نلتقي اليوم مع الحديث الرابع
رد: الثلاثون النسائية .... تعالى اتعلمي واعرفي
المراد من قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: «لا تسأل عنهم» أنهم من الهالكين بارتكابهم لهذه العظائم.
ويتحدث النبي صلى الله علسه وسلم عن امرأة خائنة تبرجت حال غياب زوجها وقد كفاها أمر الدنيا. أيتها الأخت الكريمة، يا من آمنت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا .. لقد كثرت النصوص التي تحذر عن التبرج.. فالتبرج من صفات الجاهلية الأولى ، قال الله تعالى : } ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى{ [الأحزاب:33].
وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم : «أبغض الناس إلى الله ثلاثة: مُلحدٌ في الحرم ، ومبتغٍ في الإسلام سنةَ الجاهلية ، ومُطَّلِبُ دمِ امرئ بغير حق ليُهْرِيق دمَه» رواه البخاري.
فكل من أعمل سنة الجاهلية فهو داخل في هذا الوعيد (انظري فتح الباري : 12/211). والمتبرجة ملعونة على لسان رسول الله القائل : «سيكون آخر أمتي نساء كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات» (معجم الطبراني الأوسط، وصححه الألباني في السلسلة :6/411). والمتبرجة متوعَّدة بنار تلظَّى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يَضربون بها الناس، ونساءٌ كاسيات عاريات، مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البُخْت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» رواه مسلم. «مائلات»: عن طاعة الله وما يلزمهن حفظه. «مميلات»: أي يملن غيرهن بفعلهن المذموم. «والبخت»: ناقة طويلة العنق. والتبرج هتك لستر الله، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت سِتر ما بينها وبين الله» رواه أحمد. والمعنى: إذا تبرَّجت للأجانب هتك الله سترها أي: فضحها، فالهتيكة هي الفضيحة (انظري فيض القدير : 3/137).
والتبرج من علامات النفاق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خير نسائكم الودود، الولود، المواتية، المواسية إذا اتقين الله. وشر نسائكم المتبرجات، المُتَخَيِّلات، وهنَّ المنافقات، لا يدخل الجنة منهنَّ إلا مثل الغراب الأعصم» رواه البيهقي، وصححه الألباني في صحيح الجامع :3330. والغراب الأعصم أبيض الجناحين، وهذا نادر في الغربان (لسان العرب: 12/406) فالمعنى : لا يدخل الجنة من المتبرجات إلا قليلاً . والتبرج معصية لأمر الله تعالى القائل :} ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها { [النور:31] ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى» رواه البخاري. فخير لك – أختي المسلمة – أن تختاري طريق الحجاب ؛ فإنه طهر ونقاء، وعفة وحياء. أسأل الله أن يعصمنا من الزيغ وأن يحفظنا من الزلل.