إمامة الفاسق
أولاً: لسنا نحن الذين نقبل إمامة الفاسق، إنما رسول الله صلى الله عليه وسلم، واقتدى به علي، وكتبكم تشهد بذلك فقال: "وإنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل، ويجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريح به بر ويستراح من فاجر" [نهج البلاغة 92].
ثانياً: وقد روت كتبكم أنه تولى ليس فقط الفاسق، بل تولى الجبت والطاغوت، وتنازل الحسن عنها لمن تصفونه بالفاسق الفاجر بل الكافر؛ فهلا اعترضتم على المعصومين قبل أن تعترضوا علينا؟!
ثالثاً: نعم إمامة الفاسق مباحة لكن عندما يختار النبي صلى الله عليه وسلم إماماً فيختار الإمام الأمثل، واختياره الأمثل فضيلة وأيما فضيلة.
رابعاً: تقديم أبي بكر إماماً ليصلي بالناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة احتج بها علي على أولوية أبي بكر في الإمامة.
خامساً: وأبو بكر لم تثبت فضيلته لمجرد تقديمه للصلاة، وإنما لاقتران فضائل كثيرة غيرها مثل صحبته النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، وكونه أحب الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تأتي قرينة الصلاة.
علماً أنه في كتاب الاحتجاج للطبرسي [صفحة 308] يقول مهديكم: "إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي".