شرح الحديث الشريف - الشرح المختصر - الدرس ( 024 - 207 ) : إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء.........
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2001-03-05
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام: لازلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، والموضوع اليوم الترغيب في الوضوء وإسباغه:
((عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ ))
(صحيح البخاري )
أول شيء قد تجد مسلم متقدم في السن، لكن يلفت النظر لوضاءة وجهه، هذه الوضاءة أتت من الوضوء، ولو أردت تعليلاً علمياً فالقضية سهلة جداً، الوضوء خمس مرات في اليوم ينبه أعصاب الحس في الجلد، وهذا التنبيه ينعكس بتوسيع على الأوعية الدموية في الوجه، فتجد المتوضئ وجهه متورد دائماً، وبالتعبير العامي (له كبرة طيبة )، والعوام يستعيذون من كبرة اليهود، وجه مخيف، يقطع الرزق، أما المؤمن فله وجه وضيء، ولعل الوضاءة من الوضوء، قلت لكم البارحة فيما أذكر أن ثلاثمائة مليون إنسان بالعالم مصابون بأمراض القذارة، فلما يتوضأ الإنسان باليوم خمس مرات ويوجد أمراض كثيرة جداً، المسلم معافى منها، بسبب وضوءه، الأوعية الدموية كلما ابتعدت عن القلب ركدت الحركة فيها، أقصى مكان في الجسم أصابع القدم، فحينما يركد الدم في هذه الأمكنة النائية عن القلب قد تصاب هذه الأطراف بالموات، بالغنغرين، وهذا المرض لا شفاء له، ولابد من بتر القسم المصاب، المسلم لأنه يغسل رجليه خمس مرات ويخلل بين أصابعه ينشط الدورة الدموية في هذه الأماكن النائية، والنبي عليه الصلاة والسلام حينما علمنا تخليل الأصابع كان لا ينطق عن هواه، ولا عن تجربته، ولكن عن وحي يوحى إليه، فخالق هذا الجسم عن طريق رسوله أمرنا أن نتوضأ باليوم خمس مرات وأن نخلل ما بين أصابعنا، أي يكاد يكون من المستحيل أن يصاب إنسان مصلي بالغنغرين في قدمه، لأنه يتوضأ باستمرار، ويخلل بين أصابعه، يوجد أمراض كثيرة، عندنا مرض اسمه انقلاب الرحم، مرض مشهور لا يصاب به المسلمون، لأن حركات الوقاية منه تطابق الصلاة تماماً، وعندي كتاب أن الوقاية من هذا المرض بتمرينات رياضية تطابق حركات الصلاة تماماً ركوع وسجود.
يوجد امرأة أصيبت بالشقيقة، والشقيقة مرض مستعصٍ، آلام في الرأس، فذهبت إمرأة موسرة إلى طبيب في أوربا فقال لها بالحرف الواحد: صلي يذهب ما بك. فغضبت غضباً شديداً !! أنا جئت إليك ودفعت الألوف المؤلفة لتقول لي صلي ؟! فشرح لها أن الإنسان حينما يسجد بحكم الجاذبية يهجم الدم إلى رأسه، وحينما يرفع رأسه يتراجع الدم، هذه العملية تسبب توسيع الشرايين بالإضافة إلى مرونة.
يوجد شخص مريض بالضغط، وضغطه اثنان وعشرون على ثمانية عشرة، لم يتأثر بشيء، الضغط عالٍ جداً وخطير، وشخص ضغطه ثمانية عشرة على أحد عشر، يصاب بخثرة بالدماغ وينشل، كرأي طبي لماذا يصاب هذا ولا يصاب هذا ؟ نقول أن المصلي أوعية دماغه مرنة، كم مرة نسجد باليوم ؟ الفجر أربعة، والظهر عشرة، أربعة عشر، والعصر أربعة، ثمانية عشر، والمغرب خمسة، ثلاث وعشرون، والعشاء ستة، وثلاثة للوتر تسعة، تقريباً ثلاثون، نضربها باثنين كل ركعة سجودين، فالمجموع ستون، هذا بالفرائض والرواتب، فستون مرة يسجد ويقوم، معنى هذا أن نتج إحتقان وإنخفاض بالضغط، هذه هي المرونة نفسها، يتوسع الشريان وينقبض، فيصبح مرناً، فلو ارتفع الضغط فجأة لا سمح الله في الأعم الأغلب هذا من باب التفاؤل عنده احتياط كبير جداً بسبب مرونة أوعيته الدموية، انقلاب الرحم المسلمة معافاة منه، لأنها تصلي، داء الشقيقة في الأعم الأغلب إن كان الإنسان يصلي يتراجع المرض، ارتفاع الضغط العالي، التوتر الشرياني، ومن ينحجم لأن النبي الكريم علمنا أن ننحجم، أشياء دقيقة جداً أيها الأخوان الكرام، هذا أخطر معمل في الجسم، معمل كريات الدم الحمراء، لأنه في كل ثانية يصنع مليونان ونصف مليون كرية حمراء، لو أن هذا المعمل كف عن تصنيع هذه الكريات فهذا مرض عضال لا دواء له، وهو مرض فقر دم لا مصنع، يعطوه الدم حتى يأتيه الأجل، يأخذ الدم من الخارج، لأن هذا المعمل كف عن تصنيع الكريات الحمراء، اسمعوا الجواب، ما الذي يقوي هذا المعمل ؟ ما الذي يصونه من العطب والعطل ؟ قال: نقص الدم المنتظم. هو مبرمج إن نقص الدم يجدد نشاطه، فلما الإنسان يأخذ دم بشكل دوري بالفصل مرة بالشهرين مرة، بالسنة مرة، نقص الدم يدعو معمل كريات الدم الحمراء الموجود في نقي العظام أن يعمل بانتظام، أيضاً هذا المرض أغلب الظن إن كان الإنسان يصلي بعيد عنه.
حتى سمعت أن في السويد حدثت موجة إقبال الناس على التمارين الرياضية، ورفعوا مستواها فنتجت أمراض وبيلة، جلطات وسكتات دماغية مفاجئة، فألفوا لجنة كبرى لوضع تمرينات، الآن دققوا، تمرينات يفعلها كل الناس بكل أعمالهم، ذكوراً وإناثاً، كباراً وصغاراً، عمالاً وقادة ً، فعملوا مجموعة تمرينات معتدلة تلين عضلات الجسم، المفاجأة التي لا تصدق أنها تشبه الصلاة تماماً.
فأنت حينما تصلي الصلاة المتقنة بظهر منتصب، وركوع مطمئن، وسجود، حينما تقف وتستعين بأصابع قدميك، هذا تدريب كبير جداً، أنت أحياناً أصابع قدميك تحمل وزنك كله، فلذلك الذي يصلي لصحته فلا تعد هذه عبادة عند الله، هو يصلي لأن الله أمره بالصلاة، ولكن تكريماً لهذا المصلي دون أن يشعر أمراضٌ كثيرة هو معافى منها، بسبب وضوءه وصلاته، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام:
(( إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ ))
في حديث آخر:
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا. قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ. فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّه ؟ِ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ))
أي لو كان لأحد ما خيل سوداء دهم بهم وبينهم خيل بيضاء ألا يعرفها ؟
(( قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ....))
(صحيح مسلم)
أي أنا أتقدمهم على الحوض لأسقيهم شربة لا يظمأون بعدها أبداً.
وفي حديث
((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ ))
(سنن النسائي)
وفي رواية مما ورد في الأثر: بل أنتم أصحابي، وأحبابي يأتون في آخر الزمان القابض منهم على دينه كالقابض على الجمر، أجره كأجر سبعين. قالوا: منا أم منهم ؟ قال: بل منكم قال: لأنكم تجدون على الخير معواناً ولا يجدون.
الآن ترى شاب مسلم بأسرة مسلمة محافظة وترتاد بيوت الله، إن أراد أن يقيم أمر الله تماماً أول من يعاديه أمه وأبوه، هل ستفرق العائلة الآن ؟ هكذا الشرع، الحمو الموت، لا !! يجب أن تعصي الله، هذا من قبل من؟ من قبل أمه وأبيه المسلمين، والذين يرتادون المساجد، فلأنكم تجدون على الخير معواناً ولا يجدون، ويقول عليه الصلاة والسلام:
(( عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ ))
(صحيح مسلم )
وفي حديث آخر:
(( عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ تَوَضَّأَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَوْمًا وُضُوءًا حَسَنًا ثُمَّ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لا يَنْهَزُهُ إِلا الصَّلاةُ غُفِرَ لَهُ مَا خَلا مِنْ ذَنْبِهِ ))
(صحيح مسلم)
(( عنَّ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثَ مِرَارٍ ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ....))
(صحيح البخاري)
((عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ نَاسًا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ لَا أَدْرِي مَا هِيَ إِلَّا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَكَانَتْ صَلاتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً ))
(صحيح مسلم)
(( عنَّ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ أَخْبَرَهُ قَالَ أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِطَهُورٍ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمَقَاعِدِ فَتَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ وَهُوَ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ هَذَا الْوُضُوءِ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ قَالَ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تَغْتَرُّوا))
(صحيح البخاري)
إذاً الوضوء عبادة، ونحن عندنا قاعدة تقول: مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض، ومالا تتم السنة إلا به فهو سنة، فالوضوء لا تتم الصلاة التي هي فرض إلا به فهو فرض، وآثار الوضوء أكثر من أن تحصى وهي علامة المسلم، المسلم وضيء منور، وجهه صافٍ، وجهه لا خبث به، لأنه مع الله، وهذه من علامات المسلم الصادق.
بالمناسبة من أدق ما قرأت من أحاديث رسول الله أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ إِجلالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ، وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ ))
(سنن أبي داوود )
إن كان الإنسان مسلم وهو متقدم بالسن، إن أكرمته، إن أجلسته مكانك، إن حملت بعض حاجاته، والله يوجد شباب يجدون شيخ وقور ليس شيخ الدين، بل الإنسان المتقدم بالسن حامل حاجات يحملونها عنه، ويوجد شباب يوصلونه بالسيارة إلى بيته، هذا من أعظم الأعمال
((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ ))
(سنن الترمذي)
هذه هي آداب الإسلام، يوجد آداب رفيعة جداً، النبي عليه الصلاة والسلام نهى الابن أن يمشي أمام أبيه، ونهى أن يجلس قبله، ونهى أن يناديه باسمه، ممنوع، إلا بابا الوالد الكريم مثلاً، لاتمشي قبله، لاتمشي أمامه، ولا تجلس قبله، ولا تناده باسمه، هذه هي آداب المسلم، والدين كله آداب، ونحن إلى أدبك أحوج منك إلى علمك، هكذا قال بعض الشيوخ لتلاميذه، يا بني نحن إلى أدبك أحوج منك إلى علمك، وكان أدب النبي عليه الصلاة والسلام يلفت النظر، فسأله أصحابه مرة يا رسول الله ما هذا الأدب ؟ قال:
(( أدبني ربي فأحسن تأديبي. ))
(الجامع الصغير للسيوطي)
هذا من تأديب الله له، وأنت كمؤمن الله يؤدبك، تجد كلامك معتدل، هل من الممكن أن يمزح مؤمناً مزحة جنسية ؟ هذا مستحيل، لو مزحت أمامه لايضحك، لأنه إن ضحك يشجع قائلها، والله جلست مع شخص من الكبراء في مهمة، فطرح مزاح جنسي والله يندى له الجبين، أنا تقصدت أن لا أبتسم، حتى لا أشجعه، أو أقره على عمله، فيا أيها الأخوة تأدبوا بآداب الإسلام.
والحمد لله رب العالمين