تعريف البدعة وخطرها وذم أهلها
تعريف البدعة لغة:
قال ابن فارس: "بدع: الباء والدال والعين أصلان: أحدهما: ابتداء الشيء وصنعه لا عن مثال، والآخر: الانقطاع والكلال، فالأول: قولهم: أبدعت الشيء قولًا أو فعلًا، إذا ابتدأته لا عن سابق مثال، والله بديع السموات والأرض، والعرب تقول: ابتدع فلان الركي إذا استنبطه، وفلان بدع في هذا الأمر، قال الله تعالى: ﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف:9] أي: ما كنت أول"(1).
وهذا المعنى الثاني الذي ذكره ابن فارس راجع إلى المعنى الأول، كما أشار إلى ذلك ابن الأثير حيث قال: "يقال: أبدعت الناقة إذا انقطعت عن السير بكَلاَل أو ظَلْع، كأنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه من عادة السير إبداعًا، أي: إنشاء أمر خارج عما اعتيد منها"(2).
وقال الجوهري: "أبدعت الشيء: اخترعته لا على مثال، والله تعالى بديع السماوات والأرض"(3).
وقال الطرطوشي: "أصل هذه الكلمة من الاختراع، وهو الشيء يحدث من غير أصل سبق، ولا مثال احتذي، ولا أُلِف مثله، ومنه قوله تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [الأنعام:101] وقوله: ﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف:9] أي: لم أكن أول رسول إلى أهل الأرض"(4).
تعريف البدعة شرعًا:
اختلفت تعريفات العلماء للبدعة، وهذا الاختلاف يرجع إلى زيادة قيود وضوابط عند بعضهم لا يذكرها الآخر، فمن هذه التعريفات:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "البدعة ما خالفت الكتاب والسنة أو إجماع سلف الأمة، من الاعتقادات والعبادات"(5).
وقال رحمه الله كذلك: "البدعة في اللغة تعم كل ما فعل ابتداءً من غير مثال سبق، وأما البدعة الشرعية فما لم يدل عليه دليل شرعي"(6).
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "المراد بالبدعة: ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعًا، وإن كان بدعة لغة"(7).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "والمحدثات جمع محدثة، والمراد بها ما أحدث وليس له أصل في الشرع، ويسمى في عرف الشرع بدعة، وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة، فالبدعة في عرف الشرع مذمومة، بخلاف اللغة، فإن كل شيء أحدث على غير مثال يسمى بدعة، سواء كان محمودًا أو مذمومًا"(
.
وقال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله: "ومعنى البدعة: شرع ما لم يأذن الله به، ولم يكن عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه"(9).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "ما أحدث في الدين على خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، من عقيدة أو عمل"(10).
وقال الشيخ الألباني رحمه الله عند كلامه عن البدعة المنصوص على ضلالتها من الشارع، وقد ذكر جملة أوصاف أنقل منها ما يتلاءم مع التعريف: "كل أمر يتقرب إلى الله به، وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل أمر لا يمكن أن يشرع إلا بنص أو توقيف، ولا نص عليه فهو بدعة، إلا ما كان عن صحابي، وكل ما ألصق بالعبادة من عادات الكفار وما نص على استحبابه بعض العلماء سيما المتأخرين منهم ولا دليل عليه، وكل عبادة لم تأت كيفيتها إلا في حديث ضعيف أو موضوع، وكل عبادة أطلقها الشارع وقيَّدها الناس ببعض القيود، مثل المكان أو الزمان أو صفة أو عدد"(11).
وقال الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي البنعلي رحمه الله: "والبدعة شرعًا: هي التي أحدثت بعد الرسول على سبيل التقرب إلى الله، ولم يكن قد فعلها الرسول ولا أمر بها ولا أقرها ولا فعلتها الصحابة"(12).
ومن أجمع التعريفات وأحسن الضوابط للبدعة ما ذكره الإمام الشاطبي رحمه الله(13) حيث قال: "البدعة: عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه"، قال: "وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة، وإنما يخصها بالعبادات، وأما على رأي من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة فيقول: البدعة: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية".
فقوله: "طريقة في الدين": الطريقة والطريق بمعنى واحد: وهو ما رسم للسلوك عليه، وإنما قيدت بالدين لأنها فيه تخترع وإليه يضيفها صاحبها، وأيضًا فلو كانت مخترعة في الدنيا لم تُسَمَّ بدعة؛ كإحداث الصنائع والبلدان التي لا عهد بها فيما تقدم.
وقوله: "مخترعة": وهذا هو المقصود بالتعريف؛ لأن الطرائق في الدين منها ما له أصل في الشريعة، ومنها ما ليس له أصل فيها، وهذه هي التي تدخل في البدعة، وبهذا القيد انفصلت عن كل ما ظهر لبادي الرأي أنه مخترع مما هو متعلق بالدين؛ كعلم النحو ومفردات اللغة وأصول الفقه وسائر العلوم الخادمة، فإنها وإن لم تكن موجودة في الزمان الأول فأصولها موجودة في الشرع.
وقوله: "تضاهي الشرعية": أي: تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون في الحقيقة كذلك؛ بل هي مضادة لها من أوجه متعددة، كالتزام كيفيات وهيئات معينة دون إذن من الشارع بذلك.
وقوله: "يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى": وهذا يخرج البدعة اللغوية الغير مذمومة؛ كالمخترعات الحديثة ونحوها مما لا يقصد به التعبد لله تعالى وليس فيه محذور.
ومن بيان التعريف الأول يتضح معنى التعريف الثاني الذي ذكره الإمام الشاطبي رحمه الله إلا قوله: "يقصد بالطريقة الشرعية" ومعناه: أن الشريعة جاءت لمصالح العباد في عاجلهم وآجلهم، ليحصلوا الدارين على أكمل وجوهها، وهذا هو الذي يقصده المبتدع ببدعته؛ لأن البدعة إن تعلقت بالعبادات فإنما أراد بها أن يأتي تعبده على أبلغ ما يكون في زعمه، ليفوز بأتم المراتب في الآخرة، وإن تعلقت بالعادات فكذلك؛ لأنه إنما وضعها لتأتي أمور دنياه على تمام المصلحة فيها(14).
خطر البدعة والتحذير منها:
عقد الإمام الشاطبي رحمه الله بابًا في كتابه (الاعتصام) في ذم البدع وسوء منقلب أصحابها، بين فيه خطر البدع وذمها من النقل والعقل.
أما النقل فمن وجوه:
أحدها: ما جاء في القرآن الكريم مما يدل على ذم من ابتدع في دين الله في الجملة:
* فمن ذلك قول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ [آل عمران:7].
فهذه الآية من أعظم الشواهد، وقد جاء في الحديث تفسيرها:
فصح من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾ [آل عمران:7] قال: (فإذا رأيتهم فاعرفيهم).
وصح عنها أنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾ [آل عمران:7] إلى آخر الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه؛ فأولئك الذي سمى الله؛ فاحذروهم»(15).
وجاء عن أبي غالب واسمه حزور(16)؛ قال: كنت بالشام، فبعث المهلب سبعين رأسًا من الخوارج، فنصبوا على درج دمشق، فكنت على ظهر بيت لي، فمر أبو أمامة، فنزلت فاتبعته، فلما وقف عليهم؛ دمعت عيناه، وقال: سبحان الله! ما يصنع الشيطان ببني آدم - قالها ثلاثًا - كلاب جهنم، كلاب جهنم، شر قتلى تحت ظل السماء - ثلاث مرات - خير قتلى من قتلوه، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه. ثم التفت إليَّ، فقال: أبا غالب! إنك بأرض هم بها كثير، فأعاذك الله منهم. قلت: رأيتك بكيت حين رأيتهم؟! قال: بكيت رحمة حين رأيتهم كانوا من أهل الإسلام!(17) هل تقرأ سورة آل عمران؟
قلت: نعم.. فقرأ: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ [آل عمران:7] حتى بلغ: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ﴾ [آل عمران:7]، وإن هؤلاء كان في قلوبهم زيغ فزيغ بهم.
ثم قرأ: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران:105] إلى قوله: ﴿فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [آل عمران:107].
قلت: هم هؤلاء يا أبا أمامة؟ قال: نعم. قلت: من قِبَلِك تقول أو شيء سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني إذًا لجريءٌ، بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا مرة، ولا مرتين.. حتى عد سبعًا.
ثم قال: إن بني إسرائيل تفرَّقوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة تزيد عليها فرقة؛ كلها في النار، إلا السواد الأعظم.
قلت: يا أبا أمامة! ألا ترى ما فعلوا؟ قال: ﴿عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ﴾ [النور:54].
فقد ظهر بهذا التفسير أنهم من أهل البدع، لأن أبا أمامة رضي الله عنه جعل الخوارج داخلين في عموم الآية، وأنها تتنزل عليهم.
ومن الآيات: قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام:153].
فالصراط المستقيم هو سبيل الله الذي دعا إليه، وهو السنة، والسبل هي سبل أهل الاختلاف الحائدين عن الصراط المستقيم، وهم أهل البدع، ليس المراد سبل المعاصي؛ لأن المعاصي من حيث هي معاص لم يضعها أحد طريقًا تسلك دائمًا على مضاهاة التشريع، وإنما هذا الوصف خاص بالبدع المحدثات.
ويدل على هذا ما روى أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قال: «خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا خطًا طويلًا، وخط عن يمينه وعن يساره، فقال: هذا سبيل الله ثم خط لنا خطوطًا عن يمينه ويساره، وقال: هذه سبل، وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو إليه.. ثم تلا هذه الآية: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ﴾ [الأنعام:153] يعني: الخطوط ﴿فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام:153]».
قال بكر بن العلاء: "أحسبه أراد شيطانًا من الإنس، وهي البدع، والله أعلم".
* ومن الآيات: قول الله تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [النحل:9].
عن التستري(18): "(قَصْدُ السَّبِيلِ) [النحل:9] طريق السنة، (وَمِنْهَا جَائِرٌ) [النحل:9] يعني: إلى النار، وذلك الملل والبدع".
* ومنها: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام:159].
قال ابن عطية(19): "وهذه الآية تعم أهل الأهواء والبدع والشذوذ في الفروع وغير ذلك من أهل التعمق في الجدال والخوض في الكلام، هذه كلها عرضة للزلل ومظنة لسوء المعتقد".
* ومنها: قوله تعالى: ﴿وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [الروم:31] قُرئ: (فارقوا دينهم).
وفُسِّر عن أبي هريرة أنهم الخوارج، ورواه أبو أمامة مرفوعًا. وقيل: هم أصحاب الأهواء والبدع.
وجاء عن سفيان بن عيينة(20) وأبي قلابة(21) وغيرهما أنهم قالوا: "كل صاحب بدعة أو فرية ذليل"، واستدلوا بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ﴾ [الأعراف:152].
قال ابن عون(22): "وكان ابن سيرين يرى أن هذه الآية في أصحاب الأهواء: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [الأنعام:68]"(23).
الوجه الثاني من النقل: ما جاء في الأحاديث المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- فمن ذلك: ما في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»(24).
- وفي رواية لمسلم: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد»(25).
- وخرَّج مسلم عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته: «أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة»(26).
- وفي رواية: قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس؛ يحمد الله، ويثني عليه بما هو أهله، ثم يقول: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، وخير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة»(27).
- وفي رواية للنسائي: «وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»(28).
- وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من يتبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من يتبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا»(29).
- وروى الترمذي أيضًا وصححه، وأبو داود، وغيرهما عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة؛ ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب. فقال قائل: يا رسول الله! كأن هذا موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: «أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن كان عبدًا حبشيًا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»(30).
- وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: «يا رسول الله! هل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم. فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم؛ وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر. فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم؛ دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. فقلت: يا رسول الله! صفهم لنا. قال: نعم؛ هم قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم تكن لهم إمام ولا جماعة؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»(31).
- وفي حديث الصحيفة: «المدينة حرمٌ ما بين عير إلى ثور، من أحدث فيها حدثًا، أو آوى محدِثًا؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبلُ الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا»(32).
وهذا الحديث في سياق العموم، فيشمل كل حدث أحدث فيها مما ينافي الشرع، والبدع من أقبح الحدث، وهو وإن كان مختصًا بالمدينة؛ فغيرها أيضًا يدخل في المعنى(33).
- وفي (الموطأ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة، فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون... الحديث. إلى أن قال فيه: فليُذادنَّ رجالٌ عن حوضي كما يُذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلمَّ، ألا هلمَّ، ألا هلمَّ. فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك. فأقول: فسحقًا فسحقًا فسحقًا»(34).
حمله جماعة من العلماء على أنهم المخالفون لأهل السنة والجماعة، وحمله آخرون على المرتدين عن الإسلام.
- والذي يدل على الأول ما خرجه خيثمة بن سليمان(35) عن يزيد الرقاشي(36) قال: سألت أنس بن مالك، فقلت: إن هاهنا قومًا يشهدون علينا بالكفر والشرك، ويكذبون بالحوض والشفاعة، فهل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئًا؟
قال: نعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بين العبد والكفر - أو الشرك - ترك الصلاة، فإذا تركها فقد أشرك، وحوضي كما بين أيلة إلى مكة، أباريقه كنجوم السماء - أو قال: كعدد نجوم السماء - له ميزابان من الجنة، كلما نضب أمداه، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا، وسيرده أقوام ذابلة شفاههم، فلا يطعمون منه قطرة واحدة، من كذب به اليوم؛ لم يُصِب منه الشراب يومئذ»(37).
- وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور - وفي رواية: فيه الهدى - من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضلَّ». وفي رواية: «من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة»(38).
- وخرَّج الطحاوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لكل عابد شِرَّةً، ولكل شرِّةٍ فترة، فإما إلى سنة وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كان فترته إلى غير ذلك فقد هلك»(39).
الوجه الثالث من النقل: ما جاء عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم في ذم المخالفين لأهل السنة والجماعة، وهو كثير:
فمما جاء عن الصحابة:
- ما صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه خطب الناس فقال: "أيها الناس! قد سنت لكم السنن، وفرضت لكم الفرائض، وتركتم على الواضحة إلا أن تضلوا بالناس يمينًا وشمالًا"، وصفق بإحدى يديه على الأخرى، ثم قال: "إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم؛ أن يقول قائل: لا نجد حدين في كتاب الله، فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا ..."(40) إلى آخر الحديث.
- وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: "يا معشر القراء! استقيموا، فقد سبقتم سبقًا بعيدًا، وإن أخذتم يمينًا وشمالًا لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا"(41).
- وعنه أيضًا: "أخوف ما أخاف على الناس اثنتان: أن يؤثروا ما يرون على ما يعلمون، وأن يضلوا وهم لا يشعرون"(42).
قال سفيان: (وهو صاحب البدعة).
- وأيضًا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (اتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)(43).
- وخرج عنه ابن وهب أيضًا أنه قال: (عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه بذهاب أهله، عليكم بالعلم؛ فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إلى ما عنده، وستجدون أقوامًا يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع والتنطع والتعمق، وعليكم بالعتيق)(44).
- وعنه أيضًا: (القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة)(45).
- وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: (لست تاركًا شيئًا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به؛ إني أخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ)(46).
- وعن ابن عمر: (صلاة السفر ركعتان، من خالف السنة كفر)(47).
- وعن ابن عباس أنه قال: (عليكم بالاستفاضة(48) والأثر، وإياكم والبدع).
- وخرج ابن وهب عنه أيضًا قال: (من أحدث رأيًا في كتاب الله، ولم تمض به سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لم يدر ما هو عليه إذا لقي الله عز وجل)(49).
ومما جاء عمن بعد الصحابة رضي الله عنهم:
- ما ذكر ابن وضاح عن الحسن قال: (صاحب البدعة لا يزداد اجتهادًا - صيامًا وصلاة - إلا ازداد من الله بعدًا)(50).
- وخرج ابن وهب عن إدريس الخولاني أنه قال: (لأن أرى في المسجد نارًا لا أستطيع إطفاءها، أحب إلي من أن أرى فيه بدعة لا أستطيع تغييرها)(51).
- وعن الفضيل بن عياض: (اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين)(52).
- وعن عمرو بن قيس: (لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك)(53).
- وعن أبي قلابة: (لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون)(54).
- وذكر الآجري أن ابن سيرين كان يرى أسرع الناس ردة أهل الأهواء(55).
- وعن إبراهيم: (ولا تكلموهم؛ إني أخاف أن ترتد قلوبكم).
- وعن هشام بن حسان قال: (لا يقبل الله من صاحب البدعة صيامًا، ولا صلاةً، ولا حجًا، ولا جهادًا، ولا عمرةً، ولا صدقةً، ولا عتقًا، ولا صرفًا، ولا عدلًا).
- وعن عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (كان يكتب في كتبه: إني أحذركم ما مالت إليه الأهواء والزيغ البعيدة).
- ومن كلامه الذي عني به وبحفظه العلماء وكان يعجب مالكًا جدًا، وهو أن قال: (سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده(56) سننًا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها، من عمل بها مهتدٍ، ومن انتصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرًا)(57)(58).
لكن هذه الآثار في النهي عن مجالسة أهل البدع والأهواء؛ إنما هي لمن خشي التأثر بهم، أو كان مأخذه غير دعوتهم أو الإنكار عليهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.. وسيأتي في فصل "فتاوى بعض أهل العلم في دعوة المخالفين" بيان هذه المسألة المهمة(59).
وأما الوجه الآخر فهو النظر والعقل:
قال الإمام الشاطبي رحمه الله - وهو أحسن من تكلم في شأن البدعة -: "أما النظر فمن وجوه:
أحدها: أنه قد علم بالتجارب والخبرة السارية في العالم من أول الدنيا إلى اليوم أن العقول غير مستقلة بمصالحها؛ استجلابًا لها، أو مفاسدها؛ استدفاعًا لها.
والثاني: أن الشريعة جاءت كاملة لا تحتمل الزيادة ولا النقصان؛ لأن الله تعالى قال فيها: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة:3].
فإذا كان كذلك، فالمبتدع إنما محصول قوله بلسان حاله أو مقاله: إن الشريعة لم تتم، وإنه بقي منها أشياء يجب أن يستحب استدراكها؛ لأنه لو كان معتقدًا لكمالها وتمامها من كل وجه؛ لم يبتدع، ولا استدرك عليها، وقائل هذا ضال عن الصراط المستقيم.
قال ابن الماجشون(60): سمعت مالكًا يقول: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة؛ فقد زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله يقول: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [المائدة:3]، فما لم يكن يومئذ دينًا، فلا يكون اليوم دينًا".
والثالث: أن المبتدع معاند للشرع، ومشاق له؛ لأن الشارع قد عين لمطالب العبد طرقًا خاصة على وجوه خاصة، وقصر الخلق عليها بالأمر والنهي والوعد والوعيد، وأخبر أن الخير فيها، وأن الشر في تعديها ... إلى غير ذلك؛ لأن الله يعلم ونحن لا نعلم، وأنه إنما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، فالمبتدع راد لهذا كله؛ فإنه يزعم أن ثم طرقًا أخر، ليس ما حصره الشارع بمحصور، ولا ما عينه بمتعين، كأن الشارع يعلم ونحن أيضًا نعلم، بل ربما يفهم من استدراكه الطرق على الشارع أنه علم ما لم يعلمه الشارع، وهذا إن كان مقصودًا للمبتدع؛ فهو كفر بالشريعة والشارع، وإن كان غير مقصود فهو ضلال مبين.
والرابع: أن المبتدع قد نزّل نفسه منزلة المضاهي للشارع؛ لأن الشارع وضع الشرائع، وألزم الخلق الجري على سننها، وصار هو المنفرد بذلك؛ لأنه حكم بين الخلق فيما كانوا فيه يختلفون، وإلا فلو كان التشريع من مدركات الخلق؛ لم تنزل الشرائع، ولم يبق الخلاف بين الناس، ولا احتيج إلى بعث الرسل عليهم السلام.
فهذا الذي ابتدع في دين الله قد صير نفسه نظيرًا ومضاهيًا للشارع، حيث شرع مع الشارع، وفتح للاختلاف بابًا، ورد قصد الشارع في الانفراد بالتشريع، وكفى بذلك.
والخامس: أنه اتباع للهوى؛ لأن العقل إذا لم يكن متبعًا للشرع؛ لم يبق له إلا الهوى والشهوة، وأنت تعلم ما في اتباع الهوى وأنه ضلال مبين".
وقال أيضًا: "الوجه السادس: يذكر فيه بعض ما في البدع من الأوصاف المحذورة والمعاني المذمومة، وأنواع الشؤم:
وهو كالشرح لما تقدم أولًا، وفيه زيادة بسط وبيان زائد على ما تقدم في أثناء الأدلة.
فاعلموا أن البدعة لا يقبل معها عبادة، من صلاة ولا صيام ولا صدقة ولا غيرها من القربات، ومجالس صاحبها تنزع منه العصمة، ويوكل إلى نفسه، والماشي إليه وموقره معين على هدم الإسلام - فما الظن بصاحبها؟ - وهو ملعون على لسان الشريعة، ويزداد من الله بعبادته بعدًا، وهي مظنة إلقاء العداوة والبغضاء، ومانعة من الشفاعة المحمدية، ورافعة للسنن التي تقابلها، وعلى مبتدعها إثم من عمل بها، وليس له من توبة، وتلقى عليه الذلة والغضب من الله، ويبعد عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخاف عليه أن يكون معدودًا في الكفار الخارجين عن الملة، وسوء الخاتمة عند الخروج من الدنيا، ويسود وجهه في الآخرة، ويعذب بنار جهنم، وقد تبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منه المسلمون، ويخاف عليه الفتنة في الدنيا زيادة إلى عذاب الآخرة"(61).
وقد فصَّل رحمه الله هذه النقاط بكلام جيد طويل.
____________________
(1) معجم مقاييس اللغة (1/209) مادة (بدع).
(2) النهاية (1/107).
(3) الصحاح (3/1183) مادة (بدع).
(4) الحوادث والبدع (ص:40).
(5) مجموع الفتاوى (18/346).
(6) اقتضاء الصراط المستقيم (2/593).
(7) جامع العلوم والحكم (1/266).
(
فتح الباري (13/266-267).
(9) معارج القبول (2/502).
(10) شرح لمعة الاعتقاد (ص:24) طبعة "مجموع الفتاوى" السليمان.
(11) أحكام الجنائز (ص:306)، بتصرف يسير.
(12) تحذير المسلمين من الابتداع في الدين (ص:10).
(13) إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي، من أهل غرناطة، كان من أئمة المالكية، توفي سنة (790)هـ. له مؤلفات، من أهمها: (الموافقات في أصول الفقه) و(الاعتصام).
(14) انظر: الاعتصام (1/50-57)، علم أصول البدع (ص:24-25)، الإبداع في مضار الابتداع (ص:26-29).
(15) البخاري (4/1655) (4273)، مسلم (4/2053) (2665).
(16) أبو غالب البصري، ويقال الأصبهاني، صاحب أبي أمامة رضي الله عنه، روى عن أنس بن مالك وأبي أمامة الباهلي وأم الدرداء، ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل البصرة. انظر: تهذيب الكمال (34/171)، التاريخ الكبير (3/134)، لسان الميزان (7/478).
(17) قال شيخ الإسلام ابن تيمية/ في رده على الأخنائي: "وأهل السنة والعلم والإيمان يعرفون الحق، ويتبعون سنة الرسول، ويرحمون الخلق، ويعدلون فيه، ويعذرون من اجتهد في معرفة الحق فعجز عن معرفته، وإنما يذمون من ذمه الله ورسوله، وهو المفرط في طلب الحق؛ لتركه الواجب. والمتعدي المتبع لهواه بلا علم؛ لفعله المحرم. فيذمون من ترك الواجب أو فعل المحرم ولا يعاقبونه إلا بعد إقامة الحجة عليه... إلخ". [مجموع الفتاوى: (27/238)].
(18) سهل بن يونس التستري، أحد أئمة الصوفية وعلمائهم المتكلمين، له كتاب في تفسير القرآن. توفي سنة (283)هـ.
(19) عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي، أبو محمد، مفسر فقيه. من أهل غرناطة، توفي سنة (542)هـ. من أشهر مؤلفاته (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز).
(20) سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، أبو محمد الكوفي، محدث الحرم المكي، من الموالي. ولد بالكوفة سنة (107)هـ، وسكن مكة وتوفي بها سنة (198)هـ، كان حافظًا ثقة، واسع العلم، كبير القدر. انظر ترجمته في التاريخ الكبير (4/94)، تاريخ بغداد (9/174)، الأعلام (3/105).
(21) أبو قلابة الجرمي: عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي، كان عالمًا بالقضاء والأحكام، ومن رجال الحديث الثقات، توفي بالشام سنة (104)هـ. انظر ترجمته في التاريخ الكبير (5/92)، تذكرة الحفاظ (1/94)، الأعلام (4/88).
(22) عبد الله بن عون بن أرطبان المزني، أبو عون البصري، أحد الأعلام، روى له الستة، توفي سنة (150)هـ.
(23) انظر: شرح العقيدة الطحاوية (2/482-483).
(24) البخاري (2/959) (2550)، مسلم (3/1343) (1718).
(25) مسلم (3/1343) (1718).
(26) مسلم (2/592) (867).
(27) مسلم (2/592) (867).
(28) النسائي في سننه (3/188-189).
(29) تقدم تخريجه.
(30) أبو داود (2/610) (4607)، الترمذي (5/44) (2676).
(31) البخاري (3/1319) (6/2595) (3411، 6673)، مسلم (3/1475) (1847).
(32) البخاري (6/2482) (6374)، مسلم (2/994) (1370).
(33) الاعتصام للشاطبي (1/96).
(34) الموطأ (1/28)، وهو في صحيح مسلم (1/218) (249).
(35) خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الطرابلسي، أبو الحسن: من حفاظ الحديث، كان محدث الشام في عصره، وهو من أهل طرابلس الشام. توفي سنة (343)هـ. له كتاب كبير في فضائل الصحابة. انظر ترجمته في لسان الميزان (2/411)، تذكرة الحفاظ (3/858)، الأعلام (3/326).
(36) يزيد بن أبان الرقاشي، أبو عمرو البصري، من زهاد أهل البصرة، عداده في من صغار التابعين، توفي قبل (120هـ). انظر ترجمته: تهذيب الكمال (32/64)، لسان الميزان (7/439).
(37) ابن ماجة (1080)، وأخرج ابن نصر المروزي في (تعظيم قدر الصلاة) (897) شطره الأول.
(38) أخرجه مسلم (4/1873) (2408).
(39) أحمد (2/188، 210)، صحيح ابن خزيمة (3/293).
(40) الموطأ (2/824)، سنن البيهقي (8/212).
(41) البخاري (6/2656) (6853).
(42) حلية الأولياء (1/278)، الزهد لهناد (2/465). انظر: الاعتصام (1/60).
(43) سنن الدارمي (1/80)، السنة للمروزي (1/28)، وانظر: مجمع الزوائد (1/434).
(44) مصنف عبد الرزاق (11/252)، سنن الدارمي (1/66).
(45) سنن الدارمي (1/83).
(46) البخاري (3/1126) (2926)، مسلم (3/1380) (1759).
(47) أبو نعيم في الحلية (7/185-186) من طرق عن صفوان بن محرز عنه به، وهو صحيح، وعزاه صاحب كنز العمال (20185) إلى الديلمي، وله شواهد.
(48) [كذا في الأصل، والصواب: الاستقامة].
(49) سنن الدارمي (1/69).
(50) البدع والنهي عنها (ص:62).
(51) السنة للمروزي (1/32).
(52) الأذكار للنووي (1/363).
(53) حلية الأولياء (5/103).
(54) سنن الدارمي (1/120)، شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/134).
(55) الشريعة (474) (2/889).
(56) وهم الخلفاء الراشدون: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين.
(57) الشريعة (92) (1/408).
(58)الاعتصام (1/70-117) بتصرف.
(59) انظر: (ص:165) من هذا الكتاب وما بعدها
(60) عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بن الماجشون التيمي مولاهم المدني المالكي، تلميذ الإمام مالك. توفي سنة (213)هـ.
(61) الاعتصام (1/61-70) بتصرف.