الحديث النبوي الشريف
الرابع عشر
رد: الثلاثون النسائية .... تعالى اتعلمي واعرفي
قَوْله : ( لَعَنَ اللَّه الْوَاشِمَات )
جَمْع وَاشِمَة بِالشِّينِ الْمُعْجَمَة وَهِيَ الَّتِي تَشِم
( وَالْمُسْتَوْشِمَات )
جَمْع مُسْتَوْشِمَة وَهِيَ الَّتِي تَطْلُب الْوَشْم , وَنَقَلَ اِبْن التَّيْم عَنْ الدَّاوُدِيِّ أَنَّهُ قَالَ : الْوَاشِمَة الَّتِي يُفْعَل بِهَا الْوَشْم وَالْمُسْتَوْشِمَة الَّتِي تَفْعَلهُ , وَرَدَ عَلَيْهِ ذَلِكَ . وَسَيَأْتِي بَعْد بَابَيْنِ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ مَنْصُور بِلَفْظِ " الْمُسْتَوْشِمَات " وَهُوَ بِكَسْرِ الشِّين الَّتِي تَفْعَل ذَلِكَ وَبِفَتْحِهَا الَّتِي تَطْلُب ذَلِكَ , وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيق مُفَضَّل بْن مُهَلْهِل عَنْ مَنْصُور " وَالْمَوْشُومَات " وَهِيَ مَنْ يُفْعَل بِهَا الْوَشْم . قَالَ أَهْل اللُّغَة : الْوَشْم بِفَتْحٍ ثُمَّ سُكُون أَنْ يَغْرِز فِي الْعُضْو إِبْرَة أَوْ نَحْوهَا حَتَّى يَسِيل الدَّم ثُمَّ يُحْشَى بِنَوْرَةٍ أَوْ غَيْرهَا فَيَخْضَرّ . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَن . الْوَاشِمَة الَّتِي تَجْعَل الْخِيلَان فِي وَجْههَا بِكُحْلٍ أَوْ مِدَاد , وَالْمُسْتَوْشِمَة الْمَعْمُول بِهَا اِنْتَهَى . وَذُكِرَ الْوَجْه لِلْغَالِبِ وَأَكْثَر مَا يَكُون فِي الشَّفَة وَسَيَأْتِي عَنْ نَافِع فِي آخِر الْبَاب الَّذِي يَلِيه أَنَّهُ يَكُون فِي اللِّثَة , فَذِكْر الْوَجْه لَيْسَ قَيْدًا , وَقَدْ يَكُون فِي الْيَد وَغَيْرهَا مِنْ الْجَسَد , وَقَدْ يُفْعَل ذَلِكَ نَقْشًا , وَقَدْ يُجْعَل دَوَائِر , وَقَدْ يُكْتَب اِسْم الْمَحْبُوب , وَتَعَاطِيه حَرَام بِدَلَالَةِ اللَّعْن كَمَا فِي حَدِيث الْبَاب , وَيَصِير الْمَوْضِع الْمَوْشُوم نَجِسًا لِأَنَّ الدَّم اِنْحَبَسَ فِيهِ فَتَجِب إِزَالَته إِنْ أَمْكَنَتْ وَلَوْ بِالْجَرْحِ إِلَّا إِنْ خَافَ مِنْهُ تَلَفًا أَوْ شَيْنًا أَوْ فَوَات مَنْفَعَة عُضْو فَيَجُوز إِبْقَاؤُهُ , وَتَكْفِي التَّوْبَة فِي سُقُوط الْإِثْم , وَيَسْتَوِي فِي ذَلِكَ الرَّجُل وَالْمَرْأَة .
قَوْله : ( وَالْمُتَنَمِّصَات )
يَأْتِي شَرْحه فِي بَاب مُفْرَد يَلِي الْبَاب الَّذِي يَلِيه , وَوَقَعَ عِنْد أَبِي دَاوُد عَنْ مُحَمَّد بْن عِيسَى عَنْ جَرِير " الْوَاصِلَات " بَدَل الْمُتَنَمِّصَات هُنَا .
قَوْله : ( وَالْمُتَفَلِّجَات لِلْحُسْنِ )
يُفْهَم مِنْهُ أَنَّ الْمَذْمُومَة مَنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ لِأَجْلِ الْحُسْن فَلَوْ اِحْتَاجَتْ إِلَى ذَلِكَ لِمُدَاوَاةٍ مِثْلًا جَازَ .
قَوْله : ( الْمُغَيِّرَات خَلْق اللَّه )
هِيَ صِفَة لَازِمَة لِمَنْ يَصْنَع الْوَشْم وَالنَّمْص وَالْفَلْج وَكَذَا الْوَصْل عَلَى إِحْدَى الرِّوَايَات .