بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلمم
نساء ملعونات على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله .
وقد لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عدداً من النساء ، لا على سبيل التعيين بل بِذِكْرِ
الصفات التي مِنْ كانت فيها استحقّت اللعن وأمر بلعن نساء اتّصفن ببعض الصفات المنهي عنها .
قال صلى الله عليه وسلم : سيكون في آخر أمتي رجال يَرْكَبون على السُّروج كأشباه الرجال
ينـزلون على أبواب المسجد . نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف
العنوهن فإنـهن ملعونات » رواه أحمد والحاكم وصححه . وأصله عند مسلم .
قال ابن عبد البر : وأما معنى قوله : كاسيات عاريات . فإنه أراد اللواتي يلبسن من الثياب
الشيء الخفيف الذي يَصِف ولا يَسْتُر ؛ فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة.
فالمرأة التي تلبس العاري – ولو امام النساء - قد عرّضت نفسها أن تكون من هذا الصنف
الذي لعنه النبي صلى الله عليه وسلم .
هي في حقيقتها كاسية ، وهي عارية من كمال الستر ، إذ يُشترط في لباس
الرجل والمرأة على حدٍّ سواء ألاّ يصف ولا يشِفّ ،
فلا يكون ضيقاً يُبدي حجم الجسم ، ولا شفافاً يصف لون البشرة .
قال النووي : معنى ( كاسيات ) أي من نعمة الله ، و ( عاريات ) من شُكرها .
وقيل معناه : تستر بعض بدنـها ، وتكشف بعضه إظهاراً لجمالها ونحوه ، وقيل : تلبس ثوباً
رقيقاً يصف لون بدنـها .
وقد كان عمر رضي الله عنه يقول : لا تلبسوا نساءكم القباطي ، فإنه إن
لا يشِف يَصِف . رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة . والقباطي ثياب رقاق .
فلا خير في امرأة تُعرّض نفسها للّعن ، والواجب أن تبتعد المسلمة عن أسباب اللعن
فإن الأمر ليس بالأمر الهيّن ، (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) [النور:15].
كان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول للتابعين : إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في
أعينكم من الشعر ، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات . رواه البخاري .
إذا كان هذا يُقال لخير القرون بعد قرن الصحابة ،
فماذا يُقال لنا نحن الذين نرتكب الكبائر الصريحة الموبقات المهلِكات ؟
ثم نظنّ بأنفسنا خيراً ، وننتظر الفردوس الأعلى !
وحديث النبي صلَّى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : رجال معهم سياط
كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن
كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
وبتأمل يسير في الحديث نجد فيه تبياناً وتحذيراً لكل امرأة سافرة متبرجة بأنَّها مُتَوعَّدة
بالنار، وأنَّ سبب دخولهنَّ النار أنَّهن:
• مائلات في مشيتهنَّ زائغات عن طاعة ربِّهنَّ قلوبهنَّ ميَّالة إلى الرجال لفتنتهم.
• مميلات لأكتافهنَّ، ويعلِّمن غيرهنَّ فعلهنَّ المذموم بتبرجهنَّ، ومميلات للرجال
بما يبدين من زينتهنَّ.
• ويلبسن أكسية رقيقة شفَّافة ضيِّقة فهي في الحقيقة أكسية عارية ، وكذلك يكشفن عن شعر
رؤوسهنَّ حيث يجمعن هذا الشعر ويركمنه فوق بعض، وأكَّد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم
على أنَّهن قد اقترفن إثماً مبيناً بأنَّهن كذلك لا يدخلن الجنَّة ولا يجدن ريحها، فمجرد شمَّ
رائحة الجنَّة لن تصل إلى أنوفِهِنَّ.
• ولو تأملت في أحاديث الوعيد ، فإمَّا أن نجد فيها الوعيد بدخول النار، أو الوعيد بعدم
دخول الجنَّة، أمَّا في هذا الحديث فإنَّ فيه الوعيد بدخول النار، والتحذير بعد دخول الجنة
بل عدم التشرف بشمِّ رائحتها، فإن استحلَّت ذلك المرأة بتبرجها ورأته حلالاً، فهنَّ كافرات
إذا متن على ذلك ، وإن لبسن ذلك مع اعتقادهن تحريمه فقد ارتكبن كبيرة من الكبائر، ما يدل
على خطر هذه الكبيرة من كبائر الذنوب، والتي نسأل الله تعالى أن تتنبَّه لها فتيات الإسلام....
وينجيهنَّ من نار جهنم... آمين.
وذكر القرطبي في تفسيره أنَّه دخلت نسوة من بني تميم على عائشة -رضي الله عنها-
وعليهن ثياب رقاق فقالت عائشة: "إن كنتن مؤمنات، فليس هذا بثياب المؤمنات"، وأدخلت
عليها عروس عليها خمار رقيق، شفاف فقالت: "لم تؤمن بسورة النور امرأة تلبس هذا"
(ذكره القرطبي في التفسير).
قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ نَهَى النِّسَاءَ أَنْ يَلْبَسْنَ
الْقَبَاطِيَّ (جمع قبطية وهو ثوب مصري رقيق أبيض ) قَالَ وَإِنْ كَانَتْ لَا تَشِفُّ فَإِنَّهَا تَصِفُ
قَالَ مَالِكٌ مَعْنَى تَصِفُ أَيْ تَلْصَقُ بِالْجِلْدِ.
المصادر
من القلب إلى القلب
رسالة خاصة إلى الفتاة الجامعيَّة
خبَّاب بن مروان الحمد
***
محاضرة ( الملعونات على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم )
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض