو بهذا الدعاء:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ بَعْدُ فَإِذَا اضْطَجَعَ فَلْيَقُلْ بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ ))
(سنن الترمذي)
أي سمح لي أن أذكره.
الحسد نوعان: حسد مذموم وحسد مقدس، يعبر عنه بالغبطة أنت حينما ترى إنساناً سبقك في الآخرة في طاعته لله في بذل ماله في دعوته في ورعه في قرآنه الذي حفظه تتألم وتتمنى أن تكون مكانه، فهذا حسد جيد، سماه العلماء غبطة، أما الشيء الذي يسحق الإنسان به هو الحسد السيء.
الحسد السيء أيها الأخوة: له ثلاث مراتب أول مرتبة أن تتمنى زوال النعمة عن أخيك للتحول إليك، هذا نوع يوجد الأسوأ: أن تتمنى زوال النعمة عن أخيك دون أن تتحول إليك ! فقط تتمنى له الأذى، الأولى فيها هدف نفعي، أما الثانية أذى فقط، أما الثالث والعياذ بالله أن تكتب تقرير، أن تكتب كتاب من أجل أن تهلكه.
ثلاثة أنواع للحسد المذموم، أما إذا حسدت حافظ كتاب الله، أو حسدت محسناً، أو حسدت داعياً، فهذا حسد محمود هو الغبطة، فالنبي قال ويقصد الغبطة:
(( عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ))
(صحيح البخاري)
آتاه الله القرآن إما تلاوة، يعلم تجويد بارك الله، أو فهماً يعلم تفسير، أو قراءة يعلم القراءة، من أي جانب تناولت هذا الكتاب فأنت أسعد الناس لأنه كلام الله المنزل على عبده المتعبَّد بتلاوته، المعجز في نظمه، معجز يتعبد بتلاوته منزل على عبده.
(( عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ ))
(صحيح مسلم)
يوجد ساعة بالليل فإذا وافق قيام ليلك هذه الساعة ما من سؤال تسأله إلا أعطيته في الدنيا أو في الآخرة.
(( عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ ))
(صحيح البخاري)
عامة المؤمنين إذا صلى يوماً قيام ليل لم يعد يصلي ولا بشهران ! يقول: صلينا البارحة قيام الليل، يطبّل الدنيا، وإذا صام يوم الخامس عشر من شعبان كلما رأى رجل يسأله: ألست صائماً اليوم ؟ جيد أنت صائم اشكر الله، يريد أن يحاسب كل إنسان على صيام ليس ثابتاً أساساً، لكن التقصير الشديد يعوض عنه بصيام المناسبات، تجد أشد النساء تفلتاً سافرة بكل زينتها تحافظ على صيام السابع والعشرين من رجب، معها ثياب الصلاة تقوم وتصلي وتضعهم بالمحفظة وهي اليوم صائمة ! أنا لا أذم الصيام، هذا صيام نفل جيد، لكن أذم السلوك العجيب، أمور الدين الأساسية تتركها، وتتبع أشياء ليست ثابتة في الدين أساساً أو نافلة.
(( حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم يَقُولُ إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ))
(صحيح البخاري)
توجد حالة ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام قال:
(( عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ ))
(صحيح مسلم)
جلس قارئ بمسوية قال:
﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً﴾
(سورة الزمر)
قال: آمين يا رب اجعلنا منهم ! لأنه غائب ونائم نعسان، قال: الله يجعلنا منهم.
الإمام يصلي فقرأ آية فيها الضالين كل من وراءه قال: آمين ! فلاحظ كم المصلون منسجمون بالصلاة، قال:
﴿ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)﴾
(سورة الشعراء)
فالجميع قالوا وراءه: آمين !
إمام صلى الظهر خمس ركعات، ولا مصلٍ قال: سبحان الله، فلما سلّم غضب قال: أنا كنت أبيع قمحاً وشعيراً أنتم ماذا كنتم تفعلون ؟ أثناء الصلاة كان يبيع قمحاً وشعيراً لأنه يملك زريبة للدواب، سارح يقول: بعت أم لا، هل أبيعه...... فصلى خمس ركعات، خلفه يوجد اثنا عشر رجلاً ولا مصلٍ انتبه، فإذا بهم سارحون مثله !
مصلٍ وهو واقف رفع إصبعه ! والله هذه ليست ورادة بالصلاة ! فإذا به يقرأ التحيات وهو واقف، هذه حالات تصيب المسلمين، صلاة شكلية لا تقدم ولا تؤخر. (ورد في الأثر)
كان عليه الصلاة والسلام: إذا حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه
وقد قال عليه الصلاة والسلام: ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها.
وقال الله عز وجل:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾
(سورة النساء)
يفهم من هذه الآية: أنك إن لم تعلم ماذا قرأت كأنك في حال السكران وأنت في الصلاة، والحديث الذي تلوته على مسامعكم قبل أيام قال:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَجَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ سَلَّمَ فَقَالَ وَعَلَيْكَ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ فَأَعْلِمْنِي قَالَ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ وَاقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ وَتَطْمَئِنَّ جَالِسًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا ))
(صحيح البخاري)
(( إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ ))
وفي حديث آخر:
(( عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَنَمْ حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَقْرَأُ ))
(صحيح البخاري)
وفي حديث ثالث:
(( عَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ فَلْيَضْطَجِعْ ))
(صحيح مسلم)
توجد ملاحظة لا علاقة لها بالدرس: إذا رجل يقود سيارته وغلب عليه النوم يجب أن يقف وينام قليلاً، وإلا يتسبب بحادث له ولمن يركب معه، آلاف الحوادث دمار كامل سببها النوم، ففي القيادة قف على اليمين ونم قليلاً وإلا أنت منتحر !
بالمناسبة من نام على سطح فوقع فمات، مات عاصياً، والنبي الكريم قال:
من كانت جمله حرون فلا يخرجن معها إلى الجهاد (ورد في الأثر)
يوجد صحابي خرج معه وجمله حرون فوقع من عليها ودقت عنقه، أبى النبي أن يصلي عليه
لأنه منتحر !
فإذا رجل قاد مركبته وهو نعسان هذا منتحر، إذا نام على مكان لا حاجز له فهو منتحر ! إذا ركب ناقة حرون هذا منتحر، إذا ركب مركبة بلا مكابح أو لم يراجع مكابحها أو أساسياتها قبل السفر هذا منتحر، يذهب رخيصاً يا إخوان يذهب عاصي لله، أنت لست ملكاً لنفسك بل ملكاً لزوجتك وأولادك والمسلمين، وقد تكون ربّ أسرة أنت المعين الوحيد لهم
لي صديق من ألمع الأشخاص، لامع فهيم مثقف ثقافة عالية له أعمال طيبة ساهم ببناء ثلاثين أو أربعين جامع، من ألمع شخصيات البلد، عنده سيارة يمكن من عشر سنين لم يراجعها، سافر فيها بالطريق يسير بسرعة المائة وعشرين الميزان فُكّ من مكانه مات هو وزوجته وأولاده كلهم جميعاً
ذهب رخيصاً لسبب تافه، هل تعلمون أنه يوجد بالعالم سبعمائة ألف وفاة بالسير ! يقابلهم عشرين مليون إنسان تضرر بهم كل سنة ! تضرروا من موت أبيهم أو أخيهم، فقضية الدين داخل بالدنيا، أنت تراجع سيارتك ثم تتوكل.
سيدنا عمر قال: من أنتم ؟ قالوا نحن المتوكلون، قال: كذبتم المتوكل من ألقى حبة في الأرض ثم توكل على الله، تتحرك تؤدي شيء ثم تتوكل، قال:
(( سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ قَالَ اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ ))
(سنن الترمذي)
بالمناسبة إخواننا الكرام يوجد حديث مهم جداً في حياة المسلمين قال:
((عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ))
(سنن أبي داوود)
توجد مشكلة استسلمت لها، ماذا أفعل ؟ هكذا قدري ! الحياة صعبة، هذا موقف غير إسلامي، إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْس تحرك قدم طلب اعترض، أحياناً تقيم دعوة ممكن أن تنجح.
وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ لا تقل حسبي الله ونعم الوكيل إلا إذا غلبك أمر، طالب لم يدرس فلم ينجح يقنع نفسه أن الله هكذا يريد، سبحان الله ليس لي نصيب بالنجاح هذه السنة، هذا كلام زعبرة، أما إذا مرض مرضاً شديداً قبل الامتحان وحال بينه وبين الامتحان، إذا قال: حسبي الله ونعم الوكيل كلامه صح، أما كل إنسان يقصر ثم يقول: حسبي الله ونعم الوكيل هذا إنسان جاهل، يقصر، يجد نتيجة سيئة جداً يقول: حسبي الله ونعم الوكيل، هذا ترتيب الله هذا واحد مزعبر دجال كذاب جاهل، أما عندما يحول القدر الحقيقي بينك وبين الامتحان لا تنجح عندها تقول: حسبي الله ونعم الوكيل
والحمد لله رب العالمين